الدويري: طوفان الأقصى جديرة بلقب ضربة القرن
تاريخ النشر: 29th, December 2023 GMT
سرايا - قال اللواء فايز الدويري الخبير العسكري والإستراتيجي إن عملية طوفان الأقصى جديرة بما قاله أبو عبيدة المتحدث العسكري لكتائب عز الدين القسام الجناح المسلح لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)؛ حين وصفها بـ"ضربة القرن"، مرجعا ذلك إلى ما تجرعه الاحتلال الإسرائيلي فيها من مرارة هزيمة حطمت كبرياءه.
وأوضح في تحليل عسكري للجزيرة أن هذه المرة الأولى التي يتجرع فيها الاحتلال هذا القدر من مرارة الهزيمة، لأنه في كل الحروب السابقة وإن تضمنت بطولات لمن واجهه؛ فإن النتائج في النهاية كانت تحسب بصورة ما لصالحه، حتى في حرب 1973، بينما كانت هزيمته حاضرة في حربه على غزة من بدايتها.
وأشار في هذا السياق لمقولة الكاتب الراحل محمد حسنين هيكل بأن زوال إسرائيل يبدأ حال خسارتها للمعركة الأولى، مضيفا أنه حتى هذه اللحظة ومن خلال مقاربة المعركة غير المتناظرة بين الطرفين، فالاحتلال الإسرائيلي في حالة تجرع الهزيمة بشكل واضح.
وحول ما ذكره أبو عبيدة في آخر خطاباته من أن القسام دمر 825 آلية عسكرية للاحتلال، أوضح الدويري أن ذلك يعني تدمير كتائب القسام وحدها آليات ما يزيد عن فرقتين كاملتين، لكنه يؤكد أن العدد الكلي لما دمرته المقاومة تجاوز حاجز الألف منذ 5 أيام، وهو ما يعني تدمير آليات 3 فرق كاملة.
وأشار في هذا السياق إلى أن وقف الاحتلال صفقات دبابات ميركافا كانت عقدتها مع قبرص والمغرب، وطلبها قطع غيار وذخائر؛ يؤكدان هذه المقاربة، ويدلان دلالة واضحة على ما يمر به الاحتلال من أزمة في هذا السياق.
وأكد المحلل العسكري قدرة القسام على الاستمرار في القتال، وإدارة المعركة بنجاعة وربط وقف إطلاق النار بما تراه من شروط، مشددا في هذا السياق على أن القسام أقدر من جيش الاحتلال على الاستمرار في القتال، رغم الدعم الغربي المكثف.
وفي سياق حديثه عن المعارك الدائرة في مخيم البريج، أشار الدويري إلى أن جيش الاحتلال توقع أن تكون الأمور أسهل باعتبار المنطقة زراعية ورخوة، لكنه فوجئ بأداء المقاومة وقدرتها على التصدي كما أظهر فيديو القسام.
وأوضح الخبير العسكري أن في هذه المنطقة لواء الوسط؛ وهو أحد ألوية القسام التي كان لها سجل حافل في المواجهات السابقة، ويعرف بأنه قوة متميزة قد تكون "متقاربة -إلى حد ما- من قوة لواء خان يونس" والذي يخوض معارك ضاربة ضد قوات الاحتلال.
ولفت إلى أن عدد آليات الاحتلال المدمرة الذي ذكره المتحدث باسم القسام ربما يكون قبل ما أعلنته الكتائب في بيانها مساء الخميس من تدميرها 19 آلية، وهو ما يعني ارتفاع العدد إلى 844 آلية.
واعتبر الدويري ما ذكره أبو عبيدة من استهداف القسام 3 مروحيات بصواريخ مضادة للطائرات خلال اليومين الأخيرين تطورا لافتا، مشيرا إلى أنه رغم صعوبة تصنيع أسلحة الدفاع الجوي فإنه -مع توفر الإرادة- من الممكن الوصول إليها عاجلا أو آجلا
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: إلى أن
إقرأ أيضاً:
الدويري: أبواب الجحيم 2 معركة حقيقية تؤكد دقة كمائن المقاومة
قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري إن فيديو كمين "أبواب الجحيم 2" الذي بثته كتائب القسام، يعكس معركة حقيقية مرّت بمراحل استكشاف واستدراج واشتباك، ويؤكد دقة الكمائن.
