تحميهم من الانحراف.. علي جمعة يوجه نصيحة مهمة للشباب
تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT
نصح الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، الشباب نصيحة مهمة تفيدهم في حياتهم، وتساعدهم على التقرب إلى الله وعدم الانحراف في الحياة.
وكتب علي جمعة، في منشور على فيس بوك: سألني بعض الأفاضل عن : أن الشباب يجلس إلى الإنترنت فإذا به بين اكتئابٍ مما يرى فيه، ما يدفعه إلى إغلاقه إن كان شابًا قد قرأ القرآن واشتغل بالأذكار والتزم بالصلوات ؛ فيفر من هذا الهُراء وذلك اللغو بخيره وشره وتأتيه حالة من حب الاعتزال عن هذا الكون، وبين شابٍ آخر يضيع في متاهات ما يرى وتأخذه أمواج الفتن فلا يعرف رأسه من رجليه ولا يعرف حياته من آخرته، وبين شابٍ ثالث يتحير مذبذب لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، وبين شابٍ رابع وخامس .
وقال علي جمعة، إن المسلم يعيش كل العصور، والإسلام دين وهو دين خاتم وكلمة ربنا فيه هي الكلمة الأخيرة خاطبت العالمين، ولم يأمرنا ربنا ولا رسوله أن نعتزل هذا العالم ولا أن نوليه ظهورنا ؛ بل أمرنا أن نواجهه وأن نتعامل معه لا أن نفر منه.
وتابع جمعة: ينبغي على الشاب وهو جالس أمام هذا البلاء وهذه النافذة التي جمعت الخبيث والطيب وجمعت الخير والشر يرى منها العالم ينبغي عليه أن يضع أمامه ثلاث قواعد:
- القاعدة الأولى: "معرفة الله سبحانه وتعالى" وأن تحول هذه المعرفة إلى معيارٍ للقبول والرد، وأن نفهمه فهمًا عميقًا مستنيرا نستطيع به أن نختار وأن نَميز الخبيث من الطيب ، فكيف نبني هذا المقياس؟ وكيف نُفَعِّلُ هذا المعيار؟.
وتابع: أن تعرف ربك بما أثبت لنفسه من صفات ،تعلم واكتب أمامك في ورقة تحولها إلى لوحة تتأمل فيها وتعيش من خلالها ، وتنظر إلى الدنيا وكأنها نظّارة تنظر من خلالها للعالم والعالمين ؛ قوله تعالى {إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} سمعناها كثيرًا لكننا ينبغي أن نتيقن منها وأن نعتقدها اعتقادًا جازمًا مؤثرًا في أفعالنا وفي سلوكنا، وعندما نقبل ونرضى أو نرفض ونأبى ؛ فإنه ينبغي علينا أن نرضى وأن نأبى من خلال معرفتنا اليقينية وعقيدتنا الصافية الواضحة أن الله على كل شيء قدير.
- القاعدة الثانية: أن تعلم مهمتك أيها الإنسان في الكون {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} فأنت مكلف وأنت داعية إلى الخير.
- القاعدة الثالثة: عدم الانبهار .. يرشدنا ربنا سبحانه وتعالى ألا نغتر وألا نعجب وألا ننبهر بالشر {لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ } أُمرنا ألا نغتر بالشر {قُلْ لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ} ، والإنسان طبع وجُبل على حب الكثرة {قُلْ لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ} وقلت هذا جميل .. فلا تسارع في الشر .. اسمع نفسك وابحث هل هذا مما يرضي الله؟ هل هذا يساعد على عبادة الله وعمارة الأرض؟ إذا كان كذلك سر فيه .. إذا كان لا يساعد على عبادة الله ولا عمارة الأرض توقف وابحث ماذا يأمرنا ربنا فيه، فنكون بذلك ننظر إلى ما أمامنا بعين ناقدة تعلم الخير والشر، ولا نكون مع كل ناعقٍ ومنافق ؛ بل إننا نعرف كيف نؤمن بالله ونعرف واجبنا في هذه الحياة الدنيا ونعرف كيف نميز الخبيث من الطيب.
واستشهد بقول الله تعالى {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} فالكثرة لا تجعلنا ننبهر بل تجعلنا نعلم أن الحق حق ولو لم يتبعه أحد، والنبي يقول : (ويأتي النبي يوم القيامة ومعه الاثنان، ويأتي النبي يوم القيامة ومعه الواحد، ويأتي النبي يوم القيامة وليس معه أحد).
وقال علي جمعة: أيها الشاب اعرف ربك، واعرف شرعك، ولا تنبهر .. إن فعل هذا فَقَدْ تَعَلَّمَ السباحةَ فألقه في أي بحرٍ كان فإنه سينجو ؛ لأنه تعلم السباحة في هذه البحار المتلاطمة الأمواج التي بدايتها ظلام ونهايتها ظلام وأوسطها ظلام ، إلا أننا قد كُلّفنا بأن نواجه الناس وأن نعلم الواقع وأن نعيش عصرنا ، والنبي صلى الله عليه وسلم في حديثٍ طويل يتكلم عن صفات المؤمن فيقول (أن يكون مدركًا لشأنه عالمًا بزمانه). فقد خلق الله العصر الذي نحن فيه وخلقنا فيه ؛ فأمرنا أن نقوم بواجبنا وبواجب الوقت الذي خُلقنا فيه ، فلنتدبر كتاب ربنا وسنة نبينا وكلام سلفنا الصالح الذين أحبوا الله ورسوله وطبقوا شرعه في حياتنا الدنيا، ولنأخذ من ذلك كله ما نستطيع به أن نسير في حياتنا أقوياء أعزاء ، ندعو إلى الخير ونأمر بالمعروف وننهى عن المنكر ونؤمن بالله.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: علي جمعة العلماء الأزهر نصيحة الشباب علی جمعة
إقرأ أيضاً:
ربنا اللي بيحاسب.. أسامة قابيل: لا يجوز الشماتة في موت الفنانين
قال الدكتور أسامة قابيل، من علماء الأزهر الشريف، إن التسرع في إصدار الأحكام على الناس بعد وفاتهم، لا سيما المشاهير أو الفنانين، هو اعتداء على اختصاص إلهي خالص، مشيرًا إلى أن الشماتة في الموت من أشد مظاهر قسوة القلوب.
وأضاف العالم الأزهري، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الاثنين: "الناس اللي بتقول مات فلان وكان بيغني، أو ربنا هيحزبه علشان كان بيعمل كذا، أنا بقول لهم: اسكتوا، دي مش وظيفتكم. ربنا سبحانه وتعالى هو الحَكَم وهو اللي بيحاسب، وإحنا مأمورين بالدعاء للميت، مش التشفي فيه".
وتابع الدكتور أسامة قابيل "شوفت الناس الأسبوع ده بتتكلم عن فنان توفاه الله، وكل واحد بيحكم عليه كأنه ربنا.. يا جماعة، ده مات! بدل ما تدعوا له، بتشمتوا فيه؟ ده الشماتة في الموت من أسوأ أنواع الشماتة. سيدنا النبي ﷺ كان يدعي: اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك".
وأكد الدكتور أسامة قابيل "اللي بيشمت النهاردة، ممكن يكون هو على نفس السرير بكرة.د، دي دنيا دوارة.. خليك مشغول بنفسك، وافتكر حديث النبي ﷺ: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت)".
حكم الشماتة في الموتوكانت دار الإفتاء نوهت بأن الشماتة في الموت ليست خلقًا إنسانيًا ولا دينيًا، فكما مات غيره سيموت هو، مسائلًا: وهل يسر الإنسان إذا قيل له: إن فلانا يسعده أن تموت؟!.
واستندت الإفتاء في توضيحها حكم الشماتة في الموت أن النبي- صلى الله عليه وسلم – قال: «لا تظهر الشماتة بأخيك فيعافيه الله ويبتليك»، رواه الترمذى وحسَّنه.
الشماتة في الموتواستكملت أن الله – تعالى- قال عندما شمت الكافرون بالمسلمين فى غزوة أحد: {إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس}، [سورة آل عمران : الآية 140].
وأكدت دار الإفتاء أن الشماتة و التشفِّيَ في المُصاب الذي يصيب الإنسان أيا كان مخالف للأخلاق النبوية الشريفة والفطرة الإنسانية السليمة.