فتاوى وأحكامما هي المئات الثلاثة .. أسرارها وفضلها ومتى تقال| علي جمعة يوضحلا أصلي فهل يتقبل الله مني الاستغفار والصلاة على النبي؟الذكر المضاعف.. كلمات قليلة وثواب عظيم لا حصر له فما صيغته .. أزهري يوضحههل النوم بعد الفجر حرام؟.. الإفتاء: احذره في هذه الحالةكيف تنجي نفسك من عذاب القبر وظلمته ؟ما هي المسبحات السبع .

. ولماذا اختلفت صيغ التسبيح في القرآن؟هل قراءة الفاتحة في الركوع والسجود بدل التسبيح يبطل الصلاة

 

نشر موقع صدى البلد، خلال الساعات الماضية، عددا من الفتاوى الدينية المهمة التي تشغل الأذهان وتهم المسلم في حياته اليومية، نرصد أبرزها في التقرير التالي..

فى البداية.. ما هي المئات الثلاثة؟ سؤال أجابه عنه الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، موضحًا أسرارها ومتى تقال؟.

حيث جاء سفيان بن عبد الله إلى النبي ﷺ وقال له: تشعب بنا الإسلام فقل لى في الإسلام قولاً لا أسأل أحداً بعدك فيه، قال: " قل آمنت بالله ثم استقم "، وأتاه شخص آخر قال: يا رسول الله ﷺ أريد شيئاً لا أسأل أحداً بعدك فيه بحيث يجتمع لى الإسلام، فقال: " لا يزال لسانك رطباً بذكر الله "، "قل آمنت بالله ثم استقم"

وأوضح من خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: إذن الذي يساعد على الالتزام بالدين وأوامر الله تعالى هو الذكر، يقول الله عز وجل {ِإِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ} أي أكبر من الصلاة.

وتابع: عندما يبدأ الإنسان بذكر الله كثيراً، يبدأ بما يسميه أهل الله (الأساس) وهو: أن أستغفر الله أو أستغفر الله العظيم مائة مرة، ثم أصلي على النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأي صيغة مائة مرة، ثم أقول لا إله إلا الله مائة مرة، بهذا الترتيب الاستغفار ثم الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي هو واسطة بين الحق والخلق، لأنه هو صاحب الوحيين الكتاب والسنة، هو النبي المرسل صلى الله عليه وآله وسلم الذي ارتضاه الله لنا فنصلي عليه، قال تعالى {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً } فنحن نصلي عليه ونسلم، ثم بعد ذلك نذكر كلمة التوحيد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم (خير ما قلت وقال النبيون من قبلي لا إله إلا الله).

وأضاف: هذه هي حقيقة الكون، هذه هي ملخص الإسلام، هذه هي حقيقة الدين، هذه هي حقيقة الإنسان، أنه لا إله - قد خلقه ورزقه وأحياه وأماته - إلا الله سبحانه رب السماوات والأرض ورب العرش العظيم.

وشدد: نقول -صباحًا ومساءً- المئات الثلاثة هذه: مائة مرة "أستغفر الله"، مائة مرة "الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم"، مائة مرة "لا إله إلا الله"، والليل يبدأ من الغروب إلى الفجر، والصبح أو النهار أو اليوم يبدأ من أذان الفجر إلى أذان المغرب قال تعالى: {ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ } إذن الليل يبدأ من المغرب، وقوله {حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ }، الخيط الأبيض هذا بداية النهار يبدأ من الفجر، فعلينا أن نذكر الله كثيراً، وذكر الله كثيراً أقله هو هذه المئات الثلاثة التي أرشدنا الله تعالى إليها: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إنَّهُ كَانَ غَفَّاراً ¤ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَاراً ¤ ويُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وبَنِينَ ويَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ ويَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً }

وأكد: إذن الإنسان في مسيرته مع الله يبدأ خطوة خطوة " إن المنبت لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى "، أي من أحب أن يسرع جدًّا بمشقة على نفسه يقتل راحلته (الجمل) وفي نفس الوقت لا يقطع أية مسافة، فعلينا بالهُوَيْنى، موضحًا ومن يشعر بالتقصير هذا شعور طيب، لكن ينبغي علينا ألا نجعله معطّلاً لنا عن الاستمرار، ولا يحدث لنا شيئًا من الإحباط في أنفسنا.

كثير من الناس لا يصلون أو يتكاسلون عن أداء الصلاة فيسألون هل يتقبل الله استغفاري صلاتي على النبي وانا لا أصلي؟، دار الإفتاء المصرية، قالت:"صلاتك على رسول الله وإستغفارك سيقبلوا منكِ ولكن الصلاة مهمة وهي 5 فرائض".

وأشارت إلى أنه يجب على كل إنسانًا منا أن يحافظ على صلاته فأول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة صلاته ففي الحديث عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلَاتُهُ فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ، فَإِنْ انْتَقَصَ مِنْ فَرِيضَتِهِ شَيْءٌ قَالَ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ : انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ فَيُكَمَّلَ بِهَا مَا انْتَقَصَ مِنْ الْفَرِيضَةِ؟ ثُمَّ يَكُونُ سَائِرُ عَمَلِهِ عَلَى ذَلِكَ)، وصححه الألباني في " صحيح سنن الترمذي"، 

وقال الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الصلاة أمر يستغرق يوم المسلم وليله، والتكرار يدل على قيمة الصلاة عند الله وأهميتها، فمن تركها فقد الإحساس الذي يريده الله منه.

وتابع: أن من فاتته الصلاة لعدة سنوات فله ان يؤدي مع كل صلاة حاضرة صلاة فائتة بمعنى إذا كان يصلي الظهر اليوم فيصلي بعده ظهر بنية الفوائت ، لافتا الى ان صلاة الفوائت ام من النوافل والسنن بعد كل صلاة.

أجاب الدكتور مختار مرزوق عبدالرحيم، العميد السابق لكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط، عن سؤال ورد اليه عن الذكر المضاعف ما هو؟، ليرد موضحًا: الذكر المضاعف هو أن تذكر الله تعالى بما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذكر قليل كلماته ولكن عظيم ثوابه. 

فعن اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ، ﻋﻦ ﺟﻮﻳﺮﻳﺔ، ﺃﻥ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺑﻜﺮﺓ ﺣﻴﻦ ﺻﻠﻰ اﻟﺼﺒﺢ، ﻭﻫﻲ ﻓﻲ ﻣﺴﺠﺪﻫﺎ، ﺛﻢ ﺭﺟﻊ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﺿﺤﻰ، ﻭﻫﻲ ﺟﺎﻟﺴﺔ، ﻓﻘﺎﻝ: «ﻣﺎ ﺯﻟﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺎﻝ اﻟﺘﻲ ﻓﺎﺭﻗﺘﻚ ﻋﻠﻴﻬﺎ؟» ﻗﺎﻟﺖ: ﻧﻌﻢ، ﻗﺎﻝ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: " ﻟﻘﺪ ﻗﻠﺖ ﺑﻌﺪﻙ ﺃﺭﺑﻊ ﻛﻠﻤﺎﺕ، ﺛﻼﺙ ﻣﺮاﺕ، ﻟﻮ ﻭﺯﻧﺖ ﺑﻤﺎ ﻗﻠﺖ ﻣﻨﺬ اﻟﻴﻮﻡ ﻟﻮﺯﻧﺘﻬﻦ: ((ﺳﺒﺤﺎﻥ اﻟﻠﻪ ﻭﺑﺤﻤﺪﻩ، ﻋﺪﺩ ﺧﻠﻘﻪ ﻭﺭﺿﺎ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﺯﻧﺔ ﻋﺮﺷﻪ ﻭﻣﺪاﺩ ﻛﻠﻤﺎﺗﻪ))،رواه مسلم في صحيحه.