وأوضح الدويري خلال فقرة التحليل العسكري أن الفيديو أظهر بداية استهداف الطابق الأرضي، ثم مرحلة الاشتباك المباشر، مشيرا إلى أن ما جرى يعكس حرفية وتخطيطا متقنا من المقاومة.
وكانت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- قد بثت مشاهد من الكمين شرق رفح، جنوبي قطاع غزة، نُفذ يوم الأربعاء 7 مايو/أيار الجاري ضمن عمليات "أبواب الجحيم".
وأضاف أن الجزء الأول من المقطع يسلط الضوء على دقة الرصد والمتابعة لتحركات قوات الاحتلال، مما مكن المقاومة من اختيار توقيت ومكان الاشتباك بدقة، مشيرا إلى أن هذه المشاهد تمثل جزءا فقط من المواجهة التي استُخدمت فيها أسلحة أوتوماتيكية وقذائف.
شبكة الأنفاق
وتوقف الدويري عند البنية التحتية التي تعتمد عليها المقاومة، متسائلا "بعد 18 شهرا وأكثر من 100 ألف طن من القنابل، هل يمكن أن يبقى مقاتلون على السطح؟"، ليؤكد أن استمرارهم يعود لاعتمادهم على شبكة الأنفاق.
وأوضح أن الاحتلال لم يكتشف سوى 25% فقط من هذه الشبكة، وهو ما يتوافق مع تقديرات أكاديمية مثل تقارير "ويست بوينت"، لافتا إلى أن المقاتلين لا يزالون يتحركون بفعالية ضمن الأنفاق غير المكتشفة.
إعلانوحول تكتيكات المقاومة، أشار الدويري إلى استخدام تقنيات "المراقبة البصرية" لقراءة الواقع وتمرير المعلومة، يليها نصب الكمائن أو تجهيز مبانٍ وأفواه أنفاق للتفجير، مشددا على أن هذه التكتيكات تُبنى على استغلال أخطاء بشرية من جنود الاحتلال.
ولفت إلى أن وحدات "يهلوم" الإسرائيلية، المختصة بالأنفاق، تُستدرج مرارا رغم أنها الأفضل في هذا المجال، مما يكشف عن قدرة المقاومة على التفوق حتى على النخب العسكرية الإسرائيلية.
عمليات رفح
وبالحديث عن العمليات الجارية في رفح، أكد اللواء الدويري أن المقاومة واجهت وسائل كشف إسرائيلية متقدمة، بينها كلاب مدربة على رصد المتفجرات، لكنها تمكنت من إبطال مفعولها عبر مواد خاصة تعيق حاسة الشم.
وأشار إلى أن الاشتباك في رفح يدور من مسافة صفر، وأن تفريغ المنطقة الممتدة بين موراغ وشارع صلاح الدين والتي تبلغ مساحتها نحو 75 كيلومترا مربعا، أتاح للمقاومة هذه الفرصة القتالية المباشرة.
وأوضح أن تمركز القوات الإسرائيلية يتركّز في نقاط داخل ممرّي صلاح الدين وموراغ، في حين تُبقي بقية المحاور تحت السيطرة النارية، لافتا إلى أن دخول الاحتلال عمق رفح جاء بعد طرح خطة ترحيل السكان إلى ما وصفه بـ"الغيتو النازي".
وأكد الدويري أن هذه التحركات منحت المقاومة هامش تحرك مماثلا لما حدث في عمليات بيت حانون وكسر السيف 1 و2، والتي نفذت على مسافة لا تتجاوز 300 متر من السياج، مشيرا إلى أن الاشتباك القريب يمنح المقاومة فرص التفوق النوعي.