كيف توظفين الذكاء الاصطناعي في أداء الواجبات المدرسية؟
تاريخ النشر: 22nd, November 2023 GMT
بيروت- يعد حل الواجبات المدرسية من المهام الشاقة التي تواجه الطلاب، خاصة في المراحل التعليمية المتقدمة، إذ تتطلب فهمًا عميقًا للمادة الدراسية ومتابعة حثيثة من أولياء الأمر.
ويبدو أن ظهور الذكاء الاصطناعي -كتقنية واعدة- يمكن أن يساعد الطلاب في حل واجباتهم المدرسية، إذ يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل الأسئلة وتقديم الحلول، إضافة إلى تقديم شرح مبسط للمفاهيم الصعبة.
ويؤكد خبراء أن التطويرات الجديدة تتيح إنتاج نصوص وصور ومحتويات مختلفة، ومنها مساعدة الأطفال على إنجاز واجباتهم المدرسية، من خلال التقاط صورة لمسألة حسابية يقوم البرنامج بحلها، مع كتابة الخطوات لتعليم التلميذ كيف يمكن أن يحل مثلها.
يقول أخصائي التكنولوجيا والتطبيقات مكسيم طه، إن أدوات الذكاء الاصطناعي تعمل على "تعزيز كفاءة الطلاب في الدراسة وحل الواجبات. فهي مفيدة في تكملة المهام الروتينية مثل: التحرير والتدقيق النحوي والتنسيق، وكل ذلك من شأنه تسهيل التعلم السريع".
ويبين لـ"الجزيرة نت"، أن "شات جي بي تي" -على سبيل المثال-، يعمل كمساعد فوري ويسهل فهم المصطلحات، وإجابة الأسئلة المعقدة، ومعالجة المشكلات بسهولة.
وبالنسبة للاستفسارات الصعبة، ينصح طه باستخدام "شات جي بي تي 4″، إذ "قد تحتوي الإصدارات السابقة على معلومات غير دقيقة".
كما يمكن طرح أسئلة مختلفة، وتقديم الإجابات بغض النظر عن الموضوع، سواء كانت الأسئلة تتعلق بالرياضيات أو التاريخ أو العلوم أو الجغرافيا، أو أي موضوع آخر، يحاول "شات جي بي تي" تقديم معلومات دقيقة ودقيقة.
ووفقا لطه، يمكن للذكاء الاصطناعي تقديم شرح مبسط للمفاهيم الصعبة، مما يساعد الطلاب على فهم المادة الدراسية بشكل أفضل، كما يساعدهم على تحسين مهارات التعلم الذاتي لديهم، إضافة لمساعدتهم في حل الواجبات المدرسية، ومنها:
حل المعادلات الرياضية المعقدة. شرح النظريات العلمية. كتابة نصوص تعبيرية. كتابة أبحاث بطريقة إبداعية.توضيح المصطلحات والكلمات والمعاني المعقدة أثناء الدراسة.
من جانبها، تؤكد المرشدة التربوية آنا هوفانيزيان على ضرورة أن لا يتم التعامل مع هذه الأدوات كبديل عن التفكير وبذل الجهد الدؤوب.
وتبرز مخاوف جمة من التأثير السلبي للذكاء الاصطناعي على التعليم، وحدّه من تنمية مهارات التفكير النقدي لدى الطلاب، كونهم سيحصلون على المعلومة بسرعة وسهولة، دون تفكير أو جهد.
"ومن أهم السلبيات، عدم التحقق من المعلومات الواردة في الأبحاث وكذلك الأنشطة والمهام التي تطلب من الطلاب لتنمية مهارات معينة، والتي قد لا يتم تنميتها بالاعتماد على أداة ذكاء اصطناعي، وهو ما نددت بها العديد من الجامعات العالمية ومنعت استخدامه"، بحسب هوفانيزيان.
وترى المرشدة التربوية أن سوء استخدام التقنيات الحديثة من شأنه أن يؤدي "لتخريج طلاب ليسوا على درجة كبيرة من الكفاءة العلمية، كما أن أغلب التخوفات كانت أخلاقية في الأساس. لا بد من التأكيد على أهمية العامل البشري والإنساني في العملية التعليمية بين الطلاب والأساتذة".
وتؤكد هوفانيزيان أن استخدام الطلاب لتقنيات الذكاء الاصطناعي للحصول على إجابات صحيحة بسهولة ودون الحاجة إلى المذاكرة والتحضير للاختبارات، "يؤدي إلى زيادة معدلات الغش، بسبب توفير إجابات سريعة ودقيقة للطلاب، وقد يصبحون أقل عرضة للتفكير والتحليل والاستنتاج، وبالتالي يؤثر ذلك على قدراتهم الذهنية والتفكيرية في المستقبل".
وتعتبر أن أبرز عيوب الذكاء الاصطناعي يكمن في ارتفاع نسبة الكسل لدى الطلاب مع قلة الإبداع لديهم.
من جانبه، اقترح موقع "تايم فور كيدز" طرقا كفيلة برفع مستويات التعليم باستخدام الذكاء الاصطناعي، مشيرا إلى إمكان الدمج بين الطرق التقليدية والحديثة لإحداث ثورة في التعليم.
في المقابل، لفت الموقع إلى خطورة الإفراط في الاعتماد على "ذكاء" الأدوات الحديثة، مشيرا إلى أنها ليست بمستوى الذكاء الذي يتصوره كثيرون، "إذ لم يتم تصميم هذه الأدوات للتفكير المنطقي… هذه الأدوات مبرمجة لتتعلم مما يتم تغذيتها به من معلومات، وتميل إلى الأنماط المتكررة".
ويشدد "تايم فور كيدز" على ضرورة اهتمام الطلاب بمصادر المعلومات، "والحكم على ما يجب تصديقه كمصدر موثوق، حتى يتمكنوا من التعايش مع أدوات الذكاء الاصطناعي والتطورات التكنولوجية الأخرى".
أدوات ذكاء صناعي للطلاب "توتر إيه آي" (Tutor AI): منصة تعليمية مدعومة بالذكاء الاصطناعي، وأداة متقدمة لحل الواجبات المدرسية تساعد في فهم مواد مختلفة مثل الفيزياء والتاريخ والعلوم والأدب. يقدم الموقع المعلومات من خلال دروس متميزة، ما يجعل التعلم شاملا وممتعًا. "غرامرلي" (Grammarly): منصة لتحسين الكتابة باللغة الإنجليزية، وأداة بارزة مصممة لتحسين مهارات الكتابة. تأتي مزودة بمجموعة من الميزات التي تساعد على كتابة الواجبات بشكل دقيق نحويًا، وخالٍ من الانتحال لرفع جودة الكتابة، والمساعدة في التنسيق، واقتراح أنماط كتابة بديلة. "سلايدسغو" (Slidesgo): يساعد في إنشاء العروض التقديمية وتقديمها بسلاسة، وتعزيز الأفكار، وإضافة لمسة إبداعية لخلق انطباع دائم لدى المتلقي، ويحتوي على قوالب جاهزة للاستخدام تجعل إنشاء العروض التقديمية أمرًا سهلا للغاية.المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الواجبات المدرسیة الذکاء الاصطناعی شات جی بی تی
إقرأ أيضاً:
هل يُعلن الذكاء الاصطناعي نهاية الفأرة ولوحة المفاتيح؟
مع تسارع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، أصبح بإمكان المستخدم تنفيذ مهام معقدة عبر الأوامر الصوتية فقط، من حجز تذاكر السفر وحتى التنقل بين نوافذ المتصفح. غير أن هذا التقدم اللافت يثير سؤالًا جوهريًا: هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يستغني بالفعل عن لوحة المفاتيح والفأرة؟ يبدو أن الإجابة تكمن في ما يُعرف بـ"الخطوة الأخيرة" تلك اللحظة الحاسمة التي تتطلب تأكيدًا نهائيًا بكلمة مرور أو نقرة زر، حيث يعود زمام التحكم إلى الإنسان.
حدود الثقة
رؤية مساعد ذكي مثل Gemini من Google وهو يحجز تذاكر مباراة في ملعب أنفيلد أو يملأ بيانات شخصية في نموذج على موقع ويب، قد تبدو أقرب إلى السحر الرقمي. لكن عندما يتعلق الأمر بلحظة إدخال كلمة المرور، فإن معظم المستخدمين يتراجعون خطوة إلى الوراء. في بيئة عمل مفتوحة، يصعب تخيل أحدهم يملي كلمة سر بصوت مرتفع أمام زملائه. في تلك اللحظة الدقيقة، تعود اليد البشرية إلى لوحة المفاتيح كضمان أخير للخصوصية والسيطرة.
اقرأ أيضاً..Opera Neon.. متصفح ذكي يُنفّذ المهام بدلاً عنك
الخطوة الأخيرة
رغم ما وصلت إليه المساعدات الذكية من كفاءة، إلا أن كثيرًا من العمليات لا تزال تتعثر عند نهايتها. إدخال كلمة مرور، تأكيد عملية دفع، أو اتخاذ قرار حساس — كلها لحظات تتطلب لمسة بشرية نهائية. هذه المعضلة تُعرف بين الخبراء بمشكلة "الميل الأخير"، وهي العقبة التي تؤخر الوصول إلى أتمتة كاملة وسلسة للتجربة الرقمية.
سباق الشركات نحو تجاوز العجز
تحاول شركات التكنولوجيا الكبرى كسر هذا الحاجز عبر مشاريع طموحة. كشفت Google عن Project Astra وProject Mariner، وهي مبادرات تهدف إلى إلغاء الحاجة للنقر أو الكتابة يدويًا وذلك بحسب تقرير نشره موقع Digital Trends. في المقابل، يعمل مساعد Claude من شركة Anthropic على تنفيذ الأوامر من خلال الرؤية والتحكم الذكي، حيث يراقب المحتوى ويتفاعل كما لو كان مستخدمًا بشريًا.
أما Apple فتعوّل على تقنية تتبع العين في نظارة Vision Pro، لتتيح للمستخدم التنقل والتفاعل بمجرد النظر. بينما تراهن Meta على السوار العصبي EMG، الذي يترجم الإشارات الكهربائية من المعصم إلى أوامر رقمية دقيقة، في محاولة لصياغة مستقبل دون لمس فعلي.
ثورة سطحية
رغم هذا الزخم، ما يتم تقديمه حتى الآن لا يبدو كاستبدال حقيقي للأدوات التقليدية، بل أقرب إلى إعادة صياغة شكلية لها. لوحة المفاتيح أصبحت افتراضية، والمؤشر تحوّل إلى عنصر يتحكم به بالبصر أو الإيماءات، لكن جوهر التفاعل بقي على حاله. هذه التقنية تحاكي الوظائف التقليدية بواجهات جديدة دون أن تتجاوزها كليًا.
الطموح يصطدم بالواقع
تجدر الإشارة إلى أن معظم هذه التقنيات لا تزال إما في طور التطوير أو محصورة في أجهزة باهظة الثمن ومحدودة الانتشار. كما أن المطورين لم يتبنّوا بعد واجهات تتيح الاعتماد الكامل على الأوامر الصوتية أو التفاعل بالإشارات داخل التطبيقات الشائعة، ما يجعل الانتقال الكامل بعيدًا عن أدوات الإدخال التقليدية حلمًا مؤجلًا في الوقت الراهن.
الذكاء الاصطناعي.. شريك لا بديل
في نهاية المطاف، لا يبدو أن الذكاء الاصطناعي سيقضي على لوحة المفاتيح أو الفأرة في القريب العاجل. هو بالتأكيد يقلل من اعتمادية المستخدم عليهما، ويقدّم بدائل ذكية وسريعة، لكنه لا يلغي الحاجة إلى التحكم اليدوي، خاصة في المواقف التي تتطلب دقة أو خصوصية أو مسؤولية مباشرة. ربما نصل يومًا إلى تجربة صوتية كاملة تتفاعل مع نظراتنا وحركاتنا، لكن حتى ذلك الحين، سنبقى نضغط الأزرار ونحرّك المؤشرات بحذر وثقة.
إسلام العبادي(أبوظبي)