مراكش – نبض السودان

قدم وزير الخارجية المكلف السفير علي الصادق اليوم خطاب السودان أمام منتدى التعاون العربي الروسي في دورته السادسة بمدينة مراكش المغربية.

وفيما يلي نص كلمة الوزير:

بسم الله الرحمن الرحيم

كلمة السودان أمام الدورة السادسة أمام منتدى التعاون العربي الروسي

مراکش 20 ديسمبر 2023

معالي السيد / ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج بالمملكة المغربية – رئيس الدورة الحالية لمجلس الجامعة معالي السيد / سيرجي لافروف – وزير خارجية الاتحاد الروسي

السادة اصحاب المعالي وزراء الخارجية

السيد / أحمد أبو الغيط – الأمين العام لجامعة الدول العربية

اصحاب السعادة رؤساء الوفود وممثلي الدول الشقيقة والصديقة

الحضور الكريم

السلام عليكم ورحمة الله ….

أرجو في مستهل حديثي أن أنضم الى زملائي الذين سبقوني في الحديث للتعبير عن خالص التعازي وأسمى آيات المواساة لدولة الكويت الشقيقة قيادة وشعباً في وفاة المغفور له بإذن الله الأمير نواف الأحمد الجابر الصباح رحمه الله وجعل مقامه في عليين ان شاء الله، مع خالص الدعوات لسمو الامير مشعل الأحمد الجابر الصباح بالتوفيق والسداد في قيادة دولة الكويت الشقيقة.

الحضور الكريم.

إسمحوا لي وأنا أخاطب الدورة السادسة للمنتدى العربي الروسي، أن أعبر عن بالغ اعتزاز بلادي بعلاقات الشراكة الوطيدة التي تجمعنا بدولة روسيا الصديقة وهي علاقات تاريخية متميزة جمعت بلدينا الصديقين منذ عقود عدة ووثقت لتعاون ثنائي قوي في عدة مجالات وكانت زيارة السيد وزير الخارجية الروسي للسودان في فبراير هذا العام علامة مميزة في هذا السياق، ولم يكن مستغربا – والحال كذلك – أن يكون للسودان شرف استضافة المنتدى العربي الروسي في دورته الثانية في عام ٢٠١٤ م كأول بلد عربي يستضيف هذا المنتدى بعد أن استضافته العاصمة الروسية موسكو دورته الأولى عام ٢٠١٣ .

وها نحن اليوم نشهد في مراكش الجميلة أعمال الدورة

السادسة لهذا المنتدى الهام بعد أن انتظم في أعماله الخمس دورات سابقة.

أصحاب وصاحبات المعالي والسعادة.

الحضور الكريم.

يكتسب هذا المنتدى أهمية استثنائية بالنظر إلى التطورات الهامة التي يشهدها محيطنا الاقليمي والدولي في الوقت الراهن، حيث يمثل هذا المنتدى آلية فاعلة ومهمة لتعزيز التعاون والشراكة بين دولنا العربية وروسيا في عدة مجالات ومحاور، كما يعتبر أيضاً منصة مشتركة لتبادل الرؤى والأفكار ووسيلة للتنسيق حول ما تمر به منطقتنا والعالم بشكل عام ويتوجب علي في هذا أن أثمن وأعبر عن تقديرنا لمواقف روسيا القوية الداعمة لدولنا في المحافل الدولية المختلفة في وقت تتصاعد وتتكاثر فيه التحديات المختلفة، الأمر الذي يحتم علينا أن ندعو إلى جعل هذا المنتدى منبرا يتم من خلاله العمل على بذل المزيد من الجهود من أجل التنسيق في قضايانا وتوثيق وتوطيد هذه العلائق وتطويرها تحقيقا للمصالح المشتركة للطرفين.

 

الحضور الكريم.

لا بد أنكم تتابعون ما يشهده السودان حالياً من تطورات مؤسفة إثر تمرد قوات الدعم السريع ومحاولتها اليائسة والبائسة للاستيلاء على السلطة بالقوة، وما خلفته من دمار وتخريب ممنهج ، ومتعمد منذ الخامس عشر من أبريل الماضي.

لقد اعتدت هذه المليشيا الإرهابية على الشعب السوداني بشكل وحشي غير مسبوق، واستهدفته في دمه وممتلكاته وعرضه وعاثت فسادا ودمارا في المرافق الخدمية ومؤسسات الدولة المدنية وفق مخطط مرسوم يستهدف جوهر انتماء وتكوين الدولة السودانية وثوابتها ورموز حضارتها ومكوناتها الاجتماعية المختلفة، ولكن تصدت الدولة السودانية ممثلة في قواتها المسلحة لهذا المخطط التآمري الضخم للاستيلاء على السلطة بقوة السلاح وأفشلته، فلجأت الميليشيا المتمردة، وفي انتهاك صارخ للقانون الانساني الدولي والأعراف والمواثيق الدولية، إلى احتلال المناطق السكنية والأعيان المدنية واحتجاز المواطنين العزل لاستخدامهم دروعا بشرية.

 

الحضور الكريم.

لا بد أنكم تتابعون ما يشهده السودان حالياً من تطورات مؤسفة إثر تمرد قوات الدعم السريع ومحاولتها اليائسة والبائسة للاستيلاء على السلطة بالقوة، وما خلفته من دمار وتخريب ممنهج ، ومتعمد منذ الخامس عشر من أبريل الماضي.

لقد اعتدت هذه المليشيا الإرهابية على الشعب السوداني بشكل وحشي غير مسبوق، واستهدفته في دمه وممتلكاته وعرضه وعاثت فسادا ودمارا في المرافق الخدمية ومؤسسات الدولة المدنية وفق مخطط مرسوم يستهدف جوهر انتماء وتكوين الدولة السودانية وثوابتها ورموز حضارتها ومكوناتها الاجتماعية المختلفة، ولكن تصدت الدولة السودانية ممثلة في قواتها المسلحة لهذا المخطط التآمري الضخم للاستيلاء على السلطة بقوة السلاح وأفشلته، فلجأت الميليشيا المتمردة، وفي انتهاك صارخ للقانون الانساني الدولي والأعراف والمواثيق الدولية، إلى احتلال المناطق السكنية والأعيان المدنية واحتجاز المواطنين العزل لاستخدامهم دروعا بشرية واستخدام منازلهم ثكنات عسكرية ومنصات الإطلاق الأسلحة، فضلا عن الاختطاف والاغتصاب وحجز الآلاف في معسكرات تفتقد لأبسط المقومات الأساسية للحياة، لقد أضحى المدنيون العزل هدفا لهذه الميلشيا المتمردة التي استهدفتهم بالقتل والقصف ونهب المنازل والبنوك والأسواق فضلا عن حملات التطهير العرقي في غرب دارفور وغيرها مما حدا بالمحكمة الجنائية الدولية إلى فتح تحقيق حول هذه الانتهاكات.

إن ما تكشف من حجم و ابعاد هذا المخطط يوضح أنه كان يستهدف القضاء على السودان وتفتيته وتقسيمه واحالته إلى بؤرة إرهاب وجريمة تفرخ الزعزعة وعدم الاستقرار في كل المنطقة ولعلكم تابعتم المحاولات المستميتة واليائسة التي تقوم بها الميليشيا مؤخرا لتوسيع نطاق الحرب في السودان ونقلها إلى الولايات الأخرى من خلال مهاجمة مراكز إيواء النازحين في وسط السودان في ولاية الجزيرة وفي شمال دارفور في مدينة الفاشر وهي كلها مناطق تخلو من أهداف عسكرية وتستضيف أعدادا كبيرة من المدنيين والنازحين بسبب الحرب فضلا عن تمركز النشاط الانساني فيها، وهي بذلك لا تضع ادنى اعتبار للقانون الانساني الدولي أو المقتضيات العمل الانساني الذي يستخدم هذه المناطق مراكز الإيواء النازحين وتوزيع وتسليم الإغاثة مما يضيف إلى سجل اجرامهم الحافل بشتى انواع الجرائم والانتهاكات التي وجدت ادانات واسعة من المنظمات ومن المفوض السامي لحقوق الانسان، وحكومات العديد من الدول مما يحتم على المجتمع الدولي أن يصنف هذه الميليشيات على أنها جماعة ارهابية وبالتالي يصبح كل من يقدم أي شكل من أشكال المساعدة أو الدعم لهذه الميليشيا، سواء كانت أفرادا أو جهات اعتبارية أو دول شريكة لها في أعمالها الإرهابية وجرائمها ضد الانسانية.

إن انخراطنا في المفاوضات في جدة والتي تتم برعاية سعودية وأمريكية كريمة، إنما يعكس أيماننا بضرورة الالتزام بما تم التوقيع عليه في اعلان المباديء الذي وقعنا عليه في جدة في مايو الماضي والذي لم تلتزم به الميليشيا، وهو ذات ديدنها في الاستمرار في انتهاك القانون الدولي القاضي بحماية المدنيين، بل أنها بعد أن اعتدت على المدنيين وهجرتهم من مساكنهم احتلت منازلهم وترفض تماما الخروج من الأعيان المدنية والمرافق الخدمية وتصر على استخدام المدنيين كدروع بشرية في انتهاك واضح وصريح للقانون الانساني الدولي، إننا نتطلع إلى أن تمارس الأطراف الميسرة والمجتمع الدولي الضغط الكافي على هذه الميليشيا لتؤكد التزامها بهذا الاعلان وتنفذه على أرض الواقع حتى يمكن فتح الممرات الانسانية وتقديم الدعم للمحتاجين اليه.

في ختام كلمتي هذه أود أن أشيد بكرم الضيافة وحفاوة الاستقبال الذي وجدناه من المملكة المغربية الشقيقة، واتمنى أن تكلل أعمال المنتدى بالنجاح والسداد وأن تصل لما فيه خير ورفعة وتقدم شعوبنا جميعاً.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

المصدر: نبض السودان

كلمات دلالية: أمام كلمة السودان منتدى نص للقانون الانسانی الدولی للاستیلاء على السلطة الدولة السودانیة العربی الروسی هذا المنتدى فی انتهاک

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية يلقي كلمة المملكة في المؤتمر الدولي رفيع المستوى حول التسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين

ألقى الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية، في مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك اليوم، كلمة المملكة في المؤتمر الدولي رفيع المستوى حول التسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين، وذلك في الجلسة الثانية للمؤتمر الذي ترأسه المملكة بالشراكة مع الجمهورية الفرنسية.

وأوضح وزير الخارجية خلال الكلمة أن هذا المؤتمر ينعقد في ظل استمرار التصعيد وتعرض الآلاف من المدنيين لأبشع أنواع الانتهاكات الجسيمة، من تجويع وقصف وتهجير، وتقويض ممنهج لكل الجهود الدولية لإيصال المساعدات ورفع المعاناة عن الأشقاء في غزة، مؤكدًا أن الانتهاكات الإسرائيلية امتدت إلى الضفة الغربية والقدس الشريف، حيث تفرض القيود التعسفية والسياسات الاستيطانية والممارسات الممنهجة التي تهدف إلى تغيير الطابع الديني والديموغرافي.

وشدد على أن الأمن والسلام لا يتحققان عبر سلب الحقوق أو فرض الأمر الواقع بالقوة، وأن مثل هذه السياسات الإسرائيلية تؤدي إلى تغييب الاستقرار، وتآكل فرص السلام، وتغذية بيئة العنف والتطرف، بما يهدد الأمن الإقليمي والدولي على حدٍ سواء.

وعبر عن إشادة المملكة بما عبر عنه فخامة الرئيس محمود عباس من التزام صادق بالسلام، وبالجهود الإصلاحية الجادة التي تقودها الحكومة الفلسطينية برئاسة دولة رئيس الوزراء الدكتور محمد مصطفى، وهي جهود تستحق الدعم والتقدير، داعيًا إلى تضافر جهود المجتمع الدولي في دعم الشعب الفلسطيني في بناء قدراته وتمكين مؤسساته الوطنية، وذلك عبر مساندة السلطة الوطنية الفلسطينية والخطوات الإصلاحية التي تقوم بها.

وقال وزير الخارجية في كلمته: "تؤمن المملكة بأن السلام لا يمكن أن يبنى دون تمكين الشعب الفلسطيني اقتصاديًا وتنمويًا ومن هذا المنطلق، تعمل المملكة على تعزيز تعاونها مع السلطة الفلسطينية في مجالات التعليم، وتنمية القدرات البشرية، ودعم التحول الرقمي، والتعاون مع القطاع الخاص، لتمكين الاقتصاد الفلسطيني من النهوض وتحقيق تنمية شاملة ومستدامة".

وعبر عن ترحيب المملكة بقرار مجموعة البنك الدولي في تقديم المنحة السنوية لفلسطين بحوالي 300 مليون دولار إلى الصندوق الاستئماني لقطاع غزة والضفة الغربية، بهدف تعزيز قدرة الفلسطينيين على مواجهة التحديات وتحقيق التنمية والاستقرار.

وأشار إلى أنه منذ تبني مبادرة السلام العربية عام 2002م، والمملكة تبذل جهودًا متواصلة من أجل تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة، على حدود الرابع من يونيو 1967م، وعاصمتها القدس الشرقية، بصفتها الركيزة الأساسية لتحقيق سلام عادل وشامل وأمن مستدام في المنطقة، معبرًا عن تثمين المملكة عزم جمهورية فرنسا الاعتراف بدولة فلسطين مما يعكس التزامها بدعم حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، داعيًا بقية الدول إلى اتخاذ هذه الخطوة المسؤولة، والانخراط في مسار موثوق به ولا رجعة فيه، لإنهاء الاحتلال وتحقيق الأمن والسلام لجميع شعوب المنطقة.

حضر الكلمة، الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان سفيرة خادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة الأمريكية، ومستشار وزير الخارجية للشؤون السياسية الأمير مصعب بن محمد الفرحان، ووكيل الوزارة لشؤون الاقتصاد والتنمية عبدالله بن زرعة، ومندوب المملكة الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك السفير الدكتور عبدالعزيز الواصل، ومستشار سمو الوزير محمد اليحيى، والوزير مفوض بوزارة الخارجية الدكتورة منال رضوان.

الأمم المتحدةفلسطينوزير الخارجيةالقضية الفلسطينيةقد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • حركة الأحرار الفلسطينية تدين الصمت العربي والعجز الدولي عن وقف جرائم الإبادة في غزة
  • البنك العربي الأفريقي الدولي يقود إصدار سندات توريق بقيمة 4.7 مليار جنيه
  • مشروعان عُمانيان ضمن أفضل (13) مشروعًا عالميًّا في منتدى لندن الدولي للشباب
  • وزير الصحة استقبل رئيس مكتب التعاون الروسيّ - اللبنانيّ
  • مشروعان عُمانيان ضمن أفضل 13مشروعًا عالميًّا في منتدى لندن الدولي للشباب
  • بروتوكول تعاون بين المحكمة العربية للتحكيم والجهاز العربي للتسويق
  • وزير الخارجية يلقي كلمة المملكة في المؤتمر الدولي رفيع المستوى حول التسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين
  • حمزة: تشرفنا هذا العام باستضافة الجناح السعودي ليكون ضيف شرف والذي سيتم افتتاحه رسمياً بحضور وفد رسمي رفيع في خطوة تعكس عمق العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين وتعكس الدعم الأخوي الكبير المقدم من المملكة وتفتح الباب أمام مزيد من التعاون العربي المشترك
  • نائب: كلمة الرئيس السيسي رسالة قوية للمجتمع الدولي بضرورة تحمّل مسؤولياته تجاه غزة
  • مشاركة دولية واسعة في منتدى "التمويل المستدام والأخضر"