لم تكن ليلة روتينية مقصورة على نقد الأعمال الإبداعية لشاعر كبير، بقدر ما تخللها شجن، وذاكرة عامرة بحكايات النشأة، والتمرد الشعري، والأدبي لمجموعة منتقاة أنتجت مع أجواء حي "الوراق" شاعرية "أشرف عامر".

الشاعر أحمد كمال الدين شاعر الأرواح يقدم الديوان الرابع لعام ٢٠٢٣ ونهاية أعمال العام

وفي حضرة الأسرة، والأصدقاء، والتلامذة، ومحبي الشاعر الكبير الراحل الذي وافته المنية في سبتمبر الماضي عن عمر ناهز 65 عامًا، أغلقت قاعة مكتبة القاهرة الكبرى بالزمالك على مشاعر متباينة ما بين دموع، وعاطفة شعرية تجاه ذاكرة ثقافية كبيرة، وحضر النقد هامشيًا لامتزاج الشاعري بالإنساني، حسبما بدأ شقيقه الأصغر سرد جانب من مسيرة عامرة بالإنجاز، والتجربة الثرية.

وفي أعقاب "فيلم وثائقي" يستعرض جانبًا من حياة "الشاعر الراحل"، تذكر د.أيمن عامر رئيس قسم علم النفس بكلية الآداب – جامعة القاهرة، ورئيس رابطة الأخصائيين النفسيين، تجاب البدايات مع شقيقه الأكبر، وأصدقائه من الأدباء، والشعراء الذين أطلق عليهم مجموعة "الوراقين".

وقال- مستأنسًا بشجن الرحلة الطويلة بـ"حي الوراق" مسقط رأس التجربة- :إن الموت تكتمل فيها أشياء، وكبر السن يجعل المرء يرى أشياء بدأت، لافتًا إلى أن بيت الأسرة كان على شاطئ النيل، تشرق الشمس من نوافذه، لدرجة أن الشاعر الكبير الراحل عبدالرحمن الأبنودي وصف المكان بأنه "خلّاق للشعراء، والفنانين".

وأضاف خلال أمسية تأبين الشاعر "أشرف عامر" –أمس-والتي حضرها عدد من الشعراء، والنقاد، والفنانين، وأدارها الفنان "طارق الدسوقي" أن شقيقه الأكبر كان يجمل حياة الأسرة، ومعظم قصائده تدور حول أصدقائه في مقدمتهم "عبد الرحمن الأبنودي، ويحيى الطاهر عبد الله".

وأشار رئيس رابطة الأخصائيين النفسيين إلى أن الناقد د.حسين حمودة جاء إلى الوراق من القلعة منضمًا إلى مجموعة "الوراقين"، وهناك تحول إلى "أرسطو".

وتساءل "عامر": هل يصلح أن نطلق على مجموعة الوراقين وصف "مدرسة أدبية"؟..

وفي السياق ذاته: قالت د.سالي رياض: إن "أشرف عامر" مثل حالة استثنائية في الثقافة العربية، وأقام قناعاته –بوصفه عضوًا بالمجلس الأعلى للثقافة- على أن النص هو المعبر للنشر، وأن الفرص يجب أن تكون متاحة أمام الجميع.

وأضافت" كان الشاعر الراحل يحلم بعودة الثقافة الجماهيرية لسابق عهدها، ورغم منصبه لم يتحول إلى موظف روتيني"، وأردفت قائلة:"كان يمضي وقتًا كبيرًا في لجان النشر لأجل إعطاء فرصًا أكبر للموهوبين".

وعرج د.طارق نعمان –صديقه المقرب- على زمالتهما خلال فترة الدراسة بكلية الآداب-قسم اللغة العربية-، لافتًا إلى أن من حظ "أشرف عامر" انشغاله بالشعر على حساب الدراسة الأكاديمية.

