الموقع بوست:
2025-06-27@06:03:27 GMT

المقاطعة تدفع اليمن نحو توطين صناعة الدواء

تاريخ النشر: 23rd, November 2023 GMT

المقاطعة تدفع اليمن نحو توطين صناعة الدواء

يستمر التفاعل الشعبي الواسع في اليمن مع حملات المقاطعة لمنتجات وسلع الدول الداعمة لإسرائيل؛ إذ وصل الأمر إلى سوق الأدوية التي تأخذ المقاطعة فيها منحى تصاعديا، بالرغم من الوضعية المتردية التي يعاني منها قطاع الأدوية وشح المعروض من عديد الأصناف المنقذة للحياة.

 

يعتمد اليمن بنسبة كبيرة على الاستيراد في توفير احتياجاته من الأدوية التي تغزو الأسواق المحلية بصورة عشوائية غير منظمة في ظل بروز التهريب والغش، في حين يلاحظ خلال الفترة الماضية انتشار عشرات الأصناف من الأدوية قريبة الانتهاء مع بروز خطط وتوجهات حكومية لتوطين صناعة الدواء.

 

وتدرس الحكومة اليمنية السبل الكفيلة والهادفة إلى دعم صناعة الأدوية المحلية كأولوية خلال الفترة القادمة ومنح حوافز ومزايا تفضيلية للصناعات المحلية في مراحلها المختلفة وجذب الاستثمار.

 

كما تؤكد الهيئة اليمنية العليا للأدوية والمستلزمات الطبية على ضرورة تشجيع توطين الصناعات الدوائية، والعمل على تحقيق الأمن الدوائي وضمان جودته وسلامته وتوفيره بأسعار غير مكلفة وبحسب القائمة الوطنية للأدوية.

 

وحسب رصد "العربي الجديد"، ساهم النجاح الحاصل في تفاعل اليمنيين مع حملات المقاطعة لمنتجات وسلع الدول الداعمة لإسرائيل، في اختفاء المعروض منها من رفوف المحلات الخاصة ببيع المواد والسلع الغذائية والاستهلاكية؛ في تسليط الضوء على تجارة وأسواق الأدوية التي انضمت هي الأخرى إلى حملات المقاطعة التي تشمل الأصناف الدوائية المستوردة من الدول الداعمة لإسرائيل والتي لها بدائل أخرى.

 

يقول بائع في صيدلية بصنعاء، أنيس الحمدي، لـ"العربي الجديد"، إن هناك تجنبا للأصناف الدوائية المستوردة من بعض الدول مثل أميركا وفرنسا من قبل المواطنين اليمنيين. ومن جانبه، يؤكد العامل في أحد مخازن الأدوية، محمد عبد الباقي، أن مواطنين اعتادوا شراء بعض الأصناف الدوائية المستوردة من هذه الدول الداعمة لإسرائيل، لكنهم، كما يلاحظ عبدالباقي، أصبحوا يفضلون أصنافا أخرى مستوردة من دول عربية، بالرغم من اعتمادهم الرئيسي عليها.

 

تجار أدوية يؤكدون أن هناك تكدساً للأصناف الدوائية المستوردة من ألمانيا التي أغرقت الأسواق المحلية اليمنية خلال الفترة الماضية بعشرات الأصناف من الفيتامينات وغيرها من الأدوية، يأتي ذلك في الوقت الذي أبدى فيه يمنيون استغرابهم وصدمتهم من موقف ألمانيا العدائي المساند للعدوان الإسرائيلي على غزة.

 

المواطن علي حيدر يؤكد لـ"العربي الجديد" أن مقاطعة سلع وأدوية هذه الدول أقل ما يمكن أن تقدمه الشعوب العربية التي يرى أيضاً ضرورة أن يكون لها موقف أقوى للضغط على السلطات الرسمية لتبني مثل هذه المواقف والحملات الشعبية، حيث يتطابق ذلك مع رأي المواطن أيمن المطري الذي يعتبر ما يجري فرصة لتكامل الموقف العربي على المستويين الشعبي والرسمي في مجال الاقتصاد والتجارة.

 

ويعاني اليمن من تضخم فاتورة استيراد الأدوية والتي تصل إلى ما يقرب 100 مليار ريال سنويا، وهو مبلغ كبير يستنزف خزينة الدولة لصالح تجار ومستوردين، إضافة إلى مساهمة ذلك في توسع ظاهرة التهريب والتزوير في اليمن. ويأتي ذلك، في وقت تمثل الصناعة المحلية 20% من إجمالي احتياجات الدواء.

