دعا الرئيس اللبناني جوزيف عون للضغط على إسرائيل لتطبيق وقف إطلاق النار والانسحاب من بلاده، وذلك خلال اجتماع مع وفد من ممثلي الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي اليوم الجمعة.

وقالت الرئاسة اللبنانية إن الرئيس عون أكد خلال الاجتماع مع الوفد الأممي في القصر الرئاسي في بعبدا ببيروت، التزام لبنان بتطبيق القرارات الدولية، ودعا إلى دعم الجيش لاستكمال عمله.

كما أوضح بيان الرئاسة اللبنانية أن الوفد الأممي أبدى دعمه للاستقرار عبر تطبيق القرارات الدولية ودعم الجيش وتطبيق حصر السلاح في يد الدولة.

وتأتي زيارة الوفد الأممي للبنان لبحث التوتر بين لبنان وإسرائيل، ومرحلة ما بعد انتهاء مهمة قوات اليونفيل نهاية العام المقبل.

ويلتقي الوفد برؤساء الجمهورية والبرلمان، كما سيجري جولة في جنوب لبنان، لمعاينة الواقع الميداني في المنطقة.

اجتماع غير مسبوق

وتأتي زيارة الوفد الأممي بعد يوم من لقاء غير مسبوق بين ممثلين مدنيين إسرائيليين ولبنانيين بحضور أميركي في الناقورة، في محاولة لخفض التصعيد الإسرائيلي بجنوب لبنان، كما تأتي غداة استعراض مجلس الوزراء اللبناني خطة الجيش لحصر السلاح بيد الدولة.

وأمس الخميس قال الرئيس اللبناني إن الجلسة الأولى للمفاوضات مع إسرائيل في منطقة الناقورة بالجنوب مهدت لجلسات مقبلة تبدأ في 19 ديسمبر/كانون الأول الجاري، وشدد على ضرورة أن تسود لغة التفاوض بدل الحرب، وفق ما جاء في بيان للرئاسة اللبنانية.

وكان الرئيس عون ترأس، أمس الخميس، جلسة مجلس الوزراء في قصر بعبدا شرق بيروت، وقالت الرئاسة اللبنانية إن عون تحدث في الجلسة عن تكليفه السفير السابق سيمون كرم برئاسة لجنة الوفد اللبناني في لجنة مراقبة وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، المعروفة اختصارا بـ"لجنة الميكانيزم".

وقال الرئيس اللبناني إن تكليف كرم برئاسة الوفد اللبناني إلى لجنة وقف الأعمال العدائية مع إسرائيل لا يستهدف فئة من اللبنانيين، وإنما يستهدف حماية لبنان وإبعاد شبح الحرب عنه.

إعلان

وعرض قائد الجيش اللبناني خلال جلسة الوزراء، التقرير الشهري الثالث عن تنفيذ خطة الجيش لحصر السلاح في منطقة جنوب الليطاني. وكانت الحكومة اللبنانية قد كلفت في 5 أغسطس/آب الماضي الجيش اللبناني بوضع خطة لحصر السلاح بيد الدولة قبل نهاية العام الحالي.

اليونيفيل تستنكر

من جهة أخرى، استنكرت قوة الأمم المتحدة بلبنان (يونيفيل) الغارات الإسرائيلية التي استهدفت منطقة عملياتها بجنوب لبنان أمس الخميس، وقالت إن الهجمات الإسرائيلية تمثل انتهاكا واضحا لقرار مجلس الأمن 1701.

ودعت يونيفيل، في بيان، الجيش الإسرائيلي إلى الاستفادة من آليات التنسيق المتاحة له، كما حذرت الجهات اللبنانية من أي رد فعل قد يفاقم الوضع، ولفت بيان يونيفيل إلى أن شخصا، كان ضمن مجموعة، أطلق النار على إحدى آلياتها قرب بنت جبيل جنوبي لبنان من دون تسجيل إصابات، واعتبرت أن الاعتداء على عناصرها غير مقبول وطالبت بتحقيق فوري.

وكانت الطائرات الإسرائيلية شنت غارات، أمس الخميس، على بلدات عدة في الجنوب، وأفادت مراسلة الجزيرة بأن المقاتلات الإسرائيلية استهدفت مبنى في بلدة محرونة بقضاء صور، كما قصفت مبنى آخر في بلدة جباع، بمنطقة النبطية.

وقد تسبب القصف الإسرائيلي في تدمير المبنيين. كما استهدفت الغارات لاحقا بلدتي برعشيت والمجادل، في جنوب لبنان. وقال الجيش الإسرائيلي إنه هاجم مواقع لحزب الله في المنطقة.

وتوصلت إسرائيل ولبنان في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024 إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، برعاية أميركية وفرنسية، بعد عام من العدوان الإسرائيلي على لبنان.

ورغم سريان الاتفاق، لا تزال إسرائيل تنفذ غارات يومية على مناطق مختلفة في لبنان، كما أبقت على قواتها في 5 تلال بالجنوب.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات الوفد الأممی

إقرأ أيضاً:

البابا من بيروت يدعو إلى لبنان موحد و"نزع السلاح من القلوب"

وجه البابا لاوون الرابع عشر دعوة إلى اللبنانيين من وسط بيروت إلى عدم اليأس، مؤكدا أن لبنان قادر على أن يكون علامة للسلام في منطقة الشرق الأوسط. 

وفي ختام قداس ترأسه في الواجهة البحرية للعاصمة اللبنانية، قال بابا الفاتيكان إن لا خيار سوى السير في طريق واحد، يتمثل في "نزع السلاح من القلوب، وكسر دروع الانغلاق العرقي والسياسي، وفتح الانتماءات الدينية على اللقاءات المتبادلة، وإيقاظ حلم لبنان الموحد، حيث ينتصر السلام والعدل، ويعترف الجميع ببعضهم بعضا كإخوة وأخوات".

ودعا البابا اللبنانيين إلى النهوض قائلا: "لبنان، انهض وكن دارا للعدالة والأخوة، وكن نبوءة سلام لكل المشرق"، مشددا على ضرورة عدم الاستسلام لليأس أو الخضوع لمنطق العنف والشر.

 وتحدث عن الأزمات التي تعصف بالبلاد قائلا: "هذا الجمال يغشاه فقر وآلام وجراح أثرت في تاريخكم، وقد كنت قبل قليل أصلي في موقع انفجار المرفأ، الذي يختصر معاناة هذا الشعب في ظل أزمة اقتصادية خانقة وسياق سياسي غير مستقر، وعنف يعيد إحياء مخاوف قديمة".

أودى انفجار عام 2020 في مرفأ بيروت بحياة 200 شخص وتسبب في أضرار بمليارات الدولارات، لكن التحقيق في أسبابه ما زال متعثرا ولم يحاسَب أحد حتى الآن.

مقاربات جديدة للسلام

وأكد البابا أن الشرق الأوسط يحتاج إلى مقاربات جديدة تتجاوز عقلية الانتقام والعنف والانقسامات السياسية والاجتماعية والدينية، قائلا: "نحن بحاجة إلى فتح فصول جديدة باسم المصالحة والسلام".

 

 وخاطب مسيحيي المشرق قائلا: "تحلوا بالشجاعة، فالكنيسة تنظر إليكم بمحبة وإعجاب".

تأتي زيارة البابا إلى لبنان تحت شعار "طوبى لفاعلي السلام"، في وقت يعاني فيه البلد من سلسلة أزمات سياسية واقتصادية، وسط استمرار الانقسامات الداخلية، والحرب الأخيرة بين حزب الله وإسرائيل.

وشهدت الواجهة البحرية لبيروت توافد عشرات الآلاف من المشاركين منذ ساعات الفجر الأولى، وسط إجراءات أمنية مشددة. وقالت السلطات إن عدد الحضور بلغ نحو 150 ألف شخص.

ورحب الحشد بالبابا عند مروره بينهم في "البابا موبيلي"، وسط رفع أعلام لبنان والفاتيكان.

وقالت إحدى المشاركات، سميرة خوري، إن "اللقاء مع البابا يزرع الفرح والسلام في قلوبنا ويقوي الرجاء"، فيما وصف الشاب إلياس فاضل القداس بأنه "بارقة أمل للبنان".

صلاة صامتة في مرفأ بيروت

قبل التوجه إلى القداس، أقام البابا صلاة صامتة أمام النصب التذكاري لضحايا انفجار مرفأ بيروت، الذي أودى بحياة أكثر من 220 شخصا عام 2020.

وصافح عددا من أهالي الضحايا، بينهم طفل صغير حمل صورة والده. وقالت المحامية سيسيل روكز التي فقدت شقيقها في الانفجار إن زيارة البابا تمثل دعما معنويا لعائلات الضحايا في سعيهم من أجل العدالة.

 

زيارة إلى مستشفى دير الصليب

وفي وقت سابق، زار البابا مستشفى دير الصليب للأمراض النفسية شمال بيروت، حيث استُقبل من قبل الطاقم الطبي والمرضى بالتصفيق ونثر الورود.

وشكرت رئيسة الدير، الأم ماري مخلوف، البابا على لفتته "الإنسانية والأبوية تجاه المهمشين والمنسيين"، فيما دعا البابا الراهبات إلى عدم فقدان "فرح الرسالة"، رغم الظروف الصعبة.

وقال: "ما نشهده في هذا المكان هو عبرة للجميع، لا يمكن أن ننسى الضعفاء".

واختتم البابا زيارته إلى لبنان بتوجيه دعوة صريحة إلى جميع اللبنانيين لتوحيد الجهود من أجل استعادة بهاء وطنهم، قائلا: "يجب أن يقوم كل واحد بدوره، وعلينا جميعا أن نعمل من أجل أن يبقى لبنان أرضا للسلام والعدل والتلاقي بين الأديان".

مقالات مشابهة

  • رئيس لبنان يدعو مجلس الأمن لدعم الجيش والضغط لوقف اعتداءات إسرائيل
  • الرئيس اللبناني يدعو لممارسة الضغوط على إسرائيل لتطبيق وقف إطلاق النار والانسحاب
  • الرئيس اللبناني يدعو للضغط على إسرائيل لتنفيذ انسحابها من الجنوب
  • الرئيس اللبناني يطالب مجلس الأمن بالضغط على إسرائيل لتطبيق وقف إطلاق النار
  • الرئيس اللبناني: هدف المحادثات مع إسرائيل تجنب حرب ثانية
  • الأنباء اللبنانية: مسيرات الاحتلال تحلق على ارتفاع منخفض فوق بيروت وضواحيها
  • قرار أممي يدعو العدو الإسرائيلي للانسحاب من الأراضي الفلسطينية والجولان المحتل
  • الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد قرارًا يدعو إسرائيل للانسحاب من مرتفعات الجولان
  • البابا من بيروت يدعو إلى لبنان موحد و"نزع السلاح من القلوب"