واستطرد قائلًا:"الدراسة الأكاديمية كانت ستعطل موهبته".

فيما تدثر نجله الإعلامي خالد عامر برداء الحنين، وغالب دموعه، وهو يقول: جئت بهذا الـ"تي شيرت"، لأن أبي هو الذي أعطاه لي، كما أعطاني محبة أشعاره وحدها.

وأضاف، وهو يثبت نظره على شقيقه الأكبر، طالبًا التماسك: نحن كأسرة ندور في فلك سؤال واحد "هنعمل إيه؟"، مستدركًا "من الصعب جدًا أن نتصرف في مواقف كثيرة مستقبلًا، لأن أشرف عامر كانت لديه طاقة كبيرة في مساعدة من حوله".

بينما تذكر د.خيري دومة –رئيس قسم اللغة العربية الأسبق بكلية الآداب-جامعة القاهرة علاقته بالشاعر الراحل، معرجًا على أنه لخص نفسه في ديوانه "هو تقريبًا متأكد".

وألقى الفنان طارق الدسوقي عددًا من قصائده، بعد أن استعرض جانبًا إنسانيًا من حياة الشاعر "أشرف عامر"، صديقه الأقرب، ورفيق رحلته، مشيرًا إلى حماسه لمقترح "قوافل التنوير" التي طافت جامعات مصر، وضمت شعراء، وفنانين، وصحفين، وتبنت فتح حوارات دون خطوط حمراء.

واختتم قائلًا:"المبدع الحقيقي لا يموت، ويظل باقيًا بفنه، وإبداعه".

يشار إلى أن الشاعر "أشرف عامر" وافته المنية في الثاني عشر من سبتمبر الماضي عن عمر ناهز 65 عامًا، وصدرت له خمسة دواوين ما بين الفصحى، والعامية من بينها "اكتشافات الفراشة، وهو تقريبًا متأكد، وشبابيك"، وتقلد عددًا من الوظائف القيادية بوزارة الثقافة.

وتنوعت تجاربه الإبداعية في عدة دول عربية من بينها عمله كأخصائي البرامج الثقافية بدولة البحرين، ومستشار إعلامي، وفني لدار الوطن بالرياض.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أشرف عامر الشاعر أشرف عامر الأعمال الإبداعية أشرف عامر إلى أن

إقرأ أيضاً:

"ديزي" تمنح ممرضي "إرادة" شهادة الجودة في رعاية المرضى النفسيين

توج مجمع إرادة والصحة النفسية بالدمام نخبة من كوادره التمريضية بجائزة «ديزي» الدولية، في حدث نوعي شهد حضور مؤسسي الجائزة من الولايات المتحدة الأمريكية، تأكيداً على التزام المجمع بتطبيق أعلى معايير الرعاية الإنسانية والمهنية للمرضى، وتوثيقاً للكفاءة العالية التي وصل إليها الممارس الصحي السعودي في تخصصات الصحة النفسية الدقيقة.
ويعد هذا التكريم محطة مفصلية في مسيرة المجمع، حيث تمثل جائزة «ديزي» معياراً عالمياً للتميز، مخصصاً للاحتفاء بالمهارات السريرية الفائقة واللمسات الإنسانية الحانية التي يقدمها الممرضون، مما يعكس جودة المخرجات الصحية الوطنية ومضاهاتها للمستويات العالمية.
أخبار متعلقة عسير.. القبض على شخص لترويجه 5 كيلو جرامات من القات المخدراجتماع "التنسيق السعودي البحريني".. بحث فرص اقتصادية جديدة وتعاون متواصل وفعًالوشهدت مراسم الاحتفاء حضور رئيس تشغيل المجمع الدكتور مرجع اليامي، إلى جانب السيد «مارك» مؤسس الجائزة، والرئيس الفخري السيدة «بوني»، الذين قطعوا المسافات ليشهدوا ثمار رؤيتهم تتجسد في تفاني الممرضين والممرضات داخل أروقة مجمع إرادة والصحة النفسية بالدمام.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } "ديزي" تمنح ممرضي "إرادة" شهادة الجودة في رعاية المرضى النفسيين "ديزي" تمنح ممرضي "إرادة" شهادة الجودة في رعاية المرضى النفسيين var owl = $(".owl-articleMedia"); owl.owlCarousel({ nav: true, dots: false, dotClass: 'owl-page', dotsClass: 'owl-pagination', loop: true, rtl: true, autoplay: false, autoplayHoverPause: true, autoplayTimeout: 5000, navText: ["", ""], thumbs: true, thumbsPrerendered: true, responsive: { 990: { items: 1 }, 768: { items: 1 }, 0: { items: 1 } } });
وأبدى الوفد الأمريكي الزائر انبهاره بمستوى الأداء المهني للكوادر التمريضية السعودية، مؤكدين أن ما لمسوه من رعاية مقدمة للمرضى يعكس استيعاباً عميقاً لمفهوم التطبيب الإنساني، وتطبيقاً دقيقاً لأفضل الممارسات الصحية العالمية في بيئة عمل محفزة.
وأوضح الدكتور مرجع اليامي أن منح هذه الجوائز يتجاوز التكريم البروتوكولي ليكون إبرازاً للدور المحوري الذي يلعبه التمريض في رحلة التشافي، مشدداً على أن الجائزة تستهدف تعزيز الجوانب الإنسانية وزرع شغف الرعاية في نفوس الممارسين، خاصة عند التعامل مع الفئات المستفيدة من خدمات الصحة النفسية.
وأشار اليامي إلى أن فلسفة الجائزة ترتكز على تكريم التعاطف والمهارة معاً، بهدف ترسيخ ثقافة الامتنان داخل القطاع الصحي، وتشجيع الطواقم الطبية على الاستمرار في تخفيف معاناة المرضى وذويهم من خلال تقديم رعاية استثنائية تتسم بالرحمة والإتقان.
واختُتمت الفعالية في أجواء مفعمة بالفخر الوظيفي، حيث تم توزيع الهدايا التذكارية والشهادات الدولية على الفائزين، وتوثيق اللحظة بصور تذكارية مع الوفد المؤسس، مما عزز شعور الانتماء لدى المنسوبين وأكد على أهمية دورهم كخط دفاع أول في الحفاظ على صحة وسلامة المجتمع.

مقالات مشابهة

  • رئيس رابطة السيارات فى ندوة صدى البلد : نقل المعارض من المناطق السكنية يضر بالسوق ويدفع رؤوس الأموال للخروج| صور
  • جامعة اليرموك تحتفي بالشاعر الراحل أحمد يوسف
  • تعيين المهندس أشرف نسيم رئيسًا تنفيذيًا لـ"موريا" خلفًا للمهندس وائل اللواتي
  • "ديزي" تمنح ممرضي "إرادة" شهادة الجودة في رعاية المرضى النفسيين
  • تعيين المهندس أشرف نسيم رئيسًا تنفيذيًا لشركة موريا السياحية خلفًا للمهندس وائل اللواتي
  • رئيس رابطة مرضى ضمور العضلات: الدبيبة يرفض مقابلتنا ويتجاهل مطالبنا بالكامل
  • شقيقه عقيد في قوى الأمن.. رامي قضى بحادث صدم مروع على أوتوستراد جبيل
  • لن نتخذ جانبًا بين اليابان والصين.. رئيس كوريا الجنوبية: أشعر بضرورة الاعتذار إلى كوريا الشمالية
  • «بهجة أيامنا وشمس حياتنا».. عمرو سلامة يُوجّه رسالة لوالدته في عيد ميلادها
  • رئيس هيئة الترفيه يزور أستديوهات الحصن والقدية لمتابعة تحضيرات فيلم خالد بن الوليد