شبكة انباء العراق:
2025-05-11@16:25:10 GMT

صفقة أم صفعة ؟

تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

بعد أكثر من سبعة أسابيع متواصلة من الهجمات بكل الأسلحة البرية والبحرية والجوية فشلت خسرائيل في العثور على مكامن أسلحة المقاومة، ولم تستطع الاستدلال على خارطة الأنفاق ومتاهاتها الغامضة. ولم تمتلك القدرة على إيقاف انطلاق الصواريخ الغزاوية المكثفة. .
ولم تستطع إطفاء البراكين التي التهمت دروعها ودباباتها وعجلاتها الحديثة، فكان مصيرها الانصهار، وكان مصير جنودها الفرار مذعورين من سوح الوغى.

.
ولم تستطع العثور على مراكز قادة المقاومة، ولم تنجح في رصد تحركاتهم أو استدراج عناصرهم. .
ولم يستطع نتنياهو ان يحرر أسيراً واحداً على الرغم من استعانته بأحدث تقنيات البحث والتحري المعززة بالاقمار الاصطناعية. .
وبعد سبعة اسابيع من قصف الاحياء السكنية في غزة بمئات الاطنان من المتفجرات، وبما يوازي قنبلتين ذريتين أو أكثر. وجد نتنياهو نفسه مرغما على الرضوخ لشروط المقاومة والسماح بتدفق الوقود والغذاء والدواء إلى المحاصرين. وكان مرغماً على القبول بشروطها بخصوص تبادل الأسرى المدنيين، وبالشروط والالتزامات والسياقات التي قررتها المقاومة، وفرضتها عليه وعلى الذين يدعمونه في السر والعلن. اما الاسرى العسكريين فقد ارتأت المقاومة تأجيل التفاوض حول مصيرهم إلى إشعار آخر. .
من ينظر الآن إلى ملامح نتنياهو وهو يقرأ شروط المقاومة يشعر ان نتنياهو نفسه أصبح أسيرا لها خاضعاً لإرادتها، ويشعر انه فقد عنجهيته القديمة، ولم يعد كما كان. واصبح ظهوره المنكسر يعكس حجم الصفعة العنيفة التي تلقاها. حيث لم تكن بالصيغة التي يطمح إليها وإنما بشروط مفروضة عليه، وليست أمامه أي خيارات. .
اما عن التنازلات التي قدمتها خسرائيل لغزة فتمثلت بتمديد أيام التهدئة بعد ان كانت تصر على ثلاثة أيام. وتمثلت أيضاً بعدد الاسرى الذين سيتم الافراج عنهم. كانت خسرائيل تصر على 100 أسير، لكنها تراجعت وقبلت بالعدد الذي حددته غزة. وكانت تصر على تخفيض حركة المسيرات في حدود 6 ساعات يومياً شمال القطاع فقط، لكنها تراجعت وقبلت بتخفيض طيرانها بمعدل 24 ساعة باليوم ولكل مناطق القطاع. ورفضت خسرائيل الإفراج عن الاسيرات من مدينة القدس، لكنها قبلت بالافراج عن 70 اسيرة كلهن من مدينة القدس. .
وهكذا كانت الهزيمة مرسومة على جبين المجرم نتنياهو الملطخ بالعار والشنار. فكان الافلاس علامة فارقة في رصيده السياسي. ولن تقوم له قائمة بعد تلقيه صفعات غزة. .
لم تكن صفقة بل كانت صفعة مدوية وصلت اصداءها إلى البنتاغون وإلى ماكرون. .

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

نفق الاحتلال المظلم وأنفاق المقاومة القاتلة

هذه هي النتيجة منذ أن نقض نتنياهو اتفاق وقف إطلاق النار ورفض الدخول إلى مرحلته الثانية بدوافع شخصية وربما بدوافع إقليمية.. الاحتلال دخل في نفق مظلم وكأنه ما زال بعد السابع من أكتوبر، لا يعرف أين يتجه ولا أين يجد المقاومين، وفشلت كل أنظمته للتجسس من مسيّرات وكلاب وكاميرات مراقبة وذكاء صناعي وأجهزة حديثة يزرعها في الأماكن التي ينسحب منها.

ولهذا يتعرض يوميا لكمائن الموت في شمال القطاع، حيث بيت لاهيا وبيت حانون، وفي مدينة غزة وخان يونس، وحتى رفح في الجنوب.

ويضاف لهذا حالة الإنهاك التي يعاني منها الجيش وتدني الروح المعنوية وفقدان الثقة في القيادة التي تخلت عن الجنود الأسرى، ونقص عدد القوات ورفض نسبة كبيرة من الاحتياط الالتحاق بالجيش على نحو لم يحدث لهذا الكيان من قبل. وفي الخلفية من هذا جبهة داخلية منقسمة على نفسها وتقف على حافة الحرب الأهلية، وقيادات سياسية وعسكرية اعترفت بالفشل واستقالت من مناصبها، ورئيس وزراء متهم بالفساد في قضايا موثقة ويدير المعركة بدوافع شخصية تظهر لنا جبهة العدو على حقيقتها.

أما المقاومة فيبدو أنها تستطيع أن تدير أمورها وترسم خططها وتنسق ببن قواتها، وما زالت تستطيع استخدام الأنفاق وكمائن الموت، حتى إن خبراء الاحتلال العسكريين يقولون إن ما تضرر من أنفاق المقاومة لا يزيد عن 25 في المئة، وحتى ما يتضرر يعاد تأهيله، وما زالت تمسك السلاح وتملك الإرادة والعزيمة على الاستمرار لا لشهور بل ربما لسنوات.

ولهذا فإن كل يوم يمر هو إخفاق للاحتلال ومزيد من الضعف والإنهاك لجنوده ومزيد من الإرادة والتصميم للمقاومة.

مقالات مشابهة

  • ترقب في طهران لزيارة ترامب لمنطقة الخليج
  • نفق الاحتلال المظلم وأنفاق المقاومة القاتلة
  • إعلام إسرائيل: نتنياهو يبحث استكمال حرب غزة أو إبرام صفقة في مشاورات أمنية
  • نائب الرئيس الفلسطيني : المقاومة السلمية افضل .. وعلى حماس التخلي عن سلاحها
  • نتنياهو لا يريد صفقة.. وهذه أبرز الدلائل على نوايا استمرار الحرب في غزة
  • صفقة سيارة فاخرة ب60 مليون تثير الجدل بمجلس إقليم تازة التي تفتقر لأبسط البنيات التحتية
  • عملية استخباراتية توقع صفقة سلاح كانت في طريقها للمليشيات الحوثية .. مواد متفجرة ومنظومات اتصال فضائي
  • لم تعد كما كانت
  • المقاومة الوطنية تضبط 3 ملايين صاعق و3600 كيلو متر متفجرات كانت في طريقها إلى الحوثي (فيديو)
  • إذاعة جيش الاحتلال عن مسؤولين أمريكيين: ترامب قطع الاتصال مع نتنياهو