سودانايل:
2025-06-27@07:11:29 GMT

المسلمية بعد أن اشرقت من جديد أطفأ نورها الجنجويد !!

تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT

نحن معشر أهل المسلمية ( ود نوة ) بمختلف انتمااتنا السياسية والطائفية والعرقية وحتي الرياضية كنا علي قلب رجل واحد جمع بيننا حب بلدتنا التاريخية هذه وكان البعض منا يطلق عليها ( العاصمة ) والشيء المدهش أن كثيراً من الموظفين الذين خدموا فيها كان أكثر ما يزعجهم خطاب النقل منها وكانوا يناضلون من أجل البقاء فيها لأكبر مدة ممكنة وذلك لطيبة أهلها وحسن تعاملهم مع ضيوفها سواء كانوا من الموظفين أو من عابري السبيل وكثير من هؤلاء الموظفين حزموا أمرهم وصاهروا أهل البلدة المضيافة وكانت لهم ذرية وإقامة دائمة بها .


المسلمية تاريخيا نالت شهرة تجارية واسعة وكانت القوافل تحمل لها البضائع والسلع من مصر وكانت هذه القوافل احيانا تحمل من البضائع النفيسة التي لايقوي علي شرائها إلا تجار المسلمية بما لهم من مقدرة مالية عالية وفهم كبير في فنون البيع والشراء ولذا تعبر هذه القوافل الطريق بين مصر والسودان دون توقف حتي تحط رحالها في المسلمية حيث تجد من يرحب بهذه البضائع الفاخرة ويجزل لهم في العطاء.
عرفت المسلمية التعليم مبكرا وكانت المدرسة الأولية ذات الرأسين قبلة لتلاميذ الريف الجميل إضافة لاهل الدار الذين كانوا يستضيفون هؤلاء التلاميذ في بيوتهم أن عجزت الداخلية عن استيعابهم وهذا الكرم جعل التلاميذ المستضافين يضعون هذا الجميل في حدقات عيونهم وقد ردوا الجميل للمسلمية بعد أن تخرجوا في الجامعات وتبواوا أعلي المناصب ومازال عطائهم مستمراً ، وللذكري والتاريخ فإن أول وزير للمعارف بعد خروج المستعمر كان السيد عبدالرحمن علي طه قد درس المرحلة الأولية في المسلمية وهو كما تعلمون شغل منصب نائب عميد بخت الرضا المستر قريفث وكان يلقب بالرجل الانجليزي الأسود لاجادته لهذه البريطانية التي كان السودانيون يتحدثونها بطلاقة وفصاحة تكاد تضاهي فصاحة أهلها الأصليين وكان عبد الرحمن علي طه من المقربين للسيد عبد الرحمن المهدي وله مكانه المرموق في أروقة حزب الأمة العريق .
تأسست المدرسة الأميرية الوسطي مع الاستقلال وكان أول ناظر لها الإنسان الراقي الوقور حسن سلمان نصر الذي عاد للجامعة بعد أن صار ناظرا ودرس في كلية الآداب بجامعة الخرطوم وعند التخرج ابتعث الي لندن وعاد بالدكتوراة في اللغة الإنجليزية وصار محاضرا في جامعة الخرطوم وانشا جامعة خاصة به .
خلفه في مدرسة المسلمية ناظرا لها الاستاذ عبدالخالق حمدتو الذي واصل في التدريس بجامعة الاحفاد بعد أن تقاعد بالمعاش .
نذكر من الدفع الأولي بمدرسة المسلمية الوسطي كثير من الطلاب صار لهم شأن في دنيا العلوم والاداب علي سبيل المثال الدكتور الأمين ابراهيم النعمة وقد صار عميداً لكلية الصيدلة بجامعة الخرطوم وقد أبدع في الجامعات السعودية ووضع بصمته هنالك بوصوله لاكتشافات هامة في مجال الصيدلة ، وأيضاً زميله سيف الدين جعفر علي بلال الذي اخترع جهازا يساعد في الاقلاع عن التدخين والمرحوم متوكل التوم نمر ابن الحصاحيصا الذي شق طريقه في الاعلام الي أن وصل درجة الوكيل .
وجاءت مواسم الهجرة للخليج بعد أن ضاق الحال والتضييق في عهد مايو البغيض وشد كثير من أهل المسلمية مثلهم مثل غيرهم من أهل البلاد الرحال الي هنالك ومن تحسنت حالته بني له مسكنا فاخراً في العاصمة ولكن هذا لم يمنعه من التواصل مع أهله الذين مازالوا مرابطين في المسلمية الأم الرؤوم وفي كافة المناسبات الخاصة بأهل المسلمية بالعاصمة نجد أبناء المسلمية الأوفياء في توادهم وتراحمهم وتفقدهم لبعضهم البعض وكأنهم لم يغادروا أرضهم الطيبة للحظة واحدة.
نعم المسلمية جمع بين أهلها الاحترام وقمة التقدير ومهما تباعدت بينهم المسافات فمازالوا يدا واحدة وقلب صافي ينبض بالود والخير والجمال وبينهم تاريخ عريق وآباء غر ميامين وشخصيات سطعت كاسماء في حياتنا نالت شهرتها بالداخل وسافرت الي خارج الحدود ويكفي أن نذكر البروف علي شمو خبير الإعلام العالمي الذي أحب المسلمية واحبته بوفاء نادر ليس له مثال .
وتم اجتياح ودمدني الجميلة بواسطة الاوباش المرتزقة المتخلفين قطاع الطرق وعرجوا علي المسلمية البلدة الوادعة الآمنة المضيافة وفعلوا بها الافاعيل وعاثوا فيها فسادا كعادتهم ...
ونحن من علي البعد نعزي اهلنا في المسلمية في هذا المصاب والخراب الذي طال كل البلاد بسبب تقاعس جيشنا الذي انشغل بالتجارة وترك حراسة الحدود والدستور وساعد في قيام جيش موازي من الجنجويد ليكون اليد الباطشة للثوار وإجهاض الثورة وقوي هذا الشيطان وابتلع من مكنوه كل هذا التمكين الذي صار به دولة داخل دولة وصارت له جولة وصولة وكانت المأساة أن فكر دقلو أن يصير ولي الأمر بما له من إمكانيات مهولة وحصل الدواس وتقدم المرتزقة واصاب الجيش النعاس وصار يضرب أخماسا في اسداس وراح منا وطننا العزيز بسبب الفلول الملاعين !!..
قلوبنا معكم اهلنا بالمسلمية أرض النخوة والكرم ونسأل الله سبحانه وتعالي أن يقيل عسرتكم ويفرج همكم ويفك أسركم ، إنه سميع مجيب الدعاء و صلي الله علي سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين .

حمدالنيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
لاجيء بمصر .

ghamedalneil@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: بعد أن

إقرأ أيضاً:

مؤمن الجندي يكتب: أشرف محمود.. الذي علق فأنطق الهوية

في بعض الوجوه تسكن أوطان، وفي بعض الأصوات تنام ذاكرة شعب بأكمله.. هناك وجوه لا تُنسى، لا لأنها لامست الشاشات، بل لأنها لامست القلوب دون استئذان.. أشرف محمود… ليس مجرد اسم لمعلق رياضي، بل حكاية مصرية تمشي على قدمين، رجل حين يتحدث، تسمع في صوته رائحة الشاي على مصطبة الجد في آخر النهار، تسمع أنين أبو الهول وصبر الفلاح، ودفء السلام عليكم من جارٍ لا يغلق بابه.

مؤمن الجندي يكتب: مهما صفق الواقفون مؤمن الجندي يكتب: عندما ينطق الوجه مؤمن الجندي يكتب: أزرار السوشيالجية مؤمن الجندي يكتب: بين العرق والذهب وصمت الكادحين

هو لا يعلّق على المباراة فحسب، بل يُمسك بالميكروفون كمن يُمسك بفرشاة ألوان، يرسم بها مشهدًا حيًّا تنقلك من الملعب إلى الحارة، من الهدف إلى الضحكة المصرية الخجولة، ومن تمريرة سحرية إلى حكمة قالها الأب زمان: "اللي ملوش كبير يشتري له كبير".

