ضيق التنفس والقولون: علاقة معقدة تستدعي الاهتمام
تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT
القولون، هذا الجزء الهام من الجهاز الهضمي، يتحمل مسؤولية استيعاب العناصر الغذائية المهمة من الطعام المهضوم. إلا أنه يُعَرَّض لاضطرابات مختلفة، منها التهابات قد تؤثر سلبًا على وظيفته، مما ينعكس على حالة المصاب بشكل سلبي. تظهر أعراض مشاكل القولون بشكل متنوع، قد تكون خفيفة في بعض الأحيان ولكن قد تظهر بشكل مكثف في أوقات أخرى.
أحد تلك الأعراض البارزة هو "ضيق التنفس"، والذي يمكن أن يكون مصحوبًا بتسارع في دقات القلب. يرتبط ضيق التنفس بالقولون بشكل مباشر عبر العصب الحائر، الذي يلعب دورًا مهمًا في تنظيم العديد من وظائف الجهاز العصبي اللاإرادي.
تُعَدُّ آثار ارتباط القولون بالجهاز العصبي اللاإرادي واضحة على العديد من الجوانب الصحية، حيث يمكن أن يتسبب في ضيق التنفس وتسارع نبضات القلب. يُلاحَظ ذلك خاصةً عندما يكون هناك انسداد في القولون والمعدة، مما يؤثر على البراز ويقلل من المساحة المتاحة للرئتين للتوسع خلال عملية التنفس. يظهر هذا الضيق بشكل واضح عند أخذ نفس عميق، ولكنه يتحسن عند الاستلقاء.
لعلاج ضيق التنفس الناتج عن مشاكل القولون، يجب أن يلتزم المصاب ببعض التوجيهات:
ممارسة التمارين الرياضية: يُعَدُّ النشاط الرياضي والحركة المستمرة حلًا مثاليًا لاستعادة التنفس الطبيعي.
التغيير في النمط الغذائي: اختيار الأطعمة المناسبة، مثل الثوم والبصل والأطعمة الحارة، يلعب دورًا مهمًا في تهدئة القولون. كما يُفضل تناول الألياف بشكل يومي.
إضافة التوابل المهدئة للقولون: الكمون، والبابونج، والينسون، والنعناع، والزنجبيل قد تكون إضافات فعّالة للتغذية لتهدئة القولون.
تجنب التدخين والمشروبات المحتوية على الكافيين: ترك التدخين والابتعاد عن المشروبات التي تحتوي على الكافيين تلعب دورًا هامًا في تحسين الأعراض.
إدارة الضغوط النفسية: الابتعاد عن التوتر والقلق يُعتبران أساسيين في عملية التحسين.
زيادة شرب السوائل: تناول كميات كافية من الماء يُساهم في تحسين حالة القولون.
تجنب بعض الأطعمة: التقليل من تناول الأطعمة التي تحتوي على الفركتوز واللاكتوز.
الحصول على قسط كافٍ من النوم: النوم الجيد يلعب دورًا في تحسين الحالة العامة للجسم والقولون.
تجنب مضغ العلكة أو شرب السوائل من خلال المصاصة: ذلك يساعد على تجنب بلع الهواء وتجمع الغازات.
" تعرف على أمراض القولون: الأسباب والوقاية والعلاج" جرثومة المعدة.. الأسباب، الأعراض، وطرق العلاجمن المهم أن يُجري المصاب جميع الفحوصات والتحاليل الضرورية لاستبعاد أي أسباب أخرى لضيق التنفس قبل اعتبار القولون سببًا. تحقيق التوازن في الحياة اليومية والتركيز على العناية بالصحة الشاملة يلعبان دورًا كبيرًا في التخفيف من تأثيرات مشاكل القولون على التنفس.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: ضيق التنفس وظائف الجهاز العصبي القولون القولون ضيق التنفس ضیق التنفس
إقرأ أيضاً:
الثقافة وخطة الألكسو الاستشرافية لتطوير التعليم
منذ الحضارات القديمة، وتعليم الناشئة يرتكز على تعليم اللغة والأدب والحساب والأخلاق والدين والرياضة والموسيقى، ويمكن استقصاء ذلك، من خلال البحث في تاريخ التعليم الإنساني، لكن معظم الحضارات أجمعت على تلك العناصر. ومع التطور تم إضافة ما يلزم العصر، لكن دوما ظل التعليم يركز على اللغة والثقافة كمحددين للأمم يتم من خلالهما الحفاظ على الخصوصيات والهوية.
ومن الأمثلة المهم عالميا، كانت الحضارة اليونانية التي ارتكزت الى الثقافة كمحرك، وتلتها الحضارة اليونانية التي لم تستطع التخلي عن إرثها الثقافي. لذلك نفهم في هذا السياق في تاريخنا القومي الحضاري، مثل اهتمام الحضارة العربية الإسلامية بالثقافة التي أسست للازدهار العلمي وواكبته. وكذلك اهتمام النهضة العربية الحديثة بما أطلق عليه بالإحياء الثقافي.
مؤخرا قدمت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم خطتها الاستشرافية لتطوير التعليم وتجويده، ولأننا جميعا نؤمن بأن التنميتين الثقافية والعلمية إنما ينطلقان من التعليم، فإننا هنا نقرأ في عجالة السياق الثقافي بشكل خاص، والذي نزعم أن إصلاح حال التعليم هو ضمانة بناء الأجيال الثقافية والفنية والعلمية.
جمعت الخطة معلومات عن الواقع التربوي القومي من جهة، وكشفت ما غاب عنها وعن غيرها من جهة أخرى، وهو الأهم تربوياً.
ورغم حجم الخطة، إلا أنها تناولت القضايا المهمة مروراً سريعاً، كما حدث عند الحديث عن "لغة التعليم" في صفحة 55، حيث خُصصت لها فقرة واحدة فقط، رغم أن من أهم مشكلات التعليم اغتراب الطلبة عن اللغة المستخدمة في معظم بلادنا. فلم يتم منح لغة التعليم حقها من الاهتمام، ولم يتم تطوير تعليم اللغة العربية، التي لا يزال أسلوبها ومضمونها تقليديين. وبما أن اللغة هي مفتاح جميع المعارف، فقد آن الأوان للتعامل معها باعتبارها أداة تعلم، بحيث تكون مفهومة للطلبة، ومتوافقة مع سياقات حياتهم.
في هذا السياق، ونحن نتحدث عن الثقافة التي تعني الأدب والفن، فإن ضمان تعليم اللغة سيعني الكثير للإبداع العربي الشاب. وعليه فإن إيلاء التعليم للغة والأدب بما يحبب الطلبة ولا ينفرهم، سيعني تخفيف الاغتراب اللغوي الذي يتم، لأن البديل هو التعلق بلغات الآخرين قبل الاطمئنان للغتهم القومية وما يكتب بها من آداب.
إن الاهتمام بالثقافة العربية يعني الاهتمام الإبداعي باللغة.
ولعل من المهم عند تعليم اللغة اختيار نصوص أدبية مشوقة للفئات العمرية من 5 سنوات حتى 18 عاما، والظن أن ذلك هو مفتاح تقريب الطلبة من اللغة. وهنا يمكن التعاون بين خبراء المناهج مع خبراء أدب الأطفال والفتيان، من حيث تأليف نصوص جديدة تراعي العصر الجديد.
قبل سنوات ليست بالكثيرة، كان لدى طلبة المدارس والجامعات اهتمامات ثقافية وفكرية وسياسية، وكنا نجد عدة حلقات يتم فيها النقاش في الهموم العامة، لكن ذلك خفّ للأسف، في الوقت الذي تحتاج فيه بلادنا الى الشغوفين للفكر والثقافة.
وهنا، فإن الاهتمام بثقافة الأطفال والفتيان ستعني العقول المفتوحة والصدور الواسعة، بل والخيال اللازم للإبداع الأدبي والعلمي.
وأزعم أن تثقف الطلبة، وإقبالهم هم أنفسهم على موارد الثقافة ومصادرها، سيجعلهم أكثر جدية في التعليم، كما سنلاحظ تغيرا في السلوك، بما يفسح المجال لعلاقات مودة وتعاون، كون من يتم تربيته على الثقافة سيكتسب الذوق الاجتماعي وليس فقط الذوق الأدبي.
تربويا ومن جهة أخرى، إن خارطة الطريق، من صفحة 307 إلى 314، لا توصل إلى الطريق الحقيقي فعلاً، ولم تشكل الخلاصة في الفصل الأخير إضافة مميزة ودقيقة كما كنا نتوقع؛ إذ إن التطوير عادةً يتطلب وضع نقاط محددة، لا مجرد التكرار الإنشائي.
عشر سنوات أخرى ستُبعدنا عن العمل العميق نحو إحراز تقدم واضح في التعليم وإحداث اختراق حقيقي. ركزت الخطة على المنطلقات الواردة في عدد من الإعلانات والاتفاقيات، التي تتعلق بمنظور العدالة والالتحاق، أكثر من تركيزها على النوعية.
طغى على الخطة الطابع الإنشائي، ولم تسلم من التكرار. فعلى سبيل المثال، بالرغم من الحديث عن الرقمنة، لم يتم ربطها بالعمق التربوي بقدر ما تم التعامل معها كوسيلة تواصل، بينما يبقى إصلاح جوهر التعليم العام (التقليدي السائد) هو الضامن لوضع التعليم على سكة الحداثة. فمثلاً، إذا تعلم الطالب الإصغاء في التعليم الوجاهي، فإنه سيكون أكثر قدرة على متابعة التعلم عن بُعد، وكذلك فهم ما يسمع وما يقرأ.
أما الحديث عن الذكاء الاصطناعي في الخطة، فقد أكد ما ذهبنا إليه؛ إذ إن استخدام الذكاء الاصطناعي يذكرنا بالإنترنت حين راج لأول مرة، وكيف أدى إلى انتشار النقل الحرفي وخفوت قدرات التفكير. لذا، فإن تأمل تجارب من يستخدمون التكنولوجيا بطريقة فاعلة هو ما سيضعنا على الطريق الصحيح، وليس مجرد الاستسلام لها.
من جهة ثالثة، هناك حاجة ماسة للحديث عن تهيئة الطلبة في المدارس والجامعات، وهو ما لم يتحقق على مدار ما يقارب ثلاثة عقود منذ منتصف التسعينيات. أما ما يتعلق بتطوير المعلم وملامح المستقبل، فقد تم تناوله بأسلوب إنشائي، دون وضع ملامح واضحة، والأمر ذاته ينطبق على جودة المناهج.
أما الحديث عن التفكير النقدي، فنجد أن الخطة لم تحدد استحقاقات تنفيذ هذا المفهوم، فعن أي تفكير نقدي نتحدث هنا؟ هل يكفي مجرد إيراد المصطلح كشعار؟
إن التحديث والتطوير، فلا ينفصل التعليم عن المجتمع، ونظم الحكم، والاقتصاد، والعلاقات الدولية. لذا، يبقى السؤال: هل هناك إرادة قومية أو قطرية حقيقية لتطوير التعليم؟ في أفضل الظروف، نجد تفاوتاً في جدية الاهتمام بجوهر التعليم والثقافة. لذلك لقد افتقرت الخطة إلى العمق الكافي لإحداث التغيير المنشود.
وعليه، فإن بناء المنظومة كاملة، لن يستقيم حالها أذا لم تكن جامعة للثقافة التي هي أيضا منظومة. وهنا لعل الخطة الاستشرافية في التعليم تهتم بنيويا بالثقافة، لأن هذا مدخل استراتيجي لو أردنا فعل الاختراق التربوي والثقافي والسياسي.