ومعنى  (ﻓﻲ ﻣﺴﺠﺪﻫﺎ) ﺃﻱ ﻣﻮﺿﻊ ﺻﻼﺗﻬﺎ (ﻣﺪاﺩ) ﺑﻜﺴﺮ اﻟﻤﻴﻢ ﻗﻴﻞ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﻣﺜﻠﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﺪﺩ ﻭﻗﻴﻞ ﻣﺜﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻨﻔﺬ ﻭﻗﻴﻞ ﻓﻲ اﻟﺜﻮاﺏ ﻭاﻟﻤﺪاﺩ ﻫﻨﺎ ﻣﺼﺪﺭ ﺑﻤﻌﻨﻰ اﻟﻤﺪﺩ ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻛﺜﺮﺕ ﺑﻪ اﻟﺸﻲء، ﻗﺎﻝ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻭاﺳﺘﻌﻤﺎﻟﻪ ﻫﻨﺎ ﻣﺠﺎﺯ ﻷﻥ ﻛﻠﻤﺎﺕ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻻ ﺗﺤﺼﺮ ﺑﻌﺪ ﻭﻻ ﻏﻴﺮﻩ ﻭاﻟﻤﺮاﺩ اﻟﻤﺒﺎﻟﻐﺔ ﺑﻪ ﻓﻲ اﻟﻜﺜﺮﺓ، هذا ويقول ابن القيم رحمه الله تعالى عن هذا الذكر، ﻫﺬا ﻳﺴﻤﻰ اﻟﺬﻛﺮ اﻟﻤﻀﺎﻋﻒ ﻭﻫﻮ ﺃﻋﻈﻢ ﺛﻨﺎء ﻣﻦ اﻟﺬﻛﺮ اﻟﻤﻔﺮﺩ ﻓﻠﻬﺬا ﻛﺎﻥ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻨﻪ.

وقال بعض المحققين ﻓﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻓﻀﻞ ﻫﺬﻩ اﻟﻜﻠﻤﺎﺕ، ﻭﺇﻥ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﺳﺒﺤﺎﻥ اﻟﻠﻪ ﻋﺪﺩ ﻛﺬا ﻭﺯﻧﺔ ﻛﺬا اﻟﺦ ﻳﺪﺭﻙ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺫﻟﻚ اﻟﻘﺪﺭ ﻭﻓﻀﻞ اﻟﻠﻪ ﻳﻤﻦ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻳﺸﺎء ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﻩ.

ﻗﺎﻝ اﻟﺸﻮﻛﺎﻧﻲ: ﻭﻻ ﻳﺘﺠﻪ ﺃﻥ ﻳﻘﺎﻝ ﺇﻥ ﻣﺸﻘﺔ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﻫﻜﺬا ﺃﺧﻒ ﻣﻦ ﻣﺸﻘﺔ ﻣﻦ ﻛﺮﺭ ﻟﻔﻆ اﻟﺬﻛﺮ ﺣﺘﻰ ﻳﺒﻠﻎ ﺇﻟﻰ ﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ اﻟﻌﺪﺩ، ﻓﺈﻥ ﻫﺬا ﺑﺎﺏ ﻣﻨﺤﻪ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻟﻌﺒﺎﺩ اﻟﻠﻪ ﻭﺃﺭﺷﺪﻫﻢ ﻭﺩﻟﻬﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﺨﻔﻴﻔﺎ ﻟﻬﻢ ﻭﺗﻜﺜﻴﺮا ﻷﺟﻮﺭﻫﻢ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺗﻌﺐ ﻭﻻ ﻧﺼﺐ ﻓﻠﻠﻪ اﻟﺤﻤﺪ. 

فلا تحرم نفسك من هذا الذكر المضاعف فهو ميسور للمسلم في كل وقت لأن الكلمات لا تأخذ دقيقتين وثوابهما أعظم من ذكر ساعتين أو يزيد تستطيع أن تفعل ذلك وأنت خارج من المنزل، في السيارة، وأنت تصعد سلما أو تنزل منه، الخ الأحوال ..الخ.

ذكروا غيركم بهذه الفائدة العظيمة لينتفع بها الجميع فمن دل على خير فله مثل أجر  فاعله كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم. 

قالت دار الإفتاء المصرية ، إن هناك حالة لا يُباح فيها للمسلم أن يعاود النوم بعد صلاة الفجر أو النوم بعد صلاة الصبح حاضرًا.

وأوضحت “ الإفتاء” في إجابتها عن سؤال: ( هل النوم بعد الفجر حرام ؟ )، أن نوم الصبحة أي النوم بعد صلاة الفجر مباح إلا إذا أدى إلى تضييع واجب، فالسعي إلى المعالي والمكارم دأب المثابرين، وعادة المجدين.

وتابعت : وكذلك ورد عن هل النوم بعد الفجر حرام  أو ما يعرف بنوم الصبحة؟ في الفواكه الدواني على رسالة ابن أبي زيد القيرواني للنفراوي : وسئل مالك عن النوم بعد صلاة الصبح فقال ما أعلمه حراما نعم ورد أن الأرض عجت من نوم العلماء بالضحى مخافة الغفلة عليهم.

