د. عصام محمد عبد القادر يكتب: فقه المشاعر
تاريخ النشر: 27th, October 2025 GMT
إذا ما أردنا أن نمتلك ما يشعرنا بالسعادة، ويدفعنا إلى أمل الحياة، والرغبة في الإنتاج، وبث الطمأنينة في النفس وفيمن حولنا؛ فعلينا أن نبحث عن مقومات تعزيز المشاعر في صورتها الإيجابية؛ حينئذ نتذوق طعم الفرح والحب والرضا، ونربو فوق الصعوبات والتحديات؛ فلا تؤثر في وجداننا، بل، نزداد قوة ومثابرة ومقدرة على التحمل، وتصبح ضغوط الحياة في كليتها في حيز التكيف، بما لا يؤثر على السلوك القويم، ويسهم في تعظيم ما لدينا من طاقات بناءة تخلق لنا فرصًا؛ لتحقيق ماهية الصحة العامة، التي لا تنفك عن صحة النفس والبدن، وهنا ينال الإنسان المناعة التي تقيه توغل الأمراض بكل صورها.
عمق تفهم ما يجوش في نفوسنا، وما تموج به أطياف عواطفنا، يمكننا من أن نعي ماهية فقه مشاعرنا؛ فيصبح لدينا مقدرة على الاتزان، وضبط النفس، والتحلي بالتؤدة، وتحويل سلبيات الشعور إلى إيجابيات في الوقت ذاته؛ فعندما ينتابنا الخوف؛ حينئذ نعمل على إزالة مسبباته، بمشرب من كأس الثقة بالنفس، وعندما يتملكنا الغضب؛ فإن العمل وبذل الطاقة في المسار القويم سبيل للخروج من حالة الكبت إلى واحة العطاء، عبر سيطرة تحكمها أطر أخلاقية تنسجم معها الروح؛ فلا يستنزف الوجدان، ولا يصاب البنيان بضعف الإنتاج.
الحديث بأن جودة الحياة تنطلق من ذات الإنسان، لا من الحيز الذي يحيط به، صحيح في كليته؛ لأن مشاعرنا تعد الموجه الرئيس للسعادة أو التعاسة، وهذا يعني أن الطمأنينة والرضا من أعمدة جودة الحياة لدينا، وأن اعتبارية الماديات أو ما نتملكه من مقدرات بمختلف صورها، يصعب أن تحقق معنى الجودة في سياقها المتكامل؛ ومن ثم تتناغم الأبعاد النفسية؛ فيبدو الانفعال العاطفي ما بين فرح، وحزن، وخوف، وغضب، لا يضير بصاحبه، ولا بالآخرين، وتتعالى أطر التفكير وعملياته، ليصبح الفرد قادرًا على صناعة واتخاذ القرار القويم، ويتعامل الإنسان منا مع رغباته وحاجاته بصورة منضبطة، تحقق التوازن على المستويين الداخلي والخارجي، ويحرص على تواصله بالآخرين بغض النظر عن المسافات والحوائل، ويتمسك بمنظومة القيم التي تعزز لديه معتقده، وتحقق في خبايا نفسه سكينة وطمأنينة.
قاعدة التوازن لا تنفصل عن جودة الحياة، التي نسعى إلى تحقيقها على الدوام، وهذا يؤكد لنا أن محاولة الهروب من المشاعر السلبية ضرب من المستحيل؛ لكونها متوافرة بين جنبات النفس؛ لكن الأجدى أن نعمل بحكمة على استيعابها، وحمل رسائلها في إطار من التريث والتوازن، ومحاولة استرداد القوى التي تدعم التفكير الإيجابي، الذي يعد مخلصًا لنوازع الألم، وهنا نتوقع أن تتغذى المشاعر الإيجابية على نظيرتها السلبية؛ فيحدث التحول الحميد؛ إذ نشعر بالامتنان والرضا، عندما نصاب بنوازل الدهر، أو نعطب في أبداننا، ونحاول بكل ثقة تجاوز أزمة الفشل، وطرق أبواب النجاح؛ حتى نحقق الفلاح بمزيد من الصبر وبذل الجهد، الذي يقوم على تفكير علمي، ينبثق من معرفة ومطالعة لخبرات الآخرين، وفي ضوء ذلك نستطيع أن نتحرر من أغلال السلبية؛ لنصل إلى واحة الإيجابية.
ينبغي أن ندرك ما نشعر به؛ كي نتعامل معه بطريقة صحيحة، ولا نحاول الهرب فيصيبنا الفزع، أو الوجل، أو الخوف؛ لذا لا بد من محاولات التهدئة، التي تبعث فينا أملًا في المقدرة على الوصال، ولا نحاول أن نبدى ردَّ فعل غير محسوب، بل، نسعى إلى استكمال رؤيتنا المنقوصة للأمور؛ حينئذ نرصد جوانب القصور، ونحدد نقاط الإخفاق، ونعيد تفسيراتنا واستنتاجاتنا التي تسرعنا فيها، وهذا في حد ذاته بداية لتصويب المسار؛ حيث نقطة الشعور بالرضا؛ فتتهاوى حينها السلبيات، ويزول التوتر، ودواعي القلق، والضغوط، ونصل إلى حالة الإيجابية، التي تعد بالنسبة لكثير منا مصدرًا لا ينضب للإلهام.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: السعادة أمل الحياة الطمأنينة
إقرأ أيضاً:
محمد صبحي: الحياة أصعب بكتير من واجب الحساب
وجه الفنان محمد صبحي رسالة لجمهوره ومتابعيه عبر صفحته الشخصية بموقع «فيسبوك»، مؤكدًا أن الحياة وأحداثها المختلفة أصبحت صعبة، وذلك بعد أيام قليلة من منحه العضوية الفخرية لاتحاد المبدعين العرب.
محمد صبحي: الحياة أصعب بكتير من واجب الحسابوكتب محمد صبحي عبر صفحته بـ«فيسبوك»: «كنا بنقول امتى نخلص من المدرسة، وواجب الحساب، لكن طلعت الحياة أصعب بكتير من واجب الحساب!».
وتفاعل جمهور محمد صبحي مع منشوره، حيث كتب أحدهم: «الدنيا هي الامتحان الحقيقي، لكن مع الصبر والاجتهاد، يمكننا اجتيازها بنجاح»، فيما كتب آخر: «ياليتها دامت المدارس والفسحة والدروس بس سنة الحياة».
محمد صبحي يوجه الشكر لاتحاد المبدعين العربوجه الفنان محمد صبحي رسالة شكر وامتنان لاتحاد المبدعين العرب برئاسة الدكتور أحمد نور، وذلك بعد منحه العضوية الفخرية للاتحاد وتبعية الأمم المتحدة ليكون لسان الثقافة العربية في المحافل الدولية.
وكتب محمد صبحي عبر صفحته الرسمية بموقع «فيسبوك»: «اتحاد المبدعين العرب يمنح الفنان محمد صبحي العضوية الفخرية لاتحاد المبدعين وتبعية الأمم المتحدة ليكون لسان الثقافة العربية في المحافل الدولية، كما سيتم تكريمه يوم 20 نوفمبر بمسرحه بمدينة سنبل لمنحه وسام التفرد في الإبداع الثقافي تقديراً لمسيرته الفنية».
ووجه محمد صبحي الشكر لاتحاد المبدعين العرب، قائلًا: «كل الشكر والاحترام والتقدير للدكتور أحمد نور رئيس اتحاد المبدعين العرب والإعلاميين.. أشكركم علي هذة الثقة الغالية».
آخر أعمال محمد صبحيوكان آخر أعمال محمد صبحي المسرحية الغنائية الاستعراضية «فارس يكشف المستور»، بمشاركة وفاء صادق، كمال عطية، رحاب حسين، انجيلكا أيمن، ليلي فوزي، داليدا، مصطفي يوسف، محمد شوقي، لمياء عرابي، داليا نبيل، مايكل ويليام، محمود أبوهيبة ومن تأليفه وإخراجه.
اقرأ أيضاً«الاجرأ».. محمد صبحي يعود للمسرح بـ «فارس يكشف المستور»
محمد صبحي يحيي ذكرى نصر أكتوبر بمشهد من «أبناء الصمت»