"أبي جمرة".. ضريح يجعلك تنسى ضيق الدنيا وتحلق في رحاب الأولياء
تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT
يتهافت محبي آل البيت على زيارة الأضرحة، والمقامات، المنتشرة في بقاع أرضنا المصرية، وهنا، نذكر، الإمام العالم "أبى محمد عبد الله بن سعد بن أبى جمرة الأزدى الأندلسى"، الذي لا ينقطع الزائرون عن بابه.
بدء احتفالية المولد النبوي في مسجد آل البيت بمدينة الخيالة بتلاوة القرآن الكريم حكم الرد على إنكار صحة أنساب آل البيت بسبب تباعد الزمان ففي أطراف القاهرة، تنتابك حالة من الصفاء الروحى، حينما تبصر عيناك مقام "أبي جمرة"، حتى تنال المحبة وترفع عنك حجب الدنيا، فما زاره زائر إلا وكان على موعد مع تيسير الحال وطيب المقام والمآل، ولذلك يأتى إلى مقامه عشرات المحبين، الذين يعرفون حق قدره، وبنفحاته الطيبة يدعون الله بما فتح عليهم من الدعاء، ويغسل الزائرون من مقامه، أنفسهم من حب الدنيا وشهواتها وآلامها ومصائبها.
ويعد "عبد الله بن أبى جمرة"، أحد كبار شيوخ المالكية، عالم قدير فى الحديث والقراءات، أفتى، ودرّس، وصنف المصنفات، ومن كتبه: «مختصر الجامع الصحيح للبخارى" اختصر به صحيح البخارى، ويعرف بمختصر ابن أبى جمرة، أو «جمع النهاية».
و«شرح بهجة النفوس» فى سفرين، و«المرائى الحسان فى الحديث والرؤيا» . ولقب "ابن أبى جمرة" بسلطان المشرق والمغرب الذى لا يقف على عتبات مقامه شقى أبدًا، ويحكى أن الإمام الشيخ "محمد متولى الشعراوى" كان يدخل إلى مقامه حبوًا، وحينما يصل إلى المقام يقول الحمد لله رب العالمين أن وفقتنى لزيارة قبر سلطان المشرق والمغرب، ثم يقول: "إن الإنسان يعرض نفسه على هذا المقام ليعرف إن كان من الأشقياء أم من السعداء" .
ويؤكد ان من يزور مقام "ابن أبى جمرة" تتبدل أحواله إلى الأفضل، ويفك ضيقه وكربه، فحينما تقترب من هذا المكان تشعر أن ثمة شيئا غريبا يسيطر عليك، فلم تعد الدنيا بمغرياتها ومناصبها وتفاصيلها القاسية التى تغرق الكثيرين فيها دوامتها، لتصبح قريباً من الله، وتقرر ان تحافظ على صلواتك وتحرص على زيارة مقام هذا العالم الإمام من وقت لآخر. ومن أشهر الأدعية عند زيارة هذا المقام الطيب: "رب أوزعنى أن أشكر نعمتك التى أنعمت علىّ وأن أعمل صالحًا ترضاه وأدخلنى برحمتك فى عبادك الصالحين"، حتى تتغير حياتك تغيرًا كليًا، إذ لزم زيارة أولياء الله الصالحين، خاصة من آل بيت رسول الله، وكل ذلك بفضل زيارته لمقام وضريح الإمام "عبد الله بن أبى جمرة" .
ويحكى ان، كل من أتى إلى هذا المكان شعر أنه بعيد كل البعد عن متاع الدنيا وأقرب ما يكون إلى الآخرة، حتى أنه يشعر بأنه لا يقف على الأرض الفانية، إنما يحلق فى سماء الأنوار والرضا، فى رحاب الإمام عبد الله بن أبى جمرة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: محبي أل البيت ال البيت
إقرأ أيضاً:
حزب الله من رسالة البابا إلى زيارة السفارة البابوية… تأكيد كيانية لبنان
شكلت الزيارة التاريخية التي قام بها البابا لاوون الرابع عشر إلى لبنان مناسبة استثنائية لإعادة فتح الملفات المتصلة بالعلاقات الإسلامية – المسيحية، ولإبراز طبيعة التوازنات الدقيقة التي يقوم عليها الكيان اللبناني. وفي هذا السياق، برز انفتاح حزب الله الواضح تجاه الفاتيكان من خلال الترحيب الحار بالزيارة البابوية، والرسالة الرسمية التي وجهها إلى الحبر الأعظم، وما تضمنته من إشارات واضحة إلى أهمية العيش المشترك واحترام التنوع والتعددية والتمسك بهذا الكيان وبوحدة هذا البلد. هذا الانفتاح ليس تفصيلاً عابراً، بل يعكس توجهاً سياسياً – اجتماعياً يهدف إلى تثبيت حضور الحزب ضمن معادلة الاستقرار الوطني، وإبراز التزامه بالدور الجامع للدولة وبالنموذج اللبناني الذي يقوم على الشراكة بين مكوّناته.في الرسالة التي بعثها حزب الله إلى البابا، عبّر عن تقدير لموقع الفاتيكان المعنوي في لحظة حسّاسة تمر بها البلاد. وجاء التركيز على جمال لبنان وتنوّعه الطائفي المنظّم كمدخل لإعادة التذكير بأساسيات الصيغة اللبنانية، وبأن العيش الواحد والتوافق العام هما ركيزتان لا بدّ منهما لاستقرار النظام السياسي وأمنه الوطني.
واستحضرت الرسالة مقولة البابا يوحنا بولس الثاني الشهيرة: لبنان ليس مجرد وطن بل رسالة لتربط بين التجربة التاريخية للبنان وبين دوره الحضاري كجسر يصل بين المسيحية والإسلام، وبين الاتجاهات الثقافية والدينية المختلفة في الشرق والغرب. بهذا المعنى، حاول الحزب التأكيد أن التنوع ليس مصدر تهديد، بل هو جوهر الهوية اللبنانية ورسالتها إلى العالم.
تكشف الرسالة بوضوح رغبة حزب الله في تقديم نفسه طرفاً حريصاً على حماية الصيغة اللبنانية وعلى عدم المس بالحضور المسيحي في البلاد،. وتأتي هذه المقاربة في لحظة يتصاعد فيها الكلام عن سيناريوهات مواجهة واسعة على الحدود الجنوبية، وعن ضغوط إسرائيلية متواصلة على لبنان، ما يجعل أي خطاب حول الشراكة الوطنية ذا دلالات خاصة.
يسعى الحزب من خلال هذه المقاربة إلى القول إنه شريك في حماية لبنان لا طرفاً يهدد ركائزه، وهو يعتبر بحسب مصادره، أن تعزيز الثقة بين المكونات اللبنانية، وفي مقدمتها المسيحيون، ضرورة لصد محاولات زعزعة الاستقرار أو استثمار التناقضات الداخلية في سياق الضغوط الدولية.
يرى الحزب أنّ الفاتيكان قادر على لعب دور يتجاوز الرمزية الروحية إلى التأثير الدبلوماسي، خصوصاً في مواجهة الاندفاعة الإسرائيلية نحو التصعيد. ومن هنا جاء مضمون الرسالة ليطالب ولو بشكل غير مباشر بوقوف الفاتيكان إلى جانب لبنان في محطات حرجة، وبأن يكون الصوت المسيحي العالمي عاملاً مساعداً في تثبيت الاستقرار ومنع الانزلاق إلى حرب واسعة.
يترافق إرسال الرسالة مع استعداد وفد من حزب الله لزيارة السفارة البابوية قريباً، في خطوة تحمل أكثر من إشارة. فهي تعبير عن تمسك الحزب بالصيغة اللبنانية بكل عناصرها، وعن حرصه على تأكيد التزامه بالكيان الوطني ووحدة البلاد. كما تأتي لتقول إن الديمقراطية التوافقية ليست مجرّد صيغة حكم، بل أساس لاستمرار لبنان كفضاء مشترك بين مكوّناته. فالزيارة المرتقبة إلى السفارة البابوية هي رسالة إضافية تؤكد أهمية العلاقات الروحية والوطنية في الحفاظ على تماسك المجتمع اللبناني، وتمهد لنقاشات أوسع وأكثر تنظيماً حول الملفات الوطنية الكبرى خصوصاً في ظل المتغيرات المتسارعة التي تتطلب مقاربات جديدة أكثر هدوءاً وعقلانية.
يبرز في خطاب الحزب مقاربة مختلفة تجاه مفهوم حماية البلد. فهو يشير بوضوح إلى أنّ مسؤولية الدفاع عن لبنان وصون استقراره مسؤولية جماعية لا تقع على عاتقه وحده، بل تتشارك فيها المؤسسات الدستورية والجيش والشعب والقوى السياسية. هذه المقاربة تعكس محاولة تنظيم أولويات المرحلة المقبلة، وفتح الباب أمام نقاش وطني هادئ حول دور كل طرف في حماية الأمن الوطني. وفي هذا الإطار، يبدو الحزب كأنه يهيئ الأرضية لحوار منظم حول الاستراتيجية الدفاعية، بعيداً عن الاصطفافات التي حكمت النقاش في مراحل سابقة.
لم تكن الرسالة الحالية خطوة معزولة، فالعلاقة بين حزب الله والسفارة البابوية شهدت خلال السنوات الماضية، بحسب مصادر الحزب ، تواصلاً مستمراً كلما دعت الحاجة إلى التشاور حول ملفات تخص اللبنانيين. كما سعى الحزب إلى إبقاء خطوط التواصل مفتوحة مع بكركي، رغم الاختلافات السياسية والاضطرابات التي شهدتها العلاقة في الآونة الأخيرة. وقد ساهمت اللجنة المشتركة بين الطرفين في وضع إطار مؤسساتي للحوار، ما سمح بتخفيف التوترات واحتواء الخلافات وتعزيز فرص التفاهم
إن رغبة حزب الله في الانفتاح على المسيحيين، وإظهار التزامه بالشراكة الوطنية، ليست إجراءً شكلياً بل جزءاً من استراتيجية سياسية تسعى إلى تحصين الداخل اللبناني في زمن التحديات الكبرى. ففي ظل التحولات الإقليمية المتسارعة، يبدو الحوار المسيحي – الإسلامي ضرورة لا خياراً، ومساراً ملحّاً للحفاظ على ما تبقى من استقرار في لبنان.
المصدر: خاص لبنان24 مواضيع ذات صلة قاسم: أرحب بزيارة البابا إلى لبنان وكلفنا أشخاصاً من المجلس السياسي لزيارة السفارة البابوية وتقديم رسالة من "حزب الله" إلى البابا Lebanon 24 قاسم: أرحب بزيارة البابا إلى لبنان وكلفنا أشخاصاً من المجلس السياسي لزيارة السفارة البابوية وتقديم رسالة من "حزب الله" إلى البابا