دخلت الهدنة الإنسانية في قطاع غزة يومها الثالث، بعد أن شهدت في اليومين السابقين الإفراج عن دفعتين من الأسرى والرهائن، الأولى كانت عبارة عن 13 إسرائيليًا مقابل 39 فلسطينيًا والثانية مثلها، فى حين واصلت الشاحنات المحملة بالمساعدات التدفق إلى داخل القطاع. 

وفى ثالث أيام الهدنة، تلقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي قائمة الرهائن المقرر الإفراج عنهم، اليوم الأحد، وفقًا للاتفاق المبرم مع حركة حماس، وتشرف على تنفيذه السلطات المصرية.

وكشف مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في منشور على منصة «إكس»، أن مسؤولي أمن الاحتلال يتحققون من القائمة، مشيرًا إلى أنه تم إبلاغ أسر الرهائن المعنيين بالدفعة الثالثة التي سيفرج عنها من قطاع غزة.

الدفعة الثانية

وجاء الإعلان بعد ساعات، من وصول دفعة الرهائن الثانية، التى أفرجت عنهم حركة حماس إلى إسرائيل، التي أطلقت في المقابل سراح مجموعة ثانية من الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، أمس السبت، في اليوم الثاني من الهدنة.

وأطلقت حماس سراح 13 رهينة إسرائيلية في اليوم الثانى من الهدنة، وجاء الإفراج عن الرهائن بعد تأخير ساعات سببه عدم التزام إسرائيل ببنود اتفاق الهدنة.

وشهدت الساعات الأخيرة من مساء أمس السبت، تنفيذ عملية تبادل الدفعة الثانية للمحتجزين الإسرائيليين مقابل الأسرى الفلسطينيين، في إطار «صفقة التبادل» التي تم الاتفاق عليها بوساطة مصرية قطرية أمريكية، بعد تأخير دام ساعات، من قبل حركة «حماس»، إذ أوضحت الحركة، أن التأخير جاء لعدم التزام الاحتلال بمعايير إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين المتفق عليها.

وقالت حركة حماس في بيانها، إنه تم تسليم 13 محتجزًا إسرائيليا و4 من حملة الجنسيات الأجنبية، في إطار الهدنة الإنسانية.

كذلك، خرج من سجون الاحتلال 39 معتقلًا فلسطينيًا من النساء والأطفال بموجب اتفاق الهدنة.

ومن جهته، قال جيش الاحتلال إن الأسرى المفرج عنهم وصلوا بالفعل إلى إسرائيل، بعد الخضوع لفحص طبي أولي، مُشيرين إلى أن جنود الاحتلال سيواصلون مرافقتهم إلى مستشفيات إسرائيلية، حيث سيتم لم شملهم مع عائلاتهم.

الدفعة الأولى

شهد اليوم الأول للهدنة، أول أمس الجمعة، إفراج حماس عن 13 رهينة من النساء والأطفال الإسرائيليين، إضافة إلى عشرة تايلانديين وفلبيني.

وأطلقت إسرائيل بالمقابل عن 39 سجينًا فلسطينيًا من النساء والأطفال.

تدفق المساعدات إلى غزة

جاء هذا في الوقت الذى يتواصل تدفق الشاحنات المحملة بالمساعدات من معبر رفح، إلى داخل قطاع غزة، بحسب ما أفاد بشير جبر، مراسل القاهرة الإخبارية، من خان يونس، اليوم الأحد.

وأكد أن المساعدات الإنسانية تواصل التدفق إلى سكان القطاع، وشاحنات الإغاثة القادمة عبر مصر بمثابة شريان حياة للقطاع.

وقال«جبر»، إن سكان قطاع غزة يعودون لمنازلهم التي هُجّروا منها جراء العدوان الإسرائيلي.

وأضاف أن الحياة تعود لطبيعتها بالقطاع عقب عودة الكهرباء والخدمات، بعد أن خلف العدوان الإسرائيلي دمارًا هائلًا بالقطاع.

وأشار إلى أن هناك انتظامًا نسبيًا للعمل بالمستشفيات بعد توفر المواد الطبية جزئيًا.

وأوضح أن آليات الاحتلال لا تزال باقية بالمحاور الأساسية بالقطاع.

رحلة محفوفة بالمخاطر

غير أن صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، نقلت عن بعض سكان غزة إن توقف القصف الجوي الإسرائيلي، لم يجلب سوى «راحة محدودة»، بينما يواجه سكان القطاع مخاطر جديدة.

وبعد بدء الهدنة التي تستمر أربعة أيام، شرع الآلاف من سكان غزة في تفقد ما آلت إليه الأمور، وحاولت بعض العائلات العودة منازلها، بينما فضل آخرون البقاء في مناطقهم وعدم النزوح نحو الجنوب خوفًا على حياتهم.

ونقلت الصحيفة عن أب في مدينة غزة، إنه لا يستطيع القيام بالرحلة نحو جنوب غزة.

وفقد الأب ابنه البالغ من العمر 10 سنوات قبل أسبوعين عندما أصاب صاروخ مطبخهم في حي تل الهوى، وجلس مع الجثة لمدة أربعة أيام قبل أن يصبح الوضع آمنًا بما يكفي لدفن الصبي في الخارج.

وأشار في تصريحات عبر الهاتف إلى إنه رأى، أمس السبت، دبابات إسرائيلية وجرافة من نافذته ويخشى على ابنه البالغ من العمر 14 عامًا وابنته البالغة من العمر 12 عامًا، وقال: «لا أعتقد أنه من الآمن الخروج مع الأطفال بعد».

كما نقلت الصحيفة عن عماد السوسي (49 عامًا)، من دير البلح وسط القطاع، بعد فراره من مدينة غزة، إن الأمر قد يبدو كما لو أن الحياة عادت إلى طبيعتها، وقال: «الشيء الوحيد الذي تغيّر هو أنه لم يعد هناك قصف».

ووقف آلاف الأشخاص في طوابير بالأسواق المفتوحة ومخازن المساعدات بغزة، للحصول على بعض المؤن التي بدأت تتدفق على القطاع بكميات أكبر في إطار الهدنة.

وبالنسبة للعديد من سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، سمح توقف الضربات الجوية والمدفعية للسكان بالتنقل بأمان للمرة الأولى، وتقييم حجم الدمار والسعي للحصول على مساعدات.

وأمس السبت، كرر جيش الاحتلال، دعوته للسكان بعدم التوجه إلى المناطق الشمالية في قطاع غزة، ورغم ذلك عبر آلاف النازحين من جنوب قطاع غزة باتجاه الشمال لتفقد بيوتهم.

وبالنسبة لأولئك الذين يحاولون العودة إلى شمال غزة، فإن رحلة العودة التي حظرها الاحتلال خلال فترة الهدنة، يمكن أن تكون أكثر خطورة، حسبما تشير «واشنطن بوست». 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: شؤون الأسرى الاحتلال القاهرة الإخبارية غزة الهدنة في غزة أمس السبت قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

"حماس" بذكرى انطلاقتها: "طوفان الأقصى" بداية دحر الاحتلال ولن نتنازل عن المقاومة

غزة - صفا

قالت حركة "حماس"، يوم السبت، إنَّ "طوفان الأقصى كان محطة شامخة في مسيرة شعبنا نحو الحرية والاستقلال، وسيبقى معلماً راسخاً لبداية حقيقية لدحر الاحتلال وزواله عن أرضنا".

وأضافت الحركة في بيان لها لمناسبة ذكرى انطلاقتها الـ 38، التي توافق الرابع عشر من ديسمبر، أن "هذه الذكرى تمر مع مرور أكثر من عامين على عدوان همجي وحرب إبادة وتجويع وتدمير، لم يشهد لها التاريخ مثيلاً، ضدّ أكثر من مليوني إنسان محاصر في قطاع غزَّة".

وبينت أن الذكرى تمر في ظل جرائم ممنهجة ضدّ الضفة الغربية والقدس المحتلة ومخططات تستهدف ضمّ الأرض وتوسيع الاستيطان وتهويد المسجد الأقصى، وبعد عامين واجه خلالهما شعبُنا العظيم ملتحماً مع مقاومته هذا العدوان بإرادة صلبة وصمود أسطوري وملحمة بطولية قلّ نظيرها في التاريخ الحديث.

وجاء في بيان الحركة "نترحّم على أرواح القادة المؤسّسين، وفي مقدّمتهم الإمام الشهيد أحمد ياسين، وعلى أرواح قادة الطوفان الشهداء الكبار؛ هنية والسنوار والعاروري والضيف، وإخوانهم الشهداء في قيادة الحركة، الذين كانوا في قلب هذه المعركة البطولية، ملتحمين مع أبناء شعبهم، كما نترحّم على قوافل شهداء شعبنا في قطاع غزَّة والضفة والقدس والأراضي المحتلة عام 48، وفي مخيمات اللجوء".

وأكدت الحركة "أن الاحتلال لم يفلح عبر عامين كاملين من عدوانه على شعبنا في قطاع غزة إلاّ في الاستهداف الإجرامي للمدنيين العزل، وللحياة المدنية الإنسانية، وفشل بكل آلة حربه الهمجية وجيشه الفاشي والدعم الأمريكي في تحقيق أهدافه العدوانية".

كما قالت "لقد التزمت الحركة بكل بنود اتفاق وقف إطلاق النار، بينما يواصل الاحتلال خرق الاتفاق يومياً، واختلاق الذرائع الواهية للتهرّب من استحقاقاته".

وجددت التأكيد على مطالبتها الوسطاء والإدارة الأمريكية بالضغط على الاحتلال، وإلزام حكومته بتنفيذَ بنود الاتفاق، وإدانة خروقاتها المتواصلة والممنهجة له.

وطالبت الإدارة الأمريكية بالوفاء بتعهداتها المعلنة والتزامها بمسار اتفاق وقف إطلاق النار، والضغط على الاحتلال وإجباره على احترام وقف إطلاق النار ووقف خروقاته وفتح المعابر، خصوصاً معبر رفح في الاتجاهين، وتكثيف إدخال المساعدات.

وشددت على رفضها القاطع لكلّ أشكال الوصاية والانتداب على قطاع غزَّة وعلى أيّ شبر من الأراضي المحتلة.

وحذرت من التساوق مع محاولات التهجير وإعادة هندسة القطاع وفقاً لمخططات العدو، مؤكدة أنَّ الشعب الفلسطيني ، وحده هو من يقرّر من يحكمه، وهو قادر على إدارة شؤونه بنفسه، ويمتلك الحقّ المشروع في الدفاع عن نفسه وتحرير أرضه وإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس.

ودعت الأمة العربية والإسلامية، قادة وحكومات، شعوباً ومنظمات، إلى التحرّك العاجل وبذل كل الجهود والمقدّرات للضغط على الاحتلال لوقف عدوانه وفتح المعابر وإدخال المساعدات، والتنفيذ الفوري لخطط الإغاثة والإيواء والإعمار، وتوفير متطلبات الحياة الإنسانية الطبيعية لأكثر من مليوني فلسطيني.

كما قالت الحركة "إنَّ جرائم العدو خلال عامَي الإبادة والتجويع في قطاع غزَّة والضفة والقدس المحتلة هي جرائم ممنهجة وموصوفة ولن تسقط بالتقادم، وعلى محكمة العدل الدولية ومحكمة الجنايات الدولية مواصلة ملاحقة الاحتلال وقادته المجرمين ومحاكمتهم ومنعهم من إفلاتهم من العقاب".

وشددت على أنها "كانت " منذ انطلاقتها وستبقى ثابتة على مبادئها، وفيّة لدماء وتضحيات شعبها وأسراه، محافظة على قيمها وهُويتها، محتضنة ومدافعة عن تطلعات شعبنا في كل الساحات".

ونوهت إلى أن مدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى سيبقيان عنوان الصراع مع الكيان الاسرائيلي، ولا شرعية ولا سيادة للاحتلال عليهما، ولن تفلح مخططات التهويد والاستيطان في طمس معالمهما.

وذكرت أن جرائم حكومة الاحتلال الفاشية بحق الأسرى والمعتقلين من أبناء الشعب الفلسطيني في سجونها، تشكّل نهجاً سادياً وسياسة انتقامية ممنهجة حوّلت السجون إلى ساحات قتل مباشر لتصفيتهم.

كما شددت على أنَّ قضية تحرير الأسرى، ستبقى على رأس أولوياتها الوطنية، مستهجنة حالة الصمت الدولي تجاه قضيتهم العادلة، وداعية المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية للضغط على الاحتلال لوقف جرائمه بحقّهم.

كما قالت "إن حقوقنا الوطنية الثابتة، وفي مقدمتها حقّ شعبنا في المقاومة بأشكالها كافة، هي حقوق مشروعة وفق القوانين الدولية والأعراف الإنسانية، لا يمكن التنازل عنها أو التفريط فيها".

وأكدت الحركة أن تحقيق الوحدة الوطنية والتداعي لبناء توافق وطني لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني وفق استراتيجية نضالية ومقاوِمة موحّدة؛ هو السبيل الوحيد لمواجهة مخططات الاحتلال وداعميه.

وبحسب بيان الحركة، فإن حرب الإبادة والتجويع التي ارتكبها الاحتلال ضدّ شعبنا على مدار عامين وما صاحبها من جرائم، كشفت " "أنَّنا أمام كيان مارق بات يشكّل خطراً حقيقياً على أمن واستقرار أمتنا وعلى الأمن والسلم الدوليين، ما يتطلّب تحرّكاً دولياً لكبح جماحه ووقف إرهابه وعزله وإنهاء احتلاله".

وثمنت عالياً جهود وتضحيات كلّ قوى المقاومة وأحرار أمتنا والعالم؛ الذين ساندوا الشعب ومقاومته، وبالحراك الجماهيري العالمي المتضامن مع شعبنا، داعية لتصعيد الحراك العالمي ضدّ الاحتلال وممارساته الإجرامية بحق شعبنا وأرضنا، وتعزيز كل أشكال التضامن مع القضية الفلسطينية العادلة وحقوق الشعب المشروعة في الحريَّة والاستقلال.

مقالات مشابهة

  • سمير التقى: لا قوات دولية لغزة وإسرائيل تدفع ترامب نحو تدخل أعمق
  • حماس تندد باغتيال «قيادي القسام» وتحذر من انهيار الهدنة
  • الهلال الأحمر: نصف سكان غزة يعيشون في خيام مهترئة وسط موجة البرد القارس
  • غزة.. اغتيال ضابط في جهاز الأمن الداخلي بمخيم المغازي والاحتلال ينفي مسؤوليته
  • قوة دولية لغزة: واشنطن تسعى لنشر 10 آلاف جندي تحت سيطرة الاحتلال
  • إعلام عبري: لا بديل عمليا عن حماس ما دامت غزة غير منزوعة السلاح
  • "حماس" بذكرى انطلاقتها: "طوفان الأقصى" بداية دحر الاحتلال ولن نتنازل عن المقاومة
  • حماس في ذكرى انطلاقتها : نرفض كل أشكال الوصاية والانتداب على قطاع غزة
  • إعلام إسرائيلي يكشف ملابسات استهداف القيادي القسامي رائد سعد
  • أونروا: إسرائيل ما زالت تمنعنا من إيصال المساعدات مباشرة لغزة