بوابة الوفد:
2025-06-27@14:24:34 GMT

التهجير.. والعار العظيم

تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT

ستون يومًا مرت على بدء العدوان الإسرائيلى على غزة.. ولا شيء يحدث غير مزيد من الدم الفلسطينى المراق والأرواح المقتولة والمنازل المهدمة.

ستون يومًا وإسرائيل تتسرب أكثر وأكثر فى أراضى غزة، وتمارس ضغوطًا رهيبة على أهاليها للتوجه إلى الحدود المصرية.

ستون يومًا و468 مليون عربى ومليارا مسلم يصرخون: «أوقفوا العدوان على غزة»، ولكن أحدا لا يسمع لصرخاتهم، وكأن من يصرخون كائنات بلا قيمة، أو كأن من يُقتلون فى فلسطين مجرد أعشاب أو حشرات لا تستحق الحياة.

ستون يومًا وآلاف الأخبار والمقالات نشرتها الصحف الناطقة بالعربية، تتحدث عن المجازر البربرية التى يرتكبها الصهاينة ضد أطفال أبرياء ونساء ضعيفات وشيوخ نخر عظامهم الزمان، ولكن كل هذه الأخبار والمقالات ذهبت سدى فلا هى نفعت ولا شفعت ولا أثرت بقدر جناح بعوضة فى حكومات الغرب..

ستون يومًا وآلاف الساعات بثتها قنوات فضائية عربية نقلت صورا للدمار فى غزة ولأنهار الدم العربى فى غزة، ولجثث الأطفال وجثامين الضحايا التى لا تجد من يواريها التراب فى غزة.. ومقابل ذلك كله لم تعلن حكومة غربية واحدة رفضها للمجازر الصهيونية، بل اعتبروها نوعًا من الدفاع عن النفس!

وبعد ستين يومًا من العدوان صار سيناريو تهجير الفلسطينيين ما زال مستمراً.. صحيح أن مصر ترفض التهجير، وكذلك كل بلاد العرب ترفضه، والفلسطينيون أنفسهم قالوا لن نهجر أراضينا، وواشنطن ومعها بعض تابعيها فى أوروبا قالوا إنهم يرفضون تهجير الفلسطينيين، ورغم كل هذا الرفض لا يزال المخطط الإسرائيلى يستهدف تهجير الفلسطينيين، ويضيق الخناق على أهالى غزة ليتجهوا إلى الجنوب.

وعلى كل مصرى أن ينتبه، فالأيام القادمة ملبدة بغيوم أحداث صعبة، ولهذا فمن العار أن يكون بيننا فى ظل هذا الحال شديد الخطر، من يتلاعبون بالأسواق، ويشعلون النار فى الأسعار، ويحتكرون السلع.. عار عليهم لو يعلمون عظيم.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مجدي سلامة غزة الدم الفلسطينى

إقرأ أيضاً:

آشور بانيبال العظيم

26 يونيو، 2025

بغداد/المسلة:

ناجي الغزي

آشور بانيبال… ملك الحرب والسلام، وقائد النهضة الفكرية في الشرق القديم. لم يكن مجرد حاكم لإحدى أعظم الإمبراطوريات التي عرفها التاريخ، بل كان أيضًا مثقفًا استثنائيًا، ينظر إلى المعرفة كقوة لا تقل شأنًا عن السيف، ويؤمن بأن المجد الحقيقي للأمة لا يتحقق فقط عبر الانتصارات العسكرية، بل من خلال الإرث الثقافي والفكري الذي تتركه للأجيال.

في زمنه، بلغت الإمبراطورية الآشورية أقصى اتساعها وقوتها، ممتدة من جبال أرمينيا شمالًا إلى الخليج العربي جنوبًا، ومن سهول فارس شرقًا إلى شواطئ المتوسط غربًا. ومع كل هذا النفوذ، لم يغفل آشور بانيبال عن مهمة أعظم: توثيق حضارات ما قبل آشور، وحفظ تراث الأمم السابقة. لقد أدرك هذا الملك، الذي جمع بين الحزم والذكاء، أن أعظم الانتصارات هي تلك التي تُسجل في الكتب، لا في ميادين القتال فقط.

كانت رؤيته الثقافية تتجلى بأبهى صورها في مشروعه الخالد: مكتبة آشور بانيبال، التي أسسها في نينوى، والتي تعد بحق أول مكتبة علمية منظمة في التاريخ. جمعت هذه المكتبة عشرات الآلاف من الألواح الطينية، المكتوبة بالخط المسماري، والتي تنوعت مواضيعها بين الأساطير، والطب، والفلك، والدين، والقانون، والأدب. بل إن الفضل في بقاء نصوص خالدة مثل ملحمة جلجامش حتى يومنا هذا يعود مباشرة إلى هذا المشروع الثقافي الفريد.

لم تكن مكتبة آشور بانيبال مجرد أرشيف لحضارة واحدة، بل كانت جسرًا حضاريًا جامعًا، حفظ تراث السومريين، والأكديين، والبابليين، والعيلاميين، وكل من سبقوا الآشوريين في الوجود والتأثير. لقد أرسل الملك بعثات إلى أنحاء مملكته بحثًا عن الكتب والوثائق، وفرض على كتبة البلاط نسخ أمهات النصوص وجمعها، وحرص على تنظيمها وفق منهجية دقيقة، تفوق ما عرفته المكتبات في العصور اللاحقة بقرون.

إن عظمة آشور بانيبال لا تكمن فقط في بطولاته العسكرية وقوته السياسية، بل في رسالته الإنسانية التي سبقت عصره. ففي الوقت الذي كانت فيه القوة هدفًا للحكام، جعل هذا الملك من الثقافة سلاحًا لا يقل أهمية. لقد رفع آشور إلى ذروة المجد، ليس فقط كإمبراطورية، بل كحضارة ساهمت في تشكيل هوية الشرق القديم، ووهبت العالم تراثًا خالدًا.

وهكذا، يبقى آشور بانيبال رمزًا خالدًا للتوازن بين السلطة والعقل، بين السيف والقلم، وبين المجد الإمبراطوري والنهضة الفكرية، مما يجعله بحق، أول “ملك مثقف” في التاريخ.

اللوحة بريشة الفنان: ناجي الغزي

العمل: بالألوان الزيتية قياس العمل: 190×100 سم

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • الفراج: إذا فاز الهلال قالوا البطولة ضعيفة وإذا خسر قالوا مو قد التحدي
  • تهجير قسري لـ٢٧٠ أسرة نازحة في مأرب وسط صمت السلطات المحلية
  • تفاصيل فيلم Bugonia رابع تعاون بين يورجوس لانثيموس وإيما ستون
  • اتهامات أممية لإسرائيل بتسريع وتيرة التهجير القسري للفلسطينيين
  • روان أبو العينين: ما يجري في غزة حاليًا يشبه مخطط تهجير داخلي ممنهج
  • الأردن يدين اعتداءات المستوطنين الإرهابية ضد الفلسطينيين
  • الأردن يدين إعتداءات المستوطنين ضد الفلسطينيين في قرية كفر مالك
  • آشور بانيبال العظيم
  • بعد عرضه الأول في مهرجان كان.. فيلم EDDINGTON في السينمات 18 يوليو
  • العدوان الإسرائيلي على غزة يغتال آلاف الرياضيين الفلسطينيين بين شهيد ومعاق