من السطو المسلح إلى السطور.. شاعر يولد خلف القضبان
تاريخ النشر: 8th, December 2023 GMT
اكتشف الفرنسي خالد الميلودي، خلال الأعوام التسع والعشرين التي أمضاها وراء قضبان السجون الفرنسية، لتورطه في السرقة، أن الشِعر يمكن أن يكون خشبة الخلاص له، وهو يحرص اليوم باستمرار على أن يُطلع السجناء الآخرين على تجربته.
درَجَ الميلودي على التردد إلى السجن المخصص للحبس الاحتياطي في "كوربا"، بالقرب من مدينة "ليون"، مع أنه لم يمكث يوماً وراء قضبان زنزاناته.
في غرفة مزيّنة بصور الكتّاب، يجلس نحو عشرة سجناء على شكل حلقة، وينصتون إلى ما يقوله الميلودي بصمت مطبق. ويعلّق أحدهم واصفاً الرجل بأنه "واثق من نفسه"، إذ يدرك أن "مسيرته المضطربة" توفّر له "صدقية" تسهّل له التأثير في المستمعين إليه.
يروي الميلودي خلال هذه الزيارة أن كل الظروف الإشكالية اجتمعت منذ البداية في حياته لتقوده إلى ما وصل إليه ومنها "عنف الأب" وإيداعه "لدى عائلة مضيفة"، وتوجهه إلى "الملاكمة" وهو بعد مراهق...
ويقول "عندما كنت صغيراً، كنت غاضباً ومستاءً، وكانت لدي غريزة بقاء قوية". وأدى هذا المزيج إلى ما يصفه بـ"أول خروج عن الطريق"، إذ حُكم عليه عندما كان في التاسعة عشرة بالحبس لمدة عام بعد شجار.
وفي سجن "فلوري ميروجي"، تعرف على مع لصوص أكبر منه سناً وتبنّوه. ويقول "في ظل النقص العاطفيّ لديّ، كنت أبحث عن عائلة، واعتقدتُ أنني وجدت واحدة".
عند إطلاق سراحه، التقى رفاق السجن السابقين في إحدى المقاهي، فبدأت "مرحلة ثانية من حياته، حافلة بأعمال السطو، وبذهاب وإياب مستمرين إلى السجن ومنه"، وبقيت الحال على هذا المنوال سنوات عدة، وُلد خلالها أبناؤه الستة.
- "معجزة"
وفي عام 2007، دانه القضاء بمهاجمة مركبة لنقل البضائع في باريس وبعملية سطو تخللها إطلاق نار على عناصر شرطة في مدينة "روان". وحُكِم عليه بالسجن 30 عاماً، أي أنه كان ليمضي بقية حياته وراء القضبان إذ كان في السابعة والأربعين.
وصُنّف الميلودي من السجناء الذين ينبغي إخضاعهم لرقابة مشددة، وأودِع أقساما من السجن مخصصة لهذه الفئة، وراودته فكرة الانتحار، لكنّ الغلبة في نهاية المطاف كانت للرغبة في الحياة، واتجه إلى الكتابة التي لم يسبق له أن مارسها.
ويروي "أنا الذي لم أكن راجعتُ ضميري يوماً، بعد أن بكيتُ كثيراً، بدأتُ بكتابة قصائد عن سيرتي الذاتية".
في أبيات قصائده، أجرى تشريحاً لما عاناه في بيته من "وحشية" والده.
كذلك أجرى بالشعر نقداً ذاتياً لما اتخذه من "خيارات سيئة" ولما عاناه في السجن، وشيئاً فشيئاً، شعر بأنه يتعافى.
ويشدد على أنه لا يعتبر نفسه "ضحية"، بل "شخصاً حصلت له معجزة". ويضيف "لهذا السبب، أستطيع العودة إلى السجن: لقد تحررتُ من غضبي".
بعد إطلاق سراحه في يناير 2021، انتقل إلى العاصمة الفرنسية باريس. وعمل لمدة عامين كسائق توصيل، وروى حياته في كتاب بعنوان "ألوان الظل" صدر عام 2022.
