مجلة "جي كيو الشرق الأوسط" تختار الصحفي الفلسطيني معتز عزايزة "رجل العام"
تاريخ النشر: 24th, November 2023 GMT
منحت مجلة "جي كيو الشرق الأوسط" لقب "رجل العام" للمصور الصحفي الفلسطيني معتز عزايزة، تكريما لعمله الشجاع، وقد لاقى هذا التكريم إشادة كبيرة من الوسط الإعلامي.
ويعد عزايزة من بين العديد من الصحفيين الشجعان الذين يخاطرون بحياتهم لمشاركة واقع العيش في غزة أثناء القصف الإسرائيلي على القطاع منذ بدء عملية "طوفان الأقصى".
واستخدم منصاته على المواقع الاجتماعية لكشف الأحداث اليومية المأساوية الواقعة في غزة، وتوثيقها بالصور والفيديوهات.
View this post on InstagramA post shared by GQ Middle East (@gqmiddleeast)
ونشر أحمد علي سويد، محرر "جي كيو"، والصفحة الرسمية للمجلة على "إنستغرام"، صورة الصحفي الفلسطيني مرفوقة بتعليق جاء فيه أنه باختيار عزايزة "رجل العام"، فإن هذا يعد إهداء "لأولئك الذين ما تزال شجاعتهم لا مثيل لها: بلستيا العقاد، هند خضري، وائل الدحدوح، المرحوم عصام عبد الله، المرحومة شيرين أبو عاقلة. وأسماء لا تعد ولا تحصى من التي نعرفها والتي لا نعرفها".
وتابعت المجلة: "مثل أقرانه على الأرض في غزة، يذكرنا عزايزة أنه بغض النظر عمن نحن أو من أين أتينا، نحن" الناس العاديون، رجالا ونساء، الذين لديهم القدرة على تفعيل التغيير الذي نريد أن نرى".
إقرأ المزيدوأضافت: "بينما يواصل قول الحقيقة بشجاعة أمام المسؤولين، نصلي من أجل سلامته ومن أجل سلامة من حوله".
ونشرت المجلة تصويت أولئك الذين أشادوا بعزايزة، حيث قال مغني الراب والناشط البريطاني وراعي حملة التضامن مع فلسطين، "لوكي" (Lowkey): "سيذكر التاريخ اسمه".
وكتب الكاتب والناشط الأمريكي شون كينغ: "على الرغم من أن معتز في نفس عمر أكبر أطفالي، إلا أنه "بطلي". إنه يكره أن يطلق عليه هذا الاسم، ولكن في مواجهة مقتل أكثر من 60 صحفيا فلسطينيا، فإنه يضع حياته على المحك. ونحن نتواصل 24 ساعة يوميا للتأكد من أن العالم يرى جمال غزة وألمها ودمارها. وفي هذه العملية، جعل عشرات الملايين منا حول العالم يشعرون وكأن لدينا صديقا جديدا".
وأضاف الصحفي الأمريكي الكويتي أحمد شهاب الدين: "إن معتز، الذي يرقى إلى مستوى اسمه الأوسط "هلال"، قد سلط الضوء على غزة وسط أبشع أشكال القسوة والظلم. كنا بحاجة إلى الضوء في قلوب الملايين المكسورة حول العالم، ما يمنحنا شعورا بالأمل".
جدير بالذكر أن مجلة "جي كيو الشرق الأوسط" تم إطلاقها في عام 2018، وهي النسخة العالمية الحادية والعشرون من مجلة " جي كيو" (GQ) الأمريكية.
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: انستغرام صحافيون مواقع التواصل الإجتماعي
إقرأ أيضاً:
“الشرق الأوسط الجديد” ما بين المقاومة والاستحالة
محاولات حثيثة لتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد، ومساعٍ دؤوبة لتجزئة المجزأ، كمخطط استراتيجي يهدف إلى إعادة تشكيل المنطقة بأسرها، بحيث يخدم مصالح كيان الاحتلال الإسرائيلي الطارئ على أرض فلسطين ومصالح الدول الغربية، وعلى رأسها أمريكا.
والخطير أن الأعداء، بعد نجاحهم في تجريد المسلمين من هويتهم الإسلامية الجامعة وتأطيرهم حول هويات وعصبيات قومية كالعربية، التركية، الفارسية… الخ، ثم تقزيم مشاريع وحدتهم وتماسكهم حول هويات وطنية رسختها اتفاقية سايكس بيكو، يسعون اليوم لتجريد أبناء الأمة الإسلامية من هوياتهم الوطنية الجامعة (كالسورية، والعراقية، واليمنية، واللبنانية، والسودانية… الخ) وتأطيرهم حول هويات قومية وعرقية وطائفية ومناطقية، وذلك من خلال تأجيج النزاعات الطائفية والعرقية والمناطقية، وتشجيع الانقسامات الداخلية لتسهيل مهمة الصهاينة وأمريكا والقوى الغربية في تغيير المنطقة وتنفيذ مشروع خارطة الشرق الأوسط الجديد، وتمزيق الدول العربية وتقسيمها إلى دويلات صغيرة لأضعافها، وتسهيل مهمة السيطرة الأمريكية الغربية على مواردها الطبيعية، ولتصبح إسرائيل القوة المهيمنة والعظمى في المنطقة.
والأخطر هو طبيعة ومساعي التقسيم المعقد، النابعة على أساس عصبيات قومية وعرقية وطائفية ومناطقية بحتة، كالسنة والشيعة، والأكراد، والهاشميين، والأمويين، والدروز… الخ.
ففي العراق، مثلاً، يسعى العدو إلى تأجيج مشاعر العداء والنزاعات وخلق حالة من الاحتقان بين العراقيين لتهيئة الظروف لتجزئتها وتقسيمها إلى ثلاث دول: شيعية جنوباً، وكردية شمالاً، وسنية في الوسط. وفي سوريا، نلاحظ من خلال التحركات والمستجدات والأحداث المساعي الصهيونية الأمريكية الغربية الحثيثة لتقسيم سوريا إلى أربع دول: علوية، وسنية، وكردية، ودرزية.
وفي اليمن، بسبب الطبيعة الجغرافية والتضاريس المعقدة بالإضافة إلى التداخل المذهبي والنسيج الاجتماعي الواحد، يسعى العدو من خلال الإمارات والسعودية ومرتزقتهما الأقزام، أصحاب المشاريع الصغيرة من ضيقي الأفق ومحدودي الفهم، إلى تجريد أبناء جنوب اليمن من هويتهم اليمنية التاريخية واستبدالها بهوية “الجنوب العربي الطارئة”، كما جرد أبناء نجد والحجاز وسواحل عمان سابقًا من هوياتهم التاريخية واستبدلها بهويات سعودية وإماراتية وليدة عقود من الزمن.
كمخطط يلقى مقاومة كبيرة من أبناء الجنوب، مما يجعل تحقيقه ضربًا من الخيال نتيجة تمسك غالبية أبناء جنوب اليمن بهويتهم التاريخية، فلو طالب مرتزقة الإمارات بجمهورية اليمن الديمقراطية والعودة لما قبل 22 مايو 1990م نتيجة إقصاء وتهميش عفاش لأبناء جنوب اليمن، لكانت مطالبتهم أقرب للمنطق، ومقبولة نوعًا ما، مع أن من همش أبناء جنوب اليمن همش أبناء شماله واستحوذ على مقدرات الشعب واستأثر بالوظيفة العامة في أسرته وبطانته دون غيرهم، لكن أن يتنكروا لليمن ويطالبوا بدولة الجنوب العربي على أرض يمنية، فهذا ما لم يحدث ولن يسكت عنه أحرار جنوب اليمن قبل شماله. فمن يتنكر لأصله وتاريخه إمعة مشكوك في أمره، ومن باع ماضيه ويمنيته، سيبيع أرضه وجزره وموانئه وحاضره ومستقبله، وقد يبيع دينه إذا ما اقتضت الحاجة وسمحت الظروف.
ولذا، تقع مساعي التقسيم وتنفيذ مشروع خارطة الشرق الأوسط الجديد ما بين مقاومة الوحدة العربية واستحالة التنفيذ في اليمن.