مفتي الجمهورية: الجيش المصري لا يعرف الغدر ولا العدوان
تاريخ النشر: 18th, November 2023 GMT
قال الدكتور شوقي علام -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم: إن الأخذ بالأسباب والتوكل على الله وحسن التخطيط والاستعداد والتضحية هو ما يؤدي إلى الفوز والنصر، وأن تحقيق النصر لا يكون أبدًا للكسالى، ولكن لمن تدربوا وخططوا وأخذوا بالأسباب، وعلينا جميعًا الأخذ بالأسباب كما فعلت السيدة مريم عليها السلام عندما أمرها الله عز وجل بهز جذع النخلة؛ فالعمل أو الأخذ بالأسباب هو جزء من العبادة ولا يتعارض مع القضاء والقدر.
أضاف مفتي الجمهورية، أن الإسلام حرص على ترتيب شئون الناس بما يحقِّق لهم المصلحةَ في العاجل والآجل، ويبتعد بهم عن كل ما يؤدي إلى الضرر والمفسدة؛ فأرشدهم إلى تحصيل أسباب القوة، وأمرهم بإتقان العمل، ونهاهم عن التسرع وعدم التَّروي في الأقوال والأعمال على غير علم وتَمَكُّنٍ وتَحَقُّقٍ، ودعاهم إلى ردِّ الأمور إلى أهل الخبرة ومراعاة التخصص؛ فهم أحق بها وأهلها؛ ولا شكَّ أنه في أزمنة الفتن وحالات الحروب وأوقات الأزمات تشتد الحاجةُ إلى أمرين؛ الأول: استبيان الأمر والتحقُّق منه قبل الخوض فيه والتكلم عنه. والثاني: رد الأمر لأهله الذين هم أعلم به.
وأشار فضيلة المفتي إلى أن الجيش المصري يأخذ بالأسباب؛ فهو يحرص دومًا على التدريب والاستعداد الجيد برغم شهادة النبي صلى الله عليه وسلم بأن هذا الجيش في خير وعافية إلى قيام الساعة؛ فخيرية الجيش المصري لم تأتِ من فراغ وإنما نتيجة إرادة صادقة لرجال أوفياء أصحاب أخلاق إنسانية لا يعرفون الغدر أو العدوان، أو الممارسات الوحشية والجرائم غير الإنسانية والأعمال البربرية، امتثالًا لنهي الرسول صلى الله عليه وسلم عن حرق الشجر وقطع النخل وهدم المنازل، وذلك في عدة أحاديث ومواقف مشهورة، منها ما جاء في وصيته صلى الله عليه وسلم لأحد الجيوش: «لا تغدروا، ولا تغلوا، ولا تقتلوا وليدًا، أو امرأة، ولا كبيرًا فانيًا، ولا معتصمًا بصومعة، ولا تقربوا نخلًا، ولا تقطعوا شجرًا، ولا تهدموا بناءً».
وأشار فضيلة مفتي الجمهورية إلى أن المسلم إذا أحسن الظن بالله، وبذل الجهد في تحصيل الأسباب، وأتْبع ذلك بحسن التوكل على الله والاستعانة به مع الصبر على البلاء؛ هيأ الله عز وجل له من الأسباب التي لا تخطر له على بال ما يكون معينًا له على تحقيق النصر والفوز، على الرغم من ضعفه وقلة مؤنه في الحياة.
وشدد فضيلته على أن الابتلاء ليس وبالًا وشرًّا في جميع أحواله، بل يمكن أن يكون العكس هو الصحيح، وينقلب البلاء إلى نعمة، وتنقلب المحنة إلى منحة، مشيرًا للحديث الذي جاء عن صهيب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «عجبًا لأمر المؤمن إن أمره كله له خيرٌ، وليس ذاك لأحدٍ إلا للمؤمن؛ إن أصابته سَرَّاء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له» أخرجه مسلم.
واختتم فضيلته بالرد على من يحاول فهم النصوص الشرعية فهمًا مغلوطًا للتنبؤ ببعض الأمور قائلًا: إن تنزيل الأحكام الشرعية وتطبيقها على واقع الناس أمر دقيق، لا بد معه من إدراك الواقع، والإحاطة به، من خلال منظومة كاملة من العلوم المختلفة شرعية وغيرها، وكذلك تحرِّي الواقع الاجتماعي والفكري، ومعرفة عالم الأشياء والأشخاص والأحداث والأفكار، وعلاقات تلك العوالم بعضها بالبعض، فمن كان معزولًا عن الواقع، أو لا يتابعه بشكل متكامل، أو يتابعه بصورة سطحية؛ فإن فهمه للشرع الشريف سيكون في المقابل منقوصًا ومشوَّهًا.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: شوقى علام مفتي الجمهورية الإفتاء هيئات الإفتاء التوكل على الله مفتی الجمهوریة صلى الله علیه
إقرأ أيضاً:
ما فضل أيام العشر من ذي الحجة؟
«الخليج»: متابعات
تحمل الأيام العشر الأوائل من شهر ذي الحجة مكانة خاصة في قلوب المسلمين عن سائر أيام العام، لما ورد فيها من فضائل عظيمة وأعمال جليلة، مثبتة في السنة النبوية، فيحرص الكثيرون على اغتنام هذه المناسبة بالإكثار من الأعمال الصالحة والتضرع إلى الله بالعبادات، فما فضل أيام العشر من ذي الحجة؟
وبحسب مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، فإن أيام عشر ذي الحجة هي أفضل أيام السنة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ أَيَّامٍ أَفْضَلُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ أَيَّامِ عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ»، وأفضل أيام العشر يوم عرفة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ يَوْمٍ أَفْضَلُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ»، ولذلك كان العمل الصالح في هذه الأيام أحب إلى الله تعالى منه في غيرها؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما من أيامٍ العملُ الصالحُ فيها أحبُّ إلى الله من هذه الأيام' يعني أيام العشر»، ومن أسباب فضل أيام العشر اجتماع أمهات العبادة فيها، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج. فينبغي استثمار وقت أيام العشر في العبادة من ذكر وصيام وغيرهما من الأعمال الصالحة.