في ذكرى توليه مشيخة الأزهر.. من هو الشيخ مصطفى عبد الرازق
تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT
يحل علينا اليوم السابع والعشرين من شهر ديسمبر، ذكرى تولي الشيخ مصطفى عبد الرازق، مشيخة الأزهر الشريف، وهو رائد الفكر الفلسفي الإسلامي، فضلا عن كونه أديبا وشاعرا، كما كان كاتبا صحفيا متميزا.
ويعد الشيخ مصطفى عبدالرازق علامة بارزة بين علماء الأزهر الشريف، ومن تولوا مشيخة الأزهر الشريف، حيث جمع بين العلم الشرعي والأدب والتاريخ والفلسفة الإسلامية والترجمة، وهو مؤسس المدرسة الفلسفية العربية.
كما اجتمع للشيخ سمت العلماء وصفتهم، من التواضع، والوقار، والأدب الجم، ولين الجانب، فكانت ابتسامته لا تفارق وجهه، وحظي بحب موفور من مشايخه وأساتذته، ومرؤسيه وتلامذته.
السيرة الذاتية
هو مصطفى بن حسن بن أحمد بن محمد بن عبد الرازق، ولد في قرية أبي جرج، من قرى محافظة المنيا، ولا يعرف تاريخ مولده بالضبط، وأشهر الأقوال أنه ولد سنة 1885م، وهو الابن الرابع من أبناء المرحوم حسن باشا عبد الرازق.
حفظ القرآن الكريم في قريته وجوده ودرس مبادئ العلوم ثم أرسله والده إلى الأزهر وسنه بين العاشرة والحادية عشرة، فواصل دراسته في جد واجتهاد، وظهرت بواكير نبوغه وكان والده يتدارس معه في الإجازات كتب الآداب ودواوين الشعراء فنمت موهبته وأينعت، وأحب الصحافة فأنشأ مع إخوته وأقاربه صحيفة عائلية كان يطبعها على مطبعة (البالوظة)، ثم أنشأ جمعية (غرس الفضائل) من شباب أسرته وكانوا يتناوبون فيها الخطابة في مساء الجمعة من كل أسبوع، وكان هو أمين سر الجمعية واستمرت هذه الجمعية من سنة 1900م حتى سنة 1905م.
تولى الشيخ الإمام مصطفى عبد الرازق مشيخة الأزهر، في 27 من ديسمبر سنة 1945، وهذا الأمر لم يرض به مجموعة من كبار العلماء في الأزهر؛ لأن شيخ الأزهر ينبغي أن يكون من هيئة جماعة كبار العلماء، ولا يعين بالهيئة إلا من تولى وظائف معينة في القضاء الشرعي، أو درس بالأزهر مدة معينة، ولم يكن الشيخ مصطفى عبد الرازق باشر التدريس بالأزهر، ولم يعترف كبار علماء الأزهر بتدريسه بالجامعة المصرية، فحل أولياء الأمور هذه المشكلة بإصدار قانون جديد يقضي بأن يكون التدريس في الجامعة مساويا للتدريس في الكليات الأزهرية في الترشيح لمشيخة الأزهر.
ولم يمض عليه حول كامل في مشيخة الأزهر حتى تم اختياره أميرا للحج، فخرج لأداء الفريضة في 28 من أكتوبر سنة 1946م، ولبث في رحلته شهرا وأياما ثم عاد ليتفرغ لاستئناف وجوه الإصلاح في الأزهر، ولكن الأمر لم يطل به.
ذهب الشيخ الإمام مصطفى عبد الرازق في 15 من فبراير سنة 1947م إلى مكتبة الأزهر فترأس جلسة المجلس الأعلى للأزهر ثم عاد إلى بيته فتناول طعامه ونام قليلا، ثم استيقظ فتوضأ وصلى، ثم شعر بإعياء شديد فاستدعي الطبيب فوجد أن الشيخ قد وافته المنية، فقد نفذ قضاء الله فيه، ولا راد لقضائه، ولا معقب لحكمه، ولكل أجل كتاب.
شيوخه وأساتذته
تتلمذ الشيخ على يد علماء أجلاء أثروا في فكره، وصقلوا مواهبه، من أبرز هؤلاء العلماء: الشيخ محمد عبده، والشيخ بسيوني عسل، والشيخ محمد حسنين البولاقي، والشيخ أبو الفضل الجيزاوي، رحمهم الله.
مناصبه العلمية
شغل الشيخ مصطفى عبد الرازق عددا من مواقع العلم البارزة، وتقلد العديد من المناصب.
فقد درس القضاء الشرعي في الأزهر الشريف، وعين مفتشا للمحاكم الشرعية.
وفي أوائل أكتوبر 1915م عين بالمجلس الأعلى للأزهر.
وعين أستاذا مساعدا للفلسفة بكلية الآداب بجامعة فؤاد الأول؛ ثم منح لقب أستاذ الفلسفة في أول أكتوبر سنة 1935م.
تم اختياره وزيرا لشئون الأوقاف المصرية، والتي تعاقب اختياره وزيرا عليها من قبل ست حكومات متتالية منذ سنة 1938م، وكان أول أزهري يتولاها.
عين شيخا للأزهر الشريف في ديسمبر 1945م / محرم 1365 ه، واختير أميرا للحج في العام نفسه.
مؤلفات الشيخ مصطفى عبد الرازق
وظف الدكتور مصطفى عبدالرازق فكره وأدبه وفلسفته وعلمه لخدمة الدين الإسلامي، ويظهر ذلك جليا في مؤلفاته الرائعة، والتي منها:
تمهيد لتاريخ الفلسفة الإسلامية.
فيلسوف العرب والمعلم الثاني.
الدين والوحي والإسلام.
الإمام الشافعي (رسالته لنيل درجة الدكتوراة)
وفاة الشيخ مصطفى عبد الرازق
بعد حياة حافلة بالعلم والعطاء وخدمة العلم، لحق مجدد الفل فة الإسلامية المفكر الأديب الدكتور مصطفى عبدالرازق بالرفيق الأعلى في 24 ربيع الأول 1366 ه / 15 فبراير 1947م، رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مشيخة الأزهر شيخ الأزهر الشريف الأزهر الشریف مشیخة الأزهر
إقرأ أيضاً:
هيئة كبار العلماء: صلاة الجمعة فريضة حتى لو صادفت يوم عيد الأضحى
أكد الدكتور عباس شومان، الأمين العام لهيئة كبار العلماء، أن صلاة الجمعة تظل فريضة كما هي في حال صادفت أول أيام عيد الأضحى، وذلك وفقًا لرأي جمهور الفقهاء.
وأشار الدكتور عباس شومان، في منشور عبر حسابه على "فيس بوك"، إلى أن الحنابلة خالفوا هذا الرأي وأجازوا لمن صلّى العيد في جماعة أن يكتفي بأداء صلاة الظهر بدلًا من الجمعة، مؤكدًا أن من لم يدرك صلاة العيد يلزمه أداء صلاة الجمعة، وأن الأخذ برأي الجمهور في هذا الأمر أولى وأرجح.
في السياق ذاته، تناول مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية سؤالًا ورد إليه حول ما إذا كانت صلاة العيد تُغني عن صلاة الجمعة إذا اجتمعتا في نفس اليوم.
وبيّن المركز أن الشافعية ذهبوا إلى عدم سقوط صلاة الجمعة عمّن صلّى العيد جماعة، إلا إذا وُجدت مشقة معتبرة في الذهاب لصلاة الجمعة، بينما يرى الحنابلة أن من أدّى صلاة العيد في جماعة لا يلزمه أداء الجمعة، لكن يتوجب عليه صلاة الظهر أربع ركعات، استنادًا إلى حديث النبي ﷺ: «قد اجتمع في يومكم هذا عيدان، فمن شاء أجزأه من الجمعة، وإنا مجمّعون» [رواه أبو داود].
وأوضح مركز الأزهر أنه يجوز لمن يواجه مشقة شديدة بسبب مرض أو سفر أو بعد المسافة أو فوات مصلحة معتبرة أن يقلد من أجاز ترك الجمعة لمن صلّى العيد جماعة، على أن يؤدي صلاة الظهر.
من جهتها، بيّنت دار الإفتاء المصرية أن صلاة العيد سنة مؤكدة عند جمهور العلماء، في حين يراها الحنابلة فرض كفاية، أي إذا أداها من يكفي سقط الإثم عن الآخرين.
وأشارت إلى أنها تُصلّى ركعتين بعد شروق الشمس ويكثر فيها التكبير والدعاء.
وبمناسبة حلول أول أيام عيد الأضحى يوم الجمعة 6 يونيو 2025، وردت استفسارات متعددة لدار الإفتاء حول إمكانية ترك صلاة الجمعة لمن أدى صلاة العيد في نفس اليوم.
وردًّا على هذه التساؤلات، أوضح الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية والفقه المقارن بجامعة الأزهر، أن الجمع بين صلاتي العيد والجمعة لا يُسقط عن المسلم المقيم في المدن وجوب أداء الجمعة، وأن الحديث الذي أجاز تركها كان موجهًا لأهل البادية الذين يواجهون صعوبة في الوصول إلى المسجد.
وشدد مركز الأزهر العالمي للفتوى على أن صلاة العيد وصلاة الجمعة شعيرتان منفصلتان، ولا يجوز إسقاط إحداهما لأجل الأخرى، ولا يُعفى من صلاة الجمعة إلا لعذر شرعي معتبر.