بن غفير في مواجهة مجلس الحرب.. انقسامات وجدل داخل الحكومة الإسرائيلية
تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT
اتسعت حدة الخلافات داخل الحكومة الإسرائيلية، على خلفية الحرب الدائرة في غزة منذ 3 أشهر تقريبا؛ إذ هدد وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير بالانسحاب من الحكومة إذا لم تتغير سياسات مجلس الحرب، خاصة في أعقاب قرار فتح معبر كرم أبو سالم، وسياسات مجلس الحرب التي تتناقض مع أجندة حزب "عوتْسِما يِهُودِيت" الراديكالي المتطرف الذي يرأسه.
ويطمح بن غِفير وحزبه القومي وأحد ممثلي كتلة "الصهيونية الدينية" في احتلال قطاع غزة، وبدء منظومة استيطان يهودية جديدة هناك، ضمن ما يرون أنه تصحيح خطأ رئيس الوزراء الأسبق أريئيل شارون الذي فك الارتباط مع القطاع عام 2005، حسبما نشر موقع إرم.
ونقلت صحيفة "معاريف" عن مصدر مقرب من بن غِفير، أنه ألمح لنتنياهو أن عليه الاختيار بينه وبين غانتس، وأن من غير الممكن مواصلة هذا الأداء، إذ تتحدث الحكومة عن ضرورة تدمير حماس، ولكنها تُدخِل في النهاية مساعدات إنسانية لغزة.
وأشارت وسائل إعلام أن بن غِفير التقى نتنياهو أخيرًا وأبلغه بذلك بشكل واضح، كما أبلغه أن استقالته ربما أصبحت قاب قوسين.
وفي الوقت ذاته، بدأ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خطوة تبدو استباقية، تحسبًا لاستقالة وزير الدفاع السابق بيني غانتس، والذي كان انضم ونواب من حزبه "المعسكر الرسمي" إلى الائتلاف عقب الحرب، شريطة أن يستقيل بعدها.
اقرأ أيضاً
شهادات جديدة.. دبابة إسرائيلية قصفت مستوطنين في بئيري يوم 7 أكتوبر
خلاف وحذر
ولم يقف وزير المالية بِتْسِلئِيل سِموتْرِيتش، زعيم كتلة "الصهيونية الدينية" بمعزل عن هذا الجدل، إذ ألمح إلى معارضته لخطط الحكومة لِما بعد الحرب، وحذر من اتخاذ قرارات أحادية تتجاوز الكابينت وشركاء الائتلاف.
كما تداول الإعلام العبري أنباءً عن محاولات يجريها نتنياهو لاقناع جِدعون ساعَر، زعيم حزب "أمل جديد" اليميني، وشريك بيني غانتس في كتلة "معسكر الدولة"، بالبقاء في الائتلاف عقب استقالة شريكه بعد الحرب.
ووفق قناة "كان 11"، أجرى نتنياهو مشاورات حول السيناريوهات السياسية المقبلة مع جهات مختصة، وبعدها بدأ محاولة إقناع ساعَر بالعودة إلى "الليكود"، مستغلًا خلافات داخل كتلة "معسكر الدولة" حول الانسحاب من الائتلاف بعد الحرب أم البقاء فيه، حيث يؤيد ساعَر البقاء على خلاف شريكه غانتس.
وفي رده، نشر ساعَر تغريدة عبر حسابه على منصة (إكس)، نفى خلالها أن يكون الموضوع مطروحًا، وقال إنه ترك الليكود قبل 3 سنوات وأسس "أمل جديد" من منطلق إدراكه بضرورة التغيير.
اقرأ أيضاً
كيف يتواطأ إعلام الغرب في جرائم إسرائيل بغزة؟.. الإجابة من 7 أكتوبر
المصدر | الخليج الجديد
المصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: بن غفير مجلس الحرب نتنياهو إسرائيل حرب غزة خلافات حكومة نتنياهو
إقرأ أيضاً:
ترامب نهاية نتنياهو
الأزمة التي اندلعت بين الحليفين القديمين ترامب ونتنياهو، ستكون "الشعرة التي تقصم ظهر البعير"، أي الضربة التي ستوجع نتنياهو الذي يُواجه أزمة خانقة، لا يخرج منها.
كم حاول نتنياهو أن يخفي أزمته الخانقة له حتى السقوط، وذلك بإشعال الحرب الثانية في غزة، وقد ادّعى هذه المرّة أن هدفها الوحيد القضاء على حماس، والبدء بتهجير سكان غزة جميعا، فضلا عن التوسّع في الاعتداءات على لبنان وسوريا، وصولا إلى الحديث عن تغيير خريطة "الشرق الأوسط".. ويقصد بالطبع الدول العربية.
من استمع إلى نتنياهو، وهو يتهدّد غزة بتوسيع الحرب حتى احتلالها كاملة، ومن يُتابع إمعانه في القتل الجماعي للأهالي، ومن تابع اعتداءاته على كل من لبنان وسوريا، فضلا عن خطبه، كان سيتوهّم بأن نتنياهو يتصرف من مواقع القدرة والقوّة،لم يبقَ لدى نتنياهو غير خيار واحد، هو الهروب للحرب والاعتداءات، ومحاولة جرّ ترامب لتحمّل الخسائر المترتبة عن تغطيته، والانجرار وراءه وليس من مواقع الضعف والعزلة، والأزمة الداخلية والخارجية (حتى على المستوى الأوروبي- الأمريكي).
كان نتنياهو منذ قرّر أن يشنّ الحرب الثانية على قطاع غزة، هاربا من الأزمة حتى السقوط، فكيف لا يكون في مأزق حقيقي، وضعف حقيقي، مع تصاعد التظاهرات الداخلية ضدّه، وقد علت أصوات ضدّه، من القضاء والجيش والاحتياط، والطيران والنقابات، وقيادات الدولة العميقة، ومن قيادات سابقة.. وكيف لا يكون ضعيفا، وهو يخوض حربا لا أمل له في كسبها، ولا تحظى بإجماع داخلي، ولم تؤيّده دولة واحدة في العالم. وقد تبيّن أن حتى أمريكا ترامب، وهي تغطيه، لها تحفظاتها التي تحوّلت الآن إلى أزمة صارخة في العلاقات.
كل هذه الأزمة، وكل هذا الضعف، كانا يفرضان على نتنياهو الانحناء لتدبّر الالتفاف عليهما، ولكن تحالفه مع سموتريتش وبن غفير أخذ يتحكّم في قراراته، إلى جانب تحكم خوفه إلى حد الرعب، من السجن الذي ينتظره إذا سقطت حكومته. لهذا لم يبقَ لدى نتنياهو غير خيار واحد، هو الهروب للحرب والاعتداءات، ومحاولة جرّ ترامب لتحمّل الخسائر المترتبة عن تغطيته، والانجرار وراءه.
ما هو أشدّ نكاية عليه، فالخطوة الثانية التي تتعلق بصفقة أكبر يسعى لها المبعوث الأمريكي ويتكوف، لأن حماس جعلت الإفراج عن عيدان ألكسندر خطوة مرتبطة بالصفقة المطلوبة
على أن ترامب له سياسات عربية، تتعارض مع السكوت المدمّر عما يرتكب نتنياهو من جرائم، بحق الشعب الفلسطيني في غزة ولا وفي الضفة الغربية ثانيا. وقد ثبت أن الوضع العربي له بعض الثقل في التأثير في سياسات ترامب، بالرغم مما يوصف به هذا الوضع من ضعف وعجز ولا فاعلية.
ولهذا اضطر ترامب من أجل إنجاح زيارته السعودية-الخليجية، أن يحاول الضغط على نتنياهو، لوقف الحرب وإطلاق الأسرى، مع تلميح، غير مؤكد، حول إعلان "دولة فلسطينية"، الأمر الذي أدخل أزمة نتنياهو إلى مواجهة "الشعرة التي تقصم ظهر البعير"، في الصفقة التي تمت لإطلاق عيدان ألكسندر، حامل الجنسية الأمريكية أيضا. وقد شكّل تنفيذها مساء 12 أيار/ مايو 2025 إهانة وإذلالا لنتنياهو، يحتاجان إلى "جِلد تمساحي" حتى يتحملهما.
أما ما هو أشدّ نكاية عليه، فالخطوة الثانية التي تتعلق بصفقة أكبر يسعى لها المبعوث الأمريكي ويتكوف، لأن حماس جعلت الإفراج عن عيدان ألكسندر خطوة مرتبطة بالصفقة المطلوبة، لتشمل وقف الحرب، والانسحاب من القطاع، والتبادل الشامل للأسرى، ولغالبية الأسرى الفلسطينيين من حملة المؤبّدات.
بكلمة، يا للخيار الأصعب الذي ينتظر نتنياهو، ونهايته التي حان وقتها.