هالة الخيّاط (أبوظبي)

أكد عمران مالك، مدير مجمّع صناعة المركبات الذكية وذاتية القيادة «SAVI» في مكتب أبوظبي للاستثمار، أن إمارة أبوظبي تُرسّخ مكانتها اليوم وجهةً عالميةً رائدة في تقنيات الأنظمة ذاتية الحركة، ليس فقط من خلال التجارب النظرية أو النماذج التجريبية، بل عبر التشغيل التجاري الفعلي لمركبات التنقل الذكي بأنواعها البرية والبحرية والجوية.


وأوضح مالك في حوار مع «الاتحاد»، أن «أسبوع أبوظبي للأنظمة ذاتية الحركة» الذي تنطلق فعالياته من 10 إلى 15 نوفمبر المقبل بتنظيم مجلس الأنظمة الذكية ذاتية الحركة، يمثّل منصة حية تُظهر التطور الذي حققته الإمارة في تحويل المدن الذكية من مفهوم نظري إلى واقع عملي، حيث تُعرض خلاله تقنيات قيد التشغيل الفعلي في أبوظبي، مثل المركبات ذاتية القيادة والطائرات الكهربائية العمودية، مما يؤكد انتقال الإمارة من مرحلة الاختبار إلى التشغيل التجاري المتكامل.
وقال: إن «أبوظبي أصبحت اليوم نموذجاً عالمياً لتسريع تطبيق التقنيات المستقبلية بفضل سياساتها المرنة وبنيتها التحتية المتقدمة، مما جعلها المدينة الأولى في الشرق الأوسط التي تشغّل سيارات أجرة ذاتية القيادة بالكامل على الطرق العامة».

أخبار ذات صلة قمة «بريدج» 2025 في أبوظبي تعلن القائمة الأولية للمتحدثين العالميين مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي يناقش التطوير المؤسسي

وأكد مالك، أن استضافة أبوظبي لهذا الحدث العالمي تعكس نضج منظومتها الاقتصادية والتكنولوجية، وقدرتها على تحويل الابتكار إلى قيمة اقتصادية واقعية. وشدد أن «أبوظبي لا تختبر المستقبل، بل تصنعه اليوم»، مشيراً إلى أن الإمارة أصبحت أول مدينة في الشرق الأوسط تُشغّل سيارات أجرة ذاتية القيادة بالكامل على الطرق العامة، في إنجاز يضعها في مصاف المدن العالمية الرائدة مثل سان فرانسيسكو وبكين. 

ريادة تشغيلية  
وأشار إلى أن أبوظبي تجاوزت مرحلة المشاريع التجريبية نحو التشغيل التجاري واسع النطاق، بفضل تكامل الأطر التنظيمية وسرعة الإجراءات الحكومية. فمنذ إطلاق الشراكة بين «ويرايد» و«أوبر» في ديسمبر 2024، تضاعف حجم أسطول سيارات الأجرة ذاتية القيادة ثلاث مرات خلال أقل من عام، وتوسّعت الخدمة لتشمل جزر ياس والسعديات والريم والمارية. كما أطلقت الإمارة أول لوحة أرقام رسمية للمركبات ذاتية القيادة الخاصة بالتوصيل، بالتعاون مع شركة K2 AutoGo، التي بدأت عملياتها التشغيلية في مدينة مصدر، مما يمثل مرحلة جديدة من التحول الصناعي والتقني في قطاع النقل.
ويُعد مجمّع صناعة المركبات الذكية وذاتية القيادة (SAVI)، أحد الركائز الرئيسة في بناء منظومة التنقل الذكي في الإمارة، إذ يعمل كنقطة التقاء بين الحكومة والمستثمرين وشركات التكنولوجيا العالمية.
وتابع: «نوفّر للشركات بنية تحتية متكاملة وبيئة تشغيلية في قلب المدينة، وليس في مناطق اختبار مغلقة. وهذا ما يجعل أبوظبي وجهة مثالية لتطوير وتشغيل الأنظمة ذاتية الحركة على نطاق تجاري».
وبين أنه ُيتوقع أن يسهم مجمّع SAVI بحلول عام 2045 بنحو 22 مليار درهم في الناتج المحلي الإجمالي، وأن يوفر أكثر من 16 ألف فرصة عمل متخصصة، مع تسهيل تصدير منتجات وخدمات بقيمة 15 مليار درهم سنوياً، مما يعزّز مكانة الإمارة كمركز عالمي لصناعة النقل الذكي.
 وأوضح مدير مجمّع صناعة المركبات الذكية وذاتية القيادة، أن مجال التنقل الجوي يشهد بدوره طفرة نوعية في أبوظبي، حيث تعمل شركات عالمية مثل «إي هانغ» و«مالتي ليفيل جروب» على تطوير وتشغيل خدمات الطيران الكهربائي العمودي (eVTOL)، مع توقع بدء الرحلات التجريبية بين الربع الأخير من عام 2025 والربع الأول من 2026. كما أبرمت شركة «أوتوكرافت» التابعة لـ «كي تو» صفقة تاريخية بقيمة مليار دولار مع شركة «تي كاب تيك» لشراء 350 طائرة كهربائية عمودية من طراز E20، وهو أكبر طلب منفرد لطائرة من هذا النوع على مستوى العالم.
ويشير مالك إلى أن هذه الشراكات تؤكد أن أبوظبي لا تكتفي بجذب التقنيات، بل تساهم فعلياً في تصنيعها وتوطينها ضمن منظومتها الصناعية.
وتابع: أن أسبوع أبوظبي للأنظمة ذاتية الحركة، يؤكد الانتقال من المفهوم إلى التطبيق الواقعي. فمن 10 إلى 15 نوفمبر، سيتمكّن الزوار من تجربة المركبات ذاتية القيادة والطائرات الكهربائية العمودية والقوارب الذكية التي تعمل فعلياً في الإمارة، ضمن فعالية «دريفت إكس» التي تجمع العروض الحية والتجارب الميدانية في بيئة حضرية حقيقية.

