أعاني عدم الخشوع في الصلاة، فما علاج ذلك؟ سؤال أجابه الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، من خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك. 

علاج عدم الخشوع في الصلاة 

وقال علي جمعة: الإنسان إذا لم يخشع في صلاته لا يشعر بحلاوة الصلاة, فتصبح عادة بدلا من أن تكون عبادة فيسهل ترك العبادة عندما نغفل عندما تشتد علينا الأمور عندما ننشغل في مرض الولد وذهاب الأولاد إلي المدارس ودخول المواسم .

. إلخ

وتابع: فالمشكلة تحويل العبادة إلي عادة، نريد أن نشعر بلذة العبادة ولا نشعر بلذة الصلاة إلا بكثرة الذكر خارج الصلاة .. لابد أن نذكر الله كثيرا خارج الصلاة {إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ}.

 وشدد على ذلك علمنا النبي - ﷺ - ختم الصلاة, 33 سبحان الله, 33 الحمد لله, 33 الله أكبر, ونختم بـ" لا إله إلا الله". 

وشدد: فأكثروا من ذكر الله كثيرا خارج الصلاة لكي تصلوا إلى قضية الخشوع في الصلاة, وحتى تصلوا إلي لذة الصلاة, فإذا دخلت هذه اللذة القلب لا يمكن أن نترك أو نغفل عن الصلاة بعد ذلك .

عبادة عجيبة.. علي جمعة يوضح كيف تكون ممن يواظبون على الذكر باستمرار أعظم الذكر أجرًا.. احرص عليه في هذه الأوقات المحددة الذكر يغفر الذنوب

ولفت علي جمعة إلى أن الذكر يغفر الذنوب، ينور القلوب، يستر العيوب، يسهل أمر الدنيا ، ييسر الغيوب، والذكر جنة أرادها الله أن ندخلها في الدنيا بشرى لنا أن ندخلها في الآخرة.

كما أن الذكر يجعل الدعاء مستجابا، والذكر هو حياة القلوب لإدراك ما عند الملك علام الغيوب.

والذكر هو المنجى، فليشتغل كل منكم بالذكر بالليل والنهار ، في القيام والجلوس ، علّقوا قلوبكم برب العالمين حتى يوفقكم إلى ما يحب ويرضى، ويخرجك من حيرتك إلى الوضوح ،ومن ظلمتك إلى النور ،ومن حر النار إلى نعيم الجنة ،ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة ،فإذا ملأ الذكر قلبك خرجت الدنيا مولّية وطلقتها ثلاثة البتة من غير رجعة.

وأوضح علي جمعة أن الذكر يشتمل على القرآن الكريم فهو ذكر من رب العالمين، ويشتمل على الصلاة على الحبيب المصطفى والنبي المجتبى صلى الله عليه وآله وسلم ، ويشتمل على التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير.

قال الإمام النووي رحمه الله: يسن لكل من قرأ في الصلاة أو غيرها إذا مر بآية رحمة أن يسأل الله تعالى من فضله، وإذا مر بآية عذاب أن يستعيذ به من النار، أو من العذاب، أو من الشر ، أو من المكروه ، أو يقول : اللهم إني أسألك العافية أو نحو ذلك ، وإذا مر بآية تنزيه لله سبحانه وتعالى ، نزه فقال : سبحانه وتعالى ، أو : تبارك الله رب العالمين ، أو جلت عظمة ربنا ، أو نحو ذلك.

روينا عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال : " صليت مع النبي ﷺ ذات ليلة ، فافتتح البقرة ، فقلت : يركع عند المائة ، ثم مضى ، فقلت : يصلي بها في ركعة ، فمضى [ فقلت : يركع بها ] ، ثم افتتح النساء فقرأها ، ثم افتتح آل عمران ، فقرأها يقرأ ، مترسلا ، إذا مر بآية فيها تسبيح سبح ، وإذا مر بسؤال سأل ، وإذا مر بتعوذ تعوذ . رواه مسلم .
قال أصحابنا: يستحب هذا التسبيح والسؤال والاستعاذة للقارئ في الصلاة وغيرها، وللإمام والمأموم والمنفرد لأنه دعاء ، فاستووا فيه كالتأمين.

ويستحب لكل من قرأ : (أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ) أن يقول : بلى وأنا على ذلك من الشاهدين ، وإذا قرأ : (أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى) قال : بلى أشهد ، وإذا قرأ : (فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ) قال : آمنت بالله ، وإذا قرأ : (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى) قال : سبحان ربي الأعلى ، ويقول هذا كله في الصلاة وغيرها ، وقد بينت ، أدلته في كتاب " التبيان في آداب حملة القرآن ".[الأذكار]

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الصلاة الدكتور علي جمعة هيئة كبار العلماء الخشوع فی الصلاة علی جمعة

إقرأ أيضاً:

علي جمعة: النبي ﷺ أنسب الناس والله أثنى عليه وشرَّف مكانه وزمانه

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الله- سبحانه وتعالى- أثنى على النبي ﷺ، فامتدح كل مواطن المدح والشرف المتعلقة به، فأثنى على نسبه، وأعظم قدر نسائه- رضي الله عنهن-، وحفظ المكان الذي يقيم فيه وأعلى شأنه وأقسم به.

وأوضح جمعة، في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أن من مدحه لنسبه الشريف قول الله تعالى: {وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ}، قال ابن عباس - رضي الله عنه - في تفسير تلك الآية: «أي في أصلاب الآباء آدم ونوح وإبراهيم حتى أخرجه نبيًا» [تفسير القرطبي، وأخرجه البزار والطبراني].

دعاء سورة البقرة.. يفتح الأبواب المغلقة وترى العجب في حياتكدعاء النبي عند الخوف.. ردده يكفيك الله ويدفع عنك الأذى

وأشار إلى أن النبي أنسب الناس على الإطلاق، كما أخبر - ﷺ - بنفسه عن ذلك، فعن واثلة بن الأسقع أن النبي - ﷺ - قال: (إن الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل، واصطفى من ولد إسماعيل بني كنانة، واصطفى من بني كنانة قريشًا، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم) [مسند أحمد، ورواه الترمذي والبيهقي].

وعن عمه العباس - رضي الله عنه - أن النبي - ﷺ - قال: (إن الله خلق الخلق فجعلني من خيرهم، من خير قرنهم، ثم تخيَّر القبائل فجعلني من خير قبيلة، ثم تخيَّر البيوت فجعلني من خير بيوتهم، فأنا خيرهم نفسًا وخيرهم بيتًا) [رواه الترمذي].

وأثنى ربنا - سبحانه وتعالى - على نسائه - رضي الله عنهن -، وما بلغن هذا المبلغ إلا لتعلقهن بجنابه - ﷺ -، فقال - سبحانه وتعالى -: {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ} [الأحزاب: 32]، وقال - سبحانه - في نفس هذا المعنى: {وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} [الأحزاب: 6].

ولما تعلق الزمان بالنبي - ﷺ - مدحه، بل عظّمه، إذ أقسم بعمره - ﷺ - فقال تعالى: {لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ} [الحجر: 72]، ولم يُقسم الله بعمر أحد من خلقه قط إلا بعمر نبيه المصطفى، وحبيبه المجتبى - ﷺ -.

وجعل ربنا خير الأزمان زمن بعثته، فقد صح عنه - ﷺ - أنه قال: (خير القرون قرني) [متفق عليه]، وكما مر قوله - ﷺ -: (إن الله خلق الخلق فجعلني من خيرهم، من خير قرنهم) [رواه الترمذي]. فشرّف الزمان الذي بُعث فيه، وعظّم الزمان الذي أبقاه فيه في هذه الدنيا، ولولا تعلق هذين الزمنين بجنانه العظيم - ﷺ - ما حظيا بهذا التكريم.

وشرف الله المكان الذي تعلق بجانبه العظيم - ﷺ -، حيث أقسم بمكة ما دام النبي - ﷺ - يقيم فيها، فقال تعالى: {لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ * وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ} [البلد: 1-2].

وشرف الله المدينة وجعلها حرمًا آخر، لا لشيء إلا لتعلقها بجنابه الأعظم - ﷺ -، وجعل الله ثواب الصلاة في المسجد الذي نسبه النبي - ﷺ - إلى نفسه مضاعفة ألف مرة عن أي مكان آخر عدا المسجد الحرام.

فهذا جانب من ثناء الله على نبيه - ﷺ -، وعلى كل ما تعلق بجنابه الشريف من الأشخاص والأماكن والأزمان. رزقنا الله اتباعه في الدنيا ورفقته في الآخرة.

طباعة شارك ثناء الله على النبي مدح الله لسيدنا النبي سيدنا محمد انسب الناس

مقالات مشابهة

  • علي جمعة: النبي ﷺ أنسب الناس والله أثنى عليه وشرَّف مكانه وزمانه
  • علي جمعة: العفو خلق عال يدل على إعراض المتخلق به عن شهوات النفس الدنيئة
  • علي جمعة: الحلم والأناة سبيل استقامة وضبط نفس المسلم
  • علي جمعة: الحلم والأناة هما دليل النضج والإيمان
  • علي جمعة: النبي ﷺ كان يستحق مكانته عند الله تعالى ومحبتنا له
  • علي جمعة يكشف عن مواقف حلم النبي مع قومه
  • إذا كانت ذنوبك من الأرض إلى السماء.. علي جمعة: بعملين تكفرها كلها
  • الأزهر: «لا تغضب» دواء نبوي لآفات النفس ودعوة للتوازن والسكينة
  • علي جمعة: حب النبي ﷺ من محبة الله تعالى
  • حكم من نام طوال خطبة الجمعة هل تحسب له جمعة ؟