المؤتمر العربي للمياه يناقش خطط التغلب على تحديات المنطقة
تاريخ النشر: 24th, November 2023 GMT
كشف مشاركون في الجلسات العلمية للمؤتمر العربي الخامس للمياه، المنعقد في الرياض خلال الفترة (22 - 23) نوفمبر 2023، تحت شعار: "التنمية المستدامة في الـمـنـطـقـة الـعـربـيـة"؛ عن خطط واستراتيجيات داعمة لتعزيز التوجه نحو معالجة المياه العادمة وإعادة استخدامها، بهدف تعزيز قدرات المنطقة في مواجهة تحديات قطاع المياه على المستوى العربي.
وأكد خبراء ومختصون في مجال المياه، خلال مشاركتهم في جلسة حوارية بعنوان: "قيمة المياه والاقتصاد الدائري"، أن شـح المـوارد المائيـة يعد مشـكلة عالميـة تواجـه الكثيـر مـن الـدول، خاصـة دول المنطقــة العربيــة، بفعــل عوامــل عــدة؛ منها لتزايــد الديمغرافــي والصــراع والاحتلال، إضافـة إلـى النمـو الاقتصادي، والتغيـرات المناخيـة ومشـكلة التلوث.
أخبار متعلقة "تقويم جدة" يستعد لتدشين المنطقة الترفيهية "آسيا الصغرى"الرياض.. ضبط شخص لترويجه المواد المخدرةالمؤتمر العربي الخامس للمياه - اليوم
تدبيـر الميـاه العادمـةأشاروا إلى أنه وفي ظل التزايــد المتواصــل للطلــب علــى المــاء، وفــي إطــار التطــور التقنــي والمقاربـات الجديـدة للتدبيـر؛ يتـم الاعتراف بالميـاه العادمـة شـيئًا فشـيئًا؛ كمـوردٍ بديـل موثـوق بـه للميـاه، الأمر الذي يقتضـي إحداث تغييـر لنمـوذج تدبيـر الميـاه العادمـة، يرتكـز علـى المعالجـة والتخلـص، نحـو إعـادة الاستخدام القائمـة علـى إعـادة تدوير المـوارد واسـتردادها، مؤكدين أن تطبيـق مبـادئ الاقتصاد الدائـري سـتمكّن مـن اعتبـار الميـاه العادمـة ليـس فقـط جـزءًا مـن الحـل؛ بـل هو الحل لمشـاكل نـُدرة المـوارد المائيـة وتلوثهـا.
ونوّه المشاركون بالتقـدم الـذي حققتـه عددٌ من بلـدان المنطقـة العربيــة، ومــا واجهتــه مــن تحديــاتٍ فــي إطار ســعيها لتحقيــق الهــدف الســادس مــن أهـداف التنميـة المسـتدامة والغايـات المرتبطـة بـه؛ لا سـيما الغايـة الثالثـة منـه المرتبطـة بتحسـين نوعيـة الميـاه، والحـد مـن التلـوث، وتقليـل نسـبة ميـاه المجاري غيـر المعالجـة، فـي إطـار الحاجـة الملحـة إلـى توليـد مـوارد مائيـة إضافيـة غيـر تقليديـة، فـي ظـل تزايـد الإجهاد المائـي والمخاطـر المرتبطـة بـه.
مشاريع المياهأكد المتحدثون في جلسة حوارية أخرى، بعنوان: "أساليب التمويل المبتكرة والمستدامة لمشاريع المياه بالوطن العربي.. التحديات والفرص"، على أن تحقيق الأمن المائي عربيًا يتطلب الاستثمار المناسب في مشاريع البنية الأساسية للمياه، وبناء القدرات وتطوير المشاريع المتعلقة بالمياه التي لها تأثير على تحقيق العديد من أهداف التنمية المستدامة، بما في ذلك الأهداف المتعلقة بالأمن الغذائي، والحياة الصحية، والطاقة النظيفة، إلى جانب النظم البيئية البرية والبحرية.
وتناولوا أساليب التمويل المبتكرة لمشاريع المياه لبعض الدول العربية، والتعرف على التحديات التي تواجه عملية التمويل والفرص المتاحة؛ من خلال استعراض آليات التمويل والموارد الممكّنة للتمويل، ومتطلبات القروض ومصادرها الرئيسة لتمويل قطاع المياه، بالإضافة إلى الميزانيات الوطنية، والصناديق الإقليمية والدولية؛ كصناديق تمويل العمل المناخي، واستثمارات القطاع الخاص وغيرها، كما تطرق المتحدثون بالنقاش إلى المبادرة العربية لحشد التمويل للعمل المناخي من أجل المياه.
وأشار الخبراء والمختصون المشاركون في الجلسة، إلى أن المنطقة العربية تعد الأكثر تأثرًا في العالم بتغير المناخ ومحدودية المياه المتاحة من المصادر التقليدية المعروفة، لافتين إلى أن معالجة قضية الأمن المائي العربي وندرة المياه تكمن في استخدام الموارد المائية غير التقليدية في المنطقة العربية، من مياه محلاة، واستخدام المياه العادمة ومياه الصرف الصحي والزراعي، والاستخدام الآمن للمياه الجوفية، والمياه شبه المالحة وحصاد مياه الأمطار.
