على أسس سليمة.. مطالبات أممية بنظام عالمي لمواجهة الأوبئة
تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT
بمناسبة اليوم الدولي للتأهب للأوبئة الموافق لـ27 كانون/ الأول /ديسمبر، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن العالم "ليس مستعدا" بعد لمواجهة جائحة جديدة محتملة، وانّ عليه "بذل المزيد من الجهد".
وأضاف غوتيريش، مسترجعا الدروس المستفادة منجائحة كوفيد 19، "يجب علينا أن ننبذ الكارثة الأخلاقية والطبية المتمثلة في قيام الدول الغنية بتخزين إمدادات الرعاية الصحية الخاصة بالجائحة والسيطرة عليها، وضمان حصول جميع الأشخاص على وسائل التشخيص والعلاج واللقاحات".
في ذات السياق، وجّه المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس رسالة إلى العالم عبر تقنية الفيديو، وهو يؤكد على ضرورة ان يستعد العالم "بشكل سليم لمواجهة الأوبئة المستقبلية". وكان المسؤول قد أعلن في أيار/مايو نهاية وباء كوفيد باعتباره حالة طوارئ صحية دولية.
ومع اختتام العام الخامس والسبعين منذ تأسيس منظمة الصحة العالمية، دعا تيدروس إلى العمل الجاد مشيرا إلى أنّ "عام 2024 يوفر فرصة فريدة لمعالجة هذه الثغرات"، إذ تتفاوض البلدان على أول اتفاق عالمي بشأن التهديدات الوبائية. وأوضح المسؤول الأممي قائلا: "يتم تصميم الاتفاق بشأن الأوبئة لسدّ الفجوات في التآزر العالمي والتعاون والإنصاف".
وتجري المفاوضات في منظمة الصحة العالمية بشأن معاهدة عالمية لمكافحة الجائحة لتحسين التنظيم والاستعداد للجائحة في المستقبل، وذلك بمبادرة من رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل.
ومن المقرر أن يتم اعتماد المعاهدة في "جمعية الصحة العالمية" المزمع عقدها في الفترة من 27 أيار/ مايو إلى أول حزيران / يونيو 2024. غير أن المسودة المؤلفة من 30 صفحة لا تزال محط جدل كبير بين الأطراف المعنية. ومن الانتقادات المطروحة تلك الصادرة عن الدول الغنية والتي انتقدت بنودا تلزم الكشف عن تفاصيل تمويل البحوث وإخضاع شركات الأدوية إلى توفير الشفافية في الأسعار.
ومن بين ما طرح المقترح الحالي، تحديد مدى سرعة تبادل المعلومات حول مسببات الأمراض الجديدة، ومن ينتج اللقاحات والأدوية وأين وكيف يتم توزيعها، عطفا عن الزام شركات الأدوية بالتنازل عن حقوق الملكية الفكرية للأدوية وتسليم جزء من إنتاجها إلى منظمة الصحة العالمية لتوزيعه، في حال ظهور وباء جديد.
وحتى لو تمّ اعتماد المعاهدة في اجتماع منظمة الصحة العالمية، فإنها لن تدخل حيز التنفيذ إلا إذا صادق عليها عدد كافٍ من الدول وستكون نافذة فقط في تلك الدول. وتم تقديم مئات الشكاوى الدستورية أمام المحكمة الدستورية الاتحادية في ألمانيا ضد المعاهدة.
وقضت المحكمة بعدم قبول إحدى هذه الشكاوى في أيلول /سبتمبر الماضي.
ويخشى مقدم الشكوى من أن تصدر منظمة الصحة العالمية توجيهات ملزمة وتتجاوز قرارات الدول ذات السيادة بشأن التدابير الصحية في حالة تفشي الجائحة وحالات الطوارئ الصحية.
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: منظمة الصحة العالمیة
إقرأ أيضاً:
الصحة العالمية تحذر.. الأعراض طويلة الأمد لفيروس كورونا لا تزال مشكلة خطيرة
صرح عبد الرحمن محمود، رئيس إدارة الإنذار والاستجابة للطوارئ الصحية في منظمة الصحة العالمية، خلال مؤتمر صحفي عُقد في جنيف أمس، أن الأعراض طويلة الأمد المرتبطة بـ"كوفيد-19" ما تزال تمثل تحدياً صحياً بالغ الخطورة.
وأوضح أن هذه الأعراض تتنوع ما بين إجهاد بسيط ومشاكل في الذاكرة وظهور ما يُعرف بـ"ضباب الدماغ".
وفي مواجهة الانتشار المستمر للفيروس، قدمت منظمة الصحة العالمية خطة استراتيجية محدثة تهدف إلى التصدي للتهديدات الناتجة عن الفيروسات التاجية. ورغم ذلك، تُبقي المنظمة على مستويات جاهزية مرتفعة وتواصل الرصد اليومي للمخاطر الوبائية. ولا تزال المشكلة تحت المراقبة المستمرة.
يتجلى ذلك في الإجراءات التالية:
- الاستمرار في الرصد اليومي لتطور الوضع الوبائي وظهور المتحورات الجديدة.
- طرح خطة استراتيجية محدثة تعكس الانتقال من استجابة طارئة إلى نهج طويل الأمد لإدارة تهديد أصبح مستوطناً، لكنه لم يختفِ.
التصريحات تسلط الضوء على أن الجائحة تركت وراءها إرثاً ثقيلاً من الأمراض المزمنة التي تستدعي اهتماماً أكبر من أنظمة الرعاية الصحية، إلى جانب إجراء المزيد من الأبحاث والدعم المستمر للمرضى.
استناداً إلى البيانات الرسمية التي تجمعها منظمة الصحة العالمية وجامعة جونز هوبكنز وجهات أخرى، فإن عدد الوفيات التي تم الإبلاغ عنها على مستوى العالم بسبب كوفيد-19 يتجاوز 7 ملايين وفاة.
لكن هناك حقائق مهمة يجب أخذها بعين الاعتبار:
- العدد الفعلي للوفيات قد يكون أعلى بكثير. حيث تشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن إجمالي الوفيات الزائدة المرتبطة بالجائحة، بما يشمل الوفيات المباشرة وغير المباشرة الناتجة عن الضغط الهائل على الأنظمة الصحية، قد يصل لضعفي أو ثلاثة أضعاف الرقم المبلغ عنه رسمياً، ما يرفع الحصيلة المحتملة إلى حوالي 20 مليون وفاة أو أكثر.
- التحديات في كيفية تسجيل الإحصاءات: تختلف معايير تسجيل الوفيات بين البلدان (هل الوفاة حدثت "بسبب" كوفيد أو "مع" كوفيد؟). إضافة إلى ذلك، فإن نقص الاختبارات خلال المراحل الأولى من الجائحة وكذلك في المناطق ذات الموارد المحدودة أسهم في عدم تسجيل العديد من الوفيات رسمياً على أنها مرتبطة بالفيروس.