أضواء كاشفة : «تنمية» .. تطبيق اللامركزية والشفافية
تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT
ندوة المجالس البلدية 2023م، الَّتي نظَّمتها وزارة الداخليَّة مؤخرًا تحت رعاية صاحب السُّمو السَّيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشَّباب، تبرهن على حرص حكومتنا الرشيدة على تطبيق اللامركزيَّة في الإدارة المحليَّة للمحافظات والولايات.. فهذه الندوة المُهمَّة لها أكثر من مردود وهدف.. فمن ناحية أوضحت الصورة لأعضاء المجلس البلدي بما يتاح لَهُمْ من اختصاصات ومميّزات وأدوار يجِبُ استغلالها فيما يعُودُ على المواطنين في الولاية بالخير والرفاهية والازدهار.
إنَّ المجالس البلديَّة تجسِّد الشراكة الحقيقيَّة والفاعلة لأبناء المُجتمع في بناء الوطن وتطوير قِطاعاته المختلفة، حيث يُلقى على عاتقها مسؤوليَّة كبيرة في تخطيط ومتابعة تنفيذ المشاريع التنمويَّة الَّتي تحتاجها الولاية.. وتطوير المرافق والبنى الأساسيَّة لها حتَّى تتوافر أفضل المرافق الخدميَّة بكافَّة أشكالها، سواء كانت مستشفيات أو مدارس أو أسواقًا أو متنزهات وأماكن ترفيهيَّة ومساحات خضراء أو أماكن تراثيَّة والَّتي يجِبُ المحافظة عَلَيْها أو الارتقاء بالبيئة وغير ذلك ممَّا يضفي ملمحًا حضاريًّا على الولاية وفق خطط شاملة مدروسة تراعي كافَّة احتياجات المواطنين. إنَّ المجالس البلديَّة إضافة كبيرة وجيِّدة لمُجتمعنا العُماني.. فهي تلامس واقع الحياة المعاشة بالنسبة لأفراد المُجتمع ومتابعة احتياجاتهم، بل ومراقبة سلوكيَّاتهم بحيث توصي دائمًا بما يخلق مُجتمعا مثاليًّا خاليًا من السلبيَّات يقفز بعجلة التنمية إلى الأمام والارتقاء بمستوى الفرد المعيشي نَحْوَ الرفاهيَّة والرَّخاء.. فقَدْ عهدنا من القيادة الحكيمة دائمًا الاهتمام بالعنصر البَشَري واعتبار المواطن العُماني هدف التنمية وغايتها، لذلك وضعت كافَّة الأهداف التنمويَّة لتوفير كافَّة سبل الراحة والرَّخاء له، وتذليل كافَّة العقبات الَّتي تواجهه في طريقه وإيجاد الحلول الناجعة لكُلِّ المشكلات الَّتي يتعرض لها وبما يصبُّ في صالح تحسين أوضاع المُجتمع وازدهاره. ندعو المولى سبحانه وتعالى أن يوفقَ أعضاء المجالس البلديَّة للارتقاء بالمُجتمع وتحقيق آمال وطموحات مواطنيهم ونقل همومهم للمسؤولين بكُلِّ صدق وشفافيَّة؛ حتَّى يعمَّ الرَّخاء كافَّة رُبوع البلاد في ظلِّ القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه.
ناصر بن سالم اليحمدي
كاتب عماني
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: المجالس البلدی المجلس البلدی الم جتمع
إقرأ أيضاً:
اللامركزية.. نحو مضاعفة قوة الدولة ونموها الاقتصادي
تتواصل الجهود الحكومية لتحقيق اللامركزية في المحافظات، تنفيذًا للتوجيهات السامية من لدن حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظم- حفظه الله ورعاه- وذلك من خلال الاستغلال الأمثل للموارد؛ بما يُحقق التنمية الشاملة والمستدامة، وتعزيز جهود التنويع الاقتصادي.
ويأتي منتدى الإدارة المحلية الذي تنظمه الأكاديميّة السُّلطانيّة للإدارة بالشراكة مع وزارة الداخلية؛ ليُسلط الضوء على هذه الجهود ويستعرض المبادرات الناجحة في القطاعات الخدمية والتنموية والاجتماعية، إلى جانب استشراف سُبل تعزيز مبدأ اللامركزية.
وفي السنوات الأخيرة، عمِلت المحافظات على استغلال مواردها المتنوعة لإيجاد فرص العمل وتعزيز قدرات الكفاءات الوطنية وتحسين جودة الخدمات، وترسيخ مفهوم المشاركة بين الحكومة والمجتمع، وهو نهج انعكس أثره الإيجابي على الكثير من القطاعات التنموية.
ولعل مسابقة "أفضل مشروع إنمائي" التي جرى تنفيذها لتعزيز التنافسية بين المُحافظات، كانت من الخطوات الرائدة التي حفزت القطاعات المختلفة على الابتكار، ونأمل أن تتواصل هذه التنافسية بما يخدم الوطن والمُواطنين، بأن تشمل مجالات كثيرة وأن تستند إلى آراء ومقترحات الشباب ورؤيتهم للتطوير.
إنَّ التحول نحو اللامركزية وتمكين المحافظات ليس مجرد إعادة توزيع للصلاحيات، بل هو ترجمة للفكر الاستراتيجي لحضرة صاحب الجلالة- أعزه الله- الذي نقل مفهوم "الإدارة المركزية للخدمات" إلى مفهوم "القيادة المحلية للتنمية"؛ إذ إنَّ اللامركزية ليست تخفيفًا عن المركز؛ بل مُضاعفة لقوة الدولة ونموّها الاقتصادي.