تحالف حارس الازدهار يعاني النكسات والتصدعات
تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT
وذكر الموقعأنّ عملية "حارس الازدهار" التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية في البحر الأحمر، تظهر "تصدّعاتٍ كبيرةً"، في الوقت الذي "طالت فيه ضربات الطائرات المسيّرة السفن قبالة الهند، بعيداً من شواطئ اليمن".
وفي حين وافقت 20 دولةً على المشاركة في التحالف البحري متعدد الجنسيات بحسب ما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية، فإنّ جزءاً صغيراً منها سيوفّر فعلياً سفناً للتحالف، أو أصولاً رئيسيةً أخرى من أجل المساعدة، وذلك وفقاً لما أورده الموقع المتخصّص بالشؤون العسكرية.
وجاء في التقرير الذي أعدّه الموقع، إنّ عدّة دول منضوية تحت هذا التحالف "ترسل في الواقع حفنةً من الموظفين"، مُشيراً إلى أنّ الأمر أصبح مشكلةً خصوصاً في الوقت الحالي، كاشفاً رفض كل من إسبانيا، وإيطاليا وفرنسا الطلب الأمريكي بأن تخضع سفنها لقيادة البحرية الأميركية أثناء نشرها كجزءٍ من العملية، حسبما ذكر الموقع.
وفي السياق، نقل الموقع عن وكالة "رويترز" الإخبارية قولها إنّ إسبانيا أعلنت أنّها ستوافق فقط على عملية يقودها حلف شمال الأطلسي "الناتو" أو الاتحاد الأوروبي.
وذكر "The War Zone" ي تقرير أنّ الفرقاطة الإيطالية "فيرجينيو فاسان"، ستنتشر في المنطقة، إلا أنّها لن تفعل ذلك كجزء من عملية "حارس الازدهار"، كما لفت إلى أنّه على الرغم من أنّ فرنسا ستشارك في العملية، لكنّها "لن تسمح لسفنها بأن تخضع لقيادة الولايات المتحدة".
وبحسب الموقع، يشكّل هذا رفض خضوع السفن لقيادة واشنطن "مشكلةً كبيرةً"، لأنّ هذه الدول، وهي أعضاء في حلف شمالي الأطلسي، تمتلك سفناً ذات قدرة عالية مع قدرات دفاع جوي قوية يمكن إرسالها.
وفي حين أنّ الجدل بشأن أي تحالف متعدد الجنسيات من أجل عملية مثل هذه ليس بالأمر السهل أبداً، فإنّ هذه التطورات بين أقرب حلفاء واشنطن هي "نكسات بالتأكيد"، على حدّ وصف الموقع، كما أنّها تأتي في الوقت الذي يبدو فيه أنّ "التهديد للشحن يتوسع إلى ما هو أبعد من باب المندب ومحيطه المباشر".
وفي وقت سابق، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أنّه في ظل الدعم الأمريكي للحرب الإسرائيلية على غزة، "لا يبدو أنّ أي دولة في المنطقة ترغب في الارتباط بالولايات المتحدة في مغامرة عسكرية".
وأوردت الصحيفة أنّه كان هناك غياب ملحوظ للدول العربية بين البلدان المشاركة، عندما أعلن وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، أنّ الولايات المتحدة تنظم قوة عمل بحرية جديدة لمواجهة ما يزعم أنّه "التهديد" الذي يشكّله اليمنيون في البحر الأحمر.
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
إقرأ أيضاً:
النشطاء: على أوروبا أن تضمن أمنها بنفسها بعيدا عن الولايات المتحدة
وتنص المادة الخامسة من اتفاقية تأسيس الحلف على أن أي هجوم تتعرض له دولة بالناتو يعتبر هجوما على الجميع، ويصبح الأعضاء كلهم مطالبين بالدفاع عن الدولة المستهدفة.
وعلى هذا الأساس، تخصص كل دولة من الدول الأعضاء 2% من ناتجها المحلي السنوي لتعزيز قدرتها الدفاعية، التي هي جزء من قدرة الحلف، وقد دفعت بولندا العام الماضي أكثر من 4% بسبب خوفها من روسيا، وهي نسبة تفوق ما تدفعه أميركا التي توصف بأنها أكبر الداعمين.
