صحيفة البلاد:
2025-05-21@02:12:46 GMT

مجلس شؤون الأسرة ولجنة الرجل

تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT

مجلس شؤون الأسرة ولجنة الرجل

نعلم جميعاً أن رقي الأمم وحضارتها ،إنما يقاس بمدى اهتمامها بشؤون الأسرة ،لأنها النواة الأساسية للمجتمعات. وقد اهتمت المملكة بالأسرة وأولت شؤونها تفكيراً وتخطيطاً ساهما في نجاتها من الإنحطاط والتدهور والتهالك، ومن ذلك تأسيس مجلس الأسرة السعودية ، برئاسة وزير التنمية والموارد البشرية ،وعضوية عدد من الأعضاء من مجالات وقطاعات عديدة.

يُعنى هذا المجلس بكل ما يهمّ الأسرة السعودية . وللمجلس منتديات سنوية واجتماعات نصف سنوية ، يحق لكل أسرة متابعة هذه الجلسات والإطلاع على نشاطها والمشاركة فيها .

وفي هذا السياق انعقد يوميْ 12و13من نوفمبر الجاري منتدى الأسرة السعودية في نسخته السادسة بعنوان: (الأسرة في ظل المتغيرات المعاصرة) ،ولأن الحياة ديدنها التغيرات التي تطال الأسرة، فمن الحكمة أن تظل الأسرة مطّلعة ،ومدركة لما يجري حولها، حتّى تتمكّن من السير في طريق التقدم والسلامة والنجاة من المعاناة والأمراض الإجتماعية والنفسية .

ومن أجل نجاة الأسرة ومساندتها ،كان هذا المجلس وكانت هذه الجلسات، وكل الحوارات من أجل الأسرة بأعمدتها وأركانها :(الطفل والمرأة وكبار السن) . وأتمنى لاحقاً أن يكون من ضمن لجان المجلس (لجنة الرجل) ..لماذا أُستبعد الرجل من الأسرة رغم أنه رب الأسرة ؟ فهناك مشكلات تطال الرجل أحياناً. وكم نتمنى على المجلس أيضاً تكريم الزوجات الوفيات والأزواج الأوفياء الذين لم يتخلَ الواحد منهم عن شريك حياته خاصةً حين يدخل مرحلة ضعف تستحق المساندة والتقدير. فهؤلاء نماذج يجدر بالأجيال أن تقتدي بهم.

مثال: (أم طارق) التي تزوجت صغيرة ولم تكمل تعليمها وأنجبت ثلاثة أولاد وبنت وعاشت مع زوجها فترة وجيزة لم تتجاوز عشر سنوات ثم تعرض لحادث مروع كانت نتيجته شللاً رباعياً وأكبر أبنائها في الصف الثاني الإبتدائي. رحلة أم طارق في قيادة بيتها وأسرتها (بارك الله لها) ،رحلة مذهلة لا تسمح المساحة بذكر وفائها كما عرفته. تقول أم طارق :(كان لزوجي الكلمة الأولى في شؤون البيت وشؤون أبنائه كنت أستشيره رغم عجزه في كل شيء حتى لا يشعر بضعفه.)
الآن أم طارق تعيش مع أبناء متفوّقين وإبنة . كذلك زوَّجتهم جميعاً . نشأوا نشأةً سليمة نفسياً لأنهم لمسوا تقدير أمهم لأبيهم وحسن رعايتها له.

ومثال آخر: (أم ريان) ،هذه الشابة التي تزوجت بشاب محدود الدخل لكنه كان من عائلة طيبة عاملها بالحسنى وأكملت دراستها حتى تخرجت من الجامعة . بينهما رحلة حياة وخمسة أبناء. تقول أم ريان :(بعد فترة من زواجنا ،بدأ زوجي يسهر ويشرب ، ويأتي البيت ليلاً وهو في حالة سيئة. كنت أظل ساهرة أقاوم التعب والنوم حتى يرجع وأدخله الغرفة وأغلق الباب
وأبذل جهداً حتى لا يراه أبنائي).ظلت أم ريان على هذا الحال حتى تقاعدت ، هل تتخيلوا ياسادة رحلة عذاب
ووفاء كهذه؟كبر أبناؤها وزوَّجت بعضهم وصورة والدهم لم تُخدش في نظرهم. تقول أم ريان ???? كنت أشتري للبيت وأجهِّز وأقول: “أحضره والدكم” ، رغم أنه لا يأتي بشئ). والعكس صحيح ،فكما هناك زوجات قمة في الوفاء والحياء ،هناك أزواج كذلك.
طبعاً أنا لست ضدّ الطلاق أو الخلع، فهذه أمور حلّلها الشرع ، لكنني ضدّ الطريقة التي تنتهي بها الحياة الزوجية ،وضدّ الجحود والنُكران وسَحق كل القيِّم والآداب سواء من الرجال أو النساء.ودمتم.

@almethag

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: أم طارق

إقرأ أيضاً:

نساء غزة.. أيقونات الصمود بين الأنقاض والنار

تحت خيمة ممزقة بفعل الرياح، أو على ركام منزل كان يومًا ما مأوى للذكريات، أو داخل فصل دراسي تكدّس فيه النازحون، تقف المرأة الغزية، ليس فقط شاهدة على فصول المأساة، بل حاملة لها فوق أكتافها.

في قطاع غزة، حيث لا مجال للفرار من الحرب، تكون المرأة أول من ينهض من تحت الأنقاض، تمسح دموع الصغار، وتعيد إشعال موقد الحياة، ولو كان من رماد. العدوان الإسرائيلي المستمر منذ نحو 17 شهرًا، حوّل حياة نساء غزة إلى نضال يومي في مواجهة الجوع، القصف، الفقد، والتشريد. ومع ذلك، فإن صوت المرأة الغزية ما زال يعلو فوق الدمار، شاهداً على الكرامة والصبر.

في حي الزيتون بمدينة غزة، تجلس أم ياسين دلول (28 عامًا) داخل خيمتها التي لا تقي حر الصيف ولا برد الليل. تروي معاناتها بصوت خافت لا يخلو من قوة دفينة: «استشهد أولادي الثلاثة في قصف المستشفى المعمداني، وبُترت يدي اليمين. من يومها والدنيا اسودّت في عيني».

فقدت أم ياسين بيتها وأطفالها في لحظة، وبقيت تجرّ جسدها الجريح بين صفوف الخيام، تبحث عن لقمة تسد بها رمقها. «إحنا بنعاني من قلة الأكل والشرب، حتى المياه صارت حلم. ولما الدنيا شوب، أنت مش متخيل كيف بنعيش داخل الخيمة. كأننا بنطبخ حالنا في فرن»، تضيف والدمعة تختنق في عينيها.

ورغم بتر يدها، تصر أم ياسين على إدارة شؤون حياتها بنفسها، تطهو على النار، وتغسل ملابسها بيد واحدة. تقول لـ«عُمان»: «ما حدا رح يطبطب علينا، إحنا لازم نعيش. أنا بحاول أكون قوية، يمكن أقدر أعيش عشان أجيب حقي وحق أولادي»، مصيفًة بإصرار، وقد تحولت أحزانها إلى نار داخلها، تُشعل بها صبرها.

تغدو خيمة أم ياسين مسكنًا ومعسكرًا للصمود في آن، تلمّ فيه نساء الجيران كل مساء. يروين القصص، ويتشاركن الوجع، ويتناوبن على تحضير كاسات الشاي. «صرنا عيلة وحدة، الحرب لمتنا على حزن واحد»، تقول بابتسامة حزينة، تشبه ضوء قنديل يوشك أن ينطفئ.

حمل فوق الأكتاف

في مدينة خان يونس، جنوب القطاع، تقيم أم رامي العبادلة (53 عامًا) في مدرسة ابتدائية، تحولت إلى مركز إيواء مكتظ بعشرات العائلات. تقول السيدة الخمسينية، التي نزحت من مدينة رفح، مع زوجها المريض وأبنائها الخمسة، قبل نحو عام: «أنا شايلة الحمل كله. من تعبئة المي، للفرن، للتكية. كله أنا بعمله. حتى لما ابني الكبير يرجع من الشغل، يشتكي التعب، أقوم أنا أكمّل عنه».

لم تكن حياة أم علي سهلة حتى قبل الحرب، لكنها اليوم تشبه صعودًا لا يتوقف على سلم من الجمر تقول لـ«عُمان»: «أنا بصحى على صوت الطيارات، وأنام على صراخ الجيران. ومع هيك، لازم أطبخ، أعتني في جوزي، وأدبّر شؤون الأولاد. مرات بفكر، كيف جسمي لسه واقف؟ بس يمكن قلب الأم أقوى من الحديد».

في زوايا المدرسة، تفترش أم علي الأرض، تصنع من قطع الكرتون فراشًا، وتضع على رأسها عباءة سوداء اتخذت من الغبار لونًا جديدًا. «الدنيا ما عاد فيها كرامة، بس بنحاول نعيش. عشان ولادنا، عشان نظل صامدين، حتى لو متنا واقفين»، تضيف وهي تضبط حجابها على عجل؛ كي تذهب إلى طابور التكية، وتحضر طعام الغداء.

صارت أم علي رمزًا للعطاء بين نازحي المدرسة، يتهافت الجميع عليها لطلب المساعدة أو المشورة. «كل واحدة هون عندها حكاية، بس في الآخر، إحنا النساء اللي شايلين البلد على ضهرنا»، تهمس وهي تضع صحن المجدرة أمام أبنائها الجياع.

نار من الحطب والدم

في بيت لاهيا، شمال قطاع غزة، تعيش غالية أبو القمصان (62 عامًا) بين أنقاض منزل ابنها الذي قصف في بداية العدوان. «32 شخص نعيش هنا، وزوجي استشهد. ما في مكان نذهب إليه. خبزنا على الصاج، نعد طعامنا على الحطب، وننام على الأرض. صار لنا سنتين بهذا الحال»، تقول بحزم يشبه السكاكي خلال حديثها لـ«عُمان».

كل صباح، تستيقظ غالية قبل الفجر، تجهّز الحطب، وتشعل النار. فوقها، تضع صاجًا قديمًا تخبز عليه أرغفة الحياة من دقيق أفسدته الحرب. «ما في كهربا، ولا غاز، ولا أمان، ولا حتى دقيق كويس. بس في صبر، وفي أطفال انتظرونا أن نطعمهم»، تضيف وهي تمسح رماد الحطب عن يديها.

تصف غالية الحياة بين الأنقاض بأنها أشبه بالسير على الأشواك. «كل شي مهدود، كل شي موجوع. بس أنا صرت أم الجميع. حتى جاراتي بيجوا يخبزوا عندي ما يجدونه من بقايا طحين مدوّد. صرنا نعيش يوم بيوم، نضحك رغم الدموع».

الأعباء النفسية الخفية

وراء هذا الصمود اليومي، تتراكم جراح نفسية عميقة لا تُرى بالعين المجردة. بحسب صفاء مشتهى، الأخصائية النفسية في جمعية عايشة لحماية المرأة والطفل، فإن النساء يعانين من نسب مرتفعة من اضطراب ما بعد الصدمة، والقلق المزمن، والاكتئاب، بسبب فقد الأحبة، والخوف المستمر، وانعدام الأمان.

«النساء في غزة لا يعشن فقط الحرب، بل يتحملن مسؤولية إنقاذ العائلة نفسيًا أيضًا. هي الأم، والمعيلة، والمُطمئنة، والممرضة. هذا الحمل يتضاعف كل يوم»، تقول مشتهى، مؤكدة أن كثيرات لا يملكن حتى رفاهية التعبير عن مشاعرهن.

تتحدث مشتهى عن نساء رفضن البكاء خوفًا من أن ينهار أطفالهن، وعن أمهات فقدن أبناءهن لكنّهن واصلن الطهو والغسل في اليوم التالي: «هذا الصبر مدهش، لكنه مكلف نفسيًا. نحن نخشى من تزايد حالات الانهيار النفسي بعد انتهاء الحرب، حين تسمح الظروف ببعض التنفيس».

وفي ظل تردي الوضع الصحي وغياب الرعاية النفسية، تطلق مؤسسات محلية مبادرات دعم نفسي جماعي داخل المدارس والمخيمات. «الاستماع للنساء، منحهن مساحة للحكي، صار هو العلاج الأولي في ظل انعدام الإمكانيات»، توضح مشتهى.

