حزب الله اللبناني وإسرائيل.. هل تتحول المناوشات لحرب إقليمية؟
تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT
بالتزامن مع الحرب على جبهة غزة، بات حزب الله اللبناني يشكل صداعًا مزمنا لتل أبيب على جبهة جنوب لبنان..
الأمر الذي دفع بوزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين إلى تهديد الأمين العام للحزب حسن نصر الله مطالبًا إياه بتنفيذ القرار الأممي ألف وسبعمئة وواحد والانسحاب إلى الشمال من نهر الليطاني مؤكدًا أن جميع الخيارات مفتوحة أمام إسرائيل في حال فشل الخيار الدبلوماسي.
على ذات المنوال نسج عضو مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس الذي أشار بدوره إلى أن الجيش الإسرائيلي سيجبر حزب الله على وقف هجماته على الجبهة الشمالية ما لم تعمل الحكومة اللبنانية على تنفيذ الأمر.
على الجانب الآخر يرد حزب الله عبر نائبه في البرلمان اللبناني حسن فضل الله بأن الحزب جاهز لكل الاحتمالات، مضيفًا أن كل مرحلة لها متطلباتها وطرقها سواء على المستوى السياسي أو العسكري، متوعدًا إسرائيل بالهزيمة في لبنان.
فإلى أين يتجه مسار المواجهة بين حزب الله والجيش الإسرائيلي؟ وما قدرة الطرفين على الخروج من قواعد الاشتباك الحالية وإشعال فتيل الحرب الشاملة؟Your browser does not support audio tag.
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الجيش الإسرائيلي الحرب على غزة حزب الله طوفان الأقصى حزب الله
إقرأ أيضاً:
هل تُسهم الدبلوماسية الأمريكية في نزع فتيل الحرب في لبنان؟
جان يعقوب جبور
في خِضمِّ التوترات المتصاعدة على الحدود الجنوبية، تبدو الدبلوماسية الأمريكية لاعبًا أساسيًا في منع انزلاق لبنان إلى مُواجهة شاملة؛ فواشنطن- التي تدرك خطورة انفجار الجبهة الشمالية على كامل الإقليم- تتحرك على خطّين متوازيين: الضغط على إسرائيل لعدم توسيع رقعة الصراع، ومُحاولة تثبيت قنوات التواصل مع الدولة اللبنانية وحلفائها الدوليين.
تُؤكد مصادر دبلوماسية أنّ الإدارة الأمريكية تُظهر حرصًا واضحًا على إبقاء الاشتباكات ضمن "سقف مضبوط"، خشية انتقال النار إلى ساحات أخرى تمتدّ من العراق إلى اليمن، ما يُهدد مصالحها المباشرة وأمن قواتها في الشرق الأوسط. وفي هذا السياق، تُكثِّف واشنطن اتصالاتها مع تل أبيب، مُشدّدةً على ضرورة تفادي أي مُغامرة عسكرية غير محسوبة في لبنان، فيما تعيد تفعيل التنسيق مع فرنسا والأمم المتحدة لتثبيت القرار 1701 وتعزيز دور قوات اليونيفيل.
على الضفة اللبنانية، تواصل الولايات المتحدة دعمها للجيش اللبناني باعتباره الجهة الشرعية القادرة على لعب دور ضابط للإيقاع الأمني في الجنوب، في وقت تمتنع عن أي تواصل مباشر مع "حزب الله"، ما يَحدّ من قدرتها على التأثير الكامل في القرار الميداني. ومع ذلك، ترى واشنطن أنّ ضبط الصراع يحتاج إلى مُقاربة شاملة تشمل الحلفاء الإقليميين للحزب، وعلى رأسهم إيران، وهو ما يُفسّر ازدياد وتيرة الرسائل غير المُعلنة بين واشنطن وطهران عبر وسطاء إقليميين.
لكنَّ قدرة الدبلوماسية الأمريكية تبقى محكومة بعوامل مُعقّدة؛ فإسرائيل تتخذ قراراتها وفق حساباتها الداخلية ومخاوفها الأمنية، فيما يتوزَّع القرار اللبناني بين الدولة والقوى السياسية و"حزب الله"؛ بما يعكس تشابك الساحة المحلية مع الحسابات الإقليمية. لذلك، لا يمكن للدور الأمريكي وحده أن يمنع الحرب، لكنه يبقى عنصرًا محوريًا في إبقاء النار تحت السيطرة، ومنع الانفجار الكبير الذي يلوح في الأفق.
في المحصلة، تُسهم واشنطن بفعالية في احتواء التوتر، لكنها ليست اللاعب الوحيد في لعبة التوازنات؛ فمصير الجبهة الجنوبية سيظل رهن شبكة متشابكة من الضغوط الدولية، والحسابات الإسرائيلية، والرسائل المتبادلة بين طهران وتل أبيب، والقدرة اللبنانية على تجنُّب الانجرار إلى مواجهة لا يحتملها البلد.