وهو اليوم يتلو قصائده على خشبة المسرح مع عزف مُرافِق على البيانو، ويأمل في أن ينشر قريباً ديواناً شعرياً بعنوان "الكلمات تحت الجلد". والأهم أنه يدير ورش عمل للسجناء والشباب الذين يواجهون صعوبات أو تلاميذ مدارس ثانوية لمساعدتهم في "العثور على خشبة خلاصهم". أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: شاعر السجن السطو المسلح
إقرأ أيضاً:
رجل ساعد في بيع مرحاض ذهبي مسروق من قصر تشرشل ينجو من السجن
أُعفي فريدريك دو من السجن بعد مساعدته في بيع مرحاض ذهبي مسروق من قصر بلاينهايم. بعد أن اعتبر القاضي أنه استُغل من قبل الجناة. المرحاض، جزء من عمل فني لكاتيلان، سُرق في 2019 ولا يزال مفقودًا. اعلان
أُعفي رجل من عقوبة السجن بعد أن ساعد لصوصاً في محاولة بيع مرحاض ذهبي مسروق من بلاينهايم، المنزل التاريخي الذي وُلد فيه الزعيم البريطاني الراحل وينستون تشرشل، وذلك بعد أن اعتبر القاضي أنه كان ضحية استغلال من قبل الجناة الرئيسيين.
وحُكم على فريدريك دو (37 عامًا)، والمعروف أيضًا باسم فريدريك ساينز، بسنتي سجن مع وقف التنفيذ و240 ساعة من العمل المجتمعي غير المدفوع، بعد إدانته بالتآمر في قضية المرحاض الذهبي الذي تبلغ قيمته 4.74 مليون جنيه إسترليني (6.4 مليون دولار).
المرحاض الفاخر، الذي يزن أكثر من 98 كلغ والمصنوع بالكامل من الذهب الخالص عيار 18 قيراطًا، كان جزءًا من تركيب فني بعنوان "أمريكا" للفنان الإيطالي ماوريتسيو كاتيلان، ويهدف إلى التعليق الساخر على الثراء المفرط.
وكانت القطعة معروضة في متحف "غوغنهايم" في نيويورك قبل أن تُعار لقصر بلاينهايم. وكانت قيمته وقت السرقة حوالي 2.8 مليون جنيه إسترليني، وكان مؤمنًا عليه بمبلغ 5 ملايين جنيه.
Relatedسرقة لا تصدق... محكمة أكسفورد تدين لصوص المرحاض الذهبي "أمريكا" الذي سرق من مسقط رأس تشرشلنصف قرن على رحيل وينستون تشرشلتوقعات ببيع لوحة لوينستون تشيرشل مقابل أكثر من 300 ألف دولاروفي صباح يوم 14 سبتمبر 2019، اقتحم خمسة أفراد القصر عبر نافذة تم كسرها، وقاموا بسرقة المرحاض، الذي لم يُعثر عليه حتى الآن، ويُعتقد أنه تم تقطيعه وبيعه كذهب خام. وتسبب حادث السرقة بأضرار كبيرة للمبنى، الذي يُعد موقعًا مسجلاً ضمن مواقع التراث العالمي لليونسكو.
وخلال جلسة المحاكمة في محكمة أكسفورد الجنائية، قال القاضي إيان بريلغ: إن دو وافق "بحماقة" على مساعدة أحد المتهمين، وهو جيمس شين (40 عامًا)، في بيع الذهب، رغم عدم حصوله على أي مقابل مادي.
وقرأ القاضي رسالة عبر تطبيق "واتساب" أرسلها دو إلى شين بعد اتصال الأخير به طلبًا للمساعدة، جاء فيها: "أقدر أن أبيع الذهب في ثوانٍ"، لكن دو أكد خلال الاستجواب أنه لم يكن يعلم أن الذهب مسروق، وقال إنه لن يتعامل مع معدن مسروق "أبدًا ولو بعد مليون سنة".
وأشار القاضي إلى أن دو "لم يكن له أي دور في السرقة نفسها"، وأنه "استُغل من قبل مجرمين أكثر خبرة"، مضيفًا أن دو ربما ندم على ما فعله منذ لحظة اعتقاله.
وقد أدانت المحكمة حتى الآن شخصين فقط من أصل خمسة ظهروا على تسجيلات الكاميرات: جيمس شين، الذي أقر بالذنب في تهمتي السطو والمؤامرة، ومايكل جونز (39 عامًا)، الذي أدانه القضاء بجريمة السطو. ومن المقرر أن يصدر الحكم عليهما في 13 يونيو/حزيران المقبل.
وخرج دو من المحكمة وهو يرفع قبضته في الهواء، وقال إنه شخص طيب "تورط في شيء لم يكن يجب أن يكون جزءًا منه".
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة