مركز الشيخ زايد لعلوم الصحراء.. تحفة معمارية صديقة للبيئة تروي روائع الطبيعة الإماراتية
تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT
أبوظبي (الاتحاد)
قدمت الإمارات نموذجاً يحتذى به في تشييد المباني المستدامة الصديقة للبيئة التي تحافظ على الموارد المائية، وتعتمد على الطاقة النظيفة، ويشكل مركز الشيخ زايد لعلوم الصحراء، في حديقة الحيوانات في العين، أحد المباني الأكثر استدامة على مستوى دولة الإمارات، حيث يعكس تصميمه المستدام البيئة الصحراوية المحلية، واستخدمت في بنائه مواد معاد تدويرها بنسبة 80 في المئة، إضافة إلى ألواح شمسية توفِّر أكثر من نصف ما يحتاجه المبنى من الطاقة الكهربائية.
وتبلغ مساحة مركز الشيخ زايد لعلوم الصحراء 12 ألفاً و500 متر مربع، ويتكون تصميمه الهندسي من 3 مستويات تضمن استدامة الإنشاء والتصميم، حيث تم تصميم المبنى بحرفية ومواصفات عالية الجودة لاستهلاك الطاقة والمياه بمعدلات منخفضة تصل إلى 50 في المئة تقريباً مقارنة بالمباني المشابهة التقليدية، كما يتمتع المبنى بأجواء عمل داخلية مريحة وصحية وخالية من التلوث، ويعتبر من المباني الذكية لإدارته عن طريق تكنولوجيا متقدمة وأجهزة تحسس منتشرة في جميع أنحاء المبنى.
وتم بناء مركز الشيخ زايد لعلوم الصحراء وفقاً لمواصفات المباني الخضراء الصديقة للبيئة المنصوص عليها في برنامج «لييد» العالمي، وبرنامج استدامة المحلي، وحصل المركز على أعلى شهادة من «لييد» بدرجة البلاتينيوم، وشهادة الخمس لآلئ من برنامج استدامة. وتنسجم أهداف المركز مع حملة «استدامة وطنية»، التي تم إطلاقها مؤخراً تزامناً مع عام الاستدامة، للتوعية بمبادرات ومشاريع الاستدامة في دولة الإمارات، إضافة إلى نشر الوعي حول القضايا البيئية، وتشجيع المشاركة المجتمعية، ودعم الاستراتيجيات الوطنية ذات الصلة بالعمل المناخي، بما يحقق التأثير الإيجابي على سلوك الأفراد ومسؤولياتهم، وصولاً إلى مجتمع واعٍ بيئياً.
وخصصت الحملة محوراً خاصاً لـ «المباني الصديقة للبيئة» لإبراز قصص النجاح الوطنية في إنشاء المباني المستدامة التي تستخدم طرقاً حديثة للحفاظ على الموارد الطبيعية وتجنب استنزاف الماء والطاقة.
مرفق تعليمي ممتع
وافتتح مركز الشيخ زايد لعلوم الصحراء في عام 2016، ويعد مرفقاً تعليمياً ممتعاً يجمع بين المعرفة والتعلم عن البيئة الطبيعية لدولة الإمارات من خلال المعارض التفاعلية والوسائط المتعددة والمواد المرئية التي صممها متخصصون على مستوى عالمي.
وأنشئ المركز تخليداً لرؤية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» الذي عرف بحبه العميق للطبيعة وحرصه الشديد على حماية البيئة والحفاظ عليها، ويقدم المركز الحياة الطبيعية والثقافية والتاريخية لدولة الإمارات بكل تفاصيلها الأصيلة والغنية بطابع فريد ومبتكر.
5 معارض تفاعلية
ويضم المركز خمسة معارض تفاعلية، هي قاعة تكريم الشيخ زايد، التي تصور حب المغفور له الشيخ زايد الشديد للصحراء من خلال أربع شاشات عرض كبيرة، وتروي نشأة الوالد المؤسس وتأثره بالبيئة المحيطة به، وجهوده في تطوير دولة الإمارات وحماية البيئة.
كما يروي معرض صحراء أبوظبي عبر الزمن قصة أبوظبي الجيولوجية، ويتيح تجربة الدخول إلى مجسم مصمم على شكل أحد كهوف جبل حفيت بجميع تفاصيله، بالإضافة إلى استخدام الأدوات الموجودة في المعرض التي تساعد الزوار على ترسيخ المعلومات بأذهانهم. ويجسد معرض عالم أبوظبي الحي طبيعة أبوظبي المفعمة بالحياة، ويقدم شرحاً عن التنوع البيولوجي، بما يحتويه من نباتات وحيوانات في كل بيئة، كما يضم المسرح الديناميكي الصحراوي.
بينما يكشف «معرض شعوب الصحراء» تميز أجدادنا بالحكمة وحسن استخدام الموارد الطبيعية النادرة في بيئتهم والتي ساعدتهم على البقاء والاستمرار سواء في الواحات أو على الساحل أو في الصحراء.
ويوضح «معرض نظرة نحو المستقبل» مدى تحقيق التوازن البيئي والمحافظة على ثروات الطبيعة، ويستعرض طرق ترشيد استهلاك موارد الطبيعة وإيجاد البدائل لها.
ويقدم المركز أيضاً برامج تعليمية وورش عمل في مختلف المجالات تشمل الآثار والشبكة الغذائية والحيوانات ودنيا الصحراء والاحتباس الحراري التي تعطي الطلبة معلومات قيمة مرتبطة بمناهجهم الدراسية، من خلال وسائل ترفيهية تعليمية بسيطة ترسخ القيم التعليمية لديهم.
مركز الأبحاث
ويعد مركز الأبحاث في مركز الشيخ زايد لعلوم الصحراء من أكبر المكتبات المتخصصة في العلوم والدراسات البيئية في دولة الإمارات، ويضم مصادر ثرية من المعارف المطبوعة والإلكترونية المحدثة في مجال البيئة وصون الطبيعة والحياة البرية. ويضم المركز أكثر من 11 ألف إصدار مطبوع، بالإضافة إلى ملايين المصادر المعرفية الإلكترونية، كما يلعب المركز دوراً مهماً في تنمية الوعي البيئي والاستدامة لدى الطلبة والزوار والمختصين من مختلف الفئات العمرية.
وفي عام 2020 أطلقت حديقة الحيوانات في العين خدمة الباحث البيئي لفئة الطلاب والأكاديميين التي تشمل الدخول المجاني للطلاب لمركز الشيخ زايد لعلوم الصحراء، بهدف تسهيل أبحاثهم في مختلف مراحلهم الدراسية.
ويأتي ذلك في إطار حرص مركز الأبحاث على توفير بيئة تعليمية ملهمة للطلاب، تمكنهم من فهم مناهجهم الأساسية بسهولة أكثر من خلال البحث في المراجع والمصادر الإلكترونية المتنوعة التي يضمها المركز.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الإمارات الموارد المائية مركز الشيخ زايد لعلوم الصحراء العين دولة الإمارات من خلال
إقرأ أيضاً:
رئيس مجلس الوزراء اللبناني يزور جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي
زار دولة رئيس مجلس الوزراء اللبناني، الدكتور نواف سلام، جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي، يرافقه معالي الدكتور أنور محمد قرقاش، المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة، ومعالي الدكتور غسان سلامة، وزير الثقافة اللبناني، وسعادة فؤاد شهاب دندن، سفير الجمهورية اللبنانية لدى الدولة، والوفد المرافق.
وتجوّل معاليه والوفد المرافق، يصطحبهم سعادة الدكتور يوسف العبيدلي، مدير عام مركز جامع الشيخ زايد الكبير، في قاعات الجامع وأروقته الخارجية، حيث أطلعهم على تاريخ تأسيس الجامع ورسالته الحضارية الداعية للتعايش والتسامح والانفتاح على الآخر، المنبثقة من مآثر وقيم الوالد المؤسس، والدور الكبير الذي يقوم به مركز جامع الشيخ زايد الكبير في التعريف بالثقافة الإسلامية السمحة، وتعزيز التواصل الحضاري بين الثقافات والشعوب حول العالم.
وقدم اختصاصي الجولات الثقافية سيف المطوّع لمعاليه والوفد المرافق شرحاً مفصلاً عن جماليات الجامع وبديع فنون العمارة الإسلامية، التي تجلّت بوضوح في جميع زواياه، وما يحويه من مقتنيات فريدة، وأروع ما جادت به الحضارة الإسلامية على مر العصور، من فنون وتصاميم هندسية التقت على اختلافها وتنوعها في تصميم الجامع، لتعكس جمال انسجام الثقافات وتناغمها في عمل إبداعي واحد. وزار معاليه والوفد المرافق ضريح المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيّب الله ثراه»، مستذكرين إرثه ونهجه الحكيم، الذي أرسى دعائم ثقافة التسامح والتعايش والسلام بين مختلف شعوب العالم. وتم إهداء ضيف الجامع تذكاراً يعكس جماليات الجامع، وبوصلة استوحي تصميمها من ثرياته، ونسخة من كتاب «جامع الشيخ زايد الكبير.. دفق السلام»، الذي يسلط الضوء على الفن المعماري الفريد للجامع، ويصطحب القراء في رحلة مصورة للتعرف على جماليات الفن الهندسي المعماري للجامع، من خلال مجموعة من الصور الفائزة بجائزة «فضاءات من نور».