لبنان ٢٤:
2025-05-14@21:31:06 GMT

من انتصر في جلسة التمديد للقادة الأمنيين؟

تاريخ النشر: 16th, December 2023 GMT

من انتصر في جلسة التمديد للقادة الأمنيين؟

سمعت مؤخرًا مثلًا اسبانيًا أعجبني كثيرًا لأنه ينطبق على الواقع الذي يعيشه اللبنانيون اليوم، وهم منقسمون أفقيًا وعموديًا حتى في الأمور المفترض ألا تكون مثار جدل، إضافة إلى أن الناس في وادٍ ومن هم مسؤولون عن أزماتهم في وادٍ آخر، ولكل منهم تفكيره، وهم لا يلتقون على تحديد الأسباب التي أوصلت لبنان إلى ما وصل إليه من حال يُرثى لها.

  
يقول المثل إن لكل من الحمار والراكب عليه رأيين مختلفين في ما له علاقة بوجهة السير. فالحمار يريد أن يسير بعكس الوجهة التي يريدها صاحبه، فيتسمّر بمكانه ويرفض السير إلاّ وفق ما يحلو له. ولذلك يُعتقد أنه أُطلق عليه لقب "عنيد".   
وقد أُسأل عن علاقة هذا المثل بما عليه الوضع في لبنان، وإن كان التشبيه فيه بعض التقليل من قيمة اللبناني، الذي يرفض في الأساس أن يمتطي أحد، أيًّا كان، على ظهره لكي يصل إلى مبتغاه، على رغم كل الظروف المعيشية التي يمرّ بها، وإن كان في أغلب الأوقات يقف على خاطر هذا المسؤول أو ذاك الزعيم لكي يحصل على وظيفة له أو لأحد أبنائه، أو للتوسط له لكي يستطيع أن يُدخل مريضًا إلى مستشفى.  
وقد ينطبق هذا المثل على علاقة اللبنانيين مع بعض الدول، التي تحاول أن تفرض عليه ما هم غير مقتنعين به ويرفضونه لألف سبب وسبب، وقد أتى كلام رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في "المنتدى العالمي للاجئين في جنيف" في هذا السياق معبّرًا عن رفض جميع اللبنانيين "البقاء مكتوفي الأيدي ونتلقى الأزمات المتتالية وأن يعتبرنا البعض مشاريع أوطان بديلة، بل سننقذ وطننا وسنحصّن أنفسنا لأننا أصحاب الحق أولًا وأخيرًا في العيش في وطننا بعزة وكرامة".  
كثيرة هي المحاولات، التي لم تنجح في فرض إرادة الخارج على اللبنانيين. ولو خضعوا عبر تاريخهم القديم والحديث لما كان مشروع "لبنان الكبير" قد أبصر النور، ولكان مشروع تهجير المسيحيين من أرضهم، وهم الذين رفضوا الإغراءات التي عُرضت عليهم، قد تحقّق، خصوصًا أن البواخر كانت تنتظرهم في البحر. صمدوا ورفضوا أن يكون لبنانهم وطنًا بديلًا لأي كان.  
غالبًا ما تكون مصالح الدول على غير ما تتطّلع إليه الشعوب، وهي بالطبع غير ما يسعى إليه بعض الحكّام. ولذلك تقوم الثورات، وينزل الناس إلى الشوارع للتعبير عن رفضهم كل ما يتعارض ومصلحة بلدهم، وكل ما يرونه مخالفًا لأصول التعاطي الأخلاقي المفترض أن يسود بين الحكّام أو المسؤولين وبين المواطنين.  
فالثورات في العالم حقّقت ما لم تستطع مختلف الأنظمة المعمول بها أن تقدّمه لشعوبها. الأمثلة كثيرة، ومن بينها ما يتعلق بنا في لبنان "ثورة الفلاحين"، التي خيضت ضد الاقطاع. أمّا ما سمي أخيرًا "ثورة 17 تشرين" فلم تحقّق ما كان يؤمل منها. الوضع السيئ ازداد سوءًا. من كان فقيرًا لا يزال يئن ولا من سميع. لم يتغيّر شيء مما كان يجب تغيّره، لا في الذهنية ولا في الممارسة. وأكبر دليل على أننا لا نزال نراوح مكاننا، إن لم نكن قد تراجعنا خطوات ضوئية إلى الوراء، أن بعض الذين أوصلنا أداؤهم السيئ إلى ما وصلنا إليه من "فقر حال" لا يزال صوتهم مسموعًا، وهم متكافلون ومتضامنون على إبقائنا في قعر الحفرة.  
ولكن وعلى رغم ما نشهده من فقاعات صابون لا نزال مصممين على رفض الموت البطيء. يكفي أن الناس المغلوب على أمرهم مصرّون على أن تكون أعيادنا المشتركة فسحة أمل، على أن ينضم هذا المثل الاسباني إلى غيره من الأمثلة اللبنانية الموروثة من حقبة الحكم العثماني الآيلة إلى الزوال، ولو بعد حين. 
وقبل الدخول في "فراغ" العيد استعاد مجلس النواب دوره في إطار الأدوار التكاملية بين السلطتين التشريعية والتنفيذية. وما أقرّه المجلس في جلسة الأمس هو مهمّ وأساسي لانتظام العمل المؤسساتي والحفاظ على الاستقرار العام، ولكنه يبقى ناقصًا في ضوء الاستمرار في تغييب موقع رئاسة الجمهورية. فمن انتصر أمس هو ما تبّقى من وحدة موقف يمكن التعويل عليها لمراحل لاحقة على وقع ما يحصل في غزة والجنوب.  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

