فرغوا البندقية في جسمه .. قرار عاجل بجريمة شبين القناطر
تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT
قررت محكمة جنايات الجيزة، حجز الحكم على المتهمين بقتل عامل لخلافات سابقة بينهم بمنطقة منشأة القناطر لجلسة 22 يناير المقبل.
اقرأ أيضًا :
صدر القرار برئاسة المستشار إبراهيم عبد الخالق إبراهيم رئيس المحكمة، وعضوية المستشارين عادل بديع لبيب وياسر إبراهيم محمد، وأمانة السر صبحي عبد الحميد.
كشفت تحقيقات النيابة العامة قيام المتهمين "ع. ف. ش"، "م. ح. ع" بالقتل العمد، وذلك على خلفية التحقيقات في القضية رقم 17019 لسنة 2021 منشأة القناطر، والمقيدة برقم 5290 كلي جنوب الجيزة.
اقرأ أيضًا :
وأضافت التحقيقات قيام المتهمين بحيازة بندقية آلية دون ترخيص، وبمواجهة المتهمين أقروا بارتكابهم للواقعة، وتم إتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة تجاهم.
نصت الفقرة الثانية، من المادة 2344 من قانون العقوبات، على أنه "ومع ذلك يحكم على فاعل هذه الجناية (أى جناية القتل العمد)، بالإعدام، إذا تقدمتها أو اقترنت بها أو تلتها جناية أخرى"، وأن هذا الظرف المشدد يفترض أن الجانى قد ارتكب، إلى جانب جناية القتل العمدى، جناية أخرى وذلك خلال فترة زمنية قصيرة، ما يعنى أن هناك تعدداً فى الجرائم مع توافر صلة زمنية بينها.
وتقضى القواعد العامة فى تعدد الجرائم والعقوبات، بأن توقع عقوبة الجريمة الأشد فى حالة الجرائم المتعددة المرتبطة ببعضها ارتباطاً لا يقبل التجزئة (المادة 32/2 عقوبات)، وأن تتعدد العقوبات بتعدد الجرائم إذا لم يوجد بينها هذا الارتباط (المادة 33 عقوبات)، وقد خرج المشرع، على القواعد العامة السابقة، وفرض للقتل العمد فى حالة اقترانه بجناية أخرى عقوبة الإعدام، جاعلاً هذا الاقتران ظرفاً مشدداً لعقوبة القتل العمدى، وترجع علة التشديد هنا إلى الخطورة الواضحة الكامنة فى شخصية المجرم، الذى يرتكب جريمة القتل وهى بذاتها بالغة الخطورة، ولكنه فى نفسه الوقت، لا يتورع عن ارتكاب جناية أخرى فى فترة زمنية قصيرة.
يشترط لتشديد العقوبة على القتل العمدى فى حالة اقترانه بجناية أخرى ثلاثة شروط، وهى: أن يكون الجانى قد ارتكب جناية قتل عمدى مكتملة الأركان، وأن يرتكب جناية أخرى، وأن تتوافر رابطة زمنية بين جناية القتل والجناية الأخرى.
يفترض هذا الظرف المشدد، أن يكون الجانى قد ارتكب جناية قتل، فى صورتها التامة. وعلى ذلك، لا يتوافر هذا الظرف إذا كانت جناية القتل قد وقفت عند حد الشروع واقتران هذا الشروع بجناية أخرى، وتطبق هنا القواعد العامة فى تعدد العقوبات.