 لم يرد نص يمنع النوم بعد الفجر ، فهو باق على الأصل ( وهو الإباحة )، ولكن كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه أنهم إذا صلوا الفجر جلسوا في مصلاهم حتى تطلع الشمس ، كما ثبت في " صحيح مسلم 1/463 رقم 670 " من حديث سماك بن حرب قال : ( قلت لجابر بن سمرة أكنت تجالس رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : نعم ، كثيراً ، كان لا يقوم من مصلاه الذي يصلي فيه الصبح - أو الغداة - حتى تطلع الشمس ، فإذا طلعت الشمس قام ؛ وكانوا يتحدثون ، فيأخذون في أمر الجاهلية ، فيضحكون ويتبسم .

وقد سأل النبي صلى الله عليه وسلم ربه أن يبارك لأمته في بكورها ، كما في حديث صخر الغامدي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اللهم بارك لأمتي في بكورها ) قال : وكان إذا بعث سرية أو جيشاً بعثهم في أول النهار ، وكان صخرٌ رجلاً تاجراً ، وكان يبعث تجارته أول النهار ، فأثرى وأصاب مالاً . خرجه أبو داود والترمذي وابن ماجه بإسناد فيه جهالة ، وجاء ما يشهد له من حديث علي وابن عمر وابن عباس وابن مسعود وغيرهم - رضي الله عنهم جميعاً - ومن هنا كره بعض السلف النوم بعد الفجر ، فقد أخرج ابن أبي شيبة في مصنفه ( 5/222 رقم 25442 ) بإسناد صحيح عن عروة بن الزبير أنه قال : كان الزبير ينهى بنيه عن التصبح ( وهو النّوم  في الصّباح ) ،  قال عروة : إني لأسمع أن الرجل يتصبح فأزهد فيه .

وورد أن الخلاصة أن الأولى بالإنسان أن يقضي هذا الوقت فيما يعود عليه بالنفع في الدنيا والآخرة ، وإن نام فيه ليتقوى على عمله فلا بأس ، لا سيما إذا كان لا يتيسر له النوم في غير هذا الوقت من النهار ، وخرج ابن أبي شيبة في مصنفه ( 5/223 رقم 25454 ) من حديث أبي يزيد المديني قال : غدا عمر على صهيب فوجده متصبّحاً ، فقعد حتى استيقظ ، فقال صهيب : أمير المؤمنين قاعد على مقعدته ، وصهيب نائم متصبّح !! فقال له عمر : ما كنت أحب أن تدع نومة ترفق بك .

قال الشيخ يسري عزام، إمام وخطيب مسجد عمرو بن العاص، إن القبر إما روضة من رياض الجنة وإما حفرة من حفر النار. 

وأضاف عزام فى فيديو عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أنه إذا دخلت القبر وأُغلق عليك وأقمت للسؤال وانفض عنك الأهل والمال والعيال؛ تقوم وحيدًا، الإنسان المؤمن إذا دخل القبر يفسح الله له القبر ويرى مقعده فى الجنة ويقال له فى قبره نام نومة العروس، اما الانسان غير الصالح تختلف أعضائه فى القبر ويرى مقعده فى النار. 

وتابع: على الانسان ان يتعوذ بالله من عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات، ويدعو الله ان يحسن الختام وينور القبر وهنيئا لمن قضي وقته فى الدنيا مع القرآن. 

ما هي المسبحات السبع، ولماذا اختلفت صيغ التسبيح في القرآن الكريم؟، سؤال كشف عن جوابه الدكتور محمد داود المفكر الإسلامي، من خلال البث المباشر على صفحة صدى البلد بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”.

وقال “داود” خلال حديثه عن فضل التسبيح في القرآن الكريم وهدي سيدنا محمد صلى الله، في القرآن إنما جاء في معاني عديدة كلها ترتبط بتعظيم الله وتنزيهه والفرج، نجد أن القرآن نبه إلى معلومة مهمة ففيه سور تسمى بالمسبحات السبع، وهي السور التي بدأت بتسبيح الله تعالى وقد سبح الله نفسه بنفسه بأقوى صيغة وهي صيغة المصدر، لأن التسبيح بالمصدر حدث دائم لا يرتبط بزمن.

1- سورة الإسراء حيث يقول الحق جل وعلا: «سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (1)»، وهنا نجد أن الله سبحانه وتعالى أشار إلى معنيين للتسبيح أولهما تنزيهه سبحانه وتعالى عن كل نقص، ووصفه بكل كمال، حيث كمال التعظيم لله سبحانه وتعالى.

2- السورة الثانية سورة الحديد:«سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ»، فهنا تأكيد على أن كل الكائنات سواء ما في السموات والأرض يسبحون الله سبحانه وتعالى.

3- سورة الحشر وتأتي بصيغة الماضي أيضا، يقول تعالى: «سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ»، لنجد هنا أن الحق سبحانه وتعالى جعل التسبيح الكائنات التي في الأرض تختلف عن نظيرتها في السماء لكنهما يسبحان

4- سورة الصف افتتحها الله بقوله: «سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ».

5- سورة الجمعة: «يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ».

6- سورة التغابن: «يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ».

7- سورة الأعلى: «سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى»

قالت دار الإفتاء إنه عندما نقرأ سورة الفاتحة فى الركوع أو السجود فهذا متوقف على نية القراءة، فإذا كنا نقرأ الفاتحة لمجرد أنها سورة من القرآن فهذا يكره لأن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال «لا قراءة فى الركوع ولا فى السجود» وإنما تسبحون فى الركوع وتدعون الله عز وجل فى السجود.

وأضافت دار الإفتاء فى الإجابة عن سؤال: «ما حكم قراءة الفاتحة في الركوع والسجود بقصد الدعاء؟»، أنه يكره قراءة الفاتحة في الركوع والسجود بقصد تلاوة القرآن، فإن قُصد بقراءة الفاتحة في الركوع والسجود الدعاء والثناء على الله ولم يقصد تلاوة القرآن فيجوز بلا كراهة، حيث قال شيخ الإسلام ابن حجر الهيتمي الشافعي في "تحفة المحتاج في شرح المنهاج، ومعه حواشي الشرواني والعبادي" (2/ 61، ط. دار الفكر): [وَتُكْرَهُ الْقِرَاءَةُ فِي غَيْرِ الْقِيَامِ؛ لِلنَّهْيِ عَنْهَا] اهـ؛ قال العلامة الشرواني في "حاشيته" عليه (2/ 61): [قَالَ الزَّرْكَشِيُّ: وَمَحَلُّ كَرَاهَتِهَا -الْقِرَاءَةُ فِي غَيْرِ الْقِيَامِ- إذَا قَصَدَ بِهَا الْقُرْآنَ، فَإِنْ قَصَدَ بِهَا الدُّعَاءَ وَالثَّنَاءَ فَيَنْبَغِي أَنْ تَكُونَ كَمَا لَوْ قَنَتَ بِآيَةٍ مِنْ الْقُرْآنِ. اهـ. أَيْ: فَلَا تَكُونُ مَكْرُوهَةً، وَيَنْبَغِي أَنَّ مِثْلَ قَصْدِ الْقُرْآنِ مَا لَوْ أَطْلَقَ فِيمَا يَظْهَرُ أَخْذًا مِمَّا يَأْتِي فِي الْقُنُوتِ. ع ش (قَوْلُهُ: فِي غَيْرِ الْقِيَامِ) أَيْ مِن الرُّكُوعِ وَغَيْرِهِ مِنْ بَقِيَّةِ الْأَرْكَانِ].

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: النبی صلى الله علیه وآله وسلم النبی صلى الله علیه وسلم الصلاة على النبی م ا ف ی الأ ر ض سبحانه وتعالى دار الإفتاء الله تعالى م ا ف ی الس فی القرآن رسول الله ال ق ی ام بعد صلاة إلا الله یبدأ من م او ات هذه هی لا إله

إقرأ أيضاً:

دروس وفضائل العشر الأوائل من شهر ذي الحجة.. رأي من ليبيا

منَّ الله تعالى على عباده أن جعل لهم مواسم الطاعات وأوقات للعمل الصالح، والتنافس للتقرب منه سبحانه وتعالى، ومن أعظم تلك المواسم موسم الحج وعشر ذي الحجة التي شهد النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بأنه من أفضل أيام الدنيا.

أولًا ـ فضائل عشر ذي الحجة في القرآن الكريم والسنة النبوية:

من الأوقات المباركة هذه العشر التي ورد في فضلها آيات وأحاديث منها قول الله تعالى: ﴿وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ﴾ [الفجر: 1،2]. وقال ابن كثير رحمه الله: المراد بها عشر ذي الحجة. وقال عز وجل: ﴿وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ﴾[الحج: 28]، قال ابن عباس: "أيام العشر". وفي الحديث الذي رواه الإمام البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما العمل في أيام أفضل من هذه العشر، قالوا: ولا الجهاد؟ قال: "ولا الجهاد إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله فلم يرجع بشيء".

كان سعيد بن جبير ـ رحمه الله ـ إذا دخلت العشر اجتهد اجتهادًا حتى ما يكاد يقدر عليه" [رواه الدارمي بإسناد حسن]. وروي عنه أنه قال: "لا تطفئوا سرجكم ليالي العشر" كناية عن القراءة والقيام. وقال ابن حجر ـ رحمه الله ـ في الفتح: "والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة: لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يأتي ذلك في غيره".وعن ابن عمر رضي الله عنهما: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من أيام أعظم عند الله سبحانه ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر. فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد" [رواه الطبراني في المعجم الكبير]. وقد كان سعيد بن جبير ـ رحمه الله ـ إذا دخلت العشر اجتهد اجتهادًا حتى ما يكاد يقدر عليه" [رواه الدارمي بإسناد حسن]. وروي عنه أنه قال: "لا تطفئوا سرجكم ليالي العشر" كناية عن القراءة والقيام. وقال ابن حجر ـ رحمه الله ـ في الفتح: "والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة: لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يأتي ذلك في غيره".

كما سئل شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ عن عشر ذي الحجة، والعشر الأواخر من رمضان، أيهما أفضل؟ فأجاب: "أيام عشر ذي الحجة أفضل من أيام العشر من رمضان، والليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة". وقد ذكر المحققون من أهل العلم: أيام عشر ذي الحجة أفضل الأيام، وليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل الليالي.

فبادر أخي المسلم إلى اغتنام الساعات والمحافظة على الأوقات فإنه ليس لما بقي من عمرك ثمن، وتب إلى الله من تضييع الأوقات، واعلم أن الحرص على العمل الصالح في هذه الأيام المباركة هو في الحقيقة مسارعة إلى الخير ودليل على التقوى، قال تعالى: ﴿ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾[الحج: 32]، وقال تعالى:﴿لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ﴾ [الحج: 37].

ثانيًا ـ ما يستحب فعله في عشر ذي الحجة:

الصلاة أمرها عظيم قال صلى الله عليه وسلم: "رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله". وهي أول ما أوجبه الله تعالى من العبادات.

حري بالمسلم أن يستقبل مواسم الخير عامة بالتوبة النصوح، وذلك أنه ما حُرِم أحد خيرا إلا بسب ذنوبه، سواء كان خيرا دينيّاً أو دنيويّاً، قال تعالى: ﴿وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ﴾[الشورى: 30]. فالذنوب لها آثار خطيرة على القلوب، وكما أن السموم تضر الأبدان ولابد من إخراجها من الجسم، كذلك الذنوب تؤثر على القلوب تأثيرًا بليغًا، منها أن المعاصي تزرع أمثالها وتجر أخواتها حتى يصعب على العبد مفارقتها والخروج منها. فسارع ـ أخي المسلم ـ إلى التوبة النصوح، واستقبل هذه الأيام بالبعد عن المعاصي والذنوب، وأكثر من الاستغفار وذكر الله عز وجل فلا يعلم أحدنا متى يفجأه الموت، ويرحل من هذه الدنيا. وإن الأعمال التي لا تغيب عن أصحاب الطاعات في استقبال عشر ذي الحجة:

1 ـ الإكثار من الأعمال الصالحة:

لقوله صلى الله عليه وسلم: "ما من أيام أعظم عند الله سبحانه ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه العشر"، ومن الأعمال الصالحة التي غفل عنها بعض الناس: قراءة القرآن، وكثرة الصدقة، والإنفاق على المساكين، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغيرها.

2 ـ الصلاة:

يستحب التبكير إلى الفرائض والمسارعة إلى الصف الأول والإكثار من النوافل فإنها من أفضل القربات، عن ثوبان ـ رضي الله عنه ـ قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: عليك بكثرة السجود له فإنك لا تسجد له سجدة إلا رفعك الله بها درجة، وحط عنك بها خطيئة" [رواه مسلم]، وهذا عامٌّ في كل وقت.

3 ـ الصيام:

لدخوله في الأعمال الصالحة، فعن هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر" [رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي]، قال الإمام النووي عن صوم أيام العشر: "إنه مستحب استحبابًا شديدًا".

4 ـ أداء الحج والعمرة:

لقوله صلى الله عليه وسلم"… والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة" [رواه مسلم].

5 ـ التكبير والتهليل والتحميد:

لما ورد في حديث ابن عمر السابق: "فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد". وقال الإمام البخاري: "كان ابن عمر وأبو هريرة ـ رضي الله عنهما ـ يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما". وكان ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ يكبر بمنى تلك الأيام، وخلف الصلوات على فراشه، وفي فسطاطه، ومجلسه، وممشاه تلك الأيام جميعًا.

6 ـ الإكثار من قراءة القرآن:

فإن القرآن كما وصفه الله عز وجل هدى للمتقين: ﴿ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ﴾ [البقرة:2]. وقد قال عليه الصلاة والسلام: "من قرأ حرفا من كتاب الله فله حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: ألَمّ حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف" [رواه الترمذي]

يتأكد صوم يوم عرفة لغير الحاج لما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال عن صوم عرفة: "أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده"

7 ـ الجلوس في المسجد حتى تطلع الشمس:

فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى الغداة ـ أي الفجر ـ جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس. [أخرجه مسلم]. وأخرج الترمذي عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة" [رواه الترمذي]. هذا في كل الأيام فكيف بأيام العشر المباركة؟

8 ـ الصدقة:

وهي من أبواب القربات المشروعة طوال العام وقد أجزل الله عز وجل العطية للمنفقين فقال تعالى: ﴿مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً﴾ [البقرة: 245]، وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على الصدقة ولو بالقليل، ووعد بالأجر الجزيل للمتصدقين فقال صلى الله عليه وسلم: "اتقوا النار ولو بشق تمرة" [متفق عليه]. وقال صلى الله عليه وسلم: "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، وذكر منهم "رجلاً تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه" [متفق عليه].

قال ابن القيم رحمه الله: "وقد دل النقل والعقل والفطرة وتجارب الأمم ـ على اختلاف أجناسها ومللها ونحلها ـ على أن التقرب إلى الله رب العالمين وطلب مرضاته والبر والإحسان إلى خلقه من أعظم الأسباب الجالبة لكل خير، وأضدادها من أكبر الأسباب الجالبة لكل شر، فما استجلبت نعم الله تعالى، واستدفعت نقمه بمثل طاعته، والتقرب إليه، والإحسان إلى خلقه".

وقال رحمه الله: "فإن للصدقة تأثيرًا عجيبًا في دفع البلاء ولو كانت من فاجر أو ظالم بل من كافر، فإن الله يدفع بها أنواعاً من البلاء، وهذا أمر معلوم عند الناس خاصتهم وعامتهم، وأهل الأرض كلهم مقرون به لأنهم جربوه". وإن أعظم أنواع الصدقة على ذوي القرابة والرحم فإن الأجر مضاعف قال صلى الله عليه وسلم: "الصدقة على المسكين صدقة، وعلى ذي الرحم اثنتان، صدقة وصلة" [رواه الخمسة].

9 ـ أداء الصلاة مع الجماعة:

فالصلاة أمرها عظيم قال صلى الله عليه وسلم: "رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله" [رواه الترمذي]. وهي أول ما أوجبه الله تعالى من العبادات، وهي آخر وصية وصى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم أمته عند موته فقال: "الصلاةَ الصلاةَ وما ملكت أيمانكم" [رواه أحمد]. وهي آخر ما يفقد من الدين، فإن ضاعت ضاع الدين كله، قال صلى الله عليه وسلم: "لتنقضن عرى الإسلام عروة عروة، فكلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها، فأولهن نقضا الحكم وآخرهن الصلاة" [رواه أحمد].

10 ـ المحافظة على الوقت:

فإن رأس مال المؤمن في هذه الدنيا هو وقته الذي يزرع فيه للدار الآخرة يقول صلى الله عليه وسلم: "اغتنم خمساً قبل خمس حياتك قبل موتك، وصحتك قبل سقمك، وفراغك قبل شغلك، وشبابك قبل هرمك، وغناك قبل فقرك" [رواه الحاكم وصححه الألباني].

11 ـ صيام يوم عرفه:

يتأكد صوم يوم عرفة لغير الحاج لما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال عن صوم عرفة: "أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده" [رواه مسلم].

12 ـ بر الوالدين وصلة الرحم:

قال الله تعالى: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنْ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً﴾ وبر الوالدين من أفضل الأعمال وأعظم الطاعات، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي العمل أحب إلى الله؟ قال: |"الصلاة على وقتها" قلت: ثم أي؟ قال: "بر الوالدين" [متفق عليه].

13 ـ قيام الليل ولو بركعات قليلة:

فقد أثنى الله عز وجل على أهل الجنة بعدة صفات منها قيام الليل فقال تعالى: ﴿كَانُوا قَلِيلاً مِنْ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ﴾ [الذاريات: 17]، وقيام الليل سنة مؤكدة حث عليها الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: "عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم، وقربة إلى الله تعالى، ومنهاة عن الإثم، وتكفير للسيئات، ومطردة للداء عن الجسد" [رواه أحمد].

14 ـ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:

فإن منزلته عند الله عظيمة ودرجته رفيعة حتى عده بعض العلماء الركن السادس من أركان الإسلام، وقدمه الله عز وجل على الإيمان به سبحانه كما في قوله تعالى: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾ [آل عمران: 110]، وفي هذا التقديم بيان لعظم شأن هذا الواجب وأهميته وحاجة الأمة إليه.

15 ـ غض البصر عن الحرام:

من نعم الله عز وجل التي أنعم بها علينا نعمة البصر، وهي نعمة لا تقدر بثمن، وقد أمر الله عز وجل بغض النظر عن الحرام فقال تعالى: ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ  وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ﴾ [ النور: 31]، وقال صلى الله عليه وسلم: "النظر سهم مسموم"[رواه الحاكم].

عن ثوبان ـ رضي الله عنه ـ قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: عليك بكثرة السجود له فإنك لا تسجد له سجدة إلا رفعك الله بها درجة، وحط عنك بها خطيئة"إن النظر إلى ما حرم الله أصل كل فتنة، ومنجم كل شهوة، فالنظر هو رائد الشهوة ودليلها، وحفظه أصل حفظ الفرج. قال صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: "يا علي؛ إن لك كنزا في الجنة، فلا تتبع النظرة النظرة، فإن لك الأولى وليست لك الآخرة" [رواه أحمد].

16 ـ حفظ الجوارح ومن أهمها اللسان:

فإن خطره عظيم كما قال صلى الله عليه وسلم عندما سئل عن أكثر ما يدخل النار؟ قال: "الفم والفرج" [رواه الترمذي]، وتأمل حديث النبي صلى الله عليه وسلم لتعلم خطورة اللسان وكيف يهوي بصاحبه: "إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزل بها إلى النار أبعد مما بين المشرق والمغرب" [رواه مسلم]، وقال صلى الله عليه وسلم: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت" [رواه مسلم].

إن هذا يستدعي من العبد المسلم أن يجتهد في استقبال عشر ذي الحجة والاعتبار من قيمتها ووزنها في الأعمال الصالحة. وهذه خلاصة الرسالة في بيان فضل عشر ذي الحجة والأعمال لمستحبة فيها.

المراجع

ـ عبد الملك محمد القاسم، دروس عشر ذي الحجة، دار القاسم للنشر، ص. ص 5 ـ 35.
ـ فتاوى الحج والعمرة والزيارة، ص. ص 10 ـ 21.
ـ كتاب الدعوة، 1/ 125 ـ 130.
ـ السؤال الثاني من الفتوى، رقم 6178.

مقالات مشابهة

  • يوافق أول أيام عيد الأضحى.. ما حكم صيام اليوم العاشر من ذي الحجة؟
  • رئاسة الشؤون الدينية تطلق مبادرة " بالتي هي أحسن " لتكريس التسامح والاعتدال في موسم الحج
  • أهمية يوم عرفة " يوم استجابة الدعاء"
  • تعرف على فضل الدعاء في يوم عرفة
  • فضل صيام يوم عرفة 1445.. صيغة الأدعية المأثورة فيه كما وردت عن النبي
  • مصر لن تضام أبدا
  • فضل العشر الأول من شهر ذي الحجة وكيفية اغتنامها
  • تعرف على الأضحية وأحكامها الشرعية في الإسلام
  • دروس وفضائل العشر الأوائل من شهر ذي الحجة.. رأي من ليبيا
  • فضل صيام يوم عرفة.. (فرصة العُمر لمحو الذنوب)