عاصفة انسحابات تجتاح “العزم وحسم” وتهدد بـ “تفكك” التحالفين قبل الانتخابات
تاريخ النشر: 8th, December 2023 GMT
ما أن بدأ العد التنازلي لإجراء انتخابات مجالس المحافظات في الـ 18 من كانون الأول الحالي، حتى بدأ الانهيار يفكّك تحالفي العزم وحسم (الأنبار الموحد) سابقاً، عقب موجة انسحابات “عرَّت” التحالفين المذكورين، وفق ما يرى سياسيون.
جسد “العزم وحسم” يتآكل
موجة الانسحابات بدأت تأكل جسد التحالفين، وخلال أقل من 24 ساعة، انسحب 3 مرشحين من التحالفين المذكورين في الأنبار، اثنان من “العزم”، وآخر من “حسم”.
الانسحابات لم تأتِ بضغط سياسي، إلا أنّها جاءت بسبب ضغط شعبي، و”إدراك” المرشحّين بأنهم انخرطوا في تحالف سياسي “لا يمتلك برنامجا واضحاً، ولا يخدم الأنبار وأهلها”، بحسب ما أعلنه المرشحون المنسحبون.
انسحابات بالجملة من العزم وحسم
وفي وقت سابق، أعلن رعد عبد الستار سليمان الدليمي، انسحابه من قائمة “حسم” لانتخابات مجالس المحافظات وقال في بيان: إن “عشائرنا وجمهورنا غير راضٍ على هذا التوجه، بسبب المناكفات وعدم وجود مركزية وبرنامج سياسي واضح على ضوءه ممكن بناء مستقبل محافظتنا واهلنا وناسنا”.
بعد ذلك، ضرب “العزم” زلزال قوي، حين أعلن المرشح خالد عواد متعب العيساوي، انسحابه من صفوف التحالف، وعدم خوض الانتخابات المحلية ضمن التحالف.
ويمتلك المرشح خالد العيساوي، ثقلاً كبيراً داخل محافظة الأنبار، وانسحابه سيرجّح كفّة مرشحي تقدم على فوزهم، لأن الجمهور الذي يدعم العيساوي، قرر أن يتّجه صوب تقدم، ويدعمه في العملية الانتخابية المقبلة.
وقال العيساوي في بيان له: “إلى أهلنا الكرام في محافظة الأنبار العزيزة، بعد التفكير جيداً ومطالبتي لهم (تحالف العزم) ببيان برنامجهم الإنتخابي وأهداف مشروعهم، تبين لي عدم وجود أي برنامج نافع وأهداف واضحة ورؤى جادة للمرحلة المقبلة تفيد محافظتنا”.
وأضاف: “أعلن أنسحابي من الترشيح من تحالف العزم وعدم الخوض معهم في انتخابات مجلس المحافظة المقبلة”، مشيراً الى أن “ذلك جاء من منطلق حرصي الشديد على استقرار وأمن المحافظة وتقدمها وعمرانها وأزدهارها وتجنيبها المشاريع المظلمة”.
“سانت ليغو” وتأثيره على الانسحابات
ويتطلب نظام “سانت ليغو” الذي ستتم الانتخابات المحلية المقبلة على أساسه، من كل ائتلاف أن يقدم مرشحين ضعف عدد المقاعد لكل محافظة، وبضمنهم، مرشحون للفوز وآخرون لجمع الأصوات، وفق قراءات سياسية.
وبحسب النظام الانتخابي “سانت ليغو”، فإن المرشح الذي يمتلك جمهوراً واسعاً، وناخبين بالآلاف، سيتسبب بأزمة داخلية للتحالف الذي ينسحب منه، لأن ثقة الجمهور تتزعزع، ومعه يتّجه الجمهور صوب مرشحين آخرين.
وإلى جانب خالد متعب العيساوي، انسحب المرشح فؤاد حمدي كريكش من تحالف “العزم” في محافظة الأنبار. وقال، إن سبب انسحابه “جاء لعدم وجود حرص واصرار من التحالف على تمثيله في مجلس المحافظة، ويأتي هذا القرار تضامناً مع عشيرة البو حيّاة وتوحيداً لصفوفها”.
ويمتلك المرشحون الثلاثة الذين انسحبوا من تحالفي عزم وحسم، جمهوراً واسعاً في محافظة الأنبار، وعشائر تقف داعمة لهم، وهو الأمر الذي سيرجّح كفة تقدم على منافسيه الآخرين، الذين وصفهم الرئيس محمد الحلبوسي، بأنهم “خاسرون، ولا يستطيعون أن ينافسوا في الأنبار”.
ومع هذه الانسحابات، أفادت مصادر سياسية خاصة، بحدوث “خلافات داخل تحالف العزم في الأنبار، قد تطيح بفارس طه الفارس من رئاسته في المحافظة”.
“التداعيات ستصل محافظات أخرى”
“هذه الانسحابات بالتاكيد لها تداعيات على قائمة عزم، وخصوصاً في الأنبار”، يقول الباحث بالشان السياسي الدكتور سيف السعدي، الذي أشار إلى المرشحين الثلاثة المنسحبين.
ويضيف السعدي في حديث صحفي، أن هذه “الانسحابات سيكون لها ارتدادات سلبيّة على باقي المرشحين في المحافظات الأخرى، مثل ديالى والموصل وصلاح الدين”.
ويؤكد: “كانت هناك نيَّة لانسحاب تجمع الوحدة الوطنية بقيادة رئيس الطريقة العلية القادرية الكسنزانية من عزم، بسبب وجود خلاف على بعض القيادات، وتصريحاتهم ونهجهم”.
ويشير إلى أن “هذا الامر ينطبق على باقي القوائم مثل حسم، خصوصاً قبيل إجراء الانتخابات بأيام، قليلة الامر الذي يهز ثقة الناخبين بهذه القوائم، لأن المنافسة قوية في القوائم الأخرى، مثل تقدم وحزب السيادة”.
وتحدث عمليات الانسحاب لكل الكيانات المشاركة وخاصة الائتلافات، إلا أن حزب تقدم، لم تحصل داخله مثل هذه العمليات، بل أن المنسحبين جاؤوا إليه، وانضموا لصفوفه.
ووفق ما تقول مصادر من داخل الأوساط السياسية، فإن “موجة الانسحابات هذه، هزّت ثقة الجماهير في التحالفين المذكورين، وجعلتهما ضعيفين قبل العملية الانتخابية، لأن المنسحبين منهما كشفوا عن أهداف التحالفين، وأكدوا أن برنامجهما لا يخدم أهالي الأنبار”.
وكان تحالف الأنبار الموحد، قد شهد انهياراً مماثلاً في وقت سابق، إذ اجتاحت عاصفة الانسحابات صفوف التحالف، بعد ما شهد استقرارا واضحا لأهدافه، التي لم يعرفها حتى أعضاء التحالف.
وكان المرشح البارز الشيخ مزهر فارس المحلاوي، آخر مَن ترك صفوف تحالف “الأنبار الموحد”، وأعلن انضمامه إلى صفوف حزب تقدم، بعدما اتضحت أهداف التحالف أمامه، فقرر تركهم، بحسب ما قاله المحلاوي.
وقبل ذلك، انضمَّ إلى قافلة المنسحبين، المرشحان جاسم الراوي وشيماء محفوظ رعد، وأعلنا انسحابهما من تحالفي السيادة والأنبار الموحد والالتحاق بحزب تقدم برئاسة الحلبوسي.
حيث قدم المرشح لانتخابات مجالس المحافظات المقبلة جاسم الراوي استقالته من تحالف السيادة بزعامة عادل المحلاوي والتحق بصفوف تقدم.
من جانبها، أعلنت المرشحة شيماء محفوظ رعد، الانسحاب من تحالف الأنبار الموحد والالتحاق بتقدم، إذ أشارت في تدوينه لها، إلى انضمامها إلى تقدم جاء لاستكمال مسيرة البناء والإعمار.
