جوجل تطرح فيلم لعبة التفكير مجانًا.. وثائقي جديد يكشف كواليس ديب مايند ورحلتها مع الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 2nd, December 2025 GMT
في خطوة تعكس اهتمام جوجل المتزايد بنشر المعرفة حول الذكاء الاصطناعي وتاريخه، أتاحت الشركة فيلمها الوثائقي الجديد لعبة التفكير للمشاهدة المجانية، سواء عبر موقعها أو من خلال منصة يوتيوب. الفيلم، الذي يصل إلى نحو 90 دقيقة، يشكل نافذة ثرية على عالم ديب مايند، الشركة التي قادت بعضًا من أهم اختراقات الذكاء الاصطناعي في العقد الأخير، والتي بات تأثيرها اليوم يمتد من الأبحاث العلمية إلى التطبيقات الواقعية التي نستخدمها يوميًا.
الفيلم، وهو أحد أعمال مهرجان تريبيكا 2024 السينمائي، لم يعد حكرًا على رواد المهرجان أو مشتركي المنصات المدفوعة. فقد قررت جوجل طرحه دون أي مقابل، في خطوة تهدف إلى توسيع جمهور المهتمين بالذكاء الاصطناعي، وإتاحة نظرة قريبة على الكواليس البشرية والتقنية داخل مختبرات ديب مايند.
هذا التوجه يعكس أيضًا رغبة الشركة في تقديم محتوى توعوي يشرح تطور الذكاء الاصطناعي بعيدًا عن الضجيج الإعلامي، ويفتح نقاشًا أعمق حول كيفية بناء هذه الأنظمة، ومن يقف وراءها، وما الذي تعنيه لمستقبل العلم والبشرية.
استغرق تصوير الفيلم خمس سنوات كاملة، وهو من إنتاج نفس فريق فيلم ألفا جو الشهير الذي وثّق الانتصار التاريخي للذكاء الاصطناعي على بطل العالم في لعبة جو. هذا الفريق يعود اليوم ليقدم عملًا أكثر إنسانية وعمقًا، حيث يتتبع سيرة مؤسس ديب مايند، ديميس هاسابيس، الذي نال لاحقًا جائزة نوبل تقديرًا لإسهاماته العلمية.
لم يكن دخول هاسابيس عالم الذكاء الاصطناعي صدفة. فقد بدأ حياته لاعب شطرنج متميزًا منذ طفولته، وهو ما شكّل له بوابة طبيعية نحو التفكير الاستراتيجي، والبحث في كيفية محاكاة العقل البشري باستخدام الخوارزميات. الفيلم يقدّم هذه الخلفية بشيء من الدراما التي تكشف أن وراء كل إنجاز تقني عقولًا تحمل قصصًا وتجارب ومخاوف وأحلامًا.
يوثق الفيلم المراحل الأولى التي بنا فيها فريق ديب مايند أنظمة ذكاء اصطناعي تتعلم بطريقة تشبه الإنسان، بدءًا من تجارب بسيطة مثل لعبة بونغ، التي تعلمها الذكاء الاصطناعي ببطء شديد في البداية، وصولًا إلى الإنجاز التاريخي الذي غيّر العالم: التنبؤ بكيفية طي البروتينات بدقة غير مسبوقة عبر نموذج AlphaFold.
هذا التطور شكّل نقطة تحول في البحث العلمي، إذ ساعد العلماء على فهم البروتينات — وهي أساس الحياة — بطريقة لم تكن ممكنة قبل ذلك. يقدم الفيلم هذا التطور غير التقني بشكل بصري مبسط، يتيح للمشاهد فهم حجم الإنجاز دون الحاجة إلى خلفية علمية متقدمة.
شهد العامان الأخيران انفجارًا في النقاش العام حول الذكاء الاصطناعي، بين الحماس الواسع لوظائفه المبتكرة، والقلق من مخاطر إساءة استخدامه أو تأثيره على الوظائف والخصوصية. وفي هذا السياق، يأتي فيلم "لعبة التفكير" ليقدّم رؤية أكثر اتزانًا، لا تحتفي بالإنجازات فقط، بل تُظهر التحديات الأخلاقية والعلمية التي يواجهها الباحثون يوميًا.
يفتح الفيلم الباب أمام الجمهور لفهم كيف تُصنع نماذج الذكاء الاصطناعي، وما الذي يحرك الأشخاص القائمين عليها، وكيف تتوازن هذه الفرق بين الطموح العلمي والمسؤولية الأخلاقية.
من خلال طرح الفيلم مجانًا، تمنح جوجل ملايين المستخدمين فرصة الدخول إلى عالم ديب مايند بعيون جديدة — عيون ترى القصة كاملة، وليس فقط النتائج النهائية التي تتصدر العناوين.
يمكن الآن مشاهدة فيلم "لعبة التفكير" بالكامل على يوتيوب، وهو خيار مثالي لمحبي التكنولوجيا والباحثين وصناع القرار، وحتى الجمهور العام الذي يريد ببساطة أن يفهم كيف وصل الذكاء الاصطناعي إلى ما هو عليه اليوم، وإلى أين يمكن أن يذهب لاحقًا.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی لعبة التفکیر دیب مایند
إقرأ أيضاً:
هل يزيدنا الذكاء الاصطناعي ذكاءً؟
اليوم يمثل الذكاء الاصطناعي أسرع موجة تبني تكنولوجي في التاريخ، متفوقاً على انتشار الإنترنت والهواتف الذكية وحتى الكهرباء، وذلك وفق مايكروسوفت في ويب ساميت 2025.
شهد العالم خلال قرنين من التطور رحلة متدرجة نحو الذكاء الاصطناعي بدأت من ابتكارات الحوسبة الأولى في القرن التاسع عشر ووصلت إلى ثورة الذكاء الاصطناعي السريع اليوم وفي هذا السياق يبرز سؤال محوري: هل يجعلنا الذكاء الاصطناعي أكثر ذكاء أم يدفعنا للاعتماد المفرط عليه وبين الفرص والمخاطر تظهر صورة واضحة شكلتها الأبحاث والمحاضرات العالمية.
أولاً : جذور التحول الرقمي عبر 6 رواد تاريخيين:
1. تشارلز بابج 1791 ابتكر الآلة التحليلية ووضع أساس الحوسبة.
2. آلن تورنغ 1912 ابتكر آلة تورنغ وطرح سؤال هل يمكن للآلة أن تفكر.
3. فينتون سيرف 1943 طوّر بروتوكول TCP IP وربط العالم.
4. تيم برنرز لي 1955 ابتكر الويب عام 1989 وأسس الإنترنت الحديث.
5. بيل غيتس 1955 نشر الحواسيب الشخصية عبر نظام Windows
6. ستيف جوبز 1955 قاد ثورة الهواتف الذكية وجعل التقنية أكثر إنسانية.
هذه السلسلة تثبت أن الذكاء الاصطناعي ليس طفرة بل نتيجة تراكمية لقرنين من الابتكار.
ثانياً : كيف يعزز الذكاء الاصطناعي ذكاء الإنسان
يمكن للذكاء الاصطناعي أن يعزز ذكاءنا بعدة طرق من أهمها:
1. يحرر العقل من المهام الروتينية ويمنح مساحة للتفكير الإبداعي والاستراتيجي.
2. يوسع الوصول إلى المعرفة ويوفر إجابات فورية بأدوات تعليمية تفاعلية، ويلخص الكتب ويشرح المفاهيم المعقدة.
3. يعمل كشريك ومحاور فكري ذكي.
4. يدعم التعلم العميق بصفته مدرساً شخصياً بحسب Psychology Today
5. يرفع إنتاجية العمل ويتيح وقتاً للإبداع والقيادة.
ثالثاً المخاطر التي قد تقلل الذكاء البشري
1. تراجع الذاكرة المكانية لدى بعض الطيارين نتيجة الاعتماد الزائد على الآلة بحسب جامعة ملبورن .
2. الاعتماد المفرط يؤدي إلى ضمور المهارات العقلية وفق دراسة جامعة ملبورن.
3. نشوء العجز المتعلم learned helplessness عند الاعتماد على الأداة بدل الجهد الذهني.
4. تضخيم التحيزات الرقمية وخلق غرف صدى فكرية تحد من التفكير النقدي.
5. انتشار المعرفة السطحية دون بناء عمق فكري أو مهارات تحليلية.
6. اكتساب معرفة سطحية دون فهم عميق مما يضعف التفكير التحليلي.
7. ضعف القدرة على حل المشكلات بدون تدخل الآلة.
وهذا ما لم يمكن تعميمه و لكنها من بعض الأبحاث و الدراسات آثرت أن أذكرها دعما للموضوعية.
رابعاً الفجوة الرقمية وتحديات التبني
الذكاء الاصطناعي أسرع موجة تبني تكنولوجي في التاريخ ولكن تكشف الإحصاءات فجوة رقمية هائلة فعدد سكان العالم 8.1 مليار، بينما يمتلك المهارات الرقمية 4.2 مليار فقط، ويوجد 3.9 مليار شخص خارج سباق الذكاء الاصطناعي بالكامل حيث القدرات الحوسبية العالمية تتركز في:
• الولايات المتحدة 53.7 Gigawatt
• الصين 31.9 Gigawatt
• الاتحاد الأوروبي 11.9 Gigawatt
أما نسب التبني الفعلي للذكاء الاصطناعي فتظهر مفارقة وفق AI Diffusion Report 2025:
• الإمارات 59.4%
• سنغافورة 58.6%
• النرويج وإيرلندا وفرنسا بين 40 % و45%
خامساً التحديات والحلول
التحديات تشمل :
· ضعف البنية الرقمية.
· غياب السياسات.
· نقص المهارات.
· ضعف جاهزية المؤسسات.
الحلول تتضمن:
· الاستثمار في البنية الرقمية.
· تعليم المهارات الرقمية.
· تشريعات مرنة.
· شراكات حكومية وتقنية.
الخلاصة
يبقى الذكاء الاصطناعي قوة تضيف إلى عقولنا عندما نستخدمه كامتداد لقدرتنا على التعلم والإبداع، لا كبديل يفكر عنا. فالتقنية تمنحنا الإمكانات بينما تصنع الحكمة المستقبل الحقيقي حين نوجهها بوعي. وإن توظيف الذكاء الاصطناعي كمساعد يحرر الوقت ويحفز التفكير ينمي ذكاءنا، أما الاعتماد عليه لإلغاء الجهد العقلي فيضعف مهاراتنا. التحدي ليس في ابتكار آلات أذكى بل في أن نصبح بشراً أكثر حكمة، نسد الفجوة الرقمية ونبني مستقبلاً عادلاً ومستداماً للجميع.
المستشار فرحان حسن
X: https://twitter.com/farhan_939
e-mail: [email protected]
الذكاء الاصطناعيالتحول الرقميأخبار السعوديةالحواسيب الشخصيةقد يعجبك أيضاًNo stories found.