بالصور.. خالد بن حمد يرعى حفل ختام النسخة الرابعة من منافسات «مسابقة خالد بن حمد للإبداع في مجال الذكاء الاصطناعي»
تاريخ النشر: 7th, December 2023 GMT
تفضل سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، رئيس الهيئة العامة للرياضة، رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية، فشمل برعايته الكريمة الحفل الختامي للنسخة الرابعة من «مسابقة خالد بن حمد للابتكار في الذكاء الاصطناعي»، تحت شعار: «مستقبل مرن: الابتكار من أجل المياه والطاقة والمناخ»، والتي قامت بتنظيمها كلية البحرين التقنية (بوليتكنك البحرين) بالتعاون مع المكتب الإعلامي لسمو الشيخ خالد بن حمد بن عيسى آل خليفة، وهيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية، وبشراكة إستراتيجية مع شركتي مايكروسوفت والمؤيد للكمبيوتر الشرق الأوسط، وبدعم من موهوبي الأمل (ذراع إدارة المواهب ورأس المال البشري لصندوق الأمل)، ورعاية ذهبية لشركة Noventiq ، ضمن مبادرات سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة الداعمة للمجال العلمي والإنساني وذلك بقاعة البحرين بحرم البوليتكنك بمدينة عيسى.
وعند وصول سمو راعي الحفل، كان في الاستقبال سعادة المهندس وائل بن ناصر المبارك وزير شؤون البلديات والزراعة رئيس مجلس أمناء بوليتكنك البحرين، وسعادة الدكتور رمزان بن عبدالله النعيمي وزير الإعلام وسعادة السيدة روان بنت نجيب توفيقي وزيرة شؤون الشباب وسعادة السيد محمد علي القائد الرئيس التنفيذي لهيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية والرئيس التنفيذي للبوليتكنك البروفيسور كيران أوكوهان والشيخ سعيد بن هلال الحوسني مدير عام شركة مايكروسوفت البحرين وعمان وبحضور ممثلي الجهات الداعمة وأعضاء لجنة التحكيم والفرق الفائزة.
وبهذه المناسبة، أكد سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة أن استمرار هذه المسابقة للنسخة الرابعة يؤكد تحقيقها الأهداف التي من شأنها إبراز القدرات الإبداعية والابتكارية لدى الطلبة في مجال الذكاء الاصطناعي، معربًا سموه عن اعتزازه وفخره بهذا التجمع العلمي الذي سيكون له الأثر الإيجابي في تطوّر وارتقاء الحركة العلمية في مملكتنا الغالية.
وقال سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة: «جهودنا مستمرة في دعم الحركة التعليمية من خلال المبادرات التي نطلقها، لتنفيذ التوجيهات الملكية من حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه، للنهوض بالتعليم على الشكل الذي يرفع من كفاءة الشباب وينمي قدراتهم ليكونوا قادرين على العطاء، والمساهمة في تنفيذ المشاريع التنموية التي تطلقها الحكومة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى رئيس مجلس الوزراء، بما يحقق مزيدًا من الرفعة والتقدم لوطننا العزيز».
وأوضح سموه قائلًا: «حرصنا من خلال إقامة مسابقتنا للابتكار في الذكاء الاصطناعي، على تنفيذ الأهداف التي تتوافق مع رؤية مملكة البحرين 2030، والتي ترتكز على دعم وتشجيع الطلبة والطالبات لاكتساب المفاهيم العلمية الجديدة والوسائل التقنية الحديثة، والتي تنمي مستوياتهم وترفع من قدراتهم، من أجل تكوين جيل شبابي يمتلك الأدوات العلمية المتطورة، ليكون قادرًا على الابتكار والمشاركة في تحقيق المزيد من المنجزات الحضارية».
