في إعلان هام، أصدرت الحكومة التركية مرسومًا رئاسيًا يُعفي المواطنين من السعودية، والإمارات، والبحرين، وسلطنة عمان، والولايات المتحدة، وكندا من تأشيرة الدخول لغايات السياحة. حيث نشرت الجريدة الرسمية التركية هذا الخبر يوم السبت، وأظهر المرسوم الجديد التزام تركيا بتوسيع قائمة الدول المستفيدة من هذا الإعفاء لتنضم الدول الستة الجديدة إلى قائمة الدول المعفية سابقا حيث تسمح تركيا لمواطني 85 دولة حول العالم بالسفر إليها والدخول إلى أراضيها عبر كافة معابرها الجوية والبرية والبحرية دون الحاجة لإصدار تأشيرة دخول مسبقة، الأمر الذي يبين حقيقة العلاقات الدبلوماسية التي تقيمها تركيا مع مُعظم دول العالم.

وبحسب معلومات نقلتها صحيفة “ترك برس”، يتيح المرسوم لحملة جوازات السفر العادية للمواطنين المعفيين الإقامة داخل تركيا لمدة تصل إلى 90 يومًا خلال فترة 180 يومًا. يأتي هذا القرار في إطار جهود تركيا لتعزيز قطاع السياحة وتشجيع التبادل الثقافي مع الدول المعنية. هذا ويعتبر الإعفاء من التأشيرة التركية مشجعا للمهتمين في السياحة حيث يسمح للمواطنين من البلدان المؤهلة بدخول تركيا بدون أي اجراءات أو رسوم إضافية.

الجدير بالذكر، أن تركيا شهدت ارتفاعًا كبيرًا في عدد السياح السعوديين الذين زاروا البلاد منذ بداية 2023م وحتى نهاية نوفمبر. حيث بلغ إجمالي عددهم 784 ألف سائح، مما يُمثل زيادة بنسبة 70% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. ويحتل السياح السعوديون المرتبة الثانية بعد العراقيين في قائمة الزوار، حيث بلغ عدد السياح العرب في تركيا 4 ملايين سائح، مما يشكل 9% من إجمالي الزوار خلال الأشهر الـ11 الأولى من العام.

المصدر: صحيفة الجزيرة

كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية

إقرأ أيضاً:

"هيئة الوثائق" والتنمية السياحية

 

مدرين المكتومية

 

أيام قليلة تفصلنا عن تظاهرة ثقافية ومعرفية بالغة الأهمية، تدعم جهود عدد من الجهات ذات الصلة بالعمل المُتحفي والثقافي والوثائقي؛ حيث يستضيف مُتحف عُمان عبر الزمان بولاية منح في محافظة الداخلية، أعمال المؤتمر الدولي "المتاحف ودورها في التنمية السياحية"، ولمدة ثلاثة أيام خلال الفترة من 18 إلى 20 من مايو الجاري، وهو الحدث الذي سيسلط الضوء على الأدوار المهمة للمتاحف في تعزيز نمو القطاع السياحي.

المؤتمر الدولي ينعقد بتنظيم من هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية بالتعاون مع مُتحف عُمان عبر الزمان ووزارة التراث والسياحة، ويشهد مشاركة ما يزيد عن 42 باحثًا وأكاديميًا وخبيرًا من 21 دولة، فضلًا عن عدد من المعنيين بقطاعي التراث والسياحة من داخل عُمان وخارجها.

ما يُميِّز هذا المؤتمر المرتقب أنه يتضمن استعراض العديد من الأوراق العملية، التي أعدها باحثون وأكاديميون ومهتمون بالشأن المُتحفي، وتتناول دور المؤسسات المُتحفية والتراثية في تنمية السياحة وصون المكوّن الثقافي، والسياحة المُتحفية والاقتصاد الثقافي، والفرص الاستثمارية المرتبطة به، بجانب الدور التعليمي والمعرفي للمتاحف من خلال الشراكات الأكاديمية، وكذلك جهود توظيف التقنيات الرقمية الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي في إثراء تجربة الزائر.

المؤتمر ثمرة تعاون بين 3 جهات، أولها متحف عُمان عبر الزمان، ذلك الكيان المتحفي الرائد الذي يروي تاريخ عُمان على مر العصر ويسلط الضوء على أبرز المحطات التاريخية الفاصلة في حياة الإنسان العُماني الذي عاش منذ القدم على هذه الأرض الطيبة.

إلى جانب دور هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، وهي أكبر أرشيف وطني في عُمان، يزخر بالعديد من الوثائق والمخطوطات التي توثق بكل دقة العديد من المراحل التاريخية، بما فيها من شخصيات رائدة وسِيَر إنسانية مُلهمة، تبرهن مدى عِظم الإنسان العُماني، في مسيرته الحضارية الممتدة عبر آلاف السنين، وفي شتى الحقب الزمانية.

أما الجهة الثالثة التي تشارك في تنظيم هذا الحدث المحوري، فهي وزارة التراث والسياحة، والتي تتولى مهمة النهوض بالقطاع السياحي وتوفير كافة السبل الكفيلة ببناء قطاع سياحي مُزدهر، يُسهم في رفد الخزانة العامة بالإيرادات التي تدعم التنويع الاقتصادي، وتساعد في توفير فرص العمل، وتُعزز الازدهار الاقتصادي.

ولا ريب أن للمتاحف دورًا مؤثرًا في تنشيط الحركة السياحية، ودعم نمو القطاع، بفضل ما توفره من تجارب بصرية ومعارف تعليمية مميزة؛ الأمر الذي يساعد على تعزيز الهوية الثقافية، وجذب المزيد من السياح إلى البلد، والمساهمة في نمو اقتصادنا الوطني. وهذه المتاحف ليست فقط صالات عرض للكنوز الثمينة، لكنها نوافذ عملاقة يُطل من خلالها الزائر على مراحل التاريخ، بما فيها من عراقة وثراء معرفي وثقافي وحضاري، وهي في ذلك تصبح جزءًا أصيلًا من أي استراتيجية للتنمية السياحية؛ إذ لا سياحة دون متاحف. والدليل على ذلك، أننا عندما نشارك في أية فعاليات خارج الدولة، تحرص الجهات المُنظمة للفعاليات على تنفيذ جولات وزيارات ميدانية للوفود المشاركة إلى عدد من المتاحف؛ بهدف تعريف هذه الوفود بتاريخ وحضارة البلد الذي يزورونه.

ومن المميز في هذا المؤتمر الدولي أنه يتضمن تنظيم 3 حلقات عمل تخصصية، إضافة إلى معرض تشارك فيه مؤسسات حكومية وخاصة، وعدد من الباحثين والأكاديميين، لإبراز الأبعاد الثقافية والاقتصادية للمتاحف ودورها المجتمعي والسياحي.

هذه الجهود الحثيثة تواكب بلا أدنى شك مُستهدفات رؤية "عُمان 2040"، لا سيما فيما يتعلق بتعزيز التنمية السياحية وترسيخ الجوانب الثقافية، فيما بات يُعرف بالاقتصاد البنفسجي، وهو فرع الاقتصاد القائم على الجوانب الثقافية والفكرية، والتي تستهدف تحقيق نمو اقتصادي قائم على المقومات الثقافية والحضارية.

ولذلك فإن أدوار المتاحف متعددة في دعم القطاع السياحي، منها ترسيخ الهوية الثقافية من خلال ما تقدمه من تجارب تعليمية مميزة للزوار؛ سواءً كانوا مواطنين أو سياح أجانب؛ إذ تعرض المتاحف القطع الأثرية والمخطوطات التاريخية. كما تُسهم المتاحف في جذب السياح المهتمين بالثقافة والتاريخ؛ حيث نلاحظ اهتمام السياح الأجانب بزيارة متاحفنا للاطلاع على الجوانب التاريخية المُشرقة في حضارتنا على مر العصور.

ولعل من أبرز أدوار المتاحف أنها تعزز التعاون مع المتاحف الأخرى حول العالم، بما يساعد على تبادل الخبرات والترويج للتراث العماني عالميًا، وأكبر مثال على ذلك تعاون المتحف الوطني العُماني مع متحف الإرميتاج الروسي.

ومن هذا المنطلق، نؤكد أن متاحفنا العُمانية بمثابة منارات تشع نور المعرفة وضياء الثقافة، وتمنح زوارها تجربة ثقافية وحضارية لا تُنسى، بفضل الإمكانيات المتطورة والثراء الحضاري الذي تزخر به. والجمع بين الثقافة والسياحة، يمثل سموًا حضاريًا جديرًا بالاحترام والتقدير؛ حيث تتحول السياحة من كونها نشاط ترفيهي، إلى منظومة اقتصادية وثقافية متكاملة، تدعم خطط الدولة على أكثر من صعيد.

وإنني لأدعو جموع المهتمين بالشأن المُتحفي والباحثين في مجال الثقافة وعلاقتها بالتنمية السياحية، أن يحرصوا على متابعة أعمال هذا المؤتمر الدولي، والذي أسعد بالمشاركة فيه وتغطيته صحفيًا، انطلاقًا من أدوار الصحافة والإعلام الرائدة في مثل هذه المناسبات.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • بعد ظهوره في دهب.. القرش الحوتي “بهلول” يلفت أنظار السياح.. ومصدر بمحميات جنوب سيناء: لا يشكل أي خطورة على الإنسان
  • "هيئة الوثائق" والتنمية السياحية
  • المتاحف والتنمية السياحية
  • عاجل - وزير السياحة السعودي: نخطط لجذب 50 مليون سائح ودخول قائمة الـ5 الكبار عالميًا بحلول 2030
  • العراق بالمرتبة الاولى في اعداد السياح العرب الى تركيا
  • العراقيون يحتلون المرتبة الاولى بين العرب في السياحة إلى تركيا
  •  العراق الثامن عربياً ضمن قائمة الدول الاكثر امتلاكًا لسعة الطاقة المتجددة
  • انطلاق مناورات “عنقاء الأناضول 2025” في تركيا بمشاركة القوات الجوية الملكية السعودية
  • أميركا في المراتب الأولى بين أكبر الدول التي تستثمر في السعودية
  • السفارة التركية تبدأ في تحصيل رسوم التأشيرة على الليبيين بالدولار الأمريكي