شهدت شبه الجزيرة الكورية تطورات مهمة منذ 22 نوفمبر الماضي، حينما أطلقت كوريا الشمالية قمراً صناعياً للاستطلاع، وما تبعها من تعليق اتفاقية مبرمة بين الشطرين الجنوبي والشمالي في 2018، مروراً بفرض عقوبات من جانب 4 دول، بينها الولايات المتحدة، على بيونج يانج.

لعل آخر هذه التطورات، إعلان السلطات في كوريا الشمالية بدء مهمة المكتب المسؤول عن تشغيل القمر الصناعي العسكري التجسسي «مالليجيونج 1»، أمس السبت، وذكرت وكالة الأنباء المركزية الرسمية أن مركز التحكم العام يتبع الإدارة الوطنية لتكنولوجيا الفضاء الجوي، المعروفة اختصارا باسم «ناتا»، في العاصمة بيونج يانج.

منظمة استخباراتية مستقلة لتشغيل «مالليجيونج 1»

وأشارت الوكالة الكورية الشمالية إلى أن المكتب سيقوم بمهامه كمنظمة استخباراتية عسكرية مستقلة، وأضافت أن المعلومات التي يوفرها القمر الصناعي سيتم إبلاغها إلى الإدارة التنفيذية الدائمة التابعة للجنة العسكرية المركزية لحزب العمال الكوري الشمالي الحاكم.

كما وجهت بيونج يانج تحذيراً شديد اللهجة، في وقت سابق، من أن التدخل في تشغيل أقمارها الصناعية سيجبرها على القضاء على أقمار الاستطلاع الأمريكية، وقالت إن التدخل في أقمارها الصناعية سيعتبر «إعلان حرب».

المعلومات سيتم تقديمها إلى وحدات ردع الحرب

وأضافت الوكالة أنه سيتم أيضاً تقديم معلومات القمر الصناعي إلى وحدات ردع الحرب بالدولة، ومكتب الاستطلاع العام التابع للجيش الكوري الشمالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية.

وفي وقت سابق، وصفت منظمة الأمم المتحدة، على لسان الأمين العام أنطونيو جوتيريش، إطلاق القمر الصناعي لكوريا الشمالية، بأنه يمثل انتهاكاً لقرارات مجلس الأمن الدولي.

وفي 28 نوفمبر الماضي، التقط «مالليجيونج 1» صوراً للبيت الأبيض، ووزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون»، و4 حاملات طائرات تعمل بالطاقة النووية، بينهم حاملة بريطانية ترسو في قاعدة «نورفولك» البحرية، ومهبط في فيرجينيا.

ووفقاً لوسائل إعلام كورية شمالية، فقد اطلع زعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، على الصور القادمة من القمر، أثناء تلقيه تقرير العمليات من مركز بيونج يانج للتحكم العام، كما تلقى «أون» عدة صور جديدة لقواعد عسكرية أمريكية في كاليفورنيا، الواقعة غرب أمريكا، وقواعد عسكرية في اليابان.

كما التقط  القمر الصناعي الكوري الشمالي صوراً للعاصمة الأمريكية واشنطن، وللقواعد الأمريكية في «جوام»، غرب المحيط الهادئ، إضافة إلى صور لمنشآت عسكرية وحيوية في كوريا الجنوبية وإيطاليا.

وفي 29 نوفمبر الماضي، وبمناسبة «يوم الطيار»، أدلى زعيم كوريا الشمالية بتصريحات، خلال زيارة لقيادة القوات الجوية، دعا فيها القوات الجوية لتعزيز وضعها القتالي، بهدف الاستجابة الفورية للتهديدات العسكرية من الأعداء.

وفي 24 نوفمبر، وبعد أيام من إطلاق القمر الصناعي، وصف كيم جونج أون، خلال زيارته وابنته «جو أيه»، الدائرة العامة للتكنولوجيات الفضائية، القمر «مالليجيونج 1»، بحارس للفضاء ومنظار لرصد أنشطة قوات العدو، كما وصفه كذلك بالانتصار لا ثمن له، وفقاً لوسائل إعلام كورية شمالية رسمية.

وخلال الزيارة، قال زعيم كوريا الشمالية إن امتلاك بلاده قمر صناعي للاستطلاع، مظهر جدير لحق بلاده في الدفاع عن النفس.

وفي وقت سابق، حذرت بيونج يانج من أن الصدام الفعلي والحرب أصبحا مسألة وقت في شبه الجزيرة الكورية، وهددت في مقال لأحد المعلقين العسكريين بأن الجارة الجنوبية ستواجه انهياراً تاماً إذا قامت بأي عمل عدائي ضد كوريا الشمالية.

وفي نوفمبر الماضي، ألغت بيونج يانج اتفاقية 2018، وألقى المعلق العسكري باللوم على كوريا الجنوبية في إلغاء الاتفاقية العسكرية الشاملة.

ونشرت السلطات الكورية الشمالية، في وقت سابق، عدداً من الجنود والأسلحة الثقيلة في مواقع حراسة بالمنطقة منزوعة السلاح، قرب الحدود مع جارتها الجنوبية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: كوريا الشمالية بيونج يانج إطلاق قمر صناعي زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون کوریا الشمالیة نوفمبر الماضی القمر الصناعی فی وقت سابق بیونج یانج

إقرأ أيضاً:

خالد الجسمي يسخِّر الذكاء الصناعي في توليد الطاقة

خولة علي (أبوظبي)
يشهد قطاع الابتكار في دولة الإمارات نهضة واسعة يقودها جيل من الشباب الطموح، الذين استطاعوا توظيف معرفتهم العلمية وقدراتهم التقنية لتقديم حلول مبتكرة تخدم المجتمع وتعزز مكانة الدولة في مجالات التصنيع والتكنولوجيا. ومن بين هؤلاء المبدعين المهندس خالد محسن الجسمي، الذي كرس خبرته في مجالات الإلكترونيات والطاقة الميكانيكية والكهربائية لتأسيس مشروع يعنى بتطوير وتصنيع منتجات محلية تضاهي نظيراتها العالمية عبر تطوير حلول عملية لمشكلات يمكن مواجهتها في الحياة اليومية، لاسيما في المركبات الترفيهية واليخوت.
ولادة الفكرة
انبثقت فكرة المولد الكهربائي من تجربة واقعية خاضها خالد الجسمي أثناء إحدى رحلاته البرية، حيث واجه صعوبات في استخدام المولدات المتوفرة في الأسواق. ويقول: لاحظت أن المولدات الأجنبية لا تتناسب مع بيئتنا الخليجية، سواء من حيث الحرارة أو اختلاف الفولتية أو حتى ارتفاع تكلفة الصيانة وقطع الغيار. وهكذا ولدت الفكرة في تطوير مولد كهربائي إماراتي يتكيف مع طبيعة المناخ المحلي ويلبي احتياجات المستخدمين بكفاءة عالية، وتحولت الملاحظة إلى مشروع صناعي متكامل يمثل نموذجاً للفكر التطبيقي والإبداع الهندسي المحلي.

أخبار ذات صلة «أبوظبي العالمي» يستضيف الدورة الثامنة من ملتقى التمويل المستدام الذكاء الاصطناعي يحل مشكلة السمع في الضوضاء

مواصفات عالمية
يشير الجسمي إلى أن الابتكار لم يكن مجرد تحسين على المولدات التقليدية، بل كان إعادة تصميم كاملة لمنظومة الطاقة. ويقول: الابتكار يتمثل في تصميم مولد كهربائي إماراتي متكامل تم تطويره بالكامل باستخدام مكونات داخلية من شركات عالمية، مع تعديلات هندسية على أنظمة التبريد والعادم والتحكم والاهتزاز والصوت. ويضيف: المولد أكثر هدوءاً بنسبة تصل إلى 8 ديسبل من الأنواع الشائعة، ويوفر في استهلاك الوقود بنسبة 40%، كما يسهل صيانته من دون الحاجة إلى تفكيكه. 

ذكاء تقني
يولي الجسمي أهمية كبيرة لتجربة المستخدم، حيث يسعى إلى تبسيط التقنية من دون المساس بجودتها.  ويقول: من أهم مميزات المنتج الدمج بين الأداء العالي وانخفاض كلفة الصيانة وسهولة توفر قطع الغيار، إضافة إلى أنظمة ذكية تمكن المستخدم من مراقبة المولد والتحكم فيه عن بعد عبر الهاتف من أي مكان في العالم. وتم تصميم المولد بحيث يمكن صيانته بسهولة، مع اعتماد طلاء مقاوم للحرارة والرطوبة، واستخدام مواد عالية المتانة لتحمل الاهتزازات والظروف القاسية. ويؤكد الجسمي أن هذه التفاصيل الدقيقة كانت جوهر التميز في المنتج الذي يجمع بين الذكاء الصناعي والمرونة التشغيلية.

بناء الفريق
يوضح الجسمي أن أبرز التحديات كانت في إيجاد مصنعين محليين قادرين على تنفيذ التصميم بدقة عالية، وإقناع بعضهم بأن الفكرة قابلة للتطبيق داخل الدولة. ويذكر أن الفريق واجه صعوبات في تطوير أنظمة التبريد وامتصاص الاهتزازات، إلا أن الإصرار والتجارب الميدانية المتكررة أثمرت عن نتائج مبهرة. ويرى الجسمي أن الابتكار في مجال الطاقة يمثل ركيزة أساسية لمستقبل الاستدامة الصناعية في الدولة، ويقول: الابتكار في قطاع الطاقة ليس ترفاً، بل ضرورة لتطوير حلول أكثر كفاءة واستدامة. والإمارات اليوم أصبحت بيئة خصبة للابتكار الصناعي، ودورنا أن نكون مثالاً واقعياً للفكر المحلي بأن نخدم المجتمع ونقلل من الاعتماد على الاستيراد.
ويضيف: الإقبال على المولد كان كبيراً من ملاك الكرفانات ومحبي الرحلات، ونجاح التجارب الميدانية في الرحلات الطويلة إلى أوروبا شجعنا على تطوير النسخة الثانية بمواصفات إضافية.

مقالات مشابهة

  • مصر تتعاون مع الجمارك الكورية في تطوير منظومة التجارة الإلكترونية
  • الجمارك تبحث مع نظيرتها الكورية تطوير منظومة التجارة الإلكترونية | صور
  • إسطنبول على صفيح ساخن: زلزال مدمر يلوح في الأفق
  • السويداء على صفيح ساخن: عصابات متمردة تقصف دورية والأمن يتوعد بالحسم
  • اعتراف نادر.. كيم جونج أون يكشف المهمة السرية لقوات كوريا الشمالية في روسيا
  • الإمارات تعلن نجاح إطلاق القمر الاصطناعي العربي 813
  • كوريا الجنوبية تسجل انخفاضًا قياسيًا في الزواج 
  • هاتف سامسونغ الجديد يشعل «طوابير الشراء» في كوريا الجنوبية!
  • سامسونغ" تطلق هاتف "غالاكسي زد تراي فولد" في كوريا الجنوبية
  • خالد الجسمي يسخِّر الذكاء الصناعي في توليد الطاقة