من السلاح إلى السياسة | تعرف على الحركات التي حلّت نفسها قبل العمال الكردستاني

لطالما شكلت الحركات المسلحة أحد مشاهد التاريخ السياسي الحديث، حيث خاضت صراعات، وحروبا وتمردات باسم الاستقلال، أو العدالة، أو الهوية، لكن بعضها رغم أنه ولد من رحم القمع، تحول إلى ممارسة السياسة ووضع البندقية لصالح صناديق الاقتراع.

وليس حزب العمال الكردستاني أول من قرر وضع السلاح بعد سنوات طويلة من الكفاح المسلح.

وقُتل أكثر من 40 ألف شخص منذ أن بدأ الحزب تمرده المسلح عام 1984 بهدف إقامة دولة مستقلة للأكراد.

وظهرت الحركات المسلحة في شتى أنحاء العالم، من غابات كولومبيا إلى جبال مندناو في الفلبين، ومن شوارع القاهرة إلى حارات بيروت.

منظمة إيتا - إسبانيا

تأسست "منظمة وطن الباسك والحرية" المعروفة باسم "إيتا" في 1959، على شكل مجموعة انفصالية باسكية تطالب بدولة مستقلة.

Embed from Getty Images

المرحلة المسلحة: نفذت عمليات اغتيال، وتفجيرات، وخطف من الستينيات إلى 2011، واستهدفت القوات الأمنية والسياسيين.

الانتقال إلى السياسة: أعلنت وقفًا دائمًا للأعمال المسلحة في 2011، ونزعت السلاح بالكامل في 2017 تحت إشراف دولي، وحلت نفسها رسميًا في 2018، وانضم أنصار إيتا إلى الأحزاب التي تعمل ضمن النظام السياسي الإسباني وتدعو إلى استقلال إقليم الباسك بوسائل سلمية.

رمح الأمة  – جنوب أفريقيا

تأسس أمخونتو وي سيزنوي أو ما يطلق عليه "رمح الأمة" جناحا عسكريا للمؤتمر الوطني الأفريقي عام 1961 على يد نيلسون مانديلا لمقاومة نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا.

Embed from Getty Images

العمل المسلح: بعد مجزرة شاربفيل على يد الشرطة في 1960 وحظر المؤتمر الوطني الأفريقي، تحولت أمخونتو وي سيزنوي إلى المقاومة المسلحة، واستهدفت المرافق الحكومية مثل المحطات الكهربائية، والسكك الحديدية ومنازل المسؤولين. 



الانتقال إلى السياسة: علّق الجناح العسكري عملياته في 1990 خلال مفاوضات السلام ثم أعلن حلّه رسميًا في 1993 واندمجت القيادة في السياسة وفاز مانديلا في أول انتخابات متعددة عام 1994 وأصبح رئيسا للبلاد، واندمج بعض مقاتلي الجناح العسكري في القوات المسلحة.

القوات المسلحة الثورية - كولومبيا

تأسست القوات المسلحة الثورية الكولومبية في 1964، وكانت مجموعة ماركسية-لينينية تطالب بالإصلاح والعدالة الاجتماعية.

Embed from Getty Images

المرحلة المسلحة: خاضت تمردًا استمر 50 عامًا، بما في ذلك الخطف، والهجمات على الأهداف العسكرية والمدنية، وصلت ذروتها في التسعينيات.

الانتقال إلى السياسة: بعد اتفاق السلام 2016، نزعت السلاح، وفككت نفسها وتحولت إلى حزب "القوة البديلة الثورية المشتركة" وشاركت في الانتخابات رغم أن بعض الفصائل المنشقة عنها رفضت الاتفاق.

الجيش الجمهوري الإيرلندي - إيرلندا

تأسس الجيش الجمهوري الآيرلندي في 1969، سعى لإنهاء الحكم البريطاني في إيرلندا الشمالية وتوحيد إيرلندا.

Embed from Getty Images

المرحلة المسلحة: خاض حملة مسلحة استمرت 30 عامًا ضد القوات البريطانية والمجموعات الموالية لها باستخدام أساليب العصابات والتفجيرات.

الانتقال إلى السياسة: بعد اتفاق الجمعة العظيمة 1998، نزع الجيش الجمهوري الآيرلندي أسلحته، وأصبح جناحه السياسي "شين فين"، حزبا رئيسيًا في إيرلندا الشمالية والجمهورية، يشارك في الحكومة والانتخابات.

جيش لبنان الجنوبي - لبنان

تأسس جيش لبنان الجنوبي على شكل ميليشيا مسيحية تابعة للاحتلال الإسرائيلي في عام 1977 خلال الحرب الأهلية اللبنانية، وكان يسيطر على جنوب لبنان.

Embed from Getty Images

المرحلة المسلحة: قاتل إلى جانب القوات الإسرائيلية خلال الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان (1982–2000)، واشتهر بانتهاكات حقوق الإنسان مثل سجن الخيام.

انتهاء العمل المسلح: لم يتحول جيش لبنان الجنوبي إلى كيان سياسي. لكنه انهار في أيار/ مايو 2000 بعد انسحاب الاحتلال الإسرائيلي من لبنان، وفر أعضاؤه إلى إسرائيل ومن بقي منهم في لبنان أحيل إلى المحاكم.

الجماعة الإسلامية - مصر

تأسست في السبعينيات، وكانت معروفة بهجماتها العنيفة، واستهدافها مراكز الشرطة، والسياح، وينسب لها الكثير من الأعمال المسلحة التي طالت مسؤولين.

Embed from Getty Images

المرحلة المسلحة: شاركت الجماعة في عملية اغتيال السادات 1981، ولها عدد من الهجمات على المقرات الأمنية ومراكز الشرطة.



الانتقال إلى السياسة: في أواخر التسعينيات، بدأ قادة سجناء مثل كرم زهدي مبادرة "اللاعنف" عام 1997، وأعلنت لاحقا التخلي عن العنف وحل الجناح العسكري، وبعد الثورة المصرية 2011، أسست الجماعة حزب البناء والتنمية لكن تم حله ومصادرة أمواله في 2020 بعد اتهامه بمخالفة مبادئ العمل الحزبي.

جبهة فارابوندو مارتي للتحرير الوطني - السلفادور

تأسست جبهة فارابوندو مارتي للتحرير الوطني في أواخر السبعينيات كتحالف يساري يضم عناصر طلابية وعمالية في السلفادور. سُميت على اسم الثوري أوغستين فارابوندو مارتي، وهدفت إلى مواجهة الحكومة اليمينية التي دعمتها الولايات المتحدة.

Embed from Getty Images

المرحلة المسلحة: خاضت الجبهة حربًا ضد الحكومة اليمينية بدءا من عام 1979 مستخدمة تكتيكات العصابات والمواجهات المباشرة، واستهدفت القوات الحكومية، والمرافق الاقتصادية، والبنية التحتية وتعرضت لرد قمعي شديد من الجيش وفرق الموت المدعومة حكوميًا. 

الانتقال إلى السياسة: في 1992، وقّعت الجبهة والحكومة السلفادورية معاهدة تشابولتيبيك للسلام، التي أنهت الحرب الأهلية. ونصت الاتفاقية على تفكيك التكوين العسكري للجبهة، ونزع سلاحها، والاعتراف بها كحزب سياسي قانوني وتحولت بالكامل إلى حزب سياسي يساري يحمل الاسم نفسه فاز بالانتخابات الرئاسية لاحقا.

الحركة الشعبية لتحرير السودان- السودان

تأسست الحركة الشعبية لتحرير السودان في 1983 بقيادة جون غارانغ، وكافحت من أجل سودان "ديمقراطي علماني"، مع التركيز على جنوب السودان.

Embed from Getty Images

المرحلة المسلحة: خاضت الحرب الأهلية الثانية (1983–2005) ضد الحكومة، وسيطرت على أجزاء من جنوب السودان، بما في ذلك ولاية النيل الأعلى وبحر الغزال.



الانتقال إلى السياسة: بعد اتفاق السلام الشامل 2005، أصبحت الحركة جزءًا من حكومة السودان، وتولى غارانغ منصب النائب الأول لرئيس الجمهورية ورئيس حكومة جنوب السودان ومع استقلال جنوب السودان في 2011، أصبحت الحركة هي الحزب الحاكم هناك.

جبهة مورو الإسلامية - الفلبين

تأسست جبهة مورو الإسلامية في 1984 بعد الانفصال عن جبهة التحرير الوطنية، وطالبت بالاستقلال أو الحكم الذاتي للمسلمين في مندناو.

Embed from Getty Images

المرحلة المسلحة: خاضت تمردًا مسلحا ضد الحكومة الفلبينية وصلت ذروتها في التسعينيات والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

الانتقال إلى السياسة: في 2012، وقّعت الحركة اتفاق سلام تاريخي مع الحكومة الفلبينية، مما أدى إلى نزع السلاح وتفكيكها وأصبحت كيانا سياسيا باسم حزب العدالة المتحدة في بانغسامورو، وإنشاء منطقة بانغسامورو ذاتية الحكم.

مقالات مشابهة

  • كبار القادة والمسؤولين الأمنيين يشيدون بتنظيم القمة
  • عون يترأس جلسة حكومية بعد سلسلة لقاءات سياسية وأمنية وثقافية في بعبدا
  • المغنيسيوم.. كيف يقاوم الالتهابات؟ وما أشهر الأطعمة التي تحتوي عليه؟
  • نائب محافظ الجيزة تشارك في جلسة مشاركة المجتمع المحلي في مشروعات التنمية التي تنفذها الحكومات
  • هذا ما يريد الاطمئنان إليه الأخوة العرب
  • من السلاح إلى السياسة | تعرف على الحركات التي حلّت نفسها قبل العمال الكردستاني
  • عون للأمير مشعل: أشكركم على الحفاوة التي عكست مدى محبتكم للبنان
  • جلسة لمجلس النواب الخميس.. وهذا جدول الأعمال
  • القومي للمرأة: سلسلة معسكرات تدريبية للقادة الدينيين بمحافظة القاهرة
  • منصة عسكرية: من انتصر ترامب أم “الحوثيين”..!