سرقة الأعضاء البشرية جزء من تاريخ جرائم “الاحتلال الصهيوني” بحق الشعب الفلسطيني
تاريخ النشر: 25th, November 2023 GMT
الأسرة /متابعات
سرقة “إسرائيل” أعضاء من جثامين الشهداء الفلسطينيين ليست شكوكاً فحسب، حتى الإعلام الإسرائيلي يقرّ بأنها عملية انتزاع من دون معرفة ذوي الشهداء.
اعتاد العالم على جرائم الاحتلال الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني منذ 70 عاماً، وهي تحدث عن نفسها، لكن من بين تلك الجرائم جريمة من نوعٍ آخر ظلت مخفية لوقتٍ طويل قبل أن يكشف النقاب عنها.
ما هي؟
دأبت السلطات الصهيونية على سرقة الأعضاء من جثث الشهداء الفلسطينيين، وهو ما كُشف عنه في عدد من التقارير ومن خلال شهادات أطباء إسرائيليين شاركوا في هذه الممارسة الإجرامية البشعة التي تخالف قواعد المهنة وتعد عملاً ضد الإنسانية.
تمتلك “إسرائيل” أكبر بنك جلود في العالم، وهو منشأة طبية تخزن الجلود البشرية لاستعمالها لاحقاً في معالجة الحروق والسرطانات الجلدية. جرى تشييد هذا البنك عام 1986م بإشراف قطاع الطب العسكري التابع لجيش الاحتلال، الذي يقدم خدماته على مستوى دولي، وبخاصة طلبات الدول الغربية.
في المقابل، يختلف هذا البنك الإسرائيلي عن باقي البنوك حول العالم بأن مخزونه من هذه الأعضاء الحيوية لا يأتي من متبرعين طوعيين فقط، بل سُجلت عمليات سرقة جلود من جثث شهداء فلسطينيين، وهم الذين تُسرَق أعضاؤهم أيضاً.
وهناك أدلة دامغة على متاجرة الإسرائيليين بهذه الأعضاء المسروقة، إذ يعد الكيان أكبر سوق للأعضاء في الشرق الأوسط.
يقول الخبير في الشؤون الإسرائيلية أنس أبو عرقوب: “إنّ بنك الجلد الإسرائيلي هو الأكبر في العالم متفوقاً على بنك الجلد الأمريكي الذي أُنشئ قبله بـ40 عاماً، مع الإشارة إلى أن عدد سكان إسرائيل أقل بكثير من سكان الولايات المتحدة الأمريكية”.
ويؤكد أبو عرقوب أن سرقة أعضاء من جثامين فلسطينية ليست مجرد شكوك، قائلاً: “حتى الإعلام الإسرائيلي يقرّ بأنها عملية انتزاع من دون معرفة ذوي الشهداء”، احتياطي “دولة” الاحتلال من الجلد البشري -ويعادل 170 متراً مربعاً- المحفوظ داخل بنك الجلد الإسرائيلي يؤكد رواية أبو عرقوب، إذ أنّ الرقم لا يُعتبر منطقياً، نظراً إلى أن “إسرائيل” تحتل المرتبة الثالثة في رفض سكانها التبرع بالأعضاء، وهذا مردّه إلى معتقدات دينية يهودية.
تسليم جثث الفلسطينيين لذويهم بلا أعضاء!
تعود تفاصيل القصة إلى عام 2001م، حين نشر الصحافي السويدي المختص في التحقيقات دونالد بوستروم تحقيقاً كشف فيه سرقة الأعضاء من جثث الشهداء الفلسطينيين والإتجار بها من قبل جهات إسرائيلية، وكانت هذه أول مرة يجري فيها كشف هذه الجريمة للرأي العام الدولي.
ولم يقف عمل بوستروم عند هذا الحد، بل نشر تحقيقاً آخر عن الموضوع نفسه عام 2009م في صفحات مجلة “أفتونبلاديت السويدية”. يذكر التحقيق أنّ وزارة الصحة الإسرائيلية أطلقت حملة قومية للتشجيع على التبرع بالأعضاء عام 1992م، لكن مع ذلك ظلت الفجوة واسعة بين الطلب والمعروض من تبرعات.
وتزامناً مع تلك الحملة، بدأت حالات اختفاء عدد من الشباب الفلسطيني، ليعودوا بعدها في نعوش مغلقة، وتفرض السلطات الإسرائيلية على أهاليهم دفنهم في الليل من دون جنائز.
ويقول بوستروم: “كنت في المنطقة في ذلك الوقت، وفي مناسبات عدة، اتصل بي موظفو الأمم المتحدة قلقين بشأن التطورات، قال الأشخاص الذين اتصلوا بي إن سرقة الأعضاء حدثت بالتأكيد، ولكن جرى منعهم من فعل أي شيء حيال ذلك”.
وكانت هذه الاتصالات دافعاً للصحافي للنبش أكثر في القضية، فذهب إلى محاورة عوائل أولئك الشهداء الذين أكدوا سرقة أعضاء أبنائهم قبل قتلهم، من بينهم ابن عائلة الشهيد بلال أحمد غنان، الذي كان يبلغ 19 عاماً حين اعتقله الجيش الإسرائيلي في قرية أم التين في الضفة الغربية عام 1992م، ليعود بعدها جثّة بلا أعضاء داخلية مخاطة من العنق حتى أسفل البطن.
ولم تنفِ السلطات الطبية الإسرائيلية ما تعرضت له جثة بلال من تنكيل وسرقة لأعضائها، وقال مدير معهد الطب الشرعي الإسرائيلي وقتها تشين كوغل: إن عائلة بلال يمكن أن تكون على حق، لأنهم “أخذوا كل ما أمكن أخذه من كل الجثث التي جاءت إلى معهد الطب الشرعي”، وذلك من دون موافقة الأسرة، ولم تتلق عائلته أي تفسير أو اعتذار أو تعويض عما حصل.
اعترافات إسرائيلية بسرقة الأعضاء من الفلسطينيين
في فيلم وثائقي عن القضية عام 2009م، ثمة اعترافات للمدير السابق لمعهد الطب الشرعي الإسرائيلي يهودا هيس يؤكد فيها سرقتهم أعضاء الشهداء في المعهد، وقال هيس: “لقد أخذنا القرنيات والجلد وصمامات القلب والعظام (من جثث الشهداء الفلسطينيين).. كل ما جرى القيام به كان غير رسمي إلى حد كبير .. ولم يُطلب إذن من الأُسر”.
وفي دراستها عن التعامل مع أجساد الفلسطينيين في مركز “أبو كبير” للطب الشرعي في “تل أبيب”، والتي نشرتها في كتاب بعنوان “على جثثهم”، قالت الباحثة الأنثروبولوجية مئيره فايس إنّها شاهدت أثناء وجودها في المعهد “كيف يأخذون أعضاء من جسد الفلسطينيين. وفي المقابل، يتركون جثث الجنود سليمة”.
وأضافت الباحثة: “إنهم يأخذون القرنيات والجلد وصمامات القلب بشكل يجعل غياب تلك الأعضاء لا يلاحظه غير المتخصصين، إذ يعوضون القرنيات بأجسام بلاستيكية وينزعون الجلد من الخلف كي لا تراه الأسرة (أسرة الشهيد)، وإضافة إلى ذلك، يجري استخدام جثث الشهداء في كليات الطب في الجامعات الإسرائيلية لأغراض بحثية”.
وقالت فايس: “في الانتفاضة الأولى، سمح الجيش فعلياً للمعهد باستخراج أعضاء من الفلسطينيين بموجب إجراء عسكري يتطلب تشريح جثة الأسرى الفلسطينيين. ورافق إجراء التشريح إزالة الأعضاء التي يستخدمها بنك الجلد الإسرائيلي الذي أنشئ عام 1985 لعلاج الحروق التي يصاب بها الجنود الإسرائيليون”.
يتاجرون بأعضاء الشهداء الفلسطينيين
تعدّ “إسرائيل” أحد أكبر أسواق الإتجار في الأعضاء البشرية في العالم، والأكبر في منطقة الشرق الأوسط، وكشفت تقارير إعلامية عن أن “الدولة العبرية” متورطة في قتل الفلسطينيين بهدف سرقة أعضائهم الداخلية والاستفادة منها بشكل غير قانوني والمتاجرة بها ضمن شبكة دولية غير قانونية.
وفي عام 2009م، ألقى مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي (FBI) القبض على مستوطن إسرائيلي يدعى ليفي إسحاق روزنباوم، اتضح بعد التحقيق معه أنه يؤدي دور السمسار في عمليات بيع الأعضاء في الولايات المتحدة لمصلحة خلية إجرامية يديرها حاخامات وسياسيون وموظفون حكوميون في “إسرائيل”.
ويرجح الصحافي دونالد بوستروم، في تحقيقه المذكور، ارتباط هذه الشبكة بعمليات سرقة أعضاء الشهداء الفلسطينيين التي تجري في “إسرائيل”، وقال بوستروم: “إن نصف الكلى المزروعة للإسرائيليين منذ بداية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين جرى شراؤها بشكل غير قانوني، ولدى السلطات الصحية الإسرائيلية المعرفة الكاملة بهذا العمل، لكنها لا تفعل شيئاً لوقفه”.
وفي تقرير نشرته صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية عام م2016، اعترفت “إسرائيل” بأنها فقدت العشرات من جثث الشهداء الفلسطينيين. ونقلت الصحيفة تصريحات لمصادر في الجهازين القضائي والأمني الإسرائيلي عن فقدان 121 جثة لشهداء تحتجزهم سلطات الاحتلال منذ التسعينيات.
استمرار سرقة الأعضاء
وعقب انفجار فضيحة سرقة الأعضاء عام 2009م، خرجت الحكومة الإسرائيلية من أجل التملص من التهم الثابتة ضدها، وأصدرت المتحدثة باسم وزارة الصحة الإسرائيلية وقتها إيناف شيمرون غرينبويم بياناً قالت فيه: “إن الممارسة التي تحدث عنها التحقيق هي قصة قديمة انتهت منذ سنوات”.
ولا تزال الشكوك قائمة حول استمرار هذه الممارسات غير الأخلاقية التي تنتهك حقوق الإنسان، ويؤكدها استمرار السلطات الإسرائيلية باحتجاز العشرات من جثث الشهداء الفلسطينيين لديها، مبررة ذلك بكونه إجراءً عقابياً.
وبحسب رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة الأسرى والمحررين عبدالناصر فروانة، فإنَّ إسرائيل ما زالت تحتجز أكثر من 370 جثماناً لشهداء فلسطينيين وعرب استشهدوا في ظروف مختلفة وسنوات متباعدة، مضيفاً: “إن لائحة هؤلاء الشهداء المحتجزين تضم أشخاصاً استشهدوا من السبعينيات إلى حدود عام 2023م”.
ولم يكتفِ الكيان الصهيوني بسرقة الأراضي الفلسطينية، بل وضع خطة مسبقة لتأسيس أكبر “بنك جلود” في العالم، ونجح في ذلك على حساب الفلسطينيين بطرق غير شرعية كعادته، وكان من بنود خطته سرقة أكبر كمية ممكنة من الأنسجة والجلود والأعضاء البشرية من أجساد الشعب الفلسطيني، وهذا مخالف لقانون التبرع بالأعضاء والأنسجة البشرية في العالم، فمن البنود الأساسية لنزع الأعضاء من الأجساد البشرية التأكد من وفاة الشخص أولاً، ثم الحصول على موافقة خطية من عائلته، وفي حال عدم الموافقة، لا يسمح بإزالة أي عضو، ولأي سبب كان، وفي حال عدم معرفة هوية المتوفى وعدم التوصل إلى أحد من عائلته، يمنع أيضاً انتزاع أعضائه.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: الأعضاء من فی العالم أعضاء من من دون
إقرأ أيضاً:
محافظ المهرة: الـ 30 من نوفمبر يوم استثنائي في تاريخ نضال الشعب اليمني وكفاحه المسلح
الثورة نت/سبأ أكد محافظ المهرة القعطبي الفرجي، أن يوم الـ 30 من نوفمبر المجيد، محطة مهمة في حياة الشعب اليمني، تنهل منها الأجيال معاني الصمود والفداء لدحر الغزاة والمحتلين الجدد. وأوضح المحافظ الفرجي أن العيد الـ 58 للاستقلال المجيد في 30 نوفمبر، مناسبة وطنية خالدة ويوم استثنائي لنضال الشعب اليمني وكفاحه المسلح، سطره بأحرف من نور في سجل تاريخه الحافل بالنضالات والتضحيات، وحقيقة واقعية لشجاعة واستبسال اليمنيين في دحر المستعمر البريطاني وتلقينه الدروس القاسية والمؤلمة. وأشار إلى أن احتفاء الشعب اليمني بهذه المناسبة المجيدة يؤكد استعداده لإفشال كافة المشاريع الصغيرة، التي يحاول الاحتلال إعادتها، مؤكدا أن اليمن كان وما يزال مقبرة للغزاة والمحتلين. ودعا الفرجي أدوات العدوان في المحافظات المحتلة إلى أخذ العبرة والاستفادة من الـ30 من نوفمبر الذي أنهى فيه الشعب اليمني مشاريع الاحتلال البريطاني وقضى على أجنداته، وهو المشهد الذي سيتكرر قريبا في طرد المستعمرين الجدد. واعتبر، الاحتفال بهذه المناسبة تعبيراً عن الفخر والاعتزاز والشموخ، ورسالة للعالم أجمع بأن الهيمنة على اليمن ولّت وإلى غير رجعة، مؤكداً أن الشعب اليمني الذي صنعَ انتصارات ثوراته 26 سبتمبر و14 أكتوبر و21 سبتمبر، اليوم أكثر وعياً وحرصاً على تاريخه ووحدة ترابه وواحدية نضاله، وهو أشد بأساً وصرامة في مقارعة المستعمر الجديد وكل من يحاول النيل من مكاسب الشعب وإنجازاته. ولفت محافظ المهرة إلى أن اليمن أصبح اليوم بقيادة قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، أقوى مما كان عليه، مبيناً أن العربدة التي تنفذها دول العدوان السعودي الإماراتي في جنوب الوطن لن تطول ومصيرها إلى الزوال. ونوه إلى مكانة هذه المناسبة في حياة ووجدان الشعب اليمني على امتداد الوطن، ورمزيتها المهمة والعظيمة التي تحمل في طياتها معاني النضال والصمود كمحطة لاستذكار التضحيات الجسام التي قدمها الأحرار لتحرير الأرض واستعادة الكرامة. وشدد على ضرورة استلهام تلك الروح النضالية والثورية في وجه المحتلين الجدد من أذناب الغرب وأدواتهم لطردهم من جنوب الوطن ترسيخاً لقيم ومبادئ الثلاثين من نوفمبر، وسيراً على خطى وتضحيات الشهداء والمناضلين الأوائل الذين قدموا تضحيات جسيمة من أجل استقلال الوطن وحريته. وأفاد بأن المرحلة الصعبة التي يعيشها الشعب اليمني، تتطلب من الجميع حشد الطاقات لمواجهة المحتل وأدواته، مشيداً بنضالات أبناء المحافظات المحتلة، الرافضين لسياسات الاحتلال وممارساته القمعية بحقهم، داعياً الجميع إلى تعزيز التلاحم والاصطفاف لمواجهة المحتل وعملائه وطردهم من الأراضي اليمنية المحتلة.