 

ويرى خبراء ومتعاملون في سوق الدواء أن وضعية السوق في اليمن ليست وليدة الحرب الراهنة، بل هي وضعية مزمنة تعاني منها البلاد منذ ما قبل عام 2015.

 

وتبحث عديد الجهات الحكومية وفي القطاع الخاص خططا مشتركة لتشجيع توطين الصناعات الدوائية والمستلزمات الطبية وتذليل الصعاب أمام رؤوس الأموال الوطنية للانخراط في هذا المجال وبما يؤدي إلى تحقيق اكتفاء ذاتي في هذا المجال والاستثمار فيه، وخفض فاتورة الاستيراد ورفع الناتج القومي المحلي وتأمين الرعاية الصحية في جميع الظروف.

 

وينتج القطاع الخاص 200 صنف من الأدوية، إلى جانب إنتاج أدوية منقذة للحياة ذات الصلة بالأمراض المزمنة.

 

عضو الاتحاد اليمني لمنتجي الأدوية فائز سنان، يؤكد في هذا الخصوص لـ"العربي الجديد" أن حملات المقاطعة مهمة عندما تكون منظمة ومركزة، كموقف يجب تسجيله في مثل هذه الظروف الحرجة.

 

وأشار إلى ضرورة التنسيق والتعاون المشترك مع القطاع التجاري والاستثماري والإنتاجي لترشيد الاستيراد وتنظيم الأسواق والحد من التهريب والتزوير والغش والتقليد، والاهتمام بالصناعات المحلية التي تعاني تبعات الأوضاع المتردية في اليمن نتيجة الصراع في البلاد من ناحية وتوسع وانتشار مثل هذه الظواهر الضارة بالاقتصاد الوطني وصحة وسلامة المواطنين من ناحية أخرى.

 

في السياق، ناقش لقاء موسع، مؤخرا، ضم قيادات الهيئة العليا للأدوية والمستلزمات الطبية بعدن وممثلي شركات صناعة وتجارة الأدوية والمستلزمات الطبية، التوجهات والخطط العامة لتطوير ودعم توطين صناعة الأدوية المحلية في اليمن.

 

كما تناول اللقاء رفع مستوى جودة المنتج الدوائي المحلي وتطوير قدرات الموارد البشرية، وإنشاء مركز التميز في الأداء والمساهمة في تلبية الاحتياجات الطارئة الإغاثية والإنسانية الملحة من الأدوية المصنعة محلياً، وكذا تطوير صناعة المواد الخام ومواد التعبئة والتغليف والمستلزمات المساعدة للصناعات الدوائية.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن اقتصاد حصار صناعة الدواء الدول الداعمة لإسرائیل والمستلزمات الطبیة حملات المقاطعة العربی الجدید من الأدویة فی الیمن

إقرأ أيضاً:

وزير قطاع الأعمال العام: مصر مركز واعد للطاقة الخضراء والصناعات الدوائية

على هامش قمة الأعمال الأمريكية الأفريقية المنعقدة بالعاصمة الأنجولية لوندا، التقى المهندس محمد شيمي، وزير قطاع الأعمال العام، بالدكتور أكينوومي أديسينا، رئيس مجموعة البنك الأفريقي للتنمية، لبحث سبل التعاون المشترك بين مصر والبنك في مجالات التنمية الشاملة.

واستعرض الجانبان خلال اللقاء عدداً من المشروعات التي يمولها البنك في مصر، من بينها محطتا الجبل الأصفر وأبو رواش لمعالجة مياه الصرف الصحي، ومشروع بنبان للطاقة الشمسية، إلى جانب عدد من مشروعات التنمية الزراعية.

 وأعرب الوزير محمد شيمي، عن تقدير مصر للدور المحوري الذي يقوم به البنك في دعم التنمية بالقارة، مشيرًا إلى أن مصر ستواصل دعم البنك في جهوده لتحقيق النمو والإصلاح الاقتصاي، لافتا إلى الجهود الحكومية لجعل مصر مركزًا إقليميًا لإنتاج الهيدروجين الأخضر وتصديره، والمساعي الجادة لشراكات فعالة في هذا المجال الحيوي.

 من جانبه، أعرب رئيس البنك عن تقديره للرئيس عبد الفتاح السيسي ومجهوداته الكبيرة لدفع جهود التنمية في مصر، قائلًا : إن الرئيس السيسي  من أبرز القادة الأفارقة الأكثر إلهامًا، مشيدًا بدعمه الكبير للبنك، لا سيما من خلال استضافة مصر للمؤتمر السنوي للبنك في شرم الشيخ 2023.

 تمويل إنشاء محطات طاقة شمسية

وأعلن الدكتور أكينوومي أديسينا عن خطة البنك لتمويل إنشاء محطات طاقة شمسية بقدرة 10 جيجاوات في 11 دولة أفريقية، بتكلفة تصل إلى 20 مليار دولار، لتوفير الكهرباء لـ250 مليون مواطن، داعيا مصر للاستفادة من خبراتها الكبيرة في إقامة مصانع لإنتاج ألواح الطاقة الشمسية والاستعداد لتمويل هذه المشروعات وتوفير الأولوية له.

وفي هذا السياق، أشار الوزير إلى أن شركة النصر للزجاج والبلور التابعة لوزارة قطاع الأعمال العام تدرس حالياً إنشاء مصنع لإنتاج زجاج الألواح الشمسية، ويتم حاليًا البحث عن شريك عالمي لنقل التكنولوجيا.

  وأكد الدكتور أكينوومي أديسينا أن البنك يستعد لتأسيس أول بنك استثماري لريادة الأعمال في أفريقيا لتمويل المشروعات الشبابية الابتكارية، وتوفير حاضنات أعمال تعزز من نموها وتوسعها، إلى جانب تمويل بقيمة 6 مليارات دولار لتطوير صناعة الأدوية والخامات الدوائية والمستلزمات الطبية والقطاع الصحي في القارة، بما يسهم في تعزيز الإنتاج الدوائي داخل القارة، ونقل التكنولوجيا للدول الرائدة مثل مصر لتكون منطلقًا نحو باقي الدول ذات الإمكانيات المحدودة.

ورحب المهندس محمد شيمي بالمبادرة، مؤكدًا استعداد الوزارة للتعاون من خلال شركاتها التابعة العاملة في صناعة الدواء، خاصة في ظل أيضا المشروعات التوسعية للشركة القابضة للأدوية ومنها تصنيع المواد الخام الفعالة، وإمكانية المساهمة في تلبية احتياجات دول القارة الأفريقية من الأدوية التي يتم إنتاجها بمصانع الشركات التابعة.

الحكومة تستهدف الوصول بالاستثمارات الخضراء لـ60% بحلول 2027وزيرة التخطيط: نعمل على ترسيخ استقرار الاقتصاد المصري رغم التوترات المحيطة

شهد اللقاء تأكيدًا متبادلًا على أهمية مواصلة تطوير التعاون بين مصر والبنك في مجالات الطاقة المتجددة، البنية التحتية، التحول الرقمي، دعم القطاع الخاص، الأمن الغذائي والمائي، والتصنيع المحلي. واتفق الطرفان على استمرار التنسيق المشترك لتنفيذ المبادرات والمقترحات المطروحة من خلال فرق العمل الفنية.

طباعة شارك وزير قطاع الأعمال البنك الأفريقي للتنمية مصر إفريقيا الطاقة

مقالات مشابهة

  • مزارعون إسرائيليون يشتكون من المقاطعة الأوروبية لمنتجاتهم
  • الدكتور علي الغمراوي: مصر تقود توطين الدواء في إفريقيا والشرق الأوسط
  • بحث فرص دعم تصدير المنتجات الدوائية المصرية إلى تونس
  • عربة التسوق.. سلاح في معركة الوعي أمام آلة القتل الإسرائيلية
  • وزير قطاع الأعمال العام: مصر مركز واعد للطاقة الخضراء والصناعات الدوائية
  • «تقنية الوطني» تناقش تقرير استدامة الصناعات الدوائية
  • وزير الصحة: مصر الأولى إفريقيا في صناعة الدواء
  • تجربة بني سويف في الإدارة المحلية تدخل دائرة اهتمام اليمن
  • برلمانية: توطين صناعة الدواء خطوة نحو توفير احتياجات السوق المحلي
  • مسئول أفريقي: القارة السمراء تصنع 1% من الأدوية المستخدمة بها