أطياف
صباح محمد الحسن
عرض حال!!
حاولت الخارجية السودانية التنصل عن بعض النقاط التي وردت في بيان الإيغاد الختامي للقمة، وقالت إن البيان تضمن نقاطا لم يتم التوافق عليها وأهمل بعض الملاحظات التي دفع بها الوفد الأمر الذي جعلها تعتبر ذلك مخالفة صريحة لما يحتمه النظام الأساسي وان السودان لا يعتبر هذا البيان يمثل ما خرجت به القمة، وأنه غير معنى به حتى تقوم الايغاد بتصحيحه
وابرز النقاط التي رفضتها الخارجية الإشارة إلى مشاركة ممثل دولة الإمارات وعقد البرهان مشاورات مع وفد الدعم السريع وقبول البرهان لقاء محمد حمدان دقلو
ولكن هل وزارة الخارجية قبل صياغة بيان الإعتراض فكرت مليا في أن الإيغاد ربما تكون خرجت بما تراه صحيحا لطالما حصلت على التزام وموافقة من قائد الجيش ورئيس البلاد، وأنها ربما أهملت عن قصد ملاحظات وزارة الخارجية وتعمدت إسقاطها وحرصت على صياغة البيان بالرغم من علمها بملاحظات الوفد المرافق للبرهان!!
الأمر الذي قد يجعلها (غير مضطرة) للأخذ بملاحظات وفد تعلم أنه يمثل واجهة كيزانية كانت ومازالت تسلب القرار العسكري
هذا ومعه أن بيان الخارجية تضمن عدد من النقاط قد تجعل التصحيح والإعتذار من قبل الايغاد غير وارد
أولها أن بيان الإعتراض تضمن نقاط لا قيمة لها ولا وزن حولت البيان لعرض حال بائس
فماذا يضير الوفد إن تحدث رئيس القمة مع قائد الدعم السريع، ألا يعني قبول التفاوض والجلوس للحل الجمع بين طرفي الصراع!!، فالقمة في الأساس أعدت مسرحها للتلاقي وتقريب وجهات النظر لأن التناحر والفرقة والشتات مكانها أرض المعركة وليس قاعات الحوار
ثانيا: حضور ممثل الإمارات للقمة وتقديم البيان الشكر له، هذا أمر يعني كل الاعضاء عدا السودان فهل تتخلى جميع الدول عن شكره لجبر خاطر السودان وخارجيته
ثالثا: لماذا شككت الخارجية في نوايا الإيغاد ولم تشكك في نوايا البرهان فالقمة قالت إن موضوعها هو حث طرفي النزاع للعودة إلى طاولة التفاوض ومعلوم إن الطرفين هما الجيش والدعم السريع وقبل قائد الجيش الذهاب والمشاركة وله الحق أن يقرر ما يشاء وما يراه مناسبا لطالما انه من يخوض حربا مع الدعم السريع فإن كان هناك اعتراض على البيان فيجب أن يقدم لقائد الجيش لأنه هو من وعد ومن التزم
والأهم من ذلك أن الايغاد لطالما انها فتحت أبوابها للحل فهي قطعا تضع وزارة الخارجية السودانية في خانة المعرقلين الذين سيعملون بما في وسعهم لإفساد الحل وترى أن ملاحظات وفدها تمثل وجهة نظر فلول النظام البائد وليس الجيش فهي تعلم أن سرقة لسان الجيش والحديث باسمه هي هواية مفضلة لعلي الصادق ووزارته، وان هذه الملاحظات هي ليست سبب الاعتراض على البيان وعدم الاعتراف به لكن الفلول تريد فقط هدم ما جاء في الاتفاق لوقف عملية السلام!!
فماذا قال البرهان هناك، وبماذا التزم وتعهد، هذا ما يزعج الفلول
فالخارجية التي تمارس لطم الخدود الآن، تعلم أن البرهان قبر أحلامها بالتزاماته أمام القمة ووضع (شاهدين) على قبر أمنياتها وعاد إلى أرض الوطن مسلوب القوة والإرادة امام دول أفريقية تخلت عنه بالإجماع وكشفت له عن موقفها الواضح الداعم لكل ما يجري في منبر جدة ودعوتها للقاء عاجل بينه وبين حميدتي ينتهي بالتوقيع على وقف إطلاق النار، وإن لم يحدث ذلك فلا حماية أفريقية للسودان من تيار التدخل الدولي الذي لن يتخطى البوابة الأفريقية.
#لا_للحرب
أسبوعان فقط منحتها الإيغاد لطرفي الصراع اما الذهاب للتوقيع وإما التدخل ويبدو أن الخارجية السودانية تعمل جاهدة ليتحقق الخيار الأخير.
الجريدة
الوسومأطياف الإمارات الإيغاد البرهان الجيش الدعم السريع السودان جدة صباح محمد الحسن علي الصادق وزارة الخارجيةالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: أطياف الإمارات الإيغاد البرهان الجيش الدعم السريع السودان جدة علي الصادق وزارة الخارجية وزارة الخارجیة الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
أعلن انتهاء المعركة ضد الجيش.. هل يتجه الدعم السريع لتأسيس دولة جديدة؟
الخرطوم- فاجأ رئيس المجلس الاستشاري لقوات الدعم السريع، حذيفة أبو نوبة، الأوساط السودانية، بإعلانه انتهاء المعركة العسكرية بشكلها التقليدي ضد الجيش السوداني والانتقال إلى مرحلة جديدة تهدف إلى تأسيس "الدولة السودانية الجديدة".
وأكد قادة عسكريون تحدثوا للجزيرة نت، أن إعلان أبو نوبة نهاية الحرب في يوم اكتمال سيطرة الجيش السوداني على كامل ولاية الخرطوم، أمس الأربعاء، يهدف لتشتيت الانتباه وصرف النظر عن هزائم "المليشيا" المتلاحقة.
لكن عمران عبد الله، مستشار قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي" قال للجزيرة نت، إن القصد من حديث أبو نوبة هو أن الحرب انتهت بانتصار قوات الدعم السريع وتقدمها بكل الميادين.
لا تراجعوقال عمران إن "مضمون حديث أبو نوبة يظهر أن معركتنا الآن هي معركة وعي وبناء دولة حديثة على غرار الدول المتقدمة، مبنية على المساواة ويكون التفاضل فيها للوظائف بناء على الكفاءة وليس بالجنس أو اللون كما كان يحدث في السابق".
وأشار إلى ما وصفه بالتفاف عدد كبير من الشعب السوداني حول قوات الدعم السريع، وقال إن تحالف قوى سياسية وعسكرية على رأسها الحركة الشعبية بقيادة عبد العزيز الحلو وكل الحركات النضالية الأخرى معهم، يُعد انتصارا لإرادة الشعب، وتحقق حلمه في بناء دولة مدنية ديمقراطية تسع الجميع.
إعلانوأكد عمران أن إعلان أبو نوبة انتهاء المعركة العسكرية بشكلها التقليدي ضد الجيش والانتقال إلى مرحلة جديدة لا يعني -مطلقا- أن هناك تقهقرا لقوات الدعم السريع.
وأثار إعلان أبو نوبة ردود فعل وقراءات متباينة لدلالتها في هذا التوقيت، حيث اعتبرها البعض مؤشرا على أبعاد سياسية وعسكرية خطيرة.
وقال الخبير العسكري والإستراتيجي العميد جمال الشهيد للجزيرة نت، إن الحديث عن انتهاء المعركة التقليدية يوحي ضمنيا بأن قوات الدعم السريع وصلت إلى قناعة بأنها لم تعد تراهن على الحسم العسكري المباشر.
ولم يستبعد أن يكون هذا مؤشرا على تغيير في الإستراتيجية نحو حرب استنزاف طويلة الأمد، تعتمد على السيطرة الإدارية، والتشبيك السياسي، وزعزعة استقرار العمق العسكري للجيش عبر ضربات غير تقليدية، مثلما حدث في بورتسودان ومروي وعطبرة وكوستي.
وأفاد أن هذا التحوّل يأتي في ظل ضغط عسكري متزايد يتعرض له الدعم السريع بمناطق متعددة، منها دارفور وشمال كردفان، مع تنامي قدرة الجيش على استعادة زمام المبادرة في بعض المحاور الحيوية.
وأوضح العميد الشهيد أن الأخطر في تصريح أبو نوبة، أنه يُمثِّل تحولا من خطاب "المظلومية وإعادة الديمقراطية" إلى إعلان مشروع سياسي بديل، يتجاوز فكرة الشراكة في الحكم إلى تصور أحادي للدولة الجديدة المزعومة، مما يعني فعليا محاولة إحداث سلطة موازية خارج إطار الدولة السودانية الموحدة.
وأضاف أن هذا يحمل في طياته مخاطر انزلاق البلاد إلى سيناريوهات شبيهة بما جرى في ليبيا أو اليمن، حيث استبدلت المليشيات أدوات القتال بخطابات الشرعية الموازية، وسعت إلى فرض أمر واقع إداري وسياسي على الأرض.
ومن جهته، قال الصادق آدم عمر، رئيس لجنة إعلام المقاومة الشعبية بالإنابة في ولاية الجزيرة وسط السودان، إن تصريح أبو نوبة يسعى إلى "تغيير الانتباه وصرف النظر عن الهزائم المتلاحقة للمليشيا المتمردة".
إعلانوأضاف للجزيرة نت أن الھزائم باتت في أرض حواضنهم وأھليھم، الذين كانوا يكذبون عليھم بإعلان خادع يصورون أنھم يمسكون بزمام الأمور، ولكن تكشَّف الأمر لداعميهم بعد أن انتقلت المعارك إلى داخل أحيائهم وقراھم، فعملوا على تضليل أبنائهم الذين غدروا بالوطن.
وقلل آدم عمر، من أي تأثيرات سياسية للدعم السريع، وقال إنه لا وجود لھم في الساحة، ولا يمكن أن يعيشوا بين المواطنين بمجرد السكن، فكيف بمشاركتھم في حكم البلاد في أي مستوى من المستويات.
وأوضح أن القرار في هذا الشأن للشعب وليس القيادة، لأن الحرب هي بين "المليشيا" والمواطن، وأضاف "لذلك فالمواطن ھو صاحب القرار في دخول المليشيا في العمل السياسي".
فرض واقع جديدوجاء حديث المسؤول في الدعم السريع أبو نوبة، في وقت تشهد فيه الحرب تحولات ميدانية غير معلنة، وتصاعدا في المبادرات الدولية والإقليمية لإعادة إحياء مسار التسوية، مع تغيير ملحوظ في موازين القوى التي يرى مراقبون أنها أصبحت تميل بوضوح لصالح الجيش السوداني.
وقال العميد جمال الشهيد إن حديث أبو نوبة عن انتهاء المعركة العسكرية جاء كمحاولة استباقية لفرض واقع تفاوضي جديد، أو كإعلان نوايا انفصالية مقنَّعة تهدف إلى جرِّ الأطراف إلى التعاطي مع الدعم السريع كسلطة قائمة، لا كمليشيا متمردة.
ورأى أن تصريح أبو نوبة يمثل تطورا لافتا في الخطاب السياسي لهذه القوة، ويفتح الباب أمام احتمالات مقلقة تتعلق بوحدة الدولة السودانية واستقرارها الإقليمي، وهو بمثابة إعلان انتقال المعركة من ميادين القتال إلى ميدان الصراع على الشرعية.
وأوضح أن هذا التطوَّر يتطلب يقظة وطنية شاملة، وتوافقا واضحا بين المؤسسة العسكرية والقوى المدنية على مشروع وطني جامع يقطع الطريق أمام المغامرات الانفصالية والتدخلات الأجنبية.