وبينوا أن المياه في المنطقة العربية تُعد من أهم مصادر التنمية والأمن الغذائي والازدهار والحياة الكريمة، ولكنها أيضا سببٌ لعدم الاستقرار؛ حيث يفتقر ما يقرب (50) مليون شخص في المنطقة العربية إلى مياه الشرب الأساسية، فيما يعيش (390) مليون شخص في المنطقة -أي ما يقرب من 90% من إجمالي عدد السكان - في بلدان تعاني من نُدرة المياه، وفق تقرير الأمم المتحدة 2023.
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: الرياض المياه المالحة أخبار السعودية المنطقة العربية المنطقة العربیة فی المنطقة
إقرأ أيضاً:
أكد دعم القيادة للقطاع.. آل الشيخ: مهتمون بحفظ التراث الموسيقي العربي
البلاد (الرياض)
أوضح رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه (GEA) المستشار تركي بن عبدالمحسن آل الشيخ، أن فكرة عقد مؤتمر الموسيقى العربية جاءت استجابة لاحتياجات المشهدين الفني والبحثي في العالم العربي؛ بوصفه مؤتمرًا يسهم في تقديم أبحاث تدرس الأنماط الموسيقية، وتوثق المقامات والإيقاعات، وتستكشف سبل تطويرها؛ وفق دور المملكة في دعم الفنون، متطلعًا إلى اكتمال عمليات توثيق المقامات الشرقية الصوتية خلال العامين المقبلين، وأن يمتد التوثيق ليشمل المقامات الشرقية في إيران، بما يعزز شمولية العمل ويثري المحتوى الموسيقي العربي والشرقي.
وفي مستهل كلمته خلال مؤتمر الموسيقى العربية الذي أقيم في الرياض، رفع الشكر والامتنان لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله- على ما يقدمانه من دعم كبير ومتواصل لقطاعي الترفيه والثقافة، مثمنًا ما يوليه سمو ولي العهد من اهتمام استثنائي بصناعة المعرفة وتطوير المنظومة الفنية والثقافية في المملكة.
وقدّم شكره لصاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان وزير الثقافة على جهوده الكبيرة في تطوير القطاع الثقافي، ودعمه المستمر للمبادرات التي تعزز الهوية السعودية وتفتح المجال أمام الإبداع بمختلف أنواعه.
وأوضح آل الشيخ، أن هذا المؤتمر يمثل خطوة علمية مهمة لحفظ التراث الموسيقي العربي وربط الأجيال ببعضها، من خلال جمع الخبراء والباحثين تحت سقف واحد لإثراء هذا المجال المعرفي الواسع، وترسيخ العمل العلمي المشترك في توثيق الهوية الموسيقية العربية.
وأكّد أن جميع التوصيات والملاحظات التي تقدم بها رؤساء اللجان من مختلف الدول المشاركة، ستكون محل اهتمام وعناية كاملة، وسيجري دراستها بشكل شامل بما يحقق الأهداف المشتركة ويدعم الجهود العربية في مجال التوثيق الموسيقي.
ووجه في ختام كلمته شكره لجميع اللجان والباحثين والمختصين المشاركين في هذا المؤتمر، معربًا عن تقديره لكل من أسهم في هذا العمل العلمي المهم، ومؤكدًا دعمه لجهودهم في المراحل المقبلة.
تنفيذ مشروع عربي للمقامات والإيقاعات
أصدر المؤتمر مجموعة من التوصيات الهادفة إلى صون التراث الموسيقي العربي وتطويره، والارتقاء بجهود البحث والتوثيق في مختلف أنحاء الوطن العربي. وجاءت هذه التوصيات في إطار رؤية موسيقية موحَّدة تستشرف مستقبلاً أكثر تطورًا للمقامات والإيقاعات والآلات الموسيقية العربية، وتدعو إلى اعتماد مخرجات علمية متماسكة، تعزز حضور الموسيقى العربية في العالم.
وأكدت التوصيات أهمية تنفيذ مشروع عربي شامل لتوثيق المقامات والإيقاعات والآلات الموسيقية وفق منهجيات علمية دقيقة، تشمل التدوين والتحليل والمسح الميداني والرجوع إلى المراجع التاريخية، إلى جانب حفظ التراث الشفهي وإعادة تسجيل النماذج النغمية القديمة والحديثة، بما يؤسس لمرجع عربي موثق يكون نقطة انطلاق لأجيال الباحثين والممارسين.
وشدد المؤتمر على ضرورة إنشاء منظومات رقمية حديثة تشمل مكتبات إلكترونية مفتوحة، ومنصّات تعليمية تفاعلية متخصصة في المقامات والإيقاعات، وتطبيقات عبر الهواتف الذكية تتيح الوصول السهل إلى المحتوى المكتوب والمسموع والمرئي، كما دعت التوصيات إلى تسجيل الأعمال الموسيقية والتقليدية بطريقة صوتية وبصرية عالية الجودة، بما يضمن توفير نماذج معتمدة ودقيقة للدارسين والمهتمين.
كما أوصى بإطلاق أكاديمية عربية عليا للعلوم والفنون الموسيقية؛ تكون أول مؤسسة بحثية وتعليمية متخصصة في دراسة الموسيقى العربية
كما تضمنت التوصيات أهمية مراجعة ما يتم إنجازه من أعمال توثيقية بشكل مستمر؛ لتصحيح الثغرات والارتقاء بجودة الأداء العلمي، وتشجيع تبادل الخبرات بين الدول العربية، وضمان استمرار الدعم للمشروعات البحثية والموسيقية المشتركة.