وذكرت في تدوينها: “إنه لمقتضيات المصلحة العامة ونزولاً لرغبة اهلي وجمهوري في قضاء هيت وناحية كبيسة وقضاء الرطبة، الذين اشاروا الي بالانسحاب من تحالف الانبار الموحد والانضمام الى المشروع الوطني العراقي ضمن صفوف حزب تقدم تحت راية وقيادة مهندس البناء والاعمار الرئيس محمد الحلبوسي، لاستكمال مسيرة البناء والاعمار والاستقرار”.
وقبل هؤلاء، كان المحامي المعروف، أنور إبراهيم العلواني، قد أعلن الانضمام أيضاً إلى تحالف تقدم، تقديماً للمصلحة العامة على الخاصة وفق تعبيره، قبل أن يشير في بيانه إلى أن “الانسحاب جاء نزولاً عند رغبة العشيرة والمدينة والمساندين وحفاظاً على المكتسبات السابقة والقادمة ومنها العمل على اقرار قانون العفو وانصاف المغيبين وذويهم والاستقرار الامني الذي تشهده محافظتنا العزيزة”.
هذه الانسحابات، دفعت قيادات “تحالف الأنبار الموحد”، إلى تشكيل تحالف جديد تحت مسمى آخر وهو “تحالف الحسم”، الذي جاء تشكيله لخوض الانتخابات المحلية.
وضمَّ التحالف الوجوه السياسية التي قادت المحافظات الغربية خلال السنوات التي سبقت سقوطها بيد الإرهاب، بينما تم اختيار وزير الدفاع الحالي ثابت العباسي رئيساً للتحالف بحضور بقية أطرافه، وهم جمال الكربولي، وأسامة النجيفي، والمتهم بالفساد والارهاب رافع العيساوي، وقتيبة الجبوري، والمدان سلمان الجميلي، حسب ما تقول تقارير إعلامية.
المصدر: وكالة تقدم الاخبارية
كلمات دلالية: الأنبار الموحد محافظة الأنبار فی الأنبار من تحالف
إقرأ أيضاً:
ماذا يرى البشر قبل الموت؟ .. دراسة علمية تفكك اللغز
أجرى الباحثون مقابلات مع 48 شخصا نجوا من تجارب الاقتراب من الموت (NDEs)، وطلبوا منهم وصف - وحتى رسم - ما رأوه في لحظاتهم الأخيرة.
تكشف نتائجهم، التي نشرت في ورقة تنتظر الآن مراجعة النظراء، عن مجموعة واسعة من التجارب، بدءا من اللقاءات الإلهية إلى الرحلات السريالية والرحلات الأخرى.
وصف بعض المشاركين رؤية الكائنات السماوية أو الشخصيات الدينية، ذكر أحدهم: "كانت هناك سلالم حجرية على اليسار أمامي، وكان يسوع نحو القمة، يرتدي رداء أبيض".
قال آخر: "ظهر الله كنور عظيم في المسافة".
وأبلغ آخرون عن تجارب تحدت أي إطار ديني تقليدي. ادعى أحد الأشخاص أنه رأى "ثقبا أسود"، بينما وصف شخص آخر "مصفوفة" كونية تتكون من "العديد من نقاط الشبكة، وكلها متصلة بأبعاد متعددة".
وصف مشارك آخر ملاكا "أجنحة بيضاء رائعة، والريش مفصل بشكل لا يصدق وطبقات على بعضها البعض"، و"وجه مثل وجه الإله اليوناني".
المؤلف الرئيسي د. قالت فرانس ليرنر من معهد بكين للعلوم والتطبيقات الرياضية لصحيفة ديلي ميل إن المعتقدات الثقافية تلعب دورا حاسما في تشكيل ما يختبره الأشخاص خلال تجربة الموت.
قد يفسر هذا سبب الإبلاغ عن سماع بعض المشاركين "رجال يقرؤون التوراة"، بينما وصف آخرون يسوع أو الكائنات الملائكية.
على الرغم من تنوعها، شاركت العديد من NDEs مواضيع مشتركة - الأنفاق والأضواء الساطعة والسلالم والأحباء، وأحيانا الأنماط الكونية أو الهندسية.
وجد الباحثون أن هذه التجارب تحدث عادة في واحد من أربعة "أنواع مكانية" متميزة، تضمنت الأشكال A رؤية ضيقة تشبه النفق، ربما ترتبط بانخفاض تدفق الدم إلى الدماغ.
حدثت الأشكال B وC في المساحات الإهليلجية أو الشبيهة بالقوس ومن المرجح أن يتم تشغيلها مع فقدان نصف المجال البصري مؤقتا.
حدثت أشكال C5، وهي الأكثر تعقيدا، داخل "حاوية بيضاوية" كاملة بزاوية 360 درجة. عادة ما يتقدم الأشخاص من تجربة على شكل A إلى شكل C5 مع تقدم تجربة NDE، مما دفع الباحثين إلى الاعتقاد بأن لديهم نفس السبب المادي.
الأهم من ذلك، أنها تؤكد أن النتائج لا تشير إلى وجود روح أو وعي قابل للفصل مستقل عن الجسم. بدلا من ذلك، قد تعكس محاولات الدماغ النهائية لفهم المعلومات الحسية الباهتة.
من السلالم السماوية والكائنات الملائكية إلى المصفوفات الكونية والثقوب السوداء، تسلط الدراسة الضوء على الطبيعة الشخصية العميقة - والمتنوعة للغاية - للتجارب القريبة من الموت.
بينما تتعمق الدراسة في صور الرؤى القريبة من الموت، حولت دراسة حديثة أخرى تركيزها إلى ما يحدث بعد عودة الأشخاص.
وجد البحث الذي أجرته جامعة فرجينيا (UVA) أن حوالي 15٪ من المرضى المصابين بأمراض خطيرة يبلغون عن وجود تجربة NDE - التجارب التي قد تشمل إحساسا خارج الجسم، أو لم الشمل مع أحبائهم المتوفين، أو شعور عميق بالسلام.
لفهم كيفية تعامل هؤلاء الأفراد بعد ذلك، استطلع باحثو UVA 167 شخصا خضعوا لمثل هذه الحلقات. تكشف النتائج التي توصلوا إليها، التي نشرت في علم نفس الوعي: النظرية والبحث والممارسة، أن الآثار اللاحقة يمكن أن تغير الحياة مثل التجارب نفسها.
أبلغ ما يقرب من 70٪ من المشاركين عن تغييرات كبيرة في معتقداتهم الروحية أو الدينية، إلى جانب تناقص الخوف من الموت.
لكن التحول غالبا ما يأتي بتكلفة. قال أكثر من 20٪ من المشاركين إنهم واجهوا صراعات في العلاقات أو الطلاق بعد تجربتهم، في حين وصف الكثيرون الشعور بالوحدة والعزلة الدائمة.
وصف أحد المشاركين NDE بأنه "سيف ذو حدين" - وهو حدث عميق جدا بحيث لا يمكن مشاركته، خوفا من سوء فهمه.
قام جيفري لونغ، أخصائي الأورام الإشعاعية في كنتاكي ومؤسس مؤسسة أبحاث تجربة الاقتراب من الموت، بتحليل أكثر من 5000 حالة. أخبر لونغ بيزنس إنسايدر أنه وجد "أدلة ساحقة" على الحياة بعد الموت.
وفقا لونغ، يبلغ 45٪ من الناجين من تجربة تجربة خارج الجسم، وغالبا ما يصفون أنفسهم وهم يطفوون فوق أجسادهم - وأحيانا يؤكدها الشهود لاحقا. ومع ذلك، لا يزال غير متأكد من كيفية حدوثها.
اعترف لونغ: "لم أجد أي تفسير علمي لهذه التجارب"، لكنه لاحظ اتساع التقارير. "لقد قرأت أبحاث الدماغ ونظرت في كل تفسير ممكن ل NDEs."
يوافق دكتور بروس غرايسون، الأستاذ الفخري للطب النفسي في جامعة فرجينيا، على أن تجارب الاقتراب من الموت شائعة بشكل مدهش، وتؤثر على ما بين 10٪ و 20٪ من الأشخاص الذين يقتربون من الموت - حوالي 5٪ من السكان بشكل عام.
المصدر: nypost.