كذلك لا يطبق هذا الظرف المشدد إذا كان القتل الذى ارتكبه الجانى يندرج تحت صورة القتل العمد المخفف المنصوص عليها فى المادة 237 من قانون العقوبات حيث يستفيد الجانى من عذر قانونى يجعل جريمة القتل، كما لا يتوافر الظرف المشدد محل البحث ومن باب أولى، إذا كانت الجريمة التى وقعت من الجانى هى "قتل خطأ" اقترنت بها جناية أخرى، مثال ذلك حالة المجرم الذى يقود سيارته بسرعة كبيرة فى شارع مزدحم بالمارة فيصدم شخصاً ويقتله، ويحاول أحد شهود الحادث الإمساك به ومنعه من الهرب فيضربه ويحدث به عاهة مستديمة، ففى هذه الحالة توقع على الجانى عقوبة القتل غير العمدى، بالإضافة إلى عقوبة الضرب المفضى إلى عاهة مستديمة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: محكمة جنايات الجيزة محكمة جنايات الجيزة محكمة الجنايات قتل منشأة القناطر الجيزة القتل العمد جنایة القتل جنایة أخرى هذا الظرف
إقرأ أيضاً:
قرية القناطر .. حارة أثرية تنبض بالتاريخ وتنتظر التطوير
تُعد حارة القناطر في ولاية إبراء رمزًا للتاريخ والثقافة العمانية، حيث تتألق بمبانيها الأثرية والتاريخية الفريدة، وتقع هذه الحارة في منطقة مركزية، وتضم بيوتًا فخمة البناء وبتصاميم بديعة، ويُعتقد أن القناطر كانت من أوائل مناطق النشأة البشرية، حيث شهدت حياة بشرية تعود إلى الألف الثالثة قبل الميلاد، وتحتوي الحارة على عدة أحياء متجاورة، لكل منها اسمها ومرافقها الخاصة، مثل كشام ومطرح والمقطورة والصفح والدغشة والحشرية، وتُشير هذه الأسماء إلى ارتباطها بالمكان والأحداث التي شهدتها على مر العصور، أما سبب تسميتها بالقناطر، فيعود إلى كثرة القناطر الموجودة عند مدخل كل زقاق وسكة.
بناء وتاريخ القرية
القناطر منطقة محصنة بسلسلة جبلية تعتليها السواقي والأفلاج، أبرزها فلج «بو منخرين» الذي جاءت تسميته بدلالة المنخرين اللذين يلتقيان في ساقية واحدة ذات مياه دفاقة تسقي البساتين والنخيل، إذ شُقت فيها الأفلاج منذ بنائها الذي يُعد ذو ارتباط وثيق بالوديان والجبال، أما عن طريق الحارة، فهو يقسمها بين دروازتين وطرق فرعية توصل مجموعة من البيوت المتجاورة متناسقة الهندسة، وبحسب التنقيبات الأثرية والدراسات، فقد تم اكتشاف مصاهر لمعادن النحاس ووجود مستوطنات من العصر الحديدي، كما تم اكتشاف أن حارة القناطر من أقدم الأماكن للاستيطان البشري، وذلك حسب التنقيبات الأثرية التي قامت بها بعثة ألمانية في سبعينيات القرن الماضي.
سوق وجامع القناطر
سوق القناطر من الأسواق القديمة في سلطنة عمان، يأتي على المدخل الجنوبي لحارة القناطر، وهو السوق الرئيسي لولاية إبراء وملتقى النشاط التجاري والتجار من مختلف الأقطار حتى عام 1983م بعد إنشاء سوق إبراء الحالي، ويضم السوق 22 دكانًا مبنية من العريش وتُعد وقفًا للجامع، ويعتليه حصن دفاعي في أعلى السوق، وقد تم تجديد السوق في عهد اليعاربة في القرن الحادي عشر الهجري والسابع عشر الميلادي، حسب ما أشارت إليه النصوص الأثرية والنقوشات، وقد أحيا سكان وأهالي حارة القناطر اللقاء في السوق، حيث يُقام على أطلال السوق عصر كل جمعة «قعد فلج بو منخرين»، كما تُقام فيه حركة بيع وشراء على فترات متقطعة بغية تنشيط حركة البيع والشراء.
أما عن جامع القناطر، فله دور تاريخي وعلمي عظيم وأوقاف كثيرة حتى بداية سبعينيات القرن العشرين، وتشير النقوش الموجودة على محراب الجامع إلى أنه قد تم بناؤه عام 177 هجريًا، وبعض النصوص وكتب الفقه تشير إلى أنه وُجد قبل ذلك وأُعيد بناؤه وتجديده من أوقافه في عهد الإمام سلطان بن سيف اليعربي، ويقابله في المكانة مسجد القبلين، شعار ولاية إبراء، الذي يُعد أيضًا من أقدم مساجد عُمان.
أحياء قرية القناطر
وفي الوقت الحالي، يسعى المواطنون من أصحاب الشأن والقرار إلى إحياء حارة القناطر، وذلك باحتضانها للفعاليات والمناشط المختلفة مثل عيود العيد والمحاضرات والهبطات، ويجدر الذكر استضافة المؤتمر الصحفي لنهائي كأس جلالة السلطان لكرة القدم في فبراير الماضي.
واستثمر فيها سالم بن حمود الحارثي مشروعه «قهوة الصفح»، ويقول: بداية مشروع قهوة الصفح جاءت من فكرة ذاتية لإبراز السوق التاريخي بالقناطر، لما يحمله من كثير من التفاصيل والذكريات، والذي تحيط به المزارع والشواهد التاريخية، وإبراز الحارة بأكملها، ولازدهار ولاية إبراء اقتصاديًا في ذلك الوقت، ووجود التبادل الثقافي والتجاري مع مختلف السكان المحليين والسياح والزوار.
ويستكمل الحارثي حديثه بقوله: فكرة المشروع جاءت بهدف إحياء المكان، إذ إنها لم تكن فكرة وليدة اللحظة، فلطالما كانت هاجسًا يرافق كل من عاش وترعرع في هذه البقعة، ويأتي هذا المشروع المتواضع كبارقة أمل للفت النظر نحو حارة القناطر وجعلها محطة جذب للزوار والسياح المهتمين بالتراث والتاريخ الأثري، وإبراز الجوانب الثقافية والتاريخية والاجتماعية لحارة القناطر قبل الجانب التجاري.
ويضيف: اختياري لقرية القناطر كان اختيارًا مدروسًا وموفقًا، حيث إن هذا المكان يضم بين جنباته الكثير من الذكريات والقصص والحكايات التي ظهرت فيها أصالة وعراقة الإنسان العماني وسطّر ملحمة خلدها الزمن لتحكي القصص من الصبر والكفاح، وذلك من خلال توظيف المعالم في مشاريع حديثة، بدءًا من اسم المشروع (قهوة الصفح) الدال على إحدى حارات قرية القناطر، والشعار الخاص بالمشروع، والعديد من الخامات البيئية المحيطة المستخدمة في تصميم وترتيب المكان.
من جانبه، قال سعادة عبدالله بن حمد الحارثي، عضو مجلس الشورى ممثل ولاية إبراء ورئيس لجنة الإعلام والسياحة والثقافة بمجلس الشورى: بطبيعة الحال، قرية القناطر والسوق القديم وقرية المنزفة والحارات المرتبطة بقرية القناطر جميعها يمكن استغلالها لكي تكون نزلًا أو مقاهي، وبالإمكان أيضًا استغلالها استغلالًا سياحيًا لتجذب الزوار ليس على مستوى سلطنة عُمان فحسب، بل من كافة بلدان العالم، وعلى غرار ما رأيناه في منطقة العقر بولاية نزوى أو في قرى ولاية الحمراء بمحافظة الداخلية، الكثير من الأمور التي تم السعي في بنائها وتشييدها وترميمها لتكون حاضرة للسائح بثوب قشيب، وتذكر السائح والزائر بالماضي التليد، ويربط هذا الحاضر بذاك الماضي، لذلك، وحسب تصريحات مكتب محافظ شمال الشرقية، يُعمل في الوقت الحالي على تأسيس شركات على مستوى الولايات في هذا الجانب، مما سيعزز دور هذه المناطق التاريخية، وهذه الحارات والقرى الأثرية للاستفادة منها سياحيًا واستغلالها بعائد اقتصادي محلي، وستُطرح كأسهم تستطيع فيها الشركة المساهمة الاستثمار والرقي بهذه الأماكن، ولا يخفى أن هناك جهودًا خلال هذه الفترة على المستويين الفردي والجماعي لتذليل هذه الجوانب والبحث عن آليات للمضي قدمًا في استغلال المناطق الأثرية بولاية إبراء، ووجود الحارات والقرى الأثرية هو فرصة ذهبية للمواطن والحكومة أيضًا من خلال استغلالها سياحيًا وتعميرها، وهي فرصة كذلك لتوفير فرص وظيفية وقنوات عمل للباحثين عن عمل.