منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي والإمارات توظف كل قدراتها السياسية والدبلوماسية من أجل وقف إطلاق النار في قطاع غزة، ووضع حد للفظائع التي ترتكبها القوات الإسرائيلية ضد المدنيين، وتقديم المساعدات الإنسانية لأهالي القطاع الذين يواجهون كارثة حقيقية، وتمكينهم من الصمود، و"وضع حد لكابوسهم المستمر" كما قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أمام مجلس الأمن.
تمكنت الإمارات بعد مفاوضات شاقة استمرت أكثر من مئة ساعة من التوصل إلى قرار بزيادة واسعة النطاق للمساعدات الإنسانية لأهالي القطاع.
يعتبر القرار 2720 اختراقاً مهماً لحالة الانسداد السياسي في مواجهة «الفيتو» الأمريكي الذي حال دون نجاح مشاريع سابقة تقدمت بها الإمارات لوقف إطلاق النار وتسهيل تقديم المساعدات الإنسانية، وهو إنجاز اعتبرته الإمارات خطوة بالغة الأهمية واختراقاً تاريخياً يعزز الوضع الإنساني في غزة.
كان جهد الإمارات استثنائياً "في عالم تفرض فيه القوة شروطها بحيث تغدو السياسة فن الممكن"، لأن العقبات التي كانت تحول دون صدور مثل هذا القرار باتت معروفة، ولكن كان لا بد من جهد مكثف من أجل التخفيف من معاناة أهالي القطاع حيث الجوع بات شاملاً، ومعظم المستشفيات باتت خارج الخدمة جراء تدميرها أو محاصرتها، أو منع المستلزمات الطبية عنها، أو لانعدام الوقود اللازم للمولدات الكهربائة، إضافة إلى التهجير الذي طال أكثر من مليون شخص فقدوا منازلهم بعد تدميرها، وباتوا في العراء.
لكن أهم ما في القرار هو تعيين منسق للإشراف على إيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع على وجه السرعة، ويكون مسؤولاً عن إيصالها، فضلاً عن التحقق من الطبيعة الإنسانية لجميع شحنات المساعدات، وإنشاء آلية للمساعدات عبر دول ليست أطرافاً في الصراع، على أن يقدم تقريراً عن عمله إلى مجلس الأمن خلال 20 يوماً، ثم يقدم مثل هذا التقرير كل 90 يوماً. وهذا يعني التزام الشفافية في تقديم المساعدات ووصولها إلى مستحقيها.
كانت مهمة وفد الإمارات في مجلس الأمن صعبة وشاقة، لكن الدبلوماسية الإماراتية بقيادة سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، كانت مصممة على بلوغ أهدافها في إنجاز قرار يخفف عن الشعب الفلسطيني الشقيق الكارثة الإنسانية التي يعيشها، وتمكنت بجدارة من الوصول إلى هذا الهدف.
لقد جاء القرار في وقته، إذ أن الأمم المتحدة حذرت من خطر مجاعة شاملة، وفق مسؤول العمليات الإنسانية مارتن غريفيت الذي قال: "نحن منذ أسابيع نحذر من أنه مع هذا الحرمان من الطعام، والدمار، سيزداد الجوع والمرض واليأس لدى شعب غزة.. لذا يحب أن تنتهي الحرب"، فيما قال بيان الاتحاد الأوروبي إن "نتائج تقرير مؤشر الأمن الغذائي في قطاع غزة تطور خطير وينبغي أن ينتبه العالم بأسره إلى منع كارثة إنسانية مميتة".
وتقول منظمة الصحة العالمية إن الوضع في غزة "يائس للغاية"، وHنه لا توجد مستشفيات تعمل في شمال القطاع بعد أن تعرضت للقصف، أو نفاد الوقود والإمدادات الطبية.
هذا الجهد يحسب للإمارات في وفائها للشعب الفلسطيني بأن تكون إلى جانبه دائماً.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل
إقرأ أيضاً:
الجبهة الشعبية: قرار الأمم المتحدة بشأن غزة خطوة رمزية تفتقر إلى آلية تنفيذية
الثورة نت/وكالات رحبت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، اليوم السبت، بالقرار الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم أمس الجمعة، والذي يدعو العدو الإسرائيلي إلى تطبيق قرار محكمة العدل الدولية وفتح المعابر لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة. واعتبرت الجبهة الشعبية في بيان أن القرار رغم أهميته السياسية والمعنوية، يبقى خطوة رمزية يفتقر إلى آلية تنفيذ تُلزم العدو الإسرائيلي أو توقف حرب الإبادة والتجويع المستمرة. وشددت على أن الشعب الفلسطيني يحتاج إلى قرارات دولية تحت الفصل السابع تُفرض بالقوة لضمان وصول المساعدات، منوهةً بأن تصويت 139 دولة لصالح القرار يؤكد العزلة الدولية المتزايدة للعدو الصهيوني. وأكدت البيان أن “تصويت الإدارة الأمريكية ضد القرار يضعها في موقع الشريك المباشر في حرب الإبادة والتجويع بحق شعبنا، ويؤكد انحيازها المطلق للعدو الإسرائيلي”. وأضافت أن “وصف الخارجية الأمريكية للقرار بأنه غير جاد ومنحاز ضد إسرائيل يُشكّل غطاءً سياسياً وقانونياً للعدو للتنصل من التزاماته، ويكرّس دور واشنطن في منع إدخال المساعدات واستخدام التجويع كسلاح حرب”. ورحبت الجبهة الشعبية ايضاً بتأكيد القرار على “أن وكالة الأونروا هي جهة لا غنى عنها في تقديم المساعدات للشعب الفلسطيني”. كما أدانت الجبهة بشدة “الموقف الأمريكي الذي يواصل شيطنة وكالة الاونروا والعمل على تضييق عملها، في محاولة بائسة للتغطية على جرائم التجويع الصهيونية وتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين”. وطالبت الجبهة الشعبية “المجتمع الدولي والدول التي صوتت لصالح القرار إلى ترجمة موقفها إلى أفعال ضاغطة وملموسة فوراً، ودعم وكالة الأونروا سياسياً ومالياً، والعمل على محاسبة العدو الإسرائيلي على جرائم التجويع والإبادة”. كما طالبت بالزام “الولايات المتحدة الكف عن دعمها غير المشروط الذي يمثل العائق الأكبر أمام تنفيذ أي قرار دولي عادل ضد العدو الإسرائيلي”.