جيش الاحتلال: علينا إعادة جميع المحتجزين سواء بالاتفاق أو الحرب
تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT
هاغاري: الجهود مستمرة برعاية مصر وقطر لإعادة جميع المحتجزين
قال المتحدث العسكري باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانيال هاغاري، إن الجيش يحمل على عاتقه إعادة جميع المحتجزين في قطاع غزة سواء عن طريق الاتفاق أو الحرب.
اقرأ أيضاً : حماس تعلن تسلم قائمة الأسرى المقرر الإفراج عنهم اليوم وتشمل 3 أسيرات
وأضاف هاغاري، الاثنين، أنه يجري أخذ معلومات استخباراتية من المحتجزين المفرج عنهم، محملا حماس مسؤولية حياة جميع المحتجزين.
وأشار إلى أن الجهود مستمرة برعاية مصر وقطر لإعادة جميع المحتجزين.
وقال هاغاري: "لا يوجد من يهتم بأكثر من 150 من محتجزينا في غزة ويرعاهم. نطالب المؤسسات الدولية بتمكين الصليب الأحمر من زيارة المحتجزين في غزة".
وأكد هاغاري أن هدف الحرب تفكيك حماس وإعادة المحتجزين. وقال: "نحن مستعدون للعودة إليها (غزة) في أي وقت".
المصدر: رؤيا الأخباري
كلمات دلالية: فلسطين جيش الاحتلال الإسرائيلي تل أبيب قطاع غزة جمیع المحتجزین
إقرأ أيضاً:
عربات جدعون.. مسمّى جديد لمجزرة مستمرة بحق غزة
منذ سبعة عشر شهرا، وغزة تُذبح على مرأى العالم، بلا توقف، بلا عدالة، وبلا خجل من دماء الأطفال تحت الركام. عدوان يتغذى على الصمت الدولي، ويمتد كأفعى سامة تبتلع كل ما هو حي. وفي هذا السياق الدموي، تلوّح إسرائيل من جديد بما تُسميه "عملية عربات جدعون"، كمرحلة إضافية في حرب الإبادة الجماعية التي لم تُبقِ في غزة سوى الأسى والأنقاض.
"عربات جدعون" ليس مجرد اسم لعملية عسكرية محتملة، بل هو عنوان لوحشية منهجية جديدة يُراد لها أن تكتمل على أنقاض من تبقّى. الاسم الذي يستحضره الاحتلال من التراث التوراتي، يعكس عقلية مهووسة بالقوة والسحق، ويعبّر عن خطة قيد التنفيذ وليست مجرد تهديد. تشير المعطيات إلى أن الاحتلال يستعد لإطلاق عملية ميدانية واسعة، تُجنّد لها قوات النخبة والوحدات المدرعة، بهدف اجتياح مناطق محددة في القطاع، لا سيما رفح وأجزاء من الوسط، بحجة "تصفية آخر معاقل المقاومة"، وفق زعمهم. لكن الواقع يقول شيئا آخر: لا معاقل هنا إلا البيوت المهدّمة، ولا أهداف إلا أجساد الجياع، ولا جبهات قتال إلا داخل المخيمات ومراكز الإيواء التي تحوّلت إلى مقابر جماعية.
"عربات جدعون" ليس مجرد اسم لعملية عسكرية محتملة، بل هو عنوان لوحشية منهجية جديدة يُراد لها أن تكتمل على أنقاض من تبقّى. الاسم الذي يستحضره الاحتلال من التراث التوراتي، يعكس عقلية مهووسة بالقوة والسحق، ويعبّر عن خطة قيد التنفيذ وليست مجرد تهديد
لم تعد الحرب على غزة مجرّد حملة عسكرية، بل مشروع تطهير عرقي ممنهج. سبعة عشر شهرا من القصف المتواصل، عشرات الآلاف الأطنان من المتفجرات، عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، وأحياء بأكملها أُزيلت من الوجود. وما زال الاحتلال يصر على مواصلة هذا الجحيم، وكأن دم الفلسطيني ماء، وكأن غزة ليست أرضا تسكنها أرواح بشرية بل مجرد هدف تدريبي طويل الأمد لجيوش الاحتلال.
الخطير في "عربات جدعون" أنها تأتي بعد أن دمّر الاحتلال كل شيء تقريبا: المدارس، المستشفيات، البنية التحتية، الأسواق، وحتى مقابر الشهداء. فماذا تبقى ليُقصف؟ وماذا تبقى ليستهدف؟ الجواب واضح: ما تبقّى هو إرادة الناس، كرامتهم، جذورهم في الأرض، وهو ما يسعى الاحتلال لاجتثاثه بآلة عسكرية لا تعرف الرحمة ولا الحدود.
وإذا كان العدو يتفاخر بأن هذه العملية ستكون "حاسمة"، فإن الحقيقة أنها ستكون امتدادا لمجزرة بدأت منذ عقود، وبلغت ذروتها في الشهور الأخيرة. ما تريده إسرائيل من "عربات جدعون" ليس إنهاء المقاومة فقط، بل دفن الحلم الفلسطيني تحت الركام، وإقناع الأحياء أن الموت هو الخيار الوحيد في ظل الحصار والقصف والخذلان.
المجتمع الدولي يقف متفرجا، أعمى عن المجازر، أصمّ عن صرخات الضحايا، عاجزا عن إيقاف جرافة الحرب وهي تدهس أقدار شعب بأكمله. أما الأنظمة العربية، فبين متواطئة وصامتة، تكتفي بنشرات الأخبار، وكأن غزة لا تعنيهم، وكأن فلسطين ليست جرح الأمة المفتوح.
في المقابل، يقف شعبنا في غزة، كما في كل فلسطين، بصدره العاري، يواجه سادس أقوى جيش في العالم، دون كهرباء، دون ماء، دون دواء، لكن بإيمان لا ينكسر، وبإرادة تكتب التاريخ. المقاومة، رغم الحصار والمجازر، ما زالت تثبت أن هذا الشعب لا يموت، وأن ما يُبنى بالدم لا يهدمه ركام، ولا توقفه أساطيل القتل.
"عربات جدعون" ليست النهاية، ولن تكون، لأن غزة، التي تحوّلت إلى أيقونة صمود، لن تسقط أمام آلة الموت، ولأن الفلسطيني لا ينهزم، حتى وإن نزف حتى الرمق الأخير. هذه الأرض لنا، والدم الذي سال على ترابها لن يضيع. وإن كانت إسرائيل تقرأ التاريخ بالمجازر، فإننا نكتبه بالشهادة والصبر والمقاومة.