تراه فلا تتساءل عن معدنه، هو معدن "ابن البلد" النقي، صادق كالنيل، بسيط كالرغيف، نظيف كضحكة طفل في عز المولد.

أشرف محمود لم يجمّل نفسه، لم يصطنع شخصية، بل اختار أن يكون هو... فقط هو، وفي زمن يتصارع فيه الناس على الأضواء، كان هو الضوء ذاته، ضوءٌ يُشبه عيون أمك حين تدعو لك، ويُشبه نبرة أبيك حين يقول لك: "راجل يا ابني".

هو لا يركض خلف "الترند"، بل يمشي على خطى الكبار، لا يلهث خلف اللقطة، بل يصنعها بهدوء، كالفلاح حين يحرث الأرض.. يعلم أن الخير سيأتي.

أشرف محمود ليس ظاهرة صوتية، بل ظاهرة هوية وطنية.. هو مصر حين تتحدث بعقلها وقلبها ولسانها السمح، أثناء التعليق على المباريات.

في هذا الرجل تتجلى الهوية المصرية بكل ما فيها: بشهامتها، بكرامتها، بخفة ظلها، بجدعنتها، بحكمتها، بلغتها العربية، وبإيمانها العميق أن الأصل هو الأصل.. مهما تبدّلت الأزمان.


قبل النهاية، نحن في زمن امتلأت فيه الشاشات بالتصنع، والمنصات بالتصيد، لكن خرج هذا الصوت المصري الدافئ في بطولة مونديال الأندية، من الميكروفون لا يشبه إلا نفسه.. لا يستعير لهجة، ولا يبالغ في تعبير، ولا يتكلّف حماسة رغم خروجه عن شعوره.. لكنه فجأة! أصبح "تريند"، ولم يكن ذلك لأنه يملك خطة تسويق، أو فريق سوشيال ميديا محترف، أو يسعى خلف "اللايك والشير"، بل لأنه فقط قرر أن يكون كما هو: مصريًا جدًا.. بصوته، بكلماته، بنُكاته، بحماسه، وبهدوئه حين يجب أن يهدأ.

أشرف محمود لم يعلّق على المباريات فحسب، بل منحها طعمًا ولونًا ورائحة.. جعل المتابع يشعر أن المباراة تُلعب في ساحة بيتنا، وأن الهدف ليس مجرد كرة في الشباك، بل حكاية تُروى على القهوة، وضحكة تنطلق من القلب، وعصبية ابن بلد يعرف قيمة اللحظة.

لقد أصبح تريند.. لا لأنه أراد، بل لأن الناس اشتاقت لما يُشبهها.. وأشرف يشبهنا جدًا.

للتواصل مع الكاتب الصحفي مؤمن الجندي اضغط هنا

مقالات مشابهة

  • قيادي بمستقبل وطن: 30 يونيو أنقذت مصر من الانهيار وكانت بداية للبناء والتنمية
  • الدمار الذي خلفه القصف الإسرائيلي على مبنى التلفزيون الإيراني
  • المرشد الإيراني: إسرائيل لم تتصور قوة ضرباتنا وكانت على وشك الانهيار الكامل
  • قصة الممثل المصري المسيحي الذي ألقى خطبة الجمعة على زملائه
  • عندما نشبت الحرب في السودان سارع الجنجويد ومعاونيهم بـ(شفشفة السيارات والبيوت وسرقة الحسناوات)
  • رضوى الشربيني: الإعلام رسالة قوية..وكانت سنة استراحة محارب
  • مؤمن الجندي يكتب: أشرف محمود.. الذي علق فأنطق الهوية
  • المتحدث باسم وزارة الداخلية: يتزعم الخلية شخص سوري الجنسية، يدعى محمد عبد الإله الجميلي، ويكنى أبو عماد الجميلي، وهو من سكان منطقة الحجر الأسود في دمشق، وكان يعرف بوالي الصحراء عند “داعش”، وقد تعرض اعترافاته المصورة لاحقًا حال الانتهاء من التح
  • العرباوي: نندد بالعدوان الوحشي الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني
  • ناجي من منطقة المثلث الحدودية يروي لنا معاناة النازحون الهاربون من جحيم الجنجويد