الفساد سرطان ينهش كل مفاصل حياتنا
تاريخ النشر: 27th, October 2025 GMT
27 أكتوبر، 2025
بغداد/المسلة:
وليد الطائي
الفساد لم يعد حالة استثنائية في العراق، ولم يعد حكرًا على الحكومات أو السياسيين كما يحب البعض أن يتصور. الحقيقة المؤلمة أن الفساد تسلل إلى كل مفاصل حياتنا اليومية، حتى أصبح جزءًا من ثقافتنا الاجتماعية، يُمارس أحيانًا بلا خجل وكأنه حق مكتسب.
الفساد اليوم موجود بين الأصدقاء، حين يصبح معيار العلاقات مبنيًا على المصالح الشخصية لا على القيم.
وهنا علينا أن نكون صريحين مع أنفسنا: نحن جميعًا ـ بدرجات متفاوتة ـ شركاء في استمرار هذا الخراب. صمتنا هو مشاركة، وسكوتنا عن الخطأ هو تواطؤ، وتبريرنا للفساد الصغير هو ما أعطى الشرعية للفساد الكبير. من الذي أوصل السياسي الفاسد إلى السلطة؟ من الذي يركض وراء الواسطة؟ من الذي يغض الطرف عن الغشّ لأنه “ابن عمّ” أو “قريب”؟ إننا نحن من صنعنا هذا الوحش بأيدينا، ثم جلسنا نتباكى على نتائجه.
الفساد ليس فقط سرقة المال العام من خزينة الدولة، بل هو ثقافة تبدأ من البيت وتنتهي بالدولة. الفساد حين يدفع الأب لابنه رشوة لينجح، وحين يبرر المثقف الخطأ لأنه من حزبه أو عشيرته، وحين يسكت المواطن عن الظلم لأنه لا يعنيه مباشرة.
إن أخطر ما نواجهه اليوم هو أن الفساد لم يعد يُستَنكَر، بل أصبح سلوكًا طبيعيًا، حتى صرنا نبحث عن الواسطة قبل أن نبحث عن القانون. هذه العقلية هي التي سمحت للفاسدين الكبار أن يتمددوا ويتحكموا بمصير بلد كامل، لأنهم وجدوا مجتمعًا متسامحًا مع الفساد الصغير، وبالتالي عاجزًا عن مواجهة الفساد الكبير.
لا يمكن أن نحلم بعراق نقيّ ونظيف ما لم نبدأ من أنفسنا. مكافحة الفساد لا تبدأ من قصور الحكومة، بل من بيت المواطن، من سلوكنا اليومي، من رفضنا للمحسوبية، من وقوفنا ضد الغشّ والظلم مهما كان بسيطًا.
إذا أردنا حقًا استعادة وطننا، فعلينا أن نعلن ثورة أخلاقية قبل الثورة السياسية، لأن دولة نظيفة تحتاج مجتمعًا نظيفًا، وإلا فإننا سنبقى ندور في الحلقة نفسها، نبدّل الوجوه ونُبقي على الداء.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
علي جبر: بيراميدز بطل الدوري الحقيقي.. وأتمنى انضمام أحمد الشناوي للمنتخب
أكد علي جبر قائد فريق بيراميدز، أن بطولة دوري أبطال إفريقيا في الموسم الحالي ستكون أكثر صعوبة في ظل وجود عدد كبير من الفرق القوية التي تمتلك خبرات كبيرة في البطولات القارية.
وقال جبر خلال مداخلة مع الإعلامي مدحت شلبي في برنامج "يا مساء الأنوار"عبر قناة MBC مصر 2: "بطولة دوري أبطال إفريقيا الموسم الحالي ستكون صعبة جدًا في ظل وجود فرق قوية مثل الأهلي والترجي وغيرهم، لكننا نمتلك فريقًا قويًا وقادرين على المنافسة والاحتفاظ باللقب".
وأضاف مدافع بيراميدز: "أنا أرى أن بيراميدز حقق لقب الدوري المصري الموسم الماضي بعد مجهود كبير، وقدمنا لقاءات قوية، ودوري الموسم الحالي صعب جدًا، لكن هدفنا الفوز في كل مباراة نشارك فيها للحفاظ على مكانتنا".
وتحدث علي جبر عن اختيارات حسام حسن المدير الفني لمنتخب مصر، قائلًا: "اختيارات الكابتن حسام حسن تحترم، وأتمنى له التوفيق في الفترة المقبلة، أنا مازلت لاعبًا ولا يمكن أن أتحدث عن المراكز التي تحتاج لتدعيم، لأن ذلك من اختصاص الجهاز الفني فقط".
وأعرب قائد بيراميدز عن أمنيته بانضمام زميله أحمد الشناوي إلى صفوف المنتخب الوطني، موضحًا: "الشناوي يقدم مستويات قوية منذ فترة طويلة، ويستحق التواجد في المنتخب، مثل عدد كبير من نجوم الفريق الذين يملكون الإمكانيات لذلك".
وحول مستقبله مع بيراميدز، قال جبر: "حتى الآن لا أعلم وكل الاحتمالات متاحة، لكن إن شاء الله أكون مكمل مع الفريق."
واختتم مدافع بيراميدز حديثه بالإشادة بمدربه الكرواتي كرونوسلاف يورتشيتش، مؤكدًا: "أتمنى تتويج مستر يورتشيتش بجائزة أفضل مدرب في إفريقيا، لأنه حقق نجاحات كبيرة، والفريق تعود على انفعالاته في المباريات لأنه بيحب النادي وعاوزنا نكسب دايمًا، ونفس الحماس بيكون ظاهر في التدريبات، لأنه لا يحب الأخطاء سواء في التدريب أو المباريات."