الثورة نت:
2025-05-14@09:24:25 GMT

سلام القراصنة..!!

تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT

 

الولايات المتحدة الأمريكية أزلامها يحدثونك عن السلام وحل الملفات العالقة منذ بداية الهدنة وعلى رأسها ملف الرواتب الذي ظل الأمريكي يرفضها ويمارس ضغوطه على أزلامه، وفي هذا التوقيت بدأت تتحرك وتيرة «فخ السلام المنشود» ليس حباً في السلام وإنما من أجل تبريد سخونة مشاركة سلطة صنعاء في طوفان الأقصى ورسائل قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي في خطابه الأخير وفي جوهرها رسالة استهداف السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر وتهديده بإغلاق باب المندب.


لماذا السلام الآن ؟
يعرف الأمريكي وأزلامه أن سلطة صنعاء لن تقبل بسياسة المقايضة ومن يحكم صنعاء اليوم غير حُكام الأمس الذين يقايضون ويزايدون بالشعارات من أجل الحصول على مكاسب، ولذا فإنهم بالسلام المزعوم يريدون تحقيق هدفين:
الهدف الأول أن يضعوا سلطة صنعاء في موقف صدام مع الناس ويصوروها بأنها ترفض تحقيق السلام الداخلي والقبول بالحلول للأوضاع البائسة التي أنتجتها حرب العدوان وبالتالي توظيف هذا الرفض في زعزعة الوضع الداخلي.
أما الهدف الثاني مرتبط بالأول، ففي رفض سلطة صنعاء يخلقون مبرر إشعال الجبهات الداخلية وعودة المعارك، وهذا الأمر ليس حباً ولا حرصاً على اليمنيين وإنما خدمةً للمشروع الصهيوأمريكي وأزلامه المطبعين في المنطقة، إنها حرب على محور المقاومة، بحيث يستفرد الكيان الصهيوني بالمقاومة الفلسطينية وغزة أو على الأقل التخفيف من ضغط محور المقاومة عليها.
وما يطرحه الأمريكي ليس سلاماً وإنما إخضاع وترويض، ولم يكن الأمريكي في تاريخه داعية سلام، بل دولة عدوان وإشعال حروب وغزو بهدف إخضاع الدول والشعوب لمشيئتها ونهبها، دولة اكتشفها وأسسها قراصنة البحار وتأسست على الإبادة الاستيطانية للسكان الأصليين “الهنود الحمر” ومن الصعب تصديقها بأنها تسعى للسلام في اليمن، بينما ترفضه في غزة وتمنح الكيان الصهيوني غطاء لجرائمه البشعة، السلام لا يتجزأ، لا يمكن أن تدعو لسلام هنا وتعتدي وتشن حرباً هناك، السلام كلي لا يتجزأ ولا سلام بالتجزئة، ولا يمكن أن يعم السلام في المنطقة في ظل وجود هذا الكيان الصهيوني المجرم..!!

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

د. محمد بشاري يكتب: الذكاء الاصطناعي .. وسيلة مساعدة أم سلطة بديلة

إنّ النّاظر بعين البصيرة في حركة الواقع المعاصر، ليُدرك بلا عناء أنّنا إزاء تحوّل حضاريّ غير مسبوق، بلغ من التّعقيد ما جعل أدوات العقل البشريّ الكلاسيكيّة عاجزةً عن ملاحقة إيقاعه المتسارع. 

ولعلّ من أبرز مظاهر هذا التّحوّل ما يُعرف اليوم بتقنيات الذّكاء الاصطناعيّ، لا سيّما ما اصطلح عليه أهل الصناعة بـ “النّظم الخبيرة”، التي أُنيط بها تقليد العقل البشريّ في التّحليل والتّصنيف والاستنتاج. وليس من قبيل المصادفة أن تجد هذه الأدوات طريقها إلى مختلف المجالات، ومنها الحقول المعرفيّة المرتبطة بالشّريعة الإسلاميّة، خاصّة في علم الحديث رواية ودراية.

غير أنّ الفقيه الأصوليّ، إذا ما استحضر الأصول التي عليها مدار التّكليف والاجتهاد، يجد نفسه مدفوعًا إلى التّمييز بين الوسائل والغايات، على ما قرّره الإمام الشاطبي في “الموافقات” حين بيّن أنّ الوسائل تأخذ حكم مقاصدها، ولا يُعتبر بها في ذاتها إلّا من حيث ما تفضي إليه. فليست النّظم الخبيرة غايةً في ذاتها، بل هي من جملة الوسائل التي تخضع لسلطان المقاصد وضوابط الشّرع. وهي لذلك، لا تُسلّم لها زمام النّظر، ولا يُستبدل بها اجتهاد المجتهدين، بل تُجعل خادمة لما يُحصّله النّظر البشريّ المنضبط، لا منافسة له ولا قاضية عليه.

وإذ ننظر في طبيعة هذه النّظم، نجدها تشتغل وفق معادلات رياضيّة خالية من الوعي المقاصديّ، عاجزة عن إدراك روح النّص ومآلاته. فهي قد تحسن التّصنيف العدديّ والتّرابط الصّوريّ، غير أنّها تفتقر إلى ملَكة الاجتهاد الذي يُقدّر الألفاظ بمقاصدها، ويربط السّياقات بتاريخها، ويفهم النّصوص في ضوء عللها وغاياتها. وليس ذلك من باب المثلبة على هذه الأدوات، وإنّما من باب وضعها في موضعها الطّبيعيّ، دون غلوّ في الاعتماد عليها، أو تعسّف في تحقيرها.

وقد تقرّر في قواعد الأصول أنّ الحكم على الشّيء فرعٌ عن تصوّره. فمن أراد أن يحكم على هذه الأدوات بحكم شرعيّ، لزمه أوّلًا أن يتبيّن حقيقتها وحدودها، وما تحسنه وما تعجز عنه، ثمّ يردّ ذلك إلى مقاصد الشّريعة ومصالح الأمّة. ومن المعلوم أنّ الشّريعة جاءت بتحصيل المصالح ودرء المفاسد، والمصلحة كما بيّن أهل الأصول ليست محصورةً في الظّاهر المحسوس، بل تتعدّاه إلى ما يُبقي على الهويّة والرّوح والمقصد. ولأجل ذلك، فإنّ من أعظم المفاسد أن تُسلّم هذه النّظم لقيادة عمليّة التّوثيق والتّصحيح دون رقابة علميّة بشرية مؤهّلة.

كما أنّ من القواعد القطعيّة في الشّريعة أنّ وسائل العلم يجب أن تكون مأمونة الضّبط، مصونة من العبث والغلط. وأيّما وسيلةٍ غلب على الظّنّ تسرّب الخلل إليها، وجب تقييدها أو منعها. ومن ثمّ، فإنّ إخضاع النّظم الخبيرة لمعايير التّدقيق الشّرعيّ والعلميّ، هو من لوازم تحصيل اليقين، وصيانة مقام السنّة النّبويّة من التّحريف والتّزييف. وليس في ذلك حجرٌ على الابتكار، بل هو من قبيل توجيه الابتكار في مساره الشّرعيّ الصّحيح.

ويُضاف إلى ما سبق أنّ العلم في الإسلام ليس تكديسًا للمعلومات، ولا جمعًا للمرويّات، بل هو تمييزٌ بين الحقّ والباطل، والصّحيح والضعيف، والرّاسخ والزّائل. وهذا ما عبّر عنه الإمام مالك، حينما كان ينتقي من مئات الآلاف من الأحاديث ما يراه صالحًا لبناء الأمّة، غير ملتفتٍ إلى مجرّد كثرة المرويّات. فالعبرة ليست بالكثرة العدديّة، بل بالتحقيق المقاصديّ.

ومن هنا، فإنّ الموقف الأصوليّ الرّشيد يقتضي أن تُدرَس هذه النّظم في ضوء المقاصد الكلّيّة للشّريعة، وأن تُستثمر فيما تُحسنه، دون أن تُتَّخذ ذريعةً لتعطيل ملكات الاجتهاد، أو استبعاد المؤهّلين من أهل العلم. والواجب أن تبقى الكلمة الفصل بيد العلماء الرّاسخين، ومجامع الفقه المعتبرة، التي لها وحدها الحقّ في تقويم هذه الأدوات، وضبط معايير الإفادة منها.

وما لم يتحقّق هذا التّوازن، فإنّ الخطر كلّ الخطر أن تتحوّل هذه النّظم من وسيلة خادمة إلى قوّة مهيمنة، تفرض سلطتها على النّصوص والمناهج، وتدفع بالأمّة إلى الاستغناء عن العلماء. وإنّ من أعظم الفتن أن يستبدل النّاس الصّنعة الآليّة بالبصيرة البشريّة، وأن يظنّوا أنّ الخوارزميات تُغني عن الفقهاء والمحدّثين.

ولهذا، فإنّ التّعويل يجب أن يكون على الجمع بين العقل البشريّ والنّظم الذّكيّة، في شراكةٍ تحفظ للإنسان مقامه، وتستثمر في الآلة طاقتها، دون أن تُعطيها ما ليس من شأنها. وهذا هو الميزان الّذي تقتضيه مقاصد الشّريعة، وسنن الله في خلقه، وبه يكون الابتكار مأمون العاقبة، محفوظ الغاية، منصرفًا إلى خدمة الحقّ دون أن يتحوّل إلى أداة طغيان على عقول العلماء ومناهجهم. والله أعلم.

طباعة شارك الواقع المعاصر الذّكاء الاصطناعيّ تقنيات الذّكاء الاصطناعيّ

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية الأمريكي يبحث السلام في أوكرانيا مع قادة أوروبا
  • شاهد | الإعلام الأمريكي والعالمي: اتفاق واشنطن مع صنعاء بسبب فداحة الخسائر ومخاوف من الغرق
  • سمير فرج: شركات الخدمة الوطنية لا تقصي القطاع الخاص وإنما تعمل معه
  • د. محمد بشاري يكتب: الذكاء الاصطناعي .. وسيلة مساعدة أم سلطة بديلة
  • من هو الأسير الإسرائيلي ـ الأمريكي عيدان الكسندر الذي أفرجت عنه حماس اليوم؟
  • لذيذة جدا .. طريقة عمل سلطة سيزر
  • شكاية تحرش بسائحة أمريكية تزج بعون سلطة بشفشاون في السجن
  • دلالات الاتفاق اليمني الأمريكي لوقف إطلاق النار، وكيف قرأه الصهاينة
  • كوثر محمود: 60% من المنظومة الصحية بمصر قائمة على التمريض
  • ‏مصادر يمنية: الحوثيون يعملون على إعادة تأهيل الأنفاق العسكرية للقوة الصاروخية وسلاح الجو والتي تعرضت للقصف الأمريكي في صنعاء وصعدة