تهديدات متصاعدة أطلقتها جماعة أنصار الله (الحوثي) في اليمن مساء اليوم الأربعاء، ضد التحالف الدولي التي تشكله الولايات المتحدة الأمريكية لحماية الممرات الملاحية في البحر الأحمر، فمنذ طوفان الأقصى تضامنت جماعة أنصار الله (الحوثيون) في اليمن مع جماعة حماس سواء بالبيانات الرسمية، أو المظاهرات الاحتجاجية، أو من خلال إعلانها إطلاق صواريخ ومُسيرات متجهة إلى ميناء إيلات، إلا أن هجوم الحوثيين الذي أثار حفيظة وقلق العالم وانتباهه أيضًا، هو الهجوم على السفن التجارية في الممر الملاحي في البحر الأحمر بالقرب من اليمن.

تكلفة عالية

هجوم اليمنيون الذي طال أكثر من 12 سفينة في البحر الأحمر، وأدى إلى إعلان كبرى شركات الشحن العالمية بتغيير مسارها عن المرور في البحر الأحمر، إضافة إلى ارتفاع تكلفة الشحن.

حيث كشفت شركة Keuhne  Nagel، عملاق الخدمات اللوجستية العالمية، اليوم الأربعاء، إن 103 سفن حاويات حولت مسارها حول أفريقيا، وهو رقم تتوقع زيادته، كما أصر بعض مالكي ناقلات النفط على الخيارات الواردة في مواثيقهم لتجنب جنوب البحر الأحمر، في حين أعلنت شركتا BP Plc وEquinor ASA أيضًا  حرصهما على الابتعاد عن  الإبحار في المنطقة.

وحسب “بلومبرج”  فإن هجمات الحوثيين على السفن التجارية أثناء إبحارها عبر البحر الأحمر أدى إلى ارتفاع أسهم الشركات التي تنقل كل شيء من السلع المصنعة إلى النفط والسلع. وقفزت القيمة السوقية المجمعة لأكبر شركات الشحن المتداولة علنًا في العالم بنحو 22 مليار دولار منذ 12 ديسمبر، عندما تصاعدت الهجمات الحوثية بالفعل. وترجع هذه الزيادة إلى أن أعدادا كبيرة من السفن اختارت تتجنب منطقة الصراع، حيث تتزايد تكاليف التأمين. وهذا يعني أنهم لا يستطيعون استخدام قناة السويس المصرية للقطع بين آسيا وأوروبا، وبدلًا من ذلك يجب عليهم الإبحار آلاف الأميال حول أفريقيا لتوصيل شحناتهم.

فيما أكد الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، إن حركة الملاحة بالقناة لم تتأثر بالأحداث التي تحدث الآن في البحر الأحمر، مؤكدا أن الحركة منتظمة ومرور السفن طبيعي.

الهجوم المتكرر للحوثيين ومنعها مرور السفن، أدى إلى مخاوف عالمية وتكاتف الدول مع دعوة الولايات المتحدة الأمريكية بإنشاء تحالف دولي لصد الهجوم المتكرر للحوثيين.

“حارس الإزدهار” تحالف لحماية الممرات الملاحية

من جانبها أعلنت الولايات المتحدة على لسان وزير دفاعها عن إطلاق عملية متعددة الجنسيات لحماية التجارة في البحر الأحمر من خلال تحالف دولي، بهدف ضمان حرية الملاحة لكل البلدان، ولتعزيز الأمن والازدهار الإقليميين، ويضم التحالف الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنروج وإسبانيا والبحرين وجزر السيشل.

وفي هذا السياق أوضح الخبير السياسي  الدكتور بشير عبدالفتاح، في تصريحات لـ"البوابة نيوز"، أن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية يسعى لضم أكثر من 28 دولة، في إطار حماية الممر الملاحي بواسطة قوى دولية أمام هجمات الحوثي التي تضر بحركة السفن التجارية في الممرات الملاحية الدولية.

زعيم الحوثي يهدد من الإنضمام إلى التحالف الأمريكي

وفي أولى ردود الفعل حول التحالف الدولى، ألقى زعيم الجماعة "عبدالملك بدرالدين الحوثي"، مساء اليوم الأربعاء، كلمة قال فيها إن التحرك الأمريكي ليس تحركًا لحماية الملاحة الدولية في باب المندب، فأكبر خطر هو التحرك الأمريكي الذي يسعى لعسكرة البحر الأحمر.

وأضاف "الحوثي" إن التحرك الأمريكي لن يثنينا نهائيا عن موقفنا الثابت والمبدئي والأخلاقي الذي أعلناه منذ البداية إلى جانب الشعب الفلسطيني.

حذر زعيم الجماعة: من يتحرك مع الأمريكي ويورط نفسه في حماية السفن الإسرائيلية يعلم أنه يقدم خدمة لإسرائيل حصرا ويضر بالملاحة الدولية، مطالبًا دول العالم أن تنتقد الأمريكي والذين يتطفلون معه من الدول البعيدة التي تأتي لتهدد الملاحة وتعسكر البحر الأحمر.  

ودعى  الدول المطلة على البحر الأحمر أن يكون لها موقف صريح ضد الموقف الأمريكي الذي ينتهك حقوق هذه البلدان ويهدد أمنها واستقرارها، قائلا: "كل الدول العربية أن يتوقفوا وأن يتفرجوا وأن يتركوا الأمريكي والإسرائيلي ليدخل في حرب مباشرة معنا. نطلب من الدول العربية أن يذرونا لنكون في حرب مباشرة مع العدو الإسرائيلي والأمريكي".

وفي نفس السياق قال الباحث بالحركات الإسلامية أحمد زغلول في تصريحات لـ"البوابة نيوز"، أن تهديد الممرات البحرية يُثير قلق العالم، وأن الحوثيين يتعمدون إثارة المناوشات بين حين وآخر للفت النظر إليهم باعتبارهم قوة في اليمن لها تأثيرها في المنطقة.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الحوثي جماعة أنصار الله الممرات الملاحية البحر الاحمر الحوثيون هجوم الحوثي الولایات المتحدة التحرک الأمریکی فی البحر الأحمر

إقرأ أيضاً:

غارات مركزة واغتيالات محتملة.. إسرائيل تخترق الحوثي وتدخل خط تصفية القيادات

شن الجيش الإسرائيلي غارات في اليمن، مساء السبت، في محاولة لـ"استهداف مسؤولين عسكريين كبار" من جماعة الحوثي، بحسب ما ذكرت "إذاعة الجيش الإسرائيلي"، فيما قالت مصادر عسكرية أن الغارات الجوية كانت تستهدف اغتيال رئيس هيئة أركان الحوثيين محمد الغماري".

Read also :فتح طرقات اليمن.. ملف يكشف زيف الحوثيين

وقالت مصادر محلية في صنعاء أن ضربات جوية إسرائيلية استهدفت ثلاثة مبانٍ سكنية في صنعاء، أحدها قرب مدرسة اليمنية الحديثة وجامعة الرشيد، مشيرة إلى أن الموقع كان يستخدم كغرفة عمليات مغلقة لعناصر قيادية بارزة في الجماعة، وأن الغارات جرى تنفيذها لحظة عقد اجتماع لما يسمى المجلس العسكري الأعلى للميليشيات الحوثية المرتبط بالحرس الثوري الإيراني.

وأشارت مصادر إلى أن هناك ترجيحات بمقتل رئيس هيئة الأركان العامة للحوثي، اللواء محمد عبدالحكيم الغماري، إلى جانب عدد من القيادات العسكرية الأخرى. في حين لم تعلن الميليشيات الحوثية إية تفاصيل حول موقع الاستهداف أو الضحايا الذين لقوا مصرعهم في الغارات. إلا أن الميليشيات فرضت طوقًا أمنيًا مشددًا حول مكان الغارات ورفض السماح للمواطنين بالاقتراب أو حتى التصوير.

ووفق مصادر طبية وأمنية تحدثت لوسائل إعلام محلية فقد نُقل عشرات المصابين وجثث متفحمة إلى مستشفيي 48 والقدس بصنعاء، في أعقاب انفجار عنيف دوّى جنوب العاصمة، حيث يقع المبنى المستهدف.

ويعد رئيس أركان الجماعة محمد عبدالكريم الغماري، أحد أخطر المطلوبين لدى التحالف العربي، والمصنف كحلقة الوصل العسكرية بين الحوثيين وإيران. وفي حال صدقت عملية اغتيال القيادي تصبح ميليشيا الحوثي مخترقة من قبل جهاز الاستخبارات الإسرائيلية "الموساد"، وهو ما يرجح تنفيذ عمليات تصفية أخرى لقيادات بارزة في الفترة القادمة.

وتؤكد المصادر أن الضربة المركزة على المبنى تؤكد حقيقة تمكن "الموساد" من اختراق أمني حاد داخل بنية الجماعة الحوثية، وربما عبر شبكة تجسس عميقة مقربة من الدائرة العسكرية الحوثية وتعمل من داخل اليمن. أو عبر طائرة تجسس من دون طيار. ما حدث في صنعاء أعاد إلى الأذهان سيناريو اغتيالات "الموساد" داخل إيران قبل أيام حيث تمكنت إسرائيل من تصفية أبرز قيادات الجيش والحرس الثوري الإيراني إلى جانب علماء بارزين في الملف النووي.

تطور لافت ومقلق بين صفوف قيادات الميليشيات الحوثية التي أصبحت في دائرة الاستهداف الإسرائيلي. حيث نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، تزامنًا مع الغارات صورة تظهر أسماء وصور 12 من كبار قادة جماعة الحوثي، من بينهم زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، ورئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط، والمتحدث العسكري يحيى سريع، إلى جانب قادة بارزين مثل محمد عبد الكريم الغماري، محمد علي الحوثي، أبو علي الحاكم والناطق الرسمي محمد عبد السلام.

وتأتي تطورات صنعاء في ظل تصعيد متواصل بين إسرائيل وإيران، وامتداد المواجهة إلى ساحات متعددة، بينها اليمن, حيث شنت الميليشيات هجمات صاروخية على مدن إسرائيلية خلال اليومين الماضيين، وهو ما استدعى ردًا إسرائيليًا على تلك الهجمات.

وتشير المعلومات إلى أن الجماعة تحاول التستر على هذه الهواجس المتصاعدة، من خلال ضخ أخبار دعائية تتحدث عن "الرد الإيراني" على إسرائيل، وذلك في محاولة يائسة لرفع معنويات أتباعها، في حين أن الواقع الأمني داخل الجماعة يوصف بـ"الهش"، وسط خشية من عمليات تصفية أو اختراق مماثلة في الداخل اليمني.

وقالت مصادر محلية في صنعاء إن جماعة الحوثي نقلت عشرات المركبات المموهة، من صنعاء باتجاه محافظة عمران، مع تشديد إجراءات الدخول والخروج من محافظة صعدة، معقل الجماعة الأساسي، حيث يعتقد بتواجد قادتها، وذلك وسط تأهب عسكري أميركي في المنطقة. وجاءت هذه الإجراءات تحسباً لتصعيد عسكري محتمل من القوات الأميركية والإسرائيلية.

وكانت جماعة الحوثي قامت، قبل أشهر، بإخلاء منازل قادتها في صنعاء ونقلتهم إلى مناطق جبلية شديدة التحصين، يرجح في صعدة، مع قطع وسائل اتصالهم، تحسباً لاختراق إسرائيلي مشابه لما حدث لكوادر إيران وقيادات "حزب الله" اللبناني.

مقالات مشابهة

  • «الأرشيف» يدعم ربط المخرجات بالمعرفات الرقمية
  • إدارة ترامب تدرس إضافة 36 دولة إلى حظر السفر الى الولايات المتحدة
  • تزايد الاضطرابات الملاحية حول مضيق هرمز وسط هجمات إسرائيل على إيران
  • «صمود» يجيز رؤية سياسية لإنهاء الحروب وتأسيس الدولة
  • وكالة أنباء فارس: مسيرة أسقطت بمحافظة إيلام الإيرانية من نوع MQ-9 تابعة للجيش الأمريكي
  • عاجل.. الخارجية الايرانية: الولايات المتحدة شريكة في العدوان الإسرائيلي على بلادنا (فيديو)
  • تداول 9 آلاف طن بضائع عامة ومتنوعة و 573 شاحنة بموانئ البحر الأحمر
  • هيئة البث الإسرائيلية: تل أبيب طالبت رسميا بإقامة تحالف دولي ضد إيران
  • غارات مركزة واغتيالات محتملة.. إسرائيل تخترق الحوثي وتدخل خط تصفية القيادات
  • مستشار بالأمم المتحدة: قرار وقف إطلاق النار في غزة يواجه الفيتو الأمريكي