أثر اقتصادي واستثماري  
تحوّلت أبوظبي إلى وجهة مفضّلة للشركات العالمية المتخصصة في تقنيات الأنظمة ذاتية الحركة لتأسيس مقراتها الإقليمية، بفضل سياساتها الداعمة للاستثمار والابتكار. ومن الأمثلة البارزة شركة آرتشر للطيران التي نفذت أولى رحلاتها التجريبية لطائرة «ميدنايت» في مطار البطين عام 2025، وشركة إي هانغ التي نفذت أول رحلة مأهولة لطائرة كهربائية عمودية في الشرق الأوسط خلال معرض «دريفت إكس». كما بدأت شركة «كي تو أوتو جو» تشغيل مركباتها ذاتية القيادة الخاصة بالتوصيل في مدينة مصدر.  ويقول مالك: «الميزة الكبرى لأبوظبي هي وضوح الأطر التنظيمية، وسرعة الإجراءات، وإتاحة الملكية الأجنبية الكاملة. هذه العوامل مجتمعة تجعل الإمارة مركزاً مثالياً لتحويل التقنيات من فكرة إلى تطبيق تجاري فعلي».

تمكين الكفاءات  
وأكد مالك أن أبوظبي تُولي أهمية كبيرة لبناء القدرات الوطنية في مجالات الذكاء الاصطناعي. وفي هذا الإطار، تستضيف جامعة خليفة في نوفمبر المقبل بطولة كأس آسيا والمحيط الهادئ للروبوتات (روبوكب)، بمشاركة أكثر من 1900 متسابق من 25 دولة، ضمن فعاليات «أسبوع الأنظمة ذاتية الحركة».
ومن خلال مجمّع SAVI، ترتبط الجامعات مباشرةً بالقطاع الصناعي عبر برامج تدريبية ومبادرات تحويل المشاريع البحثية إلى شركات ناشئة مدعومة بالاستثمار. وفي هذا الإطار، قال مالك: «هدفنا أن يجد المبتكرون  في أبوظبي البيئة المثالية لتطوير أفكارهم وتحويلها إلى منتجات قابلة للتطبيق التجاري». 

رؤية 2040  
ولفت مالك إلى أن أبوظبي تتطلع لأن تكون 25% من رحلات التنقل ذاتية القيادة بحلول 2040، مع خفض الانبعاثات الكربونية بنسبة 15% وتقليل الحوادث 18%. 
وقال: «في هذا المشهد، تبرز أبوظبي كإحدى الوجهات عالمياً القادرة على تشغيل هذه التقنيات على نطاق واسع بفضل سياساتها المرنة وبنيتها التحتية المتكاملة».

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: أبوظبي المركبات ذاتية القيادة التنق ل الذكي مكتب أبوظبي للاستثمار الأنظمة ذاتیة الحرکة ذاتیة القیادة فی أبوظبی أن أبوظبی أبوظبی ت ل الذکی إلى أن

إقرأ أيضاً:

نهاية درامية في أبوظبي.. إصابة تنهي نزال أسبينال وجان في «يو إف سي 321»

 
معتصم عبدالله (أبوظبي)

أخبار ذات صلة الإمارات توفر إغاثة عاجلة لتخفيف «معاناة الشتاء» في غزة نائب رئيس البرلمان التشادي لـ«الاتحاد»: زخم سياسي وإنساني كبير يعكس العلاقات الثنائية مع الإمارات


خيّمت الدراما على ختام أمسية «أسبينال ضد جان» في «الاتحاد أرينا» بأبوظبي، ضمن فعاليات «أسبوع أبوظبي للتحدي»، بعدما انتهى النزال الرئيسي على لقب الوزن الثقيل بـ «لا نتيجة»، إثر إصابة عرضية في العين.
بدأ الفرنسي سيريل جان بقوة، مستفيداً من دقته في «اللكمات» التي تسببت في نزف «أنف» للبريطاني توم أسبينال، قبل أن تتوقف المواجهة في الدقيقة 4:35 من الجولة الأولى، بسبب حادث غير مقصود أدى إلى إنهاء النزال مبكراً.
ورغم خيبة الأمل، احتفظ أسبينال بلقبه العالمي، في ليلة أكدت مجدداً أن أبوظبي تواصل ترسيخ مكانتها عاصمة عالمية للفنون القتالية المختلطة، ومركزاً لأقوى نزالات «يو إف سي» حول العالم.
 

مقالات مشابهة

  • القيادة التي لا تسمع.. لا تتعلّم!
  • ACT تنظم منتدى Smart Hospitality Forum لمناقشة مستقبل الضيافة الذكية
  • نهاية درامية في أبوظبي.. إصابة تنهي نزال أسبينال وجان في «يو إف سي 321»
  • تفاصيل خدمة “الواتساب الذكي” التي اطلقتها القنصلية المصرية في نيويورك لتسهيل حصول الجالية على الخدمات
  • بالصور.. وفد غرفة جازان يزور شركة قوانغتشو يونكو للمعدات الذكية في الصين ويبحث توطين التصنيع الذكي في المملكة
  • لندن تستعد لإطلاق سيارات الأجرة ذاتية القيادة قريبا
  • رسائل الخطيب ترسم مستقبل النادي الأهلي
  • أبوظبي تستضيف «نزال العمالقة» في «يو إف سي 321»
  • 96 خيلاً ترسم غداً اللوحة الأولى على مضمار أبوظبي للسباق