محللون: الدعم الأميركي غير المسبوق يؤكد هشاشة إسرائيل الدفاعية
تاريخ النشر: 7th, December 2023 GMT
تواصل الولايات المتحدة وحلفاء غربيون تزويد إسرائيل بالأسلحة والعتاد ومختلف أشكال الدعم من أجل تمكينها من تحقيق انتصار متعثر على حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وهو ما يؤكد أن تل أبيب تقف على شفا الهزيمة، كما يقول محللون.
ورغم تأكيدهم تحقيق نتائج حاسمة وكبيرة على الأرض، فإن قادة الاحتلال يؤكدون أن إسرائيل تدفع أثمانا باهظة في حربها على غزة وأن وجودها مرهون بالانتصار على حماس.
ورغم الفارق الكبير جدا في موازين القوة العسكرية بين جيش الاحتلال وفصائل المقاومة، فقد تسلمت إسرائيل خلال شهرين من الحرب 10 آلاف طن من الذخائر الأميركية، وأعلنت بريطانيا تسيير طائرات مراقبة من دون طيار لتقفي أثر المحتجزين في غزة، وهو ما اعتبره محللون تجسسا مقنعا لصالح تل أبيب.
وتعليقا على هذا الدعم الغربي الكبير لإسرائيل التي تعتبر من أقوى جيوش المنطقة والعالم، قال الباحث الأول في مركز الجزيرة للدراسات الدكتور لقاء مكي إن إسرائيل -على مدار تاريخها- تحارب العرب بالدعم الأميركي والغربي.
وقال مكي في برنامج "غزة.. ماذا بعد؟" إن الجسر الجوي الأميركي الذي نراه اليوم هو نفسه الذي سيرته الولايات المتحدة خلال حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973.
وعزا مكي فشل إسرائيل في تحقيق نصر عسكري على حماس، إلى أنها قائمة على الأسطورة في الأساس وليس على القوة الحقيقية، مؤكدا أنها هذا الدعم الغربي يعكس هشاشتها الدفاعية رغم قوتها العسكرية.
وعلى أي حال -يضيف مكي- فإن ما يدفع الغرب لحشد كل هذا الدعم الغربي هو خوفهم من أن تنتهي إسرائيل بخسارة هذه الحرب.
أما أستاذ العلوم السياسية الدكتور بلال الشوبكي، فقال إن العقلية العميقة للمجتمع الإسرائيلي ككل تؤمن بأن قيام إسرائيل مرهون باستعداء الآخر، وأن هذا الاستعداء يستوجب دعما خارجيا، مشيرا إلى أن حديث وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت عن حرب الوجود ربما يستهدف الحفاظ على الدعم الداخلي.
وفي السياق، قال الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي إن إسرائيل تواجه مشكلة أن الفلسطينيين لم يهادنوا ولم يتنازلوا عن أرضهم وبالتالي لم يعد أمامهم إلا القضاء على كل ما هو فلسطيني تماما لإقامة دولتهم اليهودية المأمولة.
ومن هذا المنطلق، يضيف البرغوثي، فإن ما تقوم به إسرائيل حاليا ليس فقط للرد على هزيمة السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وإنما لتطهير الفلسطينيين عرقيا.
إلى جانب ذلك، فإن الولايات المتحدة تعتمد على إسرائيل في أمور كثيرة تتعلق بحماية وتأمين مصالحها في المنطقة كما يقول مكي، مضيفا "بالتالي فإن الدعم الأميركي ليس فقط للقضاء على حماس، وإنما لإعادة الصورة الأسطورية التي انهارت".
وقال مكي إن هزيمة إسرائيل في هذه الحرب لا يعني زوالها بالمعنى الحرفي، وإنما يعني من وجهة النظر الغربية زوال قوتها الأسطورية التي تخدم مصالح الغرب.
ومن هذا المنطلق، فإن الأمور ربما تنتهي بتدخل أميركي مباشر -وفق البرغوثي- الذي قال إن مصر والعراق وإيران كلهم مرشحون للدخول في الحرب بسبب العنف الإسرائيلي.
لكن الشوبكي يرى أن خطر اتساع الحرب لم يعد قائما بالدرجة نفسها التي كان عليها أول الحرب، لأن الخطوط الحمراء التي تحدثت عنها بعض دول المنطقة بدأت تفتر وبالتالي لم يعد الضغط الإقليمي كافيا لدفع إسرائيل باتجاه وقف الحرب دون وجود ضمانات أمنية لها خصوصا في ما يتعلق بحزب الله اللبناني.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تتهم ماكرون بشن "حملة صليبية ضد الدولة اليهودية" بعد انتقاده الحرب على غزة
هاجمت وزارة الخارجية الإسرائيلية الرئيس الفرنسي ماكرون واعتبرته في "حملة صليبية" ضد إسرائيل، بعد دعوته لفرض عقوبات أوروبية إذا لم يتحسن الوضع الإنساني في غزة. واتهمت تل أبيب ماكرون بـ"مكافأة الإرهابيين"، نافية وجود حصار إنساني في القطاع. اعلان
اتهمت وزارة الخارجية الإسرائيليةالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشنّ "حملة صليبية ضد الدولة اليهودية"، وذلك على خلفية دعوته المجتمع الدولي إلى تشديد موقفه تجاه إسرائيل ما لم يتحسن الوضع الإنساني في قطاع غزة.
وفي رد حاد، قالت الخارجية: "لا يوجد ما يُسمى بحصار إنساني، هذه كذبة فاضحة"، مؤكدة أن إسرائيل تسيطر على دخول المساعدات إلى القطاع بما يتماشى مع اعتبارات أمنها.
وأضافت في لهجة هجومية: "بدلاً من أن يضغط ماكرون على الإرهابيين الجهاديين، يريد مكافأتهم بدولة فلسطينية. لا شك أن عيده الوطني سيكون 7 أكتوبر"، في إشارة إلى هجوم حماس على إسرائيل في ذلك التاريخ من عام 2023، والذي فجر الحرب المستمرة في غزة.
وكان الرئيس الفرنسي قد صرّح في مقابلة تلفزيونية مطوّلة، عُرضت في مايو-أيار، بأن على أوروبا النظر بجدية في فرض عقوبات على إسرائيل إذا استمر تدهور الوضع الإنساني، محذّراً من أن مئات الآلاف في غزة يواجهون خطر المجاعة.
في مقابلة تلفزيونية مع قناة TF1، وصف ماكرون سلوك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه "مخزٍ"، في تصريح أثار ردّ فعل سريع من الأخير، الذي اتهم ماكرون بـ"الوقوف مجددًا إلى جانب حماس".
ويأتي هذا التوتر بعد انهيار اتفاق وقف إطلاق النار مع حماس في مارس-آذار، والذي أعقبه فرض حصار خانق على قطاع غزة، أدى إلى توقف دخول المساعدات الإنسانية لما يقارب ثلاثة أشهر.
ورغم بعض التخفيف في الحصار خلال الأيام الأخيرة، لا تزال منظمات الإغاثة الدولية تطلق تحذيرات متزايدة من تفشّي الجوع وخطر المجاعة في أجزاء واسعة من القطاع.
Relatedالحرب على غزة تطوي يومها ال600.. لا أفق للحل ومظاهرات تطالب نتنياهو بالتراجعنتنياهو يعلن خطة ما بعد الحرب: سيطرة كاملة على غزة وهزيمة حماس وإخراجها من القطاعنتنياهو: غزة سجن كبير وحدودها مغلقة ولو كان الأمر بيدنا لسمحنا للجميع بمغادرتهاوعلّقت الحكومة البريطانية مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة مع إسرائيل وفرضت عقوبات جديدة على المستوطنات في الضفة الغربية، في خطوة تعكس تصعيداً في انتقادات لندن للعملية العسكرية الإسرائيلية في غزة.
وأكد وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي أن الاتفاقية التجارية القائمة لا تزال سارية، لكنه شدد على أن الحكومة "لا يمكنها الاستمرار في الحوار مع إدارة تنتهج سياسات فظيعة" في غزة والضفة.
من جهته، قال رئيس الوزراء كير ستارمر أمام البرلمان: "نحن مرعوبون من التصعيد الإسرائيلي"، في تصريحات تلت بياناً مشتركاً صدر في 19 مايو-أيار ضمّ كلاً من ماكرون وستارمر ورئيس الوزراء الكندي مارك كارني، في واحدة من أجرأ الإدانات التي صدرت عن حلفاء تقليديين لإسرائيل بشأن سلوكها في غزة والضفة الغربية.
وقد هدد الزعماء الثلاثة باتخاذ "إجراءات ملموسة" إذا لم توقفحكومة نتنياهو هجومها العسكري المتجدد وترفع القيود المفروضة على المساعدات الإنسانية بشكل كبير.
انتقادات من ألمانياوفي 26 مايو، وجّه المستشار الألماني فريدريش ميرتس انتقاداً نادراً لإسرائيل، معبّراً عن استغرابه من خططها للسيطرة على معظم قطاع غزة، قائلاً: "بصراحة، لم أعد أفهم ما هو الهدف مما يقوم به الجيش الإسرائيلي هناك".
وخلال كلمته في منتدى WDR Europaforum في برلين، شدد ميرتس على ضرورة أن تضع الحكومة الإسرائيلية في اعتبارها حدود ما يمكن أن يقبله حتى أقرب حلفائها، قائلاً: "ينبغي ألا تقدم على خطوات لم يعد حتى أصدقاؤها المقرّبون قادرين على دعمها".
ويأتي هذا الموقف في ظل حرب مستمرة منذ هجوم حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، والذي أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، إضافة إلى احتجاز 251 رهينة لا يزال 58 منهم محتجزين حتى الآن، يُعتقد أن ثلثيهم لا يزالون أحياء.
وبحسب وزارة الصحة في غزة، التي تديرها حركة حماس، بلغ عدد القتلى الفلسطينيين نتيجةالهجوم الإسرائيلي حتى الآن أكثر من 54,000 شخص، غالبيتهم من النساء والأطفال.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة