ما بعد الحرب| «القنابل الموقوتة» خطر يهدد غزة.. «واشنطن بوست»: الذخائر غير المنفجرة ستجعل أجزاء من القطاع غير صالحة للسكن
تاريخ النشر: 9th, December 2023 GMT
أدى القصف الإسرائيلى لقطاع غزة إلى تحويل أحياء بأكملها إلى غبار، ومع استمرار القتال والضربات الجوية المكثفة على جنوب غزة بعد توقف دام أسبوعًا قد يعني أن المزيد من الأراضي قد تواجه نفس المصير.
مع معاناة سكان غزة من تداعيات الحرب المدمرة التى تشنها إسرائيل على القطاع المحاصر منذ أسابيع، حذر تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية من خطر قد يجعل الحياة هناك مستحيلة لفترة طويلة، حتى بعد انتهاء الحرب.
وذكرت «صحيفة واشنطن بوست» فى تقرير لها أنه قد يكون السكن فى أجزاء من غزة ما بعد الحرب خطيرًا لفترة طويلة، ناهيك عن إعادة بنائها بسبب القنابل غير المتفجرة.
ونقلت الصحيفة عن الخبير، تشارلز بيرش، بير إزالة المتفجرات فى دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام، قوله "زيادة عن التلوث الذى ستخلفه الحرب، ستكون هناك مئات إن لم يكن الآلاف من الذخائر غير المنفجرة".
وحتى فى أوقات الهدوء النسبى فى غزة، فإن القنابل المتبقية من جولات القتال السابقة تقتل وتشوه أشخاصا بانتظام، لكن الأزمة الآن أصبحت أسوأ بشكل كبير.
وأضاف بيرش أنه بشكل عام فإن واحدة من كل ١٠ ذخائر مستخدمة فى الحروب لا تنفجر، رغم أن الرقم يختلف بشكل كبير حسب نوع السلاح، ويتأثر بعوامل تشمل طول وظروف التخزين والطقس والهدف.
وأشار بيرش إلى أن الأمر قد يستغرق ما يصل إلى ٣٠ مقاولا للحفر فى الأنقاض لأكثر من شهر للعثور على قنبلة واحدة وتفكيكها فى غزة، بتكلفة تصل إلى ٤٠ ألف دولار لكل قنبلة لدائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام.
وقدر بيرش أن "الأمر سيكلف عشرات الملايين من الدولارات وسيستغرق سنوات، لجعل المنطقة بأكملها آمنة".
من ناحيته؛ قال بريان كاستنر، خبير الأسلحة فى منظمة العفو الدولية الذى عمل فى مجال التخلص من الذخائر فى القوات الجوية الأمريكية، إنه تم العثور على خردة فى غزة من صواريخ “جدام” التى تصنعها شركة بوينج، وهى اختصار لذخائر الهجوم المباشر المشترك. وقال إن أنظمة التوجيه هذه غالبا ما تكون متصلة بقنابل تزن ١٠٠٠ أو ٢٠٠٠ رطل مثل مارك ٨٤.
وأشار إلى أن "العديد من الأسلحة التى يعتقد أنها استخدمت فى غزة مصممة بشكل يجعلها لا تنفجر عند ملامستها، ولكن فيها فتيل مؤجّل يسمح لها بالانفجار تحت الأرض أو داخل المباني"، مضيفةً أنه "قد يكون من الصعب تحديد موقع هذه الذخائر إذا فشلت".
وقالت سايمون إلمونت، خبير إزالة الألغام، قوله إن مدينة غزة ستكون "غير صالحة للسكن إلى حد كبير".
ولم تنشر إسرائيل أرقاما دقيقة بشأن الذخائر التى استخدمتها فى الحرب الدائرة منذ ٧ أكتوبر الماضي، لكن فى بداية نوفمبر الماضي قال وزير الدفاع يوآف جالانت إن إسرائيل أسقطت ١٠ آلاف قنبلة على مدينة غزة وحدها.
وبحسب وزارة الصحة فى غزة، شرد العدوان الإسرائيلى ما يقدر بنحو ٨٠٪ من سكانها إلى جانب ٣٪ استشهدوا أو أصيبوا، وكانت غالبية الضحايا من النساء والأطفال، فى حصيلة شهداء تخطت الـ١٦ ألفا، كما تم تسوية المبانى بالأرض أو جعلها غير سليمة من الناحية الهيكلية، وتم تدمير البنية التحتية، بما فى ذلك المياه والصرف الصحي.
ولفتت الصحيفة، فى تقريرها، إلى أن العديد من الأسلحة التى يقول المحللون إنها استخدمت فى غزة، بما فى ذلك الفسفور الأبيض الحارق، يمكن أن تتسرب إلى إمدادات المياه، فى الوقت الذى يبقى فيه السؤال عمن سيكون لديه السلطة أو الموارد لإعادة بناء القطاع المدمر دون إجابة.
يشار إلى أن العديد من المنظمات الحقوقية أكدت أكثر من مرة، أن الاحتلال الإسرائيلى يستخدم أسلحة وقذائف محرّمة دوليًا، فى عدوانه المتواصل على قطاع غزة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: غزة إسرائيل القصف الاسرائيلي فى غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
بسبب المجاعة.. آثار "مدمرة ودائمة" تنتظر أطفال غزة
حذر خبراء تغذية من أن المجاعة التي يعيشها سكان غزة، وخاصة الأطفال، منذ بداية الحرب، قد تصيبهم بعاهات مستديمة، وصدمات نفسية، وأمراض خطيرة تؤثر على نمو أدمغتهم وأجسادهم.
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، الأحد، أنه في ظل الحصار الإسرائيلي شبه الكامل، يواجه أكثر من مليوني شخص في غزة، من بينهم نحو مليون طفل، جوعا شديدا ومتفاقما.
ووفقا للأمم المتحدة، فإن نحو واحد من كل ثلاثة أشخاص يمضي عدة أيام دون طعام، بينما تشير تقارير المستشفيات القليلة المتبقية في غزة إلى تزايد أعداد الوفيات الناتجة عن سوء التغذية والمجاعة.
وتظهر الصور ومقاطع الفيديو الواردة من القطاع أطفالًا هزيلين، وقد التصقت جلودهم بعظامهم وانتفخت بطونهم، من شدة الجوع والعطش.
وحذّرت منظمة الصحة العالمية، الأحد، من أن سوء التغذية في قطاع غزة بلغ "مستويات تنذر بالخطر"، مشيرة إلى أن "الحظر المتعمد" للمساعدات أودى بحياة كثر وكان من الممكن تفاديه.
آثار "مدمرة" ودائمة
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن الجوع المتفشي في غزة تظهر آثاره المدمرة على جسم الإنسان، خاصة الأطفال، وكلما كان الشخص أصغر سنا كانت الأضرار أشد.
رغم أن سكان غزة عانوا من الجوع طوال الحرب، إلا أن الأوضاع أصبحت كارثية منذ مارس عندما أنهت إسرائيل هدنة الأسابيع الستة، وعادت لفرض الحصار.
وأشارت الصحيفة إلى أن العديد من الأشخاص ينتقدون "مؤسسة غزة الإنسانية"، قائلين إنها تجبر الفلسطينيين على المخاطرة بحياتهم للحصول على المعونات.
الأطفال، أكبر المتضررين
وفقا لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف"، فإن حوالي 80 بالمئة من ضحايا الجوع، منذ بداية الحرب، هم الأطفال.
قال مسؤول في "أطباء بلا حدود" في بيان الخميس إن 5000 طفل عولجوا من سوء التغذية خلال أسبوعين فقط في يوليو.
وبحسب وكالة رويترز، قد تنفد الأدوية المخصصة لعلاج الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد في غزة، بحلول منتصف أغسطس.
ويقول الأطباء وخبراء تغذية إن الأطفال الناجين من سوء التغذية ونقصها، إلى جانب القصف المستمر، والأمراض المعدية، والصدمات النفسية التي عانوا منها في قطاع غزة، سيواجهون غالبا مشاكل صحية مدى الحياة.
فالمجاعة قد تحرمهم من القدرة على النمو الكامل عقليا وجسديا، وسيكون الكثير منهم أقصر قامة وأضعف بنية، وفقا الأطباء.
وقال الطبيب ذو الفقار بوتا، رئيس قسم صحة الطفل العالمية في مستشفى الأطفال في تورنتو: "بأبسط تعبير، عندما يتوقف النمو والتغذية، يتوقف الدماغ عن النمو".
المواليد الجدد.. خطر مضاعف
أوردت "واشنطن بوست" أن الأطفال الرضع، الذين ينجون من الحرب، سيواجهون مخاطر شديدة مرتبطة بسوء التغذية.
وقالت إن إعلان إسرائيل بأنها ستسمح للدول بإسقاط المساعدات جوّا في غزة، غير كاف لسد الحاجة، موضحة أن كل طائرة تحمل كمية أقل من تلك التي تنقلها شاحنة واحدة عبر المعبر، محذرة من أن الإسقاط الجوي للمساعدات ينطوي على مخاطر على المدنيين الموجودين في الأرض.
"مجزرة بالعرض البطيئ"
وأشار المصدر نفسه إلى أن تفشي المجاعة بين الغزيين قد يؤدي إلى الانهيار الاجتماعي، إذ سيضطر الآباء إلى اتخاذ قرارات مؤلمة بشأن من سيطعمون، وماذا سيبيعون للبقاء على قيد الحياة.
وقال أليكس دي وال، المدير التنفيذي لمؤسسة السلام العالمي في جامعة تافتس ومؤلف كتاب "المجاعة الجماعية: تاريخ ومستقبل المجاعة"، إن مظاهر المجاعة لن تتوقف، حتى ولو انتهت الحرب في القطاع.
وأضاف: "المجاعة في الحروب مثل المجزرة بالعرض البطيئ".