غياب العدالة الإنسانية

تتساءل النساء في غزة عن العدالة الدولية الغائبة، عن الضمير العالمي الذي خذلهن. تقول د. لينا بركات، المحامية المتخصصة في قضايا حقوق الإنسان في المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، إن المرأة الغزية تُستهدف مرتين: الأولى بالقصف، والثانية بالتجاهل.

«لم نرَ أي تحرك دولي جاد لحماية النساء في غزة، رغم كل النداءات. تقاريرنا توثق الاستهداف المباشر للنساء، سواء في منازلهن أو في طريق النزوح أو داخل مراكز الإيواء»، توضح بركات، مشيرة إلى أن أكثر من 12 ألف امرأة فقدن حياتهن منذ بدء العدوان، حتى أبريل 2025.

وتضيف خلال حديثها لـ«عُمان»: «المرأة في غزة تُعامل كرقم في الأخبار، بينما هي الحقيقة الكاملة. هي التي تدفن أبناءها بيديها، وتعود لتصنع لهم قبرًا من الحب في قلوبها».

يحاول المركز توثيق الانتهاكات بشكل يومي، ويعمل مع منظمات أممية لإيصال الصوت، لكن العوائق السياسية تحجب العدالة. «صوت المرأة الغزية أقوى من صمت العالم. هي لا تطلب شفقة، بل عدالة وإنصاف»، تختم بركات.

أمل يولد من رحم الرماد

رغم كل ما سبق، يبقى للمرأة الغزية قدرة خارقة على بثّ الأمل في ظلال الكارثة. في خيمة قرب دير البلح، تجمع أم رامي نساء المخيم لتعليم التطريز. تقول: «هذا ليس فقط تطريز، هذا علاج. كل غرزة هي صرخة صامتة ضد الظلم».

وفي مدرسة أخرى، تنظّم أم مجاهد الأغا جلسات قراءة للأطفال. تصنع من صوتها حضنًا دافئًا، وتحوّل الكلمات إلى خيمة أمان. «لو الحرب أخدت بيوتنا، ما رح نخليها تاخد أرواحنا»، تقول وهي تحتضن طفلة يتيمة تقرأ قصيدة عن الشهداء.

الأمل لا يولد من الرفاهية، بل من رحم القهر. والمرأة الغزية تعرف كيف تصنع من دموعها جدولاً صغيرًا يسقي جذور الصبر في كل من حولها.

نساء من صلب الجراح

لا تنتهي الحكاية هنا، بل تبدأ كل يوم من جديد. على موقد الحطب، في طوابير الخبز، بين أنقاض الأحلام، تنهض المرأة الغزية كمن تبني وطنًا على صبرها. هي الشاهدة، والضحية، والمقاتلة في آنٍ معًا. تكتب بدمها فصول الكرامة، وتعلّمنا أن الأنوثة ليست ضعفًا، بل صلابة تليق بالمجد.

وفي ظل عدوان لا يرحم، تبقى النساء في غزة صوت الحياة الذي لا يسكت، ونور الأمل الذي لا ينطفئ. هنا، لا تُقاس البطولة بعدد الطلقات، بل بعدد الأرغفة التي خُبزت على النار، والدموع التي جُففت كي لا يبكي الأطفال. هذه غزة، وتلك نساؤها.

مقالات مشابهة

  • ‏رئيس الدولة ونائباه يعزّون سلطان عُمان بوفاة والدة السيدة الجليلة
  • بحجم بطاقة ائتمان..كيف ساهم جهاز صغير بإنقاذ حياة مريض خلال رحلة جوية؟
  • نساء غزة.. أيقونات الصمود بين الأنقاض والنار
  •  الإبراهيم يستعرض رحلة التحول الاقتصادي للمملكة مع رئيس مجموعة HSBC
  • انقلاب ناعم بأدوات إماراتية: تحالف طارق والانتقالي يجهز لإطاحة العليمي
  • رئيس مجلس النواب: نعتز بالعلاقات الراسخة والمُتجذرة التي تربطنا بالسعودية
  • عود نفسك كل صباح أن تقول: أدعية وأذكار
  • أم من غزة: أطفالنا مجرد جلد على عظم
  • مجلس الصحوة الثوري: الإعتداءات المؤسفة التي نفذتها الإمارات على بورتسودان
  • مطار معيتيقة يعود للعمل بكامل طاقته ولجنة المخاطر تؤكد سلامة الوضع الأمني والتشغيلي