صدمة اقتصادية غير مسبوقة.. مسؤول أممي يحذر من انعكاسات حرب غزة على مصر والأردن ولبنان
تاريخ النشر: 13th, December 2023 GMT
هديل غبّون
عمّان، الأردن (CNN)-- كشف الأمين العام المساعد للأمم المتحدة، عبدالله الدردري، عن توقعات بتسجيل لبنان والأردن ومصر فقدان في الناتج المحلي، مع انتهاء الأشهر الثلاثة الأولى من الحرب على قطاع غزة، بمقدار 2.3%، أي ما يعادل نحو 10 مليار دولار أمريكي، مقابل فقدان أكثر من 4% من الناتج المحلي الإجمالي للدول الثلاث في عام 2024، بما يعادل 18 مليار دولار في حال امتداد الحرب إلى 6 أشهر.
وعرض الدردري التوقعات خلال مؤتمر صحفي في العاصمة الأردنية عمّان، الأربعاء، في إطار دراسة فنية أوليّة للآثار الاقتصادية والاجتماعية على غزة ودول الطوق الثلاثة، أعدها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP بالشراكة مع اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا "الإسكوا".
وعقد الدردي مقارنة، أوضح من خلالها أن أوكرانيا خسرت نحو 30% من الناتج المحلي الإجمالي لها بعد عام ونصف من الحرب، فيما تقدر خسارة الناتج المحلي الفلسطيني خلال 3 أشهر من الحرب بـ12 %، أي نحو 2.5 مليار دولار أمريكي. وقال: "هذه صدمة اقتصادية غير مسبوقة".
واعتمدت الدراسة، وفقا للدردري، على الآثار الناجمة عن الحرب في غزة وفق مسارين اثنين؛ الأول استمرار الحرب لـ 3 أشهر، والثاني حال استمرت الحرب لـ6 أشهر، دون قياس احتمالات توسع الحرب جغرافيا في المنطقة.
وقال الدردري: "إننا نتحدث عن خسارة في التنمية البشرية تتراوح في الأردن ولبنان ومصر بين عامين و3 أعوام في حال حدث السيناريو الأول، وقد تصل إلى 7 سنوات في حال السيناريو الثاني".
وأكد الخبير في النزاعات الدولية أن ما جرى في غزة لم يشهده العالم "منذ الحرب العالمية الثانية"، مضيفا: "من المهم أن نبدأ بالتفكير الآن ماذا يمكن أن نعد من الآن لإعمار غزة وإنعاش الاقتصاد الفلسطيني وتحقيق التعافي في اقتصادات المنطقة".
وأشار إلى بدء اتصالات مع أطراف مانحة ودول معنية، للتعامل مع هذه التحديات وتأمين الموارد اللازمة لها. وقال: "المنح الدولية في تراجع على مستوى العالم بسبب أوكرانيا وغيرها. نحن نعمل مثلا في السودان. السودان لم تعد تظهر في الأخبار والموارد لها محدودة للغاية.. هل سنغيب عن شاشات الأخبار نحن أيضًا".
وشدد على ضرورة إيجاد آليات تمويل جديدة لإعادة إعمار غزة، لافتا أن "هذه ستكون على طاولة البحث خلال الأسابيع القادمة".
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: غزة الناتج المحلی
إقرأ أيضاً:
شتّتهم الحرب وجمعهم المنفى... أمّ فلسطينية تلتقي أطفالها بعد 10 أشهر من ألم الفراق
عشرة أشهر من الفراق القسري والخوف والانتظار انتهت أخيرًا بعناق طويل بين ميسون قديح وأطفالها الثلاثة بمطار كيفلافيك الدولي في آيسلندا. عناق ضمّد شيئًا من ندوب الحرب المستمرة على غزة، وجمع ما فرقته الغارات والحدود. اعلان
ميسون، التي غادرت غزة العام الماضي مع أطفالها الأربعة إلى مصر هربًا من القصف الإسرائيلي، وجدت نفسها في مواجهة واقع لا يقل قسوة. في مصر، لم يُسمح لأطفالها الالتحاق بالمدارس، فيما كان القلق والغموض يلفان حياتها اليومية.
أما زوجها، وهو طبيب، فاضطر للبقاء في غزة، لتبدأ منذ ذلك الحين رحلة التشتّت التي عاشتها الأسرة.
في وقت لاحق، نجحت ميسون في الوصول إلى آيسلندا برفقة ابنها الأصغر، البالغ من العمر ست سنوات، حيث حصلت على الحماية القانونية. ومع بداية شهر آذار/مارس، أُبلغت بالموافقة على لمّ شمل أطفالها الثلاثة الآخرين، بموجب القوانين الآيسلندية المعنية بالعائلات اللاجئة.
أوفدت وزارة الشؤون الخارجية الآيسلندية فريقًا لاستلام الأطفال، حيث تمت إعادتهم بسلام إلى والدتهم، بعد أشهر من الانتظار الثقيل.
بعد اللقاء، عبّرت ميسون عن فرحتها العميقة بعودة أطفالها، لكنها لم تُخفِ قلقها على زوجها الذي لا يزال عالقًا في غزة ويواجه الخطر يوميًا. كما أبدت امتنانها للحكومة الآيسلندية التي ساعدت في لمّ شملها بأطفالها.
Relatedفي قلب لشبونة... ألعاب وملابس أطفال تجسّد مأساة أطفال غزةحشود الجوعى في غزة تعود أدراجها خالية الوفاض بعد إطلاق نار قرب مركز مساعدات أمريكيةأهالي غزة يجابهون الحرب بالموسيقى وسط الدمار والحصارقصة ميسون قديح ليست استثناءً، بل واحدة من آلاف القصص التي تتقاطع فيها الحرب مع تفاصيل الحياة اليومية لعائلات مزقت شملها الحدود والقصف المتواصل.
وخلف هذه القصة الفردية تتسع المأساة، فقد أكدت منظمة الصحة العالمية أن غزة تقف على حافة المجاعة، في ظل انهيار شبه تام للبنية التحتية ونزوح ما يقارب 90% من السكان.
أما منظمة اليونيسف، فأكدت مقتل وإصابة أكثر من خمسين ألف طفل في القطاع منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023، في ظل حرب وصفتها بـ"الوحشية"، وأشارت إلى سلسلة انتهاكات جسيمة تشمل الحصار والتجويع، والنزوح القسري، وتدمير المدارس والمستشفيات والبنى التحتية الأساسية.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة