اليمنيون يتحشدون في الساحات والميادين رداً على أمريكا واستنفاراً للمواجهة المباشرة
تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT
مظاهرات جماهيرية شهدتها عواصم المحافظات اليمنية والموقف واحد حامد: الشعب اليمني لا تخيفه التحالفات ولا توقفه التهديدات ولا ترعبه القطع العسكرية الأمريكية فهو يراها صيداً ثمينا التأكيد على الثبات على الموقف في نصرة غزة وتأييد خطاب قائد الثورة والرد على التهديدات
الثورة /صنعاء
رداً على التهديدات والتحركات الأمريكية ضد اليمن ، احتشد الشعب اليمني في عشرات الساحات والميادين بحضور مليوني غير مسبوق ، حيث شهد ميدان السبعين حشودا مليونية غير مسبوقة رداً على أمريكا وتحركاتها ضد اليمن لمحاولة إثنائه عن موقفه في نصرة غزة ، كما شهدت عواصم المحافظات مظاهرات جماهيرية شاركت فيها جماهير غفيرة حذرت أمريكا من مغبة تحركاتها المعادية.
وقد شهد ميدان السبعين في العاصمة صنعاء، عصر أمس ، احتشادا مليونيا في مظاهرات خرجت تحت شعار «تحالف حماية السفن الإسرائيلية لا يرهبنا» ، وأكدت الجماهير جهوزيتها لمواجهة أي اعتداء على الشعب اليمني .. والجهوزية للمواجهة المباشرة مع الأمريكيين والإسرائيليين.
وحذرت الحشود المليونية من أي اعتداء على اليمن ، مؤكدة بأنها جاهزة للرد عليه ، ورفعت الحشود الجماهيرية في المسيرة العلمين اليمني والفلسطيني، والشعارات المؤكدة أن تحالف حماية السفن الإسرائيلية لن يرهب الشعب اليمني، وإنما يزيده إصرارا على موقفه الثابت والمبدئي في نصرة الشعب الفلسطيني، وقضيته العادلة ومواجهة العدوان الصهيوني – الأمريكي.
وفي الإطار شهدت عواصم المحافظات مظاهرات جماهيرية كبرى ، تحت شعار “تحالف حماية السفن الإسرائيلية لا يرهبنا”، وأكدت على ثبات الموقف اليمني في نصرة غزة ، محذرة الأعداء من أي حماقات ، ومؤكدة جهوزيتها لتنفيذ توجيهات قائد الثورة المباركة في خطابه يوم الأربعاء.
وجددت الحشود المليونية التأكيد على الجهوزية والاستعداد التام لمواجهة أي تصعيد في البحر الأحمر، وتنفيذ أي خيارات وتوجيهات للقيادة الثورية لخوض المعركة المباشرة مع العدو الصهيوني – الأمريكي؛ نصرة للأقصى الشريف وفلسطين.
وأكدت أن الخروج غير مسبوق في العاصمة صنعاء والمحافظات رسالة واضحة لأمريكا ودول الغرب، بوقوف الشعب اليمني خلف قيادته الحكيمة، وتفويضه المطلق لكل القرارات في نصرة الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة.
وحذرت الحشود كل الدول من التورط في الانخراط في هذا التحالف، الذي يهدف إلى حماية الكيان الصهيوني الغاصب، ويمثل خطرا وتهديدا على الملاحة الدولية في البحرين الأحمر والعربي.
وأكد المشاركون في المسيرة أهمية الاستمرار في منع السفن الإسرائيلية أو السفن المتجهة إلى الكيان الصهيوني، حتى فك الحصار وإدخال الغذاء والدواء والوقود للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، كموقف لا يقبل المساومة أو التراجع عنه.
وجددوا ثبات موقف اليمن قيادة وحكومة وشعبا لنصرة الأقصى والشعب الفلسطيني، وحركات الجهاد والمقاومة في غزة والأراضي المحتلة، كواجب ديني ووطني وإنساني مهما تخاذل المتخاذلون.
وأعلنت الحشود الجماهيرية مواصلة الاستنفار والتعبئة والتحشيد لتعزيز الجاهزية لخوض أي مواجهة محتملة والمشاركة المباشرة في مواجهة الكيان الصهيوني، الذي يرتكب أبشع المجازر والجرائم بحق الأطفال والنساء والمدنيين في قطاع غزة وأرض فلسطين المحتلة.
واعتبرت انخراط أي دولة في تحالف حماية السفن الإسرائيلية مشاركة مباشرة في العدوان الصهيوني المجرم على الشعب الفلسطيني.
وحيّت عمليات القوة الصاروخية والقوات البحرية، وكذا الملاحم البطولية التي يسطرها أبطال المقاومة الفلسطينية في مواجهة العدو الصهيوني البربري.
وفيما يستمر الشعب اليمني في التحشد لنصرة غزة ، بمظاهرات هي الأكبر والأوسع في العالم ، تأكيدا على ثبات الموقف ، وردا على التهديدات الأمريكية والتأييد الكامل لما ورد في خطاب قائد الثورة المباركة ، تواصل القوات المسلحة فرض حصار بحري على العدو الصهيوني حتى يسمح بدخول الغذاء والدواء إلى غزة.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: تحالف حمایة السفن الإسرائیلیة الشعب الفلسطینی الشعب الیمنی نصرة غزة فی نصرة
إقرأ أيضاً:
مكانة البطل في وجدان الشعب اليمني
يتميّز الشعب اليمني بتقديسه للبطولة وتعلّقه العاطفي العميق بالأبطال، فهو لا يكترث كثيراً باتجاهات البطل أو التزاماته الفكرية، بقدر ما يهمه أن يكون بطلاً حقيقياً، يتجلى فيه معنى الشجاعة والإتقاد والإقدام والقدرة على التغيير.
في الذاكرة الشعبية الريفية، كان أول ما يقرأه اليمني بعد أن يتعلّم القراءة والكتابة هو قصص بعض البطولات الخيالية المتاحة حينها: الزير سالم، عنترة بن شداد، والمياسة والمقداد؛ فهذه الحكايات أول نوافذ الفرد اليمني نحو تصور الذات البطولية، ورؤية نفسه من خلال أبطال خياليين صاغوا وجدانه المبكر، ومنذ تلك اللحظة، تبدأ رحلة البحث والارتباط بكل ما يمت للبطولة بصلة.
وعلى هذا الأساس، احتضن اليمنيون رموزاً متعددة للبطل المنقذ: فمجدوا عبد الناصر، ورفعوا من شأن السلال، وأحبوا الحمدي، وهتفوا لفتاح، وانبهروا بصدام، واعلو من مكانة فيصل، وحتى أُعجب الكثير منهم بأسامة كرمز للمغامرة، وغيرهم كثير.
لم يكن الارتباط بهذه الشخصيات قائماً على تقييم دقيق لمبادئ البطولة الحقيقية دائماً، بل على ما أثارته في وجدانهم من مشاعر التفاؤل والكرامة والقدرة على المواجهة.
في الوعي الجمعي اليمني، هناك عقد غير مكتوب بين الشعب والبطل؛ عقد ولاء وإسناد ودعم، يتجلى في الساحة السياسية والاجتماعية فور أن يقدّم شخص ما نفسه كمنقذ أو قائد استثنائي، ورغم أن هذه الظاهرة موجودة في مجتمعات عربية أخرى، فإنها في اليمن أكثر وضوحاً وتجذّراً، إذ تلامس أعماق الشخصية اليمنية ذات الميل الفطري للبطولة والشجاعة والتحفز المستدام.
لكن، حين يغيب “البطل الحقيقي” عن المشهد السياسي، وتتبعثر الدولة، ويتصدّر المشهد من لا يملك مقومات البطولة، يجد اليمني نفسه مضطراً إلى توزيع ولاءاته بشكل مؤقت؛ يمنحها لهذه الأطراف المتصدرة، لا حباً بها، بل اتقاءً للشرور، ومراعاة للحال وانتظاراً للبطل المنتظر، لذلك، نراه يلوذ برمزية “عفاش” احيانا، ويتماشى البعض مع الحوثي على مضض، ويهز البعض الآخر رأسه للانتقالي في ظروف مماثلة، ويصافح مكونات الشرعية بتردد، وكل ذلك ضمن إطار من الولاءات المؤقتة، التي لا ترقى لمستوى القناعة أو التسليم الكامل.
تتوزع القوة الاستراتيجية الشعبية، وفق هذا المنظور، بنسبة 80% في هذه الولاءات المؤقتة القابلة للاسترداد بمجرد ظهور البطل الحقيقي، بينما 20% فقط هي ولاءات راسخة نسبياً للجهات المتصدرة، لكنها تظل قابلة للمراجعة والتراجع.
وفي الختام، سيظل الشعب اليمني بطلا في ذاته، ومصنعا للأبطال، وسيبقى اليمني في انتظاره الأزلي للقائد البطل، حاملاً في قلبه عهدا مع الحرية والكرامة، مؤمناً أن الخلاص لا يأتي إلا على يد قائد شجاع، يرفع السيف في وجه الظلم، ويعيد للوطن هيبته ومكانته.
وما الخيرُ إلا في السيوفِ وهزِّها
وإلقائها في الهامِ أو في الحواجبِ
وحملُ الفتى للسيفِ في اللهِ ساعةً
كستينَ عاماً من عبادةِ راهبِ
فماليَ إلا السيفُ حصنٌ ومفزعٌ
إلى أن أُلاقيَ السيفَ والسيفُ صاحبي
– إبراهيم بن قيس الحضرمي
نقلاً عن صفحة الكاتب على فيسبوك