في المقابل، يرى مراقبون أن هناك من يحاولون الحصول على حماية الحلف دون أن يدفعوا كثيرا من المال ككندا وبلجيكا اللتين تدفعان 1.5 و1.28% من ناتجيهما على التوالي، وهو أمر لم يخف الرئيس الأميركي دونالد ترامب انزعاجه منه ورفضه له، وواصل منذ عودته إلى البيت الأبيض في قبل 5 أشهر مطالبته الجميع بدفع ما عليها.
بل إن ترامب أعلن صراحة أن الولايات المتحدة لن تساهم في حماية من لا يدفعون ثمن حمياتهم، بقوله: "عندما قلت: إذا لم تدفعوا، فلن نحميكم بدأ المال يتدفق. لا أحد غيري قال ذلك من قبل"، مضيفا "لقد تعرضت لانتقادات كثيرة، اعتبروه تهديدا، أنا أنقذت الناتو، لكن الناتو يستغلنا".
سأشجع بوتين إن هاجمكم
وذهب ترامب إلى أبعد من هذا بقوله إن رئيس إحدى الدول سأله إن كان سيحميهم إن لم يدفعوا، فأجابه الرئيس الأميركي: "بل سأشجع روسيا إذا هاجمت أي دولة لا تدفع"، أو بمعنى آخر وكما فهمه كثيرون فقد "هدد بإفلات الروسي فلاديمير بوتين عليهم".
ولم يتوقف ترامب عند مطالبة الدول بدفع حصتها، فطالب برفع نسبة الإنفاق لكل دولة إلى 5%، وقال "أنتم ستزيدون الإنفاق وأميركا لن تدفع، فقد دفعت كثيرا من قبل".
وأثناء الاجتماع الأخير للحلف، والذي عقد أمس الثلاثاء في مدينة لاهاي، وافقت الدول على ما طلبه ترامب، وقد هنأه الأمين العام للناتو مارك روته بأنه "جعل الجميع يمتثلون لمبادرته". لكن إسبانيا اعترضت على الاقتراح وقال رئيس وزرائها بيدرو سانشيز إنه اتفق مع الناتو على حل.
إعلانوتوصلت حكومة إسبانيا إلى اتفاق إيجابي مع الحلف ينص على أن تخصص 2.1% من ناتجها المحلي الإجمالي لتعزيز قدرتها الدفاعية.
لكن الأمين العام للناتو نبَّه سانشيز إلى أنه مطالب بإيجاد الأموال ودفع 5% كبقية الدول، وعندما رفض رئيس الوزراء الإسباني هذا الأمر تم إبعاده من الصورة الجماعية.
وتفاعلت مواقع التواصل مع هذه التطورات حيث قال ناشطون إن على أوروبا الاعتماد على نفسها، لأن أميركا لم تعد مضمونة في ظل تغير مزاجها إزاء الأزمات الخارجية، بينما اعتبره آخرون بداية سباق تسلح فردي.
ومن ضمن التغريدات التي رصدتها حلقة "شبكات" بتاريخ 2025/6/25 تغريدة للناشط روني قال فيها "أوروبا يجب أن تتحمّل مسؤولية أمنها بنفسها، الاعتماد المفرط على واشنطن لم يعد مضمونا، خاصة مع تغير المزاج الأميركي تجاه الالتزامات الخارجية".
كما كتب الحسن: "هذا الطرح لرفع إنفاق يثير مخاوف في دول بأوروبا من سباق تسلح جديد على حساب الأولويات الاجتماعية".
فيما قال سمير إن خطاب ترامب المتكرر عن الدفع من أجل الحماية "لا يستهدف رفع ميزانيات الدفاع، بل يعيد تعريف مفهوم الحماية الجماعية داخل الناتو، من التزام غير مشروط، إلى عقد مشروط بالدفع والتقاسم العادل للأعباء".
أما عبد العزيز، فكتب "ترامب يُبقي الحلفاء في حالة توتر مستمر. هذا التذبذب قد يكون وسيلة ضغط فعّالة، لكنه يُضعف الثقة السياسية ويجعل خصوم الحلف يراهنون على انقسامه الداخلي".
25/6/2025-|آخر تحديث: 21:04 (توقيت مكة)