تحويلات المغتربين تضخّ «أوكسجين» الدولار.. في «شرايين» لبنان
تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT
تحتفظ تحويلات اللبنانيين العاملين في الخارج والمغتربين، بخصوصيةٍ مطلقةٍ وشبه منفردة، كقناةِ ضخٍّ متواصلٍ للتدفقات النقدية بالعملات الصعبة، مع تسجيلِ تقدمٍ استثنائي في حصةِ المبالغ الواردة سنوياً لتناهز الثلث من إجمالي الناتج المحلي للبلاد.
وفي ختام عام متقلّب بأحداثه، قَدَّرَ البنك الدولي حجم تحويلات المغتربين الوافدة إلى لبنان بما يناهز 6.
ما هو العرض الإسرائيلي لوقف الحرب على غزة؟ منذ 21 ساعة تقرير أممي: اقتصاد لبنان يعاني ضغوط «حرب غزة» منذ 22 ساعة
ومن الثابت، وفق الخبراء والمراكز البحثية، أنه وفي ظل انسداد قنوات تدفق الاستثمارات الخارجية، فإن التحويلات الوافدة تشكل صمام الأمان لمعيشة مئات الآلاف من الأسر المقيمة، وجلّهم من اللبنانيين إضافة الى عائلات سورية وفلسطينية، والتي تتلقى مساعدات نقدية ذات طابع مستدام من العاملين في الخارج والمغتربين.
وبالمثل، فان هذه التحويلات، اكتسبتْ أهميةً مضافةً وكبيرة في تصويب مؤشراتِ الميزان التجاري وميزان المدفوعات اللذين يعانيان انحرافاتٍ حادةً ناتجة عن انفجار الأزمات النقدية والمالية وتَوالي انهياراتها للعام الخامس على التوالي، فضلاً عن مساهمتها النوعية في معاودة بناء الاستقرار الهشّ للعملة الوطنية التي فقدت نحو 98 في المئة من قدرتها الشرائية مقابل الدولار الأميركي، قياسا بالسعر الرسمي السابق.
رقمياً، حلّ لبنان في المركز الثالث إقليميّاً بقياس حجم التحويلات، مسبوقاً فقط من مصر التي استقبلت نحو 24.2 مليار دولار، والمغرب الذي سجلت تحويلاتُ مغتربيه نحو 12.1 مليار دولار.
لكن، وفق الرصد السنوي الذي يجريه البنك الدولي، فإن متوسّط كلفة التحويلات الوافدة إلى لبنان من بلدان ذات دخل مرتفع من ضمن دول منظَّمة التعاون الإقتصادي والتنمية، لا يزال عالياً جدّاً، بحيث برز تصنيف لبنان في اثنين من أغلى 5 ممرّات لتحويل الأموال.
أما في حساباتِ المضاهاة النوعية، ودائماً بحسب جداول البنك الدولي، فقد تَبَوَّأَ لبنان المركز الأوّل في المنطقة والمرتبة الرابعة عالميّاً من حيث مساهمة تحويلات المغتربين في الناتج المحلّي الإجمالي، والتي بلغت 27.5 في المئة خلال 2023، مقابل نسبة 35.7 في المئة في نهاية العام 2022.
وفي لائحةِ الترتيب الدولي، حازتْ طاجيكستان المرتبة الأولى إذ شكلتْ نسبةُ تحويلاتِ مغتربيها 48 في المئة من الناتج المحلّي الإجمالي، تبعتْها تونغا بنسبة 41 في المئة، وساموا بنسبة 32 في المئة.
أمّا في الترقبات الاقليمية، فقد قَدَّرَ البنك الدولي أنّ تنخفض التحويلات إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بنسبة 5.3 في المئة في العام 2023، إلى 61 مليار دولار نتيجة التراجع الكبير في حجم التحويلات إلى مصر. مع الإشارة إلى أنّ التراجع المتوقّع في تحويلات المغتربين إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يعود إلى تدنّي التحويلات الخارجة من المملكة العربيّة السعوديّة والإمارات العربيّة المتّحدة، والذي يُقابله تحسّن طفيف متوقّع في البلدان المغربيّة.
عموماً، قدّر التقرير الدوري للبنك الدولي بعنوان «موجَز الهجرة والتطوير رقم 39»، والذي أوردتْه دائرة الأبحاث في مجموعة «الاعتماد اللبناني»، أن ترتفع تحويلات المغتربين حول العالم بنسبة 3 في المئة لتصل إلى 860 مليار دولار خلال العام الجاري، لقاء 836 مليار دولار خلال 2022.
وفي التوزيع الجغرافي، ارتفعتْ تحويلاتُ المغتربين إلى البلدان المنخفضة والمتوسّطة الدّخل بنسبة 3.8 في المئة في 2023 لتبلغ 669 مليار دولار، فيما سجلت زيادة بنسبة بنسبة 7.7 في المئة خلال 2022. مع الإشارة الى أنّ نموَّ تحويلاتِ المغتربين إلى البلدان المنخفضة والمتوسّطة الدّخل يعود إلى قوّة أسواق العمل المستمرّة في بلدان منظّمة التعاون والتنمية في الميدان الإقتصادي (OECD) وفي دول أعضاء في مجلس التعاون الخليجي (GCC Countries).
ولوحظ أنّ التحويلات أصبحت المصدر الرئيسي لتمويل البلدان المنخفضة والمتوسّطة الدخل بحيث تخطّت الإستثمارات الخارجيّة المباشرة بأكثر من 250 مليار دولار. وقد دفعتْ الأهميّة المتزايدة لتحويلات المغتربين بالسلطات المعنيّة إلى توطيد الجهود لتحسين توقيت وإتّساق المعلومات حول التحويلات.
أمّا بالنسبة لمنطقة أوروبا وآسيا الوسطى، فقد أشار البنك الدولي إلى أنّه يتوقّع أن تشهد المنطقة تراجعاً في تحويلات المغتربين بنسبة 1.4 في المئة خلال 2023، لتتراجع إلى 78 مليار دولار. وهذا الأمر يمكن تفسيره بتراجع التحاويل النقديّة من روسيا إلى البلدان المجاورة نتيجة تدهور قيمة الروبل الروسي مقابل الدولار الأميركي.
أمّا لجهة منطقة أميركا اللاتينيّة والكاريبي، فقد كشف التقرير عن نسبة نموّ متوقّعة لتحويلات المغتربين عند 8 في المئة خلال 2023 لتصل إلى 156 مليار دولار، وذلك في ظلّ قوّة سوق العمل في الولايات المتّحدة.
ويتوقّع التقرير أن تنمو تحويلات المغتربين إلى منطقة جنوب آسيا بنسبة 7.2 في المئة خلال 2023، لتصل إلى 189 مليار دولار وذلك بسبب الزيادة الكبيرة في تحويلات المغتربين إلى الهند، والتي يقدّر التقرير أن تتخطّى التوقّعات السابقة بنحو 14 مليار دولار لتبلغ بالتالي نحو 125 ملياراً.
أمّا لناحية منطقة جنوب أفريقيا والصحراء الكبرى، فمن المتوقّع أن تزيد تحويلات المغتربين بنسبة متواضعة عند 1.9 في المئة لتبلغ نحو 54 مليار دولار. مع العلم أن هذه الزيادة ناتجة في غالبيتها عن النموّ الكبير للتحويلات إلى رواندا بنسبة سنوية بلغت 16.8 في المئة والى أثيوبيا بنسبة 16 في المئة، وأيضاً الى موزامبيق التي سجّلت زيادات قياسية بلغت نحو 48.5 في المئة.
المصدر: الراي
كلمات دلالية: تحویلات المغتربین فی المئة خلال 2023 المغتربین إلى البنک الدولی ملیار دولار
إقرأ أيضاً:
آي صاغة: 300 جنيه ارتفاع في أسعار الذهب بالأسواق المحلية خلال شهر نوفمبر
ارتفعت أسعار الذهب بالأسواق المحلية بنسبة 5.6 % خلال تعاملات شهر نوفمبر، في حين ارتفعت الأوقية بالبورصة العالمية بنسبة 5.3 %، وسط تزايد التوقعات بخفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة الشهر المقبل، وفق تقرير صادر عن منصة «آي صاغة» لتداول الذهب والمجوهرات.
قال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة»، إن أسعار الذهب في السوق المحلي ارتفعت خلال نوفمبر بنسبة 5.6% وبقيمة 300 جنيهًا، إذ افتتح جرام عيار 21 تعاملات الشهر عند 5350 جنيهًا، وأغلق عند 5650 جنيهًا، وفي المقابل، ارتفعت الأوقية عالميًا بنسبة 5.3% وبقيمة 213 دولارًا، إذ افتتحت تعاملات الشهر عند 4003 دولارات، وأغلقت عند 4216 دولارات.
أسعار الذهب بالأسواق المحلية
وأشار، إمبابي، إلى أن أسعار الذهب بالأسواق المحلية ارتفعت بنحو 200 جنيه خلال تعاملات الأسبوع الماضي، حيث افتتح سعر جرام الذهب عيار 21 التعاملات عند مستوى 5450 جنيهًا وأغلق عند 5650 جنيهًا، بينما ارتفعت الأوقية بالبورصة العالمية بنحو 151 دولارًا، حيث افتتحت الأقية التعاملات عند 4065 وأغلفت عند 4216 دولارًا.
وسجّل جرام الذهب عيار 24 نحو 6457 جنيهًا، وعيار 18 حوالي 4843 جنيهًا، فيما استقر الجنيه الذهب عند 45200 جنيه.
ويعزو التقرير هذه التحركات إلى تزايد الإقبال على الذهب محليًا وعالميًا، بدعم من توقعات قوية بخفض الفائدة الأمريكية. وتشير التقديرات إلى احتمال يصل إلى 89% لخفض الفائدة في اجتماع الفيدرالي خلال 9–10 ديسمبر، صعودًا من 50% مطلع الأسبوع، مدفوعًا بتصريحات حذرة من مسؤولي البنك المركزي وتراجع بعض المؤشرات الاقتصادية بعد أزمة إغلاق الحكومة الأمريكية.
ورغم تباطؤ التضخم في مؤشر أسعار المنتجين إلى 2.7%، ما زال سوق العمل يظهر متانة نسبية، فيما تراجع مؤشر الدولار بنسبة 0.04% إلى 99.49، مع ارتفاع عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى 4.023%، وهي عوامل ساهمت في دعم تحركات الذهب.
وعلى الصعيد الدولي، تراجع الطلب الاستهلاكي على الذهب في آسيا بفعل الأسعار المرتفعة، خاصة في الهند خلال موسم الأعراس، بينما هبطت مشتريات المستهلكين في الصين عقب إلغاء الإعفاءات الضريبية، إلى جانب انخفاض صادرات الذهب من هونج كونج إلى البر الرئيسي.
في المقابل، تتوقع مؤسسة UBS ارتفاعًا أكبر في الطلب العالمي على الذهب خلال الأشهر المقبلة، مع دخول دورة خفض الفائدة وتراجع العوائد الحقيقية وتصاعد التوترات السياسية والمالية داخل الولايات المتحدة. ورفعت المؤسسة هدفها السعري للذهب منتصف 2026 إلى 4500 دولار للأوقية بدلًا من 4200، مع سيناريو صعودي قد يصل فيه الذهب إلى 4900 دولار إذا تفاقمت المخاطر، بينما أبقت توقعاتها السلبية عند 3700 دولار.
وذكر بنك UBS أن مشتريات البنوك المركزية – التي تجاوزت 634 طنًا هذا العام – تتسارع خلال الربع الرابع، مدعومة بتزايد تدفقات صناديق الذهب واستمرار الطلب القوي على السبائك والعملات، في حين حافظ الطلب على المجوهرات على مستويات أفضل من المتوقع.
وفي السياق ذاته، أظهر استطلاع حديث لبنك Goldman Sachs شمل أكثر من 900 مشارك مؤسسي، توقعات واسعة بوصول الذهب إلى 5000 دولار للأوقية بحلول نهاية 2026، مع ترجيح 36% من المشاركين تجاوز المعدن هذا المستوى بالفعل، ويأتي هذا التفاؤل بعد صعود الذهب 58.6% منذ بداية 2025 وتخطيه حاجز 4000 دولار لأول مرة في أكتوبر.
وقد دعمت بنوك عالمية أخرى – بما فيها Bank of America – هذه التوقعات، متوقعة تسجيل المعدن مستويات قياسية العام المقبل، ما قد يزيد الضغوط على صناعة المجوهرات نتيجة ارتفاع تكلفة الخامات، في حين يُتوقع أن تتجه المحافظ الاستثمارية نحو تعزيز مراكزها في الذهب وصناديق المؤشرات المرتبطة به.
ويترقب المستثمرون هذا الأسبوع صدور مؤشرات حيوية، تشمل بيانات مديري المشتريات وتصنيع وخدمات ISM لشهر نوفمبر، إلى جانب الإنتاج الصناعي، والوظائف، وطلبات إعانة البطالة، وهي بيانات قد ترسم ملامح تحركات الذهب في الفترة المقبلة.