قال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، عوفير غندلمان، الأربعاء، إن النجاحات العسكرية الإسرائيلية في غزة دفعت حماس للرضوخ للضغوط ولصفقة تبادل للمختطفين لديها بمساجين فلسطينيين.

وعن السبب وراء قبول الحكومة بالاتفاق في ظل معارضتها السابقة لبعض بنودها، أجاب غندلمان، في حديث لقناة "الحرة"، قائلا: "حماس هي من رضخت للضغوط الإسرائيلية بالإفراج عن المختطفين لديها".

ورفض أن يكون هناك "أي ضعوط إسرائيلية على الحكومة للسير بهذا الاتفاق"، قائلا: "نحن شعب واحد". 

وأضاف غندلمان، في حديث لقناة "الحرة"، أن أحد أهداف الحرب يتمثل في الإفراج عن المخطوفين، مؤكدا أن الهدنة لن توقف الحرب بل هي مستمرة حتى القضاء على حماس.

وحول ما قصده رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، بقوله قبيل إعلان الاتفاق، إن  الحكومة الإسرائيلية تواجه "قرارا صعبا الليلة لكنه سيكون القرار الصحيح"، أوضح غندلمان أن "الصعوبة هي في عدم الإفراج عن جميع المختطفين".

وأضاف: "الحكومة الإسرائيلة تريد الإفراج عن جميع المختطفين لدى حماس في الوقت نفسه". 

وعن الطرف المستفيد من الهدنة، يعتقد غندلمان أن "الفائدة لحماس وإسرائيل، لكن هذا لا يعني أن الحركة ستتمكن من الانتعاش وإعادة التسلح"، مشيرا إلى أن "هناك 3 فرق عسكرية لا تزال موجودة في قطاع غزة، وهي مستعدة للقتال".

ولفت إلى أن "الطائرات ستتوقف عن التحليق في أجواء القطاع لمدة 4 ساعات فقط يوميا خلال أيام الهدنة، وهي ستستمر بجمع المعلومات الاستخبارية".

وتابع  أن إسرائيل لا تعتمد فقط على المسيرات، بل لديها أيضا أقمار اصطناعية (ساتلايت) وأجهزة أخرى للمراقبة وجمع المعلومات الاستخبارية، مشددا على أن الهدنة لن تفيد حماس.

واتفقت الحكومة الإسرائيلية وحركة حماس، الأربعاء، على هدنة لمدة أربعة أيام للسماح بالإفراج عن 50 من المحتجزين في غزة مقابل إطلاق سراح 150 فلسطينيا في سجون إسرائيل ودخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر.

وكان مسؤولون من قطر، التي تتوسط في المفاوضات، والولايات المتحدة وإسرائيل وحماس يقولون منذ أيام إن التوصل إلى اتفاق بات وشيكا.

ومن المعتقد أن حماس تحتجز أكثر من 200 شخص اقتادتهم إلى غزة عندما تسلل مقاتلوها إلى إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول وشنوا هجوما أسفر عن مقتل 1200 شخص وفقا للإحصائيات الإسرائيلية.

وقال بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه سيجري إطلاق سراح 50 امرأة وطفلا على مدى أربعة أيام سيتم خلالها وقف القتال.

وأضاف أنه مقابل كل عشرة محتجزين إضافيين يجري إطلاق سراحهم، سيتم تمديد الهدنة ليوم آخر، وذلك دون الإشارة إلى إطلاق سراح أسرى فلسطينيين في المقابل.

وجاء في البيان الذي صدر بعد ساعات من المداولات التي كانت مغلقة أمام الصحافة أن "الحكومة الإسرائيلية ملتزمة بإعادة جميع الرهائن إلى وطنهم. وقد وافقت الليلة على الاتفاق المقترح كمرحلة أولى لتحقيق هذا الهدف".

وقالت حماس إن الاتفاق ينص على إطلاق سراح المحتجزين الخمسين مقابل 150 امرأة وطفلا فلسطينيا في السجون الإسرائيلية. وقالت حماس إن اتفاق الهدنة سيسمح أيضا بدخول مئات الشاحنات من المساعدات الإنسانية والطبية والوقود إلى غزة.

وأضافت أن إسرائيل تلتزم بموجب الاتفاق بعدم مهاجمة أو اعتقال أي شخص في جميع أنحاء غزة خلال فترة الهدنة.

وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن إنه يرحب بالاتفاق. وقال في بيان "اتفاق اليوم يجب أن يعيد المزيد من الرهائن الأمريكيين إلى الوطن، ولن أتوقف حتى يتم إطلاق سراحهم جميعا".

وقالت الحكومة القطرية إنه سيجري إطلاق سراح 50 امرأة وطفلا مدنيا محتجزين في غزة "مقابل إطلاق سراح عدد من النساء والأطفال الفلسطينيين المحتجزين في السجون الاسرائيلية".

وأضافت في بيان أنه سيجري الإعلان عن موعد بدء الهدنة خلال الساعات الأربع والعشرين القادمة.

لكن نتنياهو قال إن مهمة إسرائيل الأشمل لم تتغير.

وقال في رسالة مسجلة في بداية اجتماع للحكومة "نحن في حالة حرب وسنواصل الحرب حتى نحقق كل أهدافنا. تدمير حماس وإعادة جميع الرهائن لدينا وضمان عدم تمكن أي كيان في غزة من تهديد إسرائيل".

وقالت حماس في بيانها "إننا في الوقت الذي نعلن فيه التوصل لاتفاق الهدنة، فإننا نؤكد أن أيدينا ستبقى على الزناد، وكتائبنا المظفرة ستبقى بالمرصاد للدفاع عن شعبنا ودحر الاحتلال والعدوان".

واندلعت الحرب بين إسرائيل وحماس بعد هجوم مباغت شنته الحركة على مواقع عسكرية ومناطق سكنية محاذية لقطاع غزة، أدى إلى مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون وبينهم نساء وأطفال، وتم اختطاف 239 شخصا، وفق السلطات الإسرائيلية.

ومنذ ذلك الحين، ترد إسرائيل بقصف جوي وبحري وبري مكثف على القطاع المحاصر، أتبعته بعملية برية لا تزال متواصلة، وبلغت حصيلة القتلى في غزة أكثر من 14 ألف شخص، غالبيتهم من النساء والأطفال، فضلا عن إصابة ما يزيد على 33 ألف شخص، إضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، بحسب ما أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، الثلاثاء.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الحکومة الإسرائیلیة إطلاق سراح فی غزة

إقرأ أيضاً:

أهداف الحرب الإسرائيلية في غزة تتلاشى وسط وعود فارغة

اتفقت صحيفتا يسرائيل هيوم وهآرتس على أن ما يدور في غزة الآن حرب لا نهاية لها، ولا هدف سوى الحفاظ على التحالف وتحقيق أوهام الجهاديين اليهود المجانين الذين يحلمون بإبادة غزة وتهجير سكانها.

وقالت يسرائيل هيوم -في مقال بقلم يوآف ليمور- إن البحث عن "النصر الشامل" حوّل الحرب في غزة إلى حرب لا نهاية لها، كما أدت وعود رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزرائه الجوفاء إلى عزلة دولية وضربة موجعة لصورة إسرائيل، داعية إلى مفاوضات تتضمن إنهاء الحرب، وإعادة المحتجزين، وإقامة سلطة حكم بديلة في قطاع غزة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2رئيس وزراء فرنسي سابق: علينا أن نواجه الجنون القاتل في غزةlist 2 of 2تايمز: الضفة الغربية في قلب معركة الاعتراف بالدولة الفلسطينيةend of list

وأوضحت الصحيفة أن إسرائيل ضلت طريقها في الحرب، وبالتالي لا فرصة لها في تحقيق هدفيها المعلنين: إعادة المحتجزين وهزيمة حركة حماس، وذلك لافتقارها إلى سياسة متماسكة، حيث وضع نتنياهو، تحت ضغط الجناح المتطرف في حكومته، هدفا بعيد المنال وغير محدد المعالم، ألا وهو "النصر الشامل".

عملية قنص جندي إسرائيلي في غزة (الجزيرة)

وبنطقه هاتين الكلمتين، حكم نتنياهو على الحرب بأن تصبح لا نهاية لها، وكل مرة يزعم أن النصر الشامل في متناول اليد أو "مسألة أشهر" أو "على بُعد خطوة" يزداد هذا الهدف بعدا، وكذلك وعود وزرائه مثل وزير الدفاع يسرائل كاتس الذي هدد بفتح أبواب الجحيم إذا لم يعد المحتجزون، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش الذي أقسم على الاستقالة من الحكومة إذا دخلت المساعدات الإنسانية إلى غزة. ومع ذلك لا يزال الرهائن في الأسر، والمساعدات دخلت، لأن الوعود في السياسة الإسرائيلية تقطع لتنقض.

نجاح عسكري وفشل دبلوماسي

وأشارت الصحيفة إلى أن حماس هزمت منذ زمن طويل من الناحية العسكرية، وبالفعل دمرت منازل المنطقة وبنيتها التحتية، ومعظم سكانها فقراء، والظروف الكارثية الحالية على بعد خطوة واحدة من الانهيار التام.

ومع ذلك تقول الصحيفة فإن تزايد الضغوط الدولية، وخاصة من أوروبا والدول العربية الصديقة، اضطر إسرائيل إلى التراجع، لكن هذا التراجع ضئيل ومتأخر للغاية، وبالتالي تبقى الرواية العالمية القائلة إن إسرائيل أصبحت الشرير الأعظم راسخة، حتى إن الشباب الجمهوريين في الولايات المتحدة أظهروا مستويات عالية من الدعم للفلسطينيين في استطلاع رأي حديث.

إعلان

وذكرت الصحيفة بأن رئيس الوزراء السابق إيهود باراك حذر مرة من "تسونامي دبلوماسي" وتعرض للسخرية آنذاك، لكن هذا بالضبط ما يحدث الآن، وإذا لم يوقف ستواجه إسرائيل انهيارا على جبهات متعددة.

ولكن هذا المسار -حسب الصحيفة- قابل للانعكاس، إذ يمكن أن تدخل إسرائيل في مفاوضات تهدف إلى إنهاء الحرب، وتأمين إطلاق سراح المحتجزين، وتشكيل هيئة حكم بديلة في غزة، يديرها تحالف من الحكومات الغربية والعربية، وسيمثل ذلك نصرا كاملا حقيقيا على حماس.

أطباء وجنود إسرائيليون ينقلون جنديا أصيب في معارك غزة (رويترز)

وستحقق هذه الإجراءات أيضا فوائد فورية، كإنهاء الحرب، وتخفيف معاناة الجنود المُنهكين، وعودة المحتجزين، وتمكن الأمة من البدء في معالجة انقساماتها الداخلية العميقة، لكن ثمن ذلك هو احتمال سقوط الحكومة الحالية.

لا تكن الجندي رقم 900

أما في صحيفة هآرتس، فقد صاغ أوري مسغاف مقاله في شكل رسالة إلى جندي يقاتل في غزة، حذره في بدايته من أنه قد يكون الجندي رقم 900 الذي يموت في غزة، وذكره بأن هذه الحرب لم تعد تدافع عن أي شيء، ولكنها تستهلك الأرواح من أجل السياسة والكبرياء.

لقد أصبح الهدف الوحيد لهذه الحرب هو الحفاظ على التحالف وتحقيق أوهام "الجهاديين اليهود" المجانين الذين يحلمون بإبادة غزة وتهجير سكانها، فإن لم تكن منهم فليس هذا هو سبب انضمامك للجيش، كما أنك لم تلتحق بالجيش للمشاركة في جرائم الحرب التي ترتكبها الحكومة والجيش، كما يقول الكاتب للجندي.

وذكر الكاتب الجندي بأن ابن سموتريتش البكر تمكن من الدراسة في مدرسة دينية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، وخطب وتزوج وأنجب حفيدا لوالده، كما فاز في يانصيب لشراء قطعة أرض للبناء بأبخس الأثمان، وتجنب الخدمة العسكرية، وقال له: أنت أيضا تستحق الدراسة والزواج وإنجاب الأطفال.

أنت أيضا تستحق إجازة في فندق، وتحتاج للسفر إلى أوروبا وآسيا لتناول الطعام والشراب برفاهية، فلماذا يجب أن تموت من أجلهم؟ أنت صغير جدا. حياتك كلها أمامك. لا تكن الجندي رقم 900. عد إلى الوطن

وتابع الكاتب القول "أنت تفهم أكثر مني أنك منهك وتعاني من حكة مستمرة بسبب وباء الحشرات والقمل. أنت جائع وتتوق للاستحمام وسرير دافئ. وأنت ترى بأم عينيك أنه لا يوجد إرهابيون تحاربهم. إنهم يظهرون هنا وهناك من تحت الأرض ليقتلوك بعبوة ناسفة أو قذيفة مضادة للدبابات. أنت تعلم جيدا عدد الجنود الذين سبقوك وقتلوا في الأشهر الأخيرة جراء انهيار مبانٍ أو انفجار ذخائر أو حوادث غير ضرورية".

وفي رسالته عرج الكاتب على مجلس الوزراء ليذكر الجندي بأن الوزراء الذين يخاطرون بحياتك من أجل خدمتهم في غزة كانوا يتمتعون بحياتهم ويسافرون ويتنزهون، قائلا له "أنت أيضا تستحق إجازة في فندق، وتحتاج للسفر إلى أوروبا وآسيا، لتناول الطعام والشراب برفاهة، فلماذا يجب أن تموت من أجلهم؟ أنت صغير جدا. حياتك كلها أمامك. لا تكن الجندي رقم 900. عد إلى الوطن".

مقالات مشابهة

  • الحكومة بلا استراتيجية.. جنرال إسرائيلي سابق يحذّر: نحن على حافة كارثة
  • أسبوع مصيري| خلافات في إسرائيل بين القيادة السياسية والعسكرية.. ما القصة؟
  • أكسيوس : ترامب يريد اتفاقًا كاملاً بشأن غزة
  • عاجل | القناة 12 الإسرائيلية: إغلاق المجال الجوي الإسرائيلي في أعقاب إطلاق الصاروخ من اليمن
  • سلوفينيا تتّجه لحظر التبادل العسكري مع إسرائيل.. وبرلين: الكارثة الإنسانية في غزة تفوق الخيال
  • مصدر: إسرائيل وأمريكا قد تغيران استراتيجيتهما بشأن غزة بعد انسحاب حماس من المفاوضات
  • في ظل زيارة ويتكوف إلى إسرائيل.. مصدران مطلعان لـCNN: حماس توقفت عن الانخراط في المفاوضات
  • سموتريتش يكشف نفاد رصيده السياسي: الاستقالة تسقط الحكومة ولا توقف الصفقة
  • تزامناً مع لقاء نتنياهو وويتكوف.. أهالي الأسرى لدى حماس يتظاهرون في القدس للمطالبة باتفاق لإعادتهم
  • أهداف الحرب الإسرائيلية في غزة تتلاشى وسط وعود فارغة