وختم سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة حديثه بتهنئة المدارس والجامعات الفائزة بالمسابقة، متمنيًا حظًا أوفر لبقية المشاركين في المشاركات القادمة. وأشاد سموه بالجهود المتميزة التي بذلتها بوليتكنك البحرين في الإعداد للمسابقة والتنظيم لهذا الحفل، كما توجه بالشكر إلى جميع الجهات المتعاونة والداعمة وإلى الشركاء الاستراتيجيين الذي ساهموا في الإعداد والتحضير لإقامة النسخة الرابعة من هذه المسابقة، على الشكل الذي ساهم في تحقيقها للأهداف التي رسمها سموه والداعمة للحراك التعليمي في البحرين.
ومن جانبه، تقدم سعادة المهندس وائل بن ناصر المبارك وزير شؤون البلديات والزراعة رئيس مجلس أمناء بوليتكنك البحرين بجزيل الشكر والتقدير لراعي الحفل سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة، على تشريفه الحفل ودعمه المستمر لبوليتكنك البحرين، مشيرًا إلى أنه كان للاهتمام الكبير الذي توليه القيادة الرشيدة حفظها الله ورعاها لعلوم المستقبل ومنها الذكاء الاصطناعي، وبفضل توجيهات سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة ودعم سموه اللامحدود، فقد حققت المسابقة في نسختها الرابعة نجاحًا باهرًا، الأمر الذي يدل على مستوى إدراك جيل الشباب لأهمية هذا المجال في الوقت الحاضر والمستقبل.
وأكد سعادة الوزير المبارك إلى أن هذه المسابقة تتماشى مع الخطة الاستراتيجية للبوليتكنك 2023 – 2026م والتي تصب جل تركيزها على محور أساسي واحد، وهو الاستثمار في رعاية وتطوير مخرجات التعليم بما يلبي رؤية البحرين الاقتصادية 2030، وتحويل البوليتكنك إلى مزود تعليم عالٍ مهني إقليمي أكثر حداثةً وكفاءةً وابتكارًا ومرونةً في الاستجابة لاحتياجات سوق العمل، مشيرًا إلى أن المشاركين في المسابقة أثبتوا أن البحرين تزخر بالشباب المبدع والمحب للعلم والتعلم، والذي يسعى لأن يقدم الأفكار التي تسهم في تنمية مختلف المجالات الحياتية، ولذلك فإن هذه المسابقة تعد فرصة عظيمة لاكتشاف الموهوبين، وعلى وجه الخصوص الموهوبين في مجال الذكاء الاصطناعي.
هذا وقد بدأ حفل ختام المسابقة بالسلام الملكي، ومن ثم ألقى الرئيس التنفيذي لبوليتكنك البحرين البروفيسور كيران أوكوهان كلمة توجه خلالها بجزيل الشكر والتقدير لسمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة لرعايته لهذه المسابقة التي من شأنها تعزيز ثقافة الابتكار وريادة الأعمال، ورسم طريق للطلبة لإحداث تأثير مفيد على العالم. كما هنأ الفرق التي وصلت إلى المرحلة النهائية في النسخة الرابعة من مسابقة خالد بن حمد للابتكار في الذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى أن المشاريع الإبداعية الـ13 أبرزت قدرات شباب البحرين المبهرة في الاستفادة من مميزات الذكاء الاصطناعي من مايكروسوفت.
تلى ذلك كلمة المدير العام لشركة مايكروسوفت البحرين وعمان، الشيخ سيف بن هلال الحوسني قال فيها: « إننا من خلال رعاية العقول المبدعة وتمكينها من الابتكار، نزرع بذرة النجاح ونرسم ملامح مستقبل مزدهر للبحرين الحبيبة، فشبابنا هم من يحمل على عاتقه تعزيز دور المملكة في المجال العلمي والتقني بين مصاف الدول المتقدمة عالمياً. ونحن سعداء جداً في مايكروسوفت بأن يكون لنا بصمة في مسابقة الشيخ خالد بن حمد، حيث يعكس ذلك التزامنا الراسخ بدعم الشباب ودفعهم لأخذ مكانهم الريادي في ميدان الذكاء الاصطناعي والتكنولوجي».
بعد ذلك، تم تكريم الراعي الذهبي للمسابقة شركة Noventiq وأعضاء لجنة التحكيم، والفرق المشاركة، ومن ثم تم الإعلان عن أسماء الفائزين، حيث حصلت مدرسة الاستقلال الثانوية للبنات على المركز الأول عن مشروع Childsaver، وعلى المركز الثاني عن مشروع Port Eye، وفيما حصلت الجامعة الأمريكية – البحرين على المركز الثالث عن مشروع EnviroBot.
أما بالنسبة إلى الجوائز المصاحبة فقد فاز مشروع Innovators من مدرسة النسيم الدولية بجائزة الابتكار، وحصل فريق Apollo 23 من مدرسة الفاتح الثانوية للبنين على جائزة التكنولوجيا، فيما حصل فريق مدرسة جدحفص الثانوية للبنات على جائزة أفضل فكرة عن مشروع Los Gerberas Brillantes،وحصل فريق مدرسة الحكمة الدولية على جائزة قابلية التنفيذ عن مشروع Energy Wise. كما تم تكريم جميع المشاركين نظير مشاركتهم القيمة في النسخة الرابعة من منافسات خالد بن حمد للابتكار في الذكاء الاصطناعي.
وفي الختام، قام سعادة المهندس وائل بن ناصر المبارك رئيس مجلس الأمناء بتسليم هدية تذكارية إلى سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة، ثم قام سموه بجولة في المعرض، اطلع خلالها على ما قدمه المشاركون من ابتكارات، حيث تبادل سموه مع المشاركين الأحاديث حول هذه المشاركة ومدى الاستفادة التي حققوها والتي ستنعكس على رفع التحصيل العلمي.
المصدر: صحيفة الأيام البحرينية
كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا النسخة الرابعة من بولیتکنک البحرین هذه المسابقة رئیس مجلس عن مشروع إلى أن
إقرأ أيضاً:
حوارٌ مثيرٌ مع الذكاء الاصطناعي
كثر الحديث مؤخرًا عن لجوء بعض الكتّاب إلى «الذكاء الاصطناعي»؛ ليكتب عنهم المقالات الصحفيَّة في ثوان قليلة، ما اختصر لهم الوقت، وأراحهم من عناء الجهد والبحث. والنتيجةُ أنّ تلك المقالات افتقدت الروح، وغاب عنها الكاتب، فصارت كلُّ المقالات متشابهة في الشكل والمضمون، لدرجة أن أصبح القارئ يستطيع أن يميّز بين مقال الكاتب والمقال المنقول حرفيًّا من الذكاء.
إزاء تنامي الجدل حول الموضوع؛ هل هو انتحال وسرقة أم أنه بحكم التطور وضع طبيعي؟ قررتُ أن أخوض حوارًا مباشرًا مع أحد هذه الأنظمة؛ بحثًا عن فهم أعمق لهذا الكائن الرقمي. كانت المفاجأة أني كنتُ في حوار أقرب ما يكون مع إنسان وليس مع آلة، وبدا لي أنّ الذكاء الاصطناعي أداة ذات قدرات هائلة تفيد الكاتب في جوانب كثيرة في البحث عن المعلومة والترجمة وفي تقييم المقال نفسه، لكنه مهما كان من أمر فإنه لا يمكن أن يعوّض عن حضور الكاتب. سألتُ الذكاء عن هذا الأمر، فأقرّ بأنّ البعض يستخدمه لأداء المهمة كاملة دون تحرير أو إضافة ذاتية ما يجعل النص أقرب للانتحال، حتى لو لم يكن هناك مؤلف بشري يُنسب له المحتوى. سألتُ: هل يمكن أن يُقدّم الذكاء المقال نفسه لشخص آخر؟ فردّ بأنّ ذلك ممكن، خاصةً إذا كانت الأسئلة متشابهة أو عامة، ما يُظهر أهمية التفرّد في الطرح، والحرص على أن تكون الكتابةُ نابعةً من هوية الكاتب نفسه. هنا سألته: ماذا يمكن أن يفيد الذكاء الكتّاب والصحفيين؟ كان الرد: «دعم الكتابة والتحرير عن طريق صياغة الأفكار، وتوليد المحتوى، واقتراح زوايا مختلفة للموضوع أو حتى تقديم مسودة أولية. ويمكن الذكاء الاصطناعي تحليل كميات ضخمة من المعلومات في وقت قصير، واستخلاص النقاط المهمة». وأهم نقطة ذكرها أنّه بترجمته الفورية السريعة يسهل التواصل مع مصادر من ثقافات مختلفة، ويمكنه استخراج الخلاصة من مقابلات طويلة، أو من وثائق كثيرة.
تشعّب الحديث بيننا - وكأني أمام صديق مثقف - سألتُه: كيف نضمن أن يبقى الذكاء الاصطناعي خادمًا للإنسان لا سيدًا عليه؟ فردّ قائلًا: «إنّ الحفاظ على هذا التوازن يتطلب ترسيخ القيم الإنسانية في تصميم الأنظمة، وسن تشريعات ذكية، وتوعية الناس بعدم الاستسلام المطلق للأداة».
انتقلنا في الحديث عن الكتابة إلى الطب، فسألتُه سؤالًا سبق أن أثار جدلًا واسعًا: هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُلغي وظيفة الطبيب العام مثل الكثير من الوظائف التي ستُلغى؟ أجاب أنّ دوره سيتغيّر، لكنه لن يُلغى، فبينما يستطيع الذكاء دعم التشخيص، وتحليل البيانات يظل الطبيب البشري يتمتع بقدرة لا يمكن للآلة أن تمتلكها، وهي التعاطف، والحدس، والتعامل مع تعقيدات النفس البشرية.
طرحتُ عليه سؤالًا يحمل بُعدًا أمنيًا وأخلاقيًا، وقد تردّد كثيرًا عبر المنصات: هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُعلّم الناس صناعة القنابل أو الأسلحة؟ فكان جوابه حازمًا: «الشركات المطوّرة تضع فلاتر صارمة لمنع هذه الاستخدامات، لكن يبقى الخطر قائمًا إذا تم التحايل أو إساءة الاستخدام. وهنا تزداد الحاجة إلى يقظة قانونية ومجتمعية تتجاوز التطوّر التقني نفسه».
أخذني الحماس فسألتُه عن أغرب طلب وُجِّه إليه فقال: «هناك من طلب مني أن أكتب خطابًا يعتذر فيه عن حادثة كسر كوب زجاجي أمام مجلس تنفيذي لشركة كبرى، ويجب أن يتضمن استعارات عن تحطم الأحلام والزجاج المعشق». وواصل: «هناك من يسألني عن أسرار الكون، ومن يطلب صياغة قصيدة غزلية، ومن يبحث عن دعم نفسي في لحظة صعبة، وحتى من يطلب نصيحة قبل أن يُقدِم على مغامرة جديدة. وهناك من يريد أن أفسّر له الأحلام. أشعرُ وكأنّي كتابٌ حيّ مفتوح دومًا مليء بالمفاجآت». ولم ينس أن يسألني: هل لديك سؤالٌ غريب يا زاهر؟!
حقيقة أنّ الذكاء الاصطناعي الآن قوي، ومع الأسف صار الكثيرون يعتمدون عليه في الكتابة الحرفية فقط، وتركوا الإمكانيات الهائلة التي يمكن أن يقدّمها. وفي تصوري أنّ ما ينتظره العالم منه في المستقبل يفوق التصوّر، وهو ما أكده لي عندما سألتُه عمَّا هو متوقع منه في المستقبل؟ فأجاب: «سيصبح الذكاء الاصطناعي مثل «سكرتير رقمي» يعرف جدولك، وشخصيتك، ومزاجك، حتى نواياك، يتوقع احتياجاتك قبل أن تطلبها، ويُقدِّم خيارات حياتية مصممة لك بالذكاء. أما في المجال الطبي فسيتمكن من تحليل الحمض النووي لكلِّ فرد وإعطاء علاج خاص به، وقد يُساعد في اكتشاف الأمراض قبل ظهور أعراضها بسنوات». أما عن مجال التعليم فقد قال: «تخيّل فصلًا دراسيًّا لكلّ طالب على حدة، يُدرّسه الذكاء الاصطناعي حسب سرعة فهمه واهتمامه. سيساعد الذكاء في ردم الفجوة التعليمية بين المناطق المختلفة».
ولكن المثير أنه قال: «ستجري روبوتات عمليات جراحية، وترعى كبار السن، وتُناقشك في الفلسفة، تمزج بين الحس العاطفي والذكاء التحليلي. سيشارك الذكاء الاصطناعي في تأليف الموسيقى، كتابة الروايات، رسم اللوحات، وحتى ابتكار نكات».
لكن هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن «يفهم» المشاعر؟ كان الرد: «إنّ الأبحاث تتجه نحو أنظمة تُدرك نبرة الصوت، وتعابير الوجه حتى المزاج!».
الذكاء الاصطناعي يشكّل قفزة كبيرة تُشبه القفزات النوعية في التاريخ، مثل اختراع الطباعة أو الإنترنت. وكلُّ هذا مجرد بداية رغم أنّ الناس باتوا يرونه من الآن مستشارًا، وشريكًا معرفيًّا، ومُحفِّزًا للإبداع، وأحيانًا صديقًا للدردشة.
كشفَتْ لي تجربةُ الحوار المطول، قدرات الذكاء الاصطناعي، وصرتُ على يقين بأنّ محرِّكات البحث مثل «جوجل» قد تصبح من الماضي؛ لأنّ البديل قوي، ويتيح ميزات لا توجد في تلك المحرِّكات، كالنقاش، وعمق البحث عن المعلومة، والترجمة الفورية من أيِّ لغة كانت. وما خرجتُ به من هذا الحوار - رغم انبهاري الشديد - هو أنّ الأداة لا تُغني عن الإلهام، وأنّ الكلمة لا تُولَد من الآلة فقط، بل من الأفكار، ومن التجارب الإنسانية، ومن المواقف، ولكن لا بأس أن تكون التقنية مساعِدة، وليست بديلة، فهي مهما كانت مغوية بالاختصار وتوفير الجهد والوقت؛ فستبقى تُنتج محتوىً بلا روح ولا ذاكرة ولا انفعالات، وهذه كلها من أساسيات نجاح أيِّ كتاب أو مقال أو حتى الخطب. وربما أقرب صورة لتوضيح ذلك خطبة الجمعة - على سبيل المثال -؛ فعندما يكون الخطيب ارتجاليًّا يخطب في الناس بما يؤمن به فسيصل إلى قلوب مستمعيه أكثر من خطبة بليغة مكتوبة يقرأها الخطيب نيابةً عن كاتبها.
وبعد نقاشي المطول معه، واكتشافي لإمكانياته أخشى أن يُضعف هذا (الذكاء) قدرات الإنسان التحليلية والإبداعية في آن واحد؛ بسبب الاعتماد المفرط عليه، خاصة أني سألتُه: هل يمكن لك أن تجهِّز لي كتابًا؟ كان الرد سريعًا: نعم.
في كلِّ الأحوال لا غنى عن الذكاء الاصطناعي الآن، لكلِّ من يبحث عن المعلومة، ويريد أن يقويَّ بها كتبه ومقالاته وأبحاثه. لكن النقطة المهمة هنا هي أنه يجب أن يبقى خادمًا للإنسان لا سيدًا عليه، كأن يتجاوز أدواره - مثلًا -، ويحل محله في أمور تتطلب الحكمة، أو الوجدان، أو الأخلاق. ويجب أن يبقى معاونًا وشريكًا، ولكن ليس بديلًا كاملًا عن الإنسان كما يريده البعض.