الثورة نت:
2025-06-22@16:00:04 GMT

عطاء العظماء (2)

تاريخ النشر: 23rd, November 2023 GMT

 

عطاء الشهداء العظماء لا يحده حد، ولا يوصفه واصف، عطاء غير مشروط، عطاء خال من أي مطامع أو مصالح أو مكاسب دنيوية، عطاء لله وفي سبيله، يجودون بأرواحهم الطاهرة الزكية، وهي أغلى ما يملكون، دفاعا عن الأرض والعرض والشرف والكرامة والسيادة، لا يبحثون عن مناصب ، ولا رتب ، ولا مرتب ، كل همهم القتال والاستبسال في سبيل الله، إما النصر وإما الشهادة ، ولا خيار ثالث لهم مطلقا ، ومن أجل ذلك تحركوا بكل فاعلية ، من منطلق الواجب المقدس ، واجب الجهاد ، ذروة سنام الإسلام، وأحد أبواب الجنة الذي أعده الله وجهزه لخاصة أوليائه .


ما من شهيد قدم روحه الطاهرة من أجل أن يحظى بمنصب سياسي أو رتبة عسكرية أو من أجل وظيفة هنا أو هناك ، الشهيد قدم روحه الطاهرة في سبيل الله من أجل أن نعيش أعزاء كرماء ، من أجل أن نحيا الحياة التي خلقنا الله من أجلها، حياة العبودية والخضوع والاستسلام لله ولرسوله ، والعمل بمقتضى كتابه الكريم، حياة الشموخ والإباء ، التي لا يمكن القبول بسواها مهما بلغ حجم الأخطار، ومهما وصلت التضحيات ، وليس له أي رغبة في هذه الدنيا ، فهو يراها على حقيقتها، حياة فانية حقيرة ، أشبه بمحطات الترانزيت يتزود منها الإنسان بالزاد النافع له في الآخرة، التي تعد الحياة الحقيقية التي يجب أن يتنافس الجميع على الفوز بها .
لا يرى الشهيد في الدنيا ما يغريه للانغماس خلف ملذات الدنيا وترك واجب الجهاد المقدس، ولذلك لا أهمية لها بالنسبة له، وهو بذلك يجسد أسمى وأرقى صور العطاء والتفاني التي لا نظير لها، كلنا استمعنا إلى وصايا العديد من الشهداء الخالدين العظماء، الأحياء عند ربهم يرزقون، هل سمعنا في وصية أحدهم أنه يطالب الدولة أو الحكومة بمنح ابنه أو شقيقه أو قريبه وظيفة مرموقة أو رتبة عسكرية كبيرة؟ أو أنه طالب القيادة والحكومة بالعناية والاهتمام بأولاده وأسرته وتقديم كل سبل الدعم والعون لهم؟!
كلنا نعرف الإجابة مسبقا ، فما سمعنا ولن نسمع ذلك على الإطلاق ، لأن الشهيد لديه اهتمامات أخرى متجردة من المصالح والمكاسب الدنيوية ، اهتمامات جاهد من أجلها ، وأستشهد في سبيل الله من أجل تحقيقها ، اهتمامات لا علاقة لها بمعايير الربح والخسارة الدنيوية ، لذا تكاد تنحصر وصايا الشهداء العظماء في دعوة أهلهم وذويهم بالسير على خطاهم والالتحاق بركب المسيرة القرآنية ، والانخراط في صفوف المجاهدين وعدم التقاعس والتكاسل في أداء هذا الواجب ، ولسان حالهم يتجسد في قوله تعالى ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ، فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم أن لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين).
بالمختصر المفيد عطاء الشهداء هو أرقى صور العطاء، وإخلاصهم وتفانيهم وزهدهم في الدنيا وملذاتها ومغرياتها مدعاة للزهو والافتخار والاقتداء والتآسي لأهلهم وذويهم، للسير على ما ساروا عليه، والعمل بمقتضى وصاياهم التي تجسد طلاقهم البائن للدنيا وعدم اكتراثهم بها، وسعيهم من أجل الفوز بالشهادة والظفر بها، والتي تمثل العطاء الرباني الذي حباهم الله به، مقابل العطاء الذي قدموه، والذي لا عطاء ولا جود أغلى منه .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

أسماء الشركات النفطية والشحن والقيادات الحوثية التي طالتها عقوبات أمريكا الأخيرة

فرضت الولايات المتحدة، يوم الجمعة 20 يونيو 2025 عقوبات على 18 فرداً وكياناً وسفينة، لارتباطهم بتهريب النفط وسلع غير مشروعة لصالح جماعة الحوثيين في اليمن، وتوليد إيرادات لتمويل أنشطتها "الإرهابية".

و شملت العقوبات شركات مثل بلاك دايموند للمشتقات النفطية، وستار بلس اليمن، وتامكو للمشتقات النفطية، ورويال بلس لخدمات الشحن والوكالات التجارية، وشركة يحيى العسيلي للاستيراد المحدودة، وغازولين أمان لاستيراد المشتقات النفطية، ومؤسسة الزهراء للتجارة والوكالات، ويمن إيلاف لاستيراد المشتقات النفطية، وشركة أبوت للتجارة المحدودة.

كما شملت العقوبات أفرادًا رئيسيين مثل علي أحمد دغسان طالع ودغسان أحمد دغسان وعبد الله أحسن عبد الله دبش، بالإضافة إلى زيد الوشلي، رئيس شركة إدارة الموانئ التابعة للحوثيين في الحديدة والصليف.

كما أفادت وزارة الخزانة الأميركية في إشعار على موقعها الإلكتروني، الجمعة، أن إدارة الرئيس دونالد ترامب أصدرت عقوبات جديدة متعلقة بإيران شملت كيانين مقرهما في هونغ كونغ، وأيضاً عقوبات متعلقة بمكافحة الإرهاب.

وقال مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع للوزارة إن العقوبات تستهدف ما لا يقل عن 20 كياناً و5 أفراد و3 سفن، وفق رويترز.

مقالات مشابهة

  • «إن شاء الله الدنيا تتهد».. سلمى أبو ضيف تستعد للاحتفال بالعرض الخاص لفيلمها الجديد
  • لقاء موسع لعلماء اليمن يؤكد وجوب الجهاد في سبيل الله لمواجهة أعداء الأمة
  • عاجل | اغتيال الحارس الشخصي لنصر الله
  • عالم أزهري: للجنة درجات .. ودار الشهداء أعلى من المقربين وأصحاب اليمين
  • استشهاد مرافق نصرالله وقيادي بكتائب سيد الشهداء على الحدود العراقية الإيرانية
  • أسماء الشركات النفطية والشحن والقيادات الحوثية التي طالتها عقوبات أمريكا الأخيرة
  • "بشبابها عطاء".. مبادرة لدعم طلاب الثانوية العامة بمحافظة الفيوم
  • في صور.. البدء بإصلاح شبكة الصرف الصحي قرب مستديرة الشهـداء
  • نسألُك العفوَ والعافيةَ في الدنيا والآخرةِ.. أذكار الصباح اليوم الجمعة 20 يونيو
  • كتائب حزب الله العراقية تتوعد ترامب إذا ضرب إيران: ستخسر كل